الخميس، 7 يناير 2010

من وحي الانتخابات

تمت الانتخابات - بفضل الله - و اجتهد إخواننا فيها قدر جهدهم لإخراجها و إتمامها علي أفضل صورة ممكنة حتي تشكل لنا مكتب إرشاد هو باقة من خيرة الإخوان كل واحد فيهم يصلح -بنعمة الله عليه- لأن يحمل أمانة و قيادة دولا بكاملها نحسبهم كذلك و لا نزكيهم علي الله و قد صاحب هذه الانتخابات زخم إعلامي شديد كان في أغلبه يهول الأحداث و ينسج القصص و الأساطير من قبيل أن شباب الإخوان الغاضبون يستعدون لاقتحام مكتب الإرشاد بالمنيل و إيقاف الانتخابات الباطلة و من مثل أن د.عصام العريان انقلب علي الإصلاحيين و عقد صفقة مع المحافظين في مقابل دخوله مكتب الإرشاد و غيره من القصص و التلفيقات الأمنية المفضوحة و في المقابل كان هناك قلة من المتابعات الإعلامية الموضوعية سواء من كتاب و أعضاء الإخوان أو من غيرهم و بعض هذه الكتابات انتقدت بعض الممارسات و الأحداث التي شابت هذه الانتخابات وصلت إلي طلب البعض إلي إعادة الانتخابات بكاملها حفاظا منهم علي سمعة و مكانة الجماعة و غيرة منهم علي ألا يشوب هذه الدعوة التي هي أمل الأمة بحق في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي الذي يسعي لاحتلال أرضنا و عقولنا ... و لكن لكل هؤلاء الغيورين علي دعوتنا أناقش معهم الأمر فأسوق بعض القواعد الشرعية - العقلانية في الأساس- فهناك القاعدة التي تقول أن : " درء المفاسد أولي من جلب المصالح" و هناك القاعدة التي تقول أن : " الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف" ومن ذلك فعل النبي صلي الله عليه و سلم من تركه هدم الكعبة و إعادة بناءها بعض ضم حجر إسماعيل الذي هو جزء منها خوفا من أن القوم حديثو عهد بالإسلام و خوفا من أن يستسهل الناس - بعد النبي صلي الله عليه و سلم - الأمر و يصبح هينا في نفوسهم فترك الكعبة علي ماهي عليه ضرر و لكنه أهون من إعادة الهدم و البناء و قد يصبح الأمر ملعبة بين الناس ... و لذا وجدنا ذلك الموقف الصلب من مرشدنا الأستاذ عاكف في رفض أي محاولات لإعادة الانتخابات برغم ما قد نتفق أو نختلف عليه من ملاحظات شابت العملية الانتخابية و قد نلتمس لإخواننا بعض الأعذار سواء بالتضييق و المخاوف الأمنية أو بعد المسافات أو عدم إمكانية التواصل و التعارف الجيد بين أعضاء الشوري أو غيه مما قد نتفق فيه أيضا أو نختلف في نسبه أو حجمه و لكن الأهم الآن هو الحفاظ علي وحدة الكلمة و لم الشمل و هذا هو المقدم الآن في ظل ظروف صعبة تمر بنا علي مختلف الأصعدة داخليا و خارجيا ... إذن فالفرقة و الانشقاق ضرر كبير لا يحتمل و غير مسموح به و قد نتحمل ضررا أخف و هذا أهون حسب القواعد الشرعية و العقلانية و إن كان هذا لا يمنع من أن نتعلم من الأخطاء و نضع سبل عدم تكرارها و نعدل من لوائحنا بالطريقة السليمة بما يضمن عدم وقوع مثل هذه الأخطاء و الله تعالي يدبر لدعوته و هو ناصر الحق .

1 التعليقات:

محب لدعوته يقول...

كل انتخابات يحدث نفس الخطأ ونقول نفس الكلام وكأنه مكتوب على الفئه التى تدعوا الى التطوير والاصلاح السكوت والا سيعتبرون مروجون للفتنه ومرجفون واخوننا الذين يخطئون بمنئ عن النقد والعتاب وان يقوموا بالتصحيح ولكن اقولها لك من اجل دعوتنا ستحل الازمه نفسها بنفسها وما القلق فى اعادة الانتخابات اذا ثبت صحة ما قيل الا يحدث هذا فى الدول الغربيه الغير مسلمه

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون