السبت، 3 أبريل 2010

وشهد شاهد من أهلها

الدكتور نورمان فينكلي ستاين مؤلف وعالم أمريكي محترم دعي لاعطاء محاضرة في جامعة واترلو ... فأثارت بنت يهودية المحرفة اليهودية لاستعطاف الحاضرين ولانتقاده نتيجة معاداته المستمرة لكل ما يفعله الصهاينة .... لنرى ماذا حدث؟


الخميس، 1 أبريل 2010

لجنة القدس تنظم دورة المعارف المقدسية برعاية الجامعة العربية

تنظم لجنة القدس باتحاد الاطباء العرب دورة للمعارف المقدسية يومي 11 و12 ابريل 2010 برعاية جامعة الدول العربية .

يقول الدكتور جمال عبد السلام مدير اللجنة ان فكرة دورة المعارف المقدسية نبعت من حالة التعتيم الإعلامي عن المدينة وواقعها وتاريخها وعدم معرفة الكثير من أبناء الامة بها ومن ثم تهدف الدورة إلى تعريف المشاركين فيها في وقت وجيز وعبر محاضرات مكثفة بتاريخ المدينة وواقعها والمخاطر التي تتعرض لها

ويضيف عبدالسلام أن الدورة تعقد على مدار يومين كاملين بمعدل 6 ساعات لكل يوم حيث يتضمن برنامج الدورة محاضرات عن تاريخ المدينة والوجود العربي فيها منذ القدم وأهم المعالم الأثرية الموجودة فى المدينة والوضع القانوني الدولي للمدينة منذ قرار التقسيم وحتى الان متضمنا القرارات ذات الصلة المتعلقة بالمدينة والدور الإعلامي في قضية القدس وواقع المدينة في ظل الاحتلال الصهيوني لفلسطين واهم المخططات التى تستهدف تهويد المدينة وهدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل المزعوم والواقع العربي فى القدس.

واشار عبد السلام ان نخبة من الخبراء والمختصين سوف يقومون بإلقاء المحاضرات كل في تخصصه حيث ستكزن هناك محاضرة افتتاحية للمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة إضافة إلى والداعية الإسلامي الدكتور راغب السرجاني والاستاذ الدكتور محمد الكحلاوي امين عام اتحاد الاثريين العرب والأستاذ بكلية الأثار والدكتورة نادية مصطفى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة والدكتور إبراهيم البيومي غانم الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والدكتور محمد شوقي عبد العال مدير منتدى القانون الدولي بجامعة القاهرة والدكتور سليمان صالح الأستاذ بكلية الإعلام.

بالنسبة للاشتراك الدخول على العنوان:

www.ourquds. org

الأربعاء، 31 مارس 2010

المصطلحات السياسية 5


حرف السين


السلطة التنفيذية Executive
هي في الاستعمال ذلك الفرع من الحكومة المسؤول عن تنفيذ السياسات والقواعد التي يضعها المجلس التشريعي. وهكذا فإنها تضم في عضويتها رئيس الحكومة (رئيس الوزراء أو المستشار أو رئيس الجمهورية في النظم الرئاسية). وزملاء ذلك الرئيس من الوزراء والإدارة السياسية الدائمة أو المعينة سياسيا والدوائر من مثل الشرطة والقوات المسلحة.

السلطة القضائية Judiciary
السلطة القضائية هي فرع الحكومة المسؤول عن التفسير الرسمي للقوانين التي يسنها المجلس التشريعي وينفذها الفرع التنفيذي أو يتم تبنيه بموجب اتفاقية دولية كما هو الحال في الدول الأعضاء في المجموعة الأوربية). في الحالات التي تنشأ فيها نزاعات متعلقة بمعنى هذه القوانين أو مشروعيتها أو انتهاكها المفترض. والسلطة القضائية مسؤولة أيضا عن اتخاذ القرارات بنتائج مثل هذه النزاعات مثل فرض العقوبات. وفي معظم الدول المتقدمة سياسيا تتكون السلطة القضائية من قضاة مدربين مهنيا, أو في بعض الحالات منتخبين وبعض النظم تؤمن أيضا وجود أشخاص عاديين في هيئة المحكمة يتولون التقويم.

السوق السوداء Black Market
هي تجارة خفية تُعرض فيها السلع النادرة، أو المعدومة بأسعار أعلى من الأسعار الرسمية، وذلك خلال الأزمات، أو في أنظمة منع الاستيراد.

السياسة Politics
اشتقت كلمة سياسة في اليونانية من كلمة بولس وتعني الدولة المدنية ويقصد بها " القلعة في قلب المدينة " ويرمز للمدينة ساكنو الضواحي الذين يشاركون في تلك المدينة وأعمالها، والسياسة هي جزء من محاولة الإنسان المستمرة لفهم نفسه ومحيطه، وعلاقته مع الآخرين الذين يتعامل معهم. وهي أيضا دراسة الدولة ومؤسساتها وأجهزتها والمهام التي تقوم بها هذه المؤسسات والأجهزة والغايات التي أنشئت من اجلها، وهي أيضا البحث عن العدالة، وهي أيضا مفهوم القوة والنفوذ، والسلطة تعني نشاط الدولة.

السياسة الضريبية Tax Policy
يقصد به السلوك الذي تمارسه الدول في توجيه الضرائب، وفق الأهداف المالية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية، التي تسعى إليها فلسفة الحكم.

حرف الشين


الشرعية Legitimacy
سمة لممارسة السلطة السياسية عندما يعتقد أن تلك السلطة هي على وفق مباديء وممارسات معينة. وقد يطلق المصطلح معياريا أو إيجابيا أو وصفيا؛ يطلق معياريا عندما يطلق على السلطة بأنها جديرة بالقبول على وفق مجموعة متماسكة من المقاييس مثل الحق والعدل، أو إيجابيا عندما يمارس الأشخاص السلطة ضمن القيود التي يضعها القانون والدستور على وفق الإجراءات المحددة. ويطلق المصطلح وصفيا عندما تكون السلطة مقبولة عموما من أولئك الذين تمارس معهم على وفق أي مبادئ يحملونها. ويعنى علم السياسة خصوصا بالعقائد والممارسات الموجودة فعلا في نظام ما ولذا تستعمل (الشرعية) بخاصة في المعنى الوصفي. إن الطبيعة الدقيقة للمبادئ والممارسات التي تمنح الشرعية تتباين بين مجتمع وآخر بمرور الزمن، فالأمثلة الشائعة هي السلطة الإلهية, والقانون الطبيعي، والتسوية الدستورية، وحكم القانون، والقرارات الديمقراطية، أو الانتخابات والوراثة. إن الشرعية مهمة في عمل الحكومة وبقاء النظام السياسي. ويعتمد الحكم كله على الإيمان بحقه في ممارسة السلطة على الرغم من أن الاعتقاد ربما لا يكون جماعيا وقد يقتصر أحيانا على العناصر الرئيسة لجهاز الدولة لذا فإن الحكومات تسعى إلى تسويغ شكل حكمها ومحتواه بالرجوع إلى تلك المبادئ التي تبدو الأكثر أقناعا. ويوصف إنتاج العقائد المناسبة, إن كان بالخلق الواعي للمجموعات الحاكمة أو بالعمليات الاجتماعية غير المقصودة بأنه (إثبات الشرعية). إن إثبات الشرعية لا يتحقق على نحو نهائي، وينبغي أن يكون في عملية مستمرة وتعدل على نحو مستمر لكي يبقى مع تحول الأجيال الجديدة إلى الحياة السياسية ومع تبدل الظروف. ويثير هذا مشكلات عدة: فقد يستمد نظام ما حكم شرعيته، على سبيل المثال، من ثبات التزامه بمبدأ عقائدي معين يتصل بالعلاقة المنـاسبة بين الحكومة والمؤسسات الاجتمـاعية. غير أنـه في مواجهة الصعوبات الاجتماعية قد تهدد إجراءات تكون مرضية بخلاف ذلك شرعية النظام: على سبيل المثال، عندما تتبنى الحكومات الديمقراطية الحرة سياسات تدخلية أو عندما تحاول الحكومات الشيوعية تحرير الاقتصاد. فإذا طبقت مثل هذه السياسات فإنها تضعف الشرعية وتزيد وضوح اللامساواة والاستغلال وميل الحكومة إلى تفضيل مصالح معينة، في حالات نادرة تثير (أزمة إثبات الشرعية) التي تهدد قاعدة نظام الحكم الشرعية نفسها، فإن عملية إثبات الشرعية تكمن في ممارسة السلطة السياسية, بل تفرض أيضا قيودا على ممارساتها.

الشوفينية Chauvinism
التعصب القومي الذي يقوم على تفضيل العنصر، أو الجنس، أو العرق، وعلى تمييز هذا العنصر، والتعصب له دون بقية القوميات، أو الأمم.

حرف الصاد

صندوق الضمان Saving Fund
في نظام التأمين الاجتماعي الصندوق الذي يتلقى اشتراكات المنتسبين إلى الضمان ويدير الشؤون المالية للمؤسسة بمعنى دفع التعويضات المستحقة لأصحابها من مثل التعويض العائلي وتعويض نهاية الخدمة، وإرجاع نسبة معينة من التكاليف التي ترتبت عن معالجة صحية أو استشارة طبية. تتألف أموال الصندوق من مدفوعات العامل الأجير ورب العمل فضلا عن نسبة معينة تتعهد الدولة بتسديدها، وقد نشأت صناديق الضمان الإلزامية للمرة الأولى في ألمانيا عام 1883م، وتلتها بريطانيا عام 1909م، ثم الولايات المتحدة الأمريكية عام 1935م.

صندوق النقد الدولي International Monetary Fund
نشأ صندوق النقد الدولي في واشنطن في 27 كانون الأول 1945م، حين وقعت 29 دولة على أحكام الاتفاق التي أعدها المؤتمر النقدي والمالي الذي عقدته الامم المتحدة في تموز عام 1944م، وفي 8 آذار عام 1946م عقد مجلس حاكمية الصندوق أول اجتماع له في سافانا. يدير شؤون الصندوق مجلس حاكمين ومجلس مديرين تنفيذيين ومدير تنفيذي عام تساعده هيئة من الموظفين، والسلطة العليا في يد مجلس الحاكمين الذي تتمثل فيه كل دولة عضو بحاكم واحد ومناوب حاكم، لكن المجلس يعطي كثيرا من صلاحياته إلى مجلس المديرين التنفيذيين المؤلف من 20عضوا، خمسة منهم تعينهم الدول الخمس التي أسهمت أكثر من غيرها في رأس مال الصندوق، والخمسة عشر الباقون ينتخبهم سائر الأعضاء، أما المدير التنفيذي العام فيختاره أعضاء مجلس المديرين التنفيذيين ويصبح رئيسا لهذا المجلس ومديرا لهيئة الموظفين. غاية صندوق النقد الدولي المعلنة تعزيز التعاون النقدي بين الدول وحسن سير التبادل في العملات، وهو يحاول جهده أن يساعد على نمو التجارة الدولية نموا متزنا كوسيلة للحفاظ على مستوى عال للعمل والاستخدام والأجور، ولضمان تنمية موارد الدول الأعضاء تنميةً فعالةً. يقدم الصندوق خبراءه لإسداء المشورة إلى الدول الأعضاء في معالجة مشاكلها النقدية، كما يضع إمكاناته في التبادل النقدي تحت تصرف الدول الأعضاء، مع أخذ الضمانات اللازمة كي تستطيع التغلب على ما يواجهها من صعوبات في مدفوعاتها الجارية أو قصيرة الأجل، ويعمل الصندوق عن طريق إرسال بعثات من خبرائه على تنفيذ برنامج واسع للمساعدة الفنية في معظم أقطار العالم، كما يصدر العديد من التقارير والمنشورات، ويساعد على تدريب الموظفين العاملين في وزارات مالية بلدانهم ومصارفها المركزية، وترتبط مساعدات الصندوق بتنفيذ بعض الشروط السياسية.

الثلاثاء، 30 مارس 2010

صمود المقدسيين دفع قطعان المتطرِّفين إلى الانسحاب

إحباط محاولة متطرِّفين صهاينة ذبح قرابين بالأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام

تصدَّى المواطنون الفلسطينيون وحرَّاس المسجد الأقصى المبارك اليوم الثلاثاء (30-3) لمحاولات مجموعاتٍ من المتطرِّفين الصهاينة باقتحام ساحات المسجد الأقصى وإدخال ماشية من أجل ذبحها هناك كـ"قرابين" بمناسبة ما يُسمَّى "عيد الفصح اليهودي".

وأفادت مصادر فلسطينية بأن ثبات المواطنين المقدسيين وصمودهم لحماية المسجد من الانتهاكات، دفع شرطة الاحتلال الصهيوني إلى منع قطعان المتطرِّفين من إدخال الماشية في المسجد لحمايتهم.

وذكرت المصادر الفلسطينية أن مواجهاتٍ متفرقةً اندلعت أمس بين المواطنين المقدسيين وعناصر من شرطة الاحتلال وجنوده في محيط البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، وخاصة في منطقة باب الأسباط؛ بسبب الإجراءات والقيود التي وضعتها سلطات الاحتلال في المدينة، والتي تمنع بموجبها المواطنين ممن تقل أعمارهم عن 50 عامًا من الصلاة بالمسجد الأقصى؛ وذلك عشية بدء "عيد الفصح اليهودي".

واندلعت المواجهات بعد اعتراض قوةٍ من جنود الاحتلال شبانًا كانوا في طريقهم إلى المسجد الأقصى، وبعد توقيفهم حصلت مشادات كلامية تحوَّلت إلى تدافعات ومواجهات، وامتدَّت هذه المواجهات إلى منطقة باحة باب العامود بالإضافة إلى مواجهات محدودة في شارع الواد.

وكانت شرطة الاحتلال أعلنت عن حالة تأهُّب في منطقة القدس ومحيط المسجد الأقصى، ونشرت المئات من أفرادها، ومنعت الفلسطينيين من سكان القدس والداخل ممن تقل أعمارهم عن (50 عامًا) من دخول المسجد لأداء الصلوات.

وفي الوقت الذي بدت فيه ساحات المسجد الأقصى ومصلياته شبه خالية من المُصلين الرجال، تم تعويض ذلك من خلال الحضور الملحوظ للنساء من مدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني، وقد اعتصمت مجموعة من النساء قرب بوابة المغاربة، ورابطن في المنطقة القريبة من مسجد المتحف الإسلامي، والذي يدخل منه أفراد الجماعات اليهودية لدى اقتحام المسجد الأقصى.

الاثنين، 29 مارس 2010

من تراث الإخوان المسلمين

الحاج / محمد سمير .. رجل من الاخفياء الاتقياء

الحاج محمد سمير من رجال الاخوان المسلمون نحسبه من الذين قال عنهم الله عزوجل " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا " و نحسبه ممن قال فيهم المصطفى صلى الله عليه و سلم " خير الناس من اذا رأيته ذكرت الله "

نعم انه انه كذلك: اذا رأيته ذكرت الله عزوجل و تذكرت لقائه

اذا رأيته احسست انك امام أحد صحابة النبى صلى الله عليه و سلم

اذا رأيته احسست براحة قلبية ليس لها مثيل

الاخ الاستاذ الكبير سنا و مقاما (محمد سمير ) كان فعلا نقى القلب عفيف اللسان و لقد شعرت بحزن شديد عندما علمت بوفاه و ذهبت لصلاة الجمعة لنصلى عليه صلاة الجنازة فاذا بخطيب الجمعة يتكلم طوال الخطبة عن الأخ محمد سمير فكان مما تكلم عنه لنأخذ منه العبرة و الاستفادة:

1- انه كان يحافظ على الجلوس يوميا من صلاة الفجر الى شروق الشمس و يأخذ اجر حج و عمرة تامتان، فيا له من عمل ايمانى عظيم ليتنا نواظب على صلاة الفجر فى جماعة و نجلس الى الشروق و لو مرة واحدة اسبوعيا

2- انه كان يسعى فى قضاء حوائج الناس بكل ما اوتى من تضحية فكان لا يترك عمل خير الا و شارك فيه

3- انه كان بشوشا دائما يخالط الناس و يصبر على اذاهم و لا يقول ابدا كلمة تسئ الى احد

4- انه كان حريص على سلامة الصدر لمن يتعامل معه فيحكى خطيب الجمعة انه كان يسأل فلان فيقول له انت زعلان منى فى شئ و يسأل اخرو يقول له نفس المقولة و يسألهم جميعا بالعفو عنه دائما



هذا ما تذكرته من خطبة الجمعة التى تحدث عنها الشيخ الفاضل عن الاخ المربى الاستاذ/ محمد سمير

و احسب ان الاستاذ محمد من المخلصيين و لا نزكيه على الله فكان يعمل فى صمت و لا يعرف له شئ ، و كنا اذا زرناه فى البيت كان كريم الضيافة بشوش الوجه نتعلم منه الكثير من كلامه و احاديثه عن سفره و ترحاله و خبراته و كان يحب القطط مثل الصحابى الجليل ابى هريرة

كنت اتكلم عنه انه صحابى من الصحابة الموجودين بيننا و لا نزكيه على الله

و حكى لى بعض الاخوة انه قبل موته بشهر تقريبا وصى اخوانه بالدعاء له و وصى بالاستاذ/ محمد فوزى هو من يغسله و يصلى عليه

و فى النهاية ادعو اخوانى لان يتحلوا من الصفات التى كان يتحلى بها اخونا و استاذنا فنحن فى اشد الحاجة لمثل هذه النماذج الفريدة من الاخوان المسلمين

اخيرا فانى لا استطيع ان اوفى حقه بهذه الكلمات البسيطة فيوجد اخوان لى كثيرين يعرفون عنه اكثر منى فأدعوهم الى التعليق على حياته و المستفاد من تعاملهم معه و اختلاطهم به.

جابر "ابو أنس"

فلسطين: التاريخ والجغرافيا

الأمل بعد الله في الشعوب

رسالة من أ. د/ محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومن والاه، وبعد..

الشعوب رأس مال الأمة..

إن الشعوب هي أساسُ بنيان الأمم، وأصلُ دعوتها، والشعوبُ هي الجنودُ الأوفياءُ في قطار النهضة والتنمية، وما نشهده اليوم من تحرُّكات الشعوب، وانتفاضة المجتمعات؛ لهو خير شاهد على أنَّ الشعوب ستظل هي الرصيدَ الحقيقيَّ، والمخزونَ الفعليَّ، لكل تقدُّم ونماء، رغم ما تعانيه من المحاولات المستميتة لطمس هويتها، وتغييبها عن أداء دورها، وحجْب إرادتِها، في وقت سيطرت فيه القوى الخارجية على مقدراتِها، وانفصل الحكام عن تأييدها، ففقدوا عزَّتَهم، في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني؛ لأن الشعوب هي التي تمدُّ حكوماتها بالكرامة والإباء.

ورغم تزوير الأنظمة إرادة الشعوب، وكبت حرياتها، وحظر قواها الشعبية؛ فإن الشرعية الشعبية في اختيار الأحرار، وإعلاء شأن الشرفاء، باتت اليوم هي الواقع الأقوى، في بلدان أمتنا، باختيارها للإسلام منهاجًا للحياة، كما حدث في الانتخابات النيابية بمصر وتركيا، وغيرها من البلدان الإسلامية، وممَّا تبتهج له النفس ما اختاره الشعب الفلسطيني بكامل إرادته ورغبته لحركة المقاومة الإسلامية حماس؛ لتمسكها بنهج الإسلام، وتطبيقه في المجتمع.

رغم التشويه المستمر لدعوة الحق على أنها تأخُّر، وأن التمسُّك بهوية الإسلام رجعيةٌ، وأن كل دعمٍ لمقاومة المحتل ما هو إلا إرهابٌ وعنفٌ، فإننا شهدنا الغضبات الشعبيَّة العارمة تجاه نصرة الأقصى، من مظاهرات واستنكارات ومقاطعات عامة، أخافت المعتدين، وأشعرتهم بقوة الأمة، وأيضًا ما شهدناه من تدافع شعوبنا للتبرُّع وبذل المال والنفيس، إغاثةً لإخوانهم المسلمين، ونصرةً للمستضعفين والمظلومين في كل مكان، ووقوفًا معهم صفًّا واحدًا، وهذا ما يؤكِّد أنَّ شعوبنا بدأت تدرك- وبجديَّة- أنَّ قيم ومبادئ وأخلاق الإسلام هي البديل الصحيح لشتَّى البدائل الأخرى التي عانت البشرية الويلات من ورائها، وصارت الأمة على قدر كبير من الوعي للأحداث، ومتابعة كثير من أبنائها لهموم أمتهم، والوقوف معهم، بعد أن كانت مغيبةً عن دينها، ومضيِّعةً لشرائعه، فممَّا يبهج النفس أنَّه قد صار للشعوب اليوم موقفٌ يُحسب له ألف حساب، قبل أية محاولة لقلب الحق باطلاً، أو نشر للفساد، وبذلك تكون شعوبنا قد وضعت قدمها على أول خطوة من استرداد الثقة بالنفس والمنهج.

وتأمل ما تقوم أمريكا بإنفاقها على حربي العراق وأفغانستان، ومع ذلك سيبقى الأمل بعد الله في الشعبين اللذين- إلى اللحظة- هما باقيان بمقاومتهما وثباتهما؛ فقد أفادت أرقام طرحتها وزارةُ الدفاع الأمريكية مؤخرًا بأن الموازنة الأمريكية المخصصة للحرب في أفغانستان ستتخطَّى للمرة الأولى في العام 2010م تكلفة الحرب في العراق، (والتي قدِّرت بعد 5 أعوام من حرب العراق بـ600 مليار دولار رسميًّا، في حين قدَّرها الاقتصاديون بـ4 تريليونات دولار).

وقال مدير الموارد في رئاسة الأركان الأمريكية: إن الأموال المطلوبة التي تناهزُ خمسةً وستين مليارًا لأفغانستان تفوق الواحد والستين مليارًا المطلوبة للعراق، مشيرًا إلى أن هذه سابقة.

من جهةٍ ثانية أقر مجلس النواب الأمريكي مشروعَ ميزانيةٍ إضافيةٍ للعام الجاري بقيمة ستة وتسعين مليارًا وسبع مئة مليون دولار؛ لتغطية مصاريف حربي العراق وأفغانستان.

الدور المنتظر من الشعوب..

ومن أجل ذلك فإن الإخوان المسلمين يحبون أن يضعوا الجميعَ أمامَ مسئوليتِهم من الأمانة التي سيُسألون عنها بين يدَي ربهم، لقوله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً﴾ (الأحزاب: 72)، وهذه المسئوليةُ تقعُ على الجميع بغير استثناء؛ كلٌّ حسب موقعه، وتبعًا لقدراته وإمكاناته.

فجدِّدوا يا شعوب العالم الإسلامي استشعارَ الولاءِ لله، وارفَعوا رايةَ الإسلامِ، وأقيموا دولةَ الإسلام في نفوسكم تقُم على أرضكم، واعلَموا أن الإسلام إن لم يكن بكم فسيكون بغيركم، ولكنكم لو لم تكونوا به فلن تكونوا بغيره: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ (محمد: من الآية 38).

ومن هذا المنطلق فإني أرى عدة واجبات، على شعوبنا الإسلاميَّة، وهي تؤدي الدور المنتظر منها:

1- استمرار الجهد الفكري والدعوي، وربط كل هبة شعبية بالإيمان، والحذر من مخالفة أمر الله؛ لجني ثمار المواقف الشعبية الإيجابيَّة بذلاً وعطاءً، وهذه أول بادرة لفهم قضايا أمتنا.

2- استمرار التأكيد على أنَّ أساس الانطلاق الذي يحركنا كشعوب ومجتمعات هو ديننا وشريعتنا، وبذلك تكون العاطفة نبيلةً وكريمةً ومنضبطةً بضوابط الشرع، فلا تحركنا قومية أو إقليميَّة،، يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية10).

3- استمرار الشعوب في امتلاك الوعي بقضاياها، فلا يندفعون تجاه أعمال ليس من ورائها أي منافع لها، أو بعيدة عن المصلحة في حياتها وأخراها، ومن ذلك إشهار سلاح المقاطعة الشعبية لكل منتجات أعداء الأمة العربية والإسلامية.

4- أن يكون لكل فرد من شعوبنا قضيَّةٌ وهمٌّ خاصٌّ يشغله، فالأمة في حاجة لكل سواعد أبنائها، وعقولها المفكرة؛ ليصب ذلك في مصالح الأمَّة الإسلاميًَّة ومنافعها.

5- الاعتزاز بالإسلام، وطرد روح الانهزاميَّة، وإصلاح النفس والمجتمع، فإن ذلك هو السبب الكفيل لنهضتنا، واسترجاع عزِّنا، والوعي بمخططات المتآمرين، وردّ مكر الكائدين إلى نحورهم، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 11).

فإلى المسارعة في نصرة الأمة:

فإلى المبادرة العاقلة، والمسارعة المنضبطة، والإيجابية الذاتية، يقول تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ (التوبة: من الآية 105)، وقوله صلى الله عليه وسلم "قد عرفت فالزم" وعندها سيرى المسلمون نتيجة جهدهم وثمرة سعيهم، وقد آن لشعب مصر أن يعبِّر عن مبادرته، لإعادة الدور الريادي لمصرنا، على مستوى العالم العربي والإسلامي.

وإلى العمل المتواصل في سبيل مرضاة الله، بهمة عالية خفَّاقة، نحو الانتصار لقضايا الأمة، ونصرة المسلمين، يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئ يخذل مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلاَّ خذله الله في موطن يحبُّ فيه نصرته" (أخرجه أبو داود في السنن).

وإلى المزيد من التحركات الضاغطة، فإن إرادة الشعوب أقوى من كل المؤامرات والمهاترات والمساومات؛ فالشعوب الحرة الأبيَّة الصادقة هي رمز الأمة؛ لأنها هي التي ترسم لها طريق العزة والحياة الكريمة، وبهذا بدَّدت إرادة الشعوب ما استنتجه معلِّق أمريكي حينما صرَّح بأنه "لترويض الشارع العربي ينبغي إثارة الرعب في أوصاله بدل تهدئته"، مستدلاًّ بما حصل بعد شهرين من القصف على أفغانستان من صمت عربي"، ولذلك فإننا لا نعتمد بعد الله تعالى إلا على إيمانِ الشعوب بعقيدتِها ووعيِها بثقافتِها، وإصرارِها على نَيلِ حقوقِها وانتزاعِ حرياتِها، ونحنُ نثقُ في قدرةِ هذه الشعوبِ على التمييزِ بين الشرفاء الصادقين في الدفاع عن حقوقِها، وبين المخادعين الذين يُزيِّنون لها القولَ ويحتالون على تزييف إرادتِها.

وإلى المسارعة في تقديم كل عون لإنقاذ الأقصى، فالأمل اليوم معقودٌ على الشعوب في وقف العدوان الصهيوني الغاشم على مقدسات الأمة، بعد الموقف المتخاذل والمتواطئ للأنظمة تجاه المجزرة الصهيونية في القطاع، ومحاولات هدم المسجد الأقصى، وإن الشعب الفلسطيني الآن لا يدافع عن مقدساته وعرضه ووطنه فحسب، وإنما يدافع عن كرامة الأمة وشرفها، وتمثِّل مقاومته حائط الصد وخط الدفاع الأول ضد المخطط الصهيوني الجائر.

وتحيةً لشعوب العالم أجمع، فرغم مصادرة آمالها، خرجت تطالب بطرد السفراء الصهاينة، وإغلاق سفاراتهم الموجودة في بعض بلدانها، وإغلاق مكاتب التمثيل التجاري، وتفعيل المقاطعة لمنتجات الدول الممولة للمذابح اليومية، وعندما جاءتها فرصة الانتخابات الحرة طردت هذه الشعوب الحرة كل مسئوليها الذين شاركوا في جريمة حرب العراق، وكذبوا على شعوبهم بتقارير مضللة متعمدة، أدَّت إلى دمار دولة عربية بكل مقوماتها الإنسانية والاقتصادية، وتطالب هذه الشعوب الحية الآن بإيقاف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وإلغاء معاهدات السلام المزعوم، وإرسال قوافل الإغاثة بحرًا وبرًّا، وبدلاً من الاستجابة للمطالب الشعبية رأينا من يتآمر مع العدو على إجهاض المقاومة واغتيال المقاومين!، ولذلك فإننا نكرر أن الأمل بعد الله هو المعقود على الشعوب؛ للضغط على أنظمتها؛ لعلها توقف حصار أهلنا في غزة، أو لعلها تقوم بدورها حيال المجازر الوحشية في أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين.

لهذا لسنا يائسين أبدًا..

يقول الإمام البنا: "وآيات الله تبارك وتعالى، وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وسنته تعالى في تربية الأمم وإنهاض الشعوب بعد أن تشرف على الفناء، وما قصَّه علينا من ذلك في كتابه.. كل ذلك ينادينا بالأمل الواسع، ويرشدنا إلى طريق النهوض الصحيح"، فلا بد للشعوب أن تنعم بالحياة الكريمة الحرة، وتنتصر إرادتها بصلاحها، وحسن توجهها إلى الله، يقول تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء: 105 و106 )، ويقول تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) (غافر: 51).

وإن الإخوان المسلمين يوقنون أن سننَ الله غلاَّبة، ونواميسَه ثابتةٌ، فلا يُقعِدنَّكم عن السير الاعتقالات، أو العقبات فيه؛ فإن الله معكم ولن يتركم أعمالكم، و﴿لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم: 5: 7).

فكل التضحيات تصغر حينما ندافع عن الحق، ولذلك يقول الإمام البنا بعد اعتقاله: "لقد كانت فترة الاعتقال بمثابة اعتكاف إجباري أو محطة في طريق السفر الطويل، راجعت فيها كتاب الله تعالي حفظًا ودراسة وتدبرًا، وعرفت واختلطت بأناس آخرين، ووجدت فرصة أخلو فيها إلى نفسي، أستعرض أحداث الماضي، وأفكر في الحاضر بهدوء ورويَّة، وأعتقد أننا لن نخسر شيئًا في أمر قد قدره الله لنا، فإن ما يحدث لنا من عذاب أو اضطهاد، أمرٌ قد تعاهدنا عليه، فلا غرابةَ فيه، ولن يؤثر فيما عقدنا العزم عليه، ولكنه- فقط- يعطينا المؤشرات، ويحذرنا من المطبات، ويفتح أعيننا على ما هو آت، فإن ما يحدث لنا لن يوقف حركة الدعوة، ولن يرهب أبناءها الذين اعتقدوا أن أقل ما يُطلب في سبيلها هو الدم والمال.. (وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمْونَ) (يوسف: من الآية 21).

والله أكبر ولله الحمد

الأحد، 28 مارس 2010

حوار مع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية


رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية لـ «المصرى اليوم»: نريد مصالحة فلسطينية قادرة على الاستمرار وتدعم الوحدة والشراكة السياسية
حاوره عبر الهاتف إبراهيم الدراوى ٢٨/ ٣/ ٢٠١٠
طالب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية القمة العربية، التى بدأت أعمالها فى مدينة «سرت» الليبية أمس، بدعم المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، معرباًَ عن أمله فى أن يتم التوقيع عليها أثناء القمة، موضحاً أن ملاحظات حركة المقاومة الإسلامية «حماس» عليها حرص على استمرارها وديمومتها، وليس مجرد التوقيع عليها، واصفاً الأزمة مع مصر بعد مصرع الجندى المصرى على الحدود بأنها سحابة صيف وانتهت، مشيراً إلى أن الحركة سلمت القيادة السياسية المصرية نتائج التحقيقات، مشيراً إلى أنه ينتظر نتائج التحقيقات فى اغتيال القيادى بالحركة محمود المبحوح، لمعرفة هل ساهمت السلطة الفلسطينية فى الجريمة من عدمه.
وأضاف هنية، فى حوار مع «المصرى اليوم» عبر الهاتف، أن ترشيحه فى الانتخابات الرئاسية إذا تم الاتفاق على إجرائها سابق لأوانه، معتبراً أن مشاركة الحركة فى السلطة لم تكن خطأ، لأنها نجحت فى المواءمة بين الحكم والمقاومة، معرباً عن أسفه بسبب تصريحات القيادى فى حركة «فتح» نبيل شعث عن الخلافات بين الداخل والخارج، ووصفها بأنها مؤسفة، خاصة أنه استقبله فى منزله، لكنه أعرب عن أمله فى أن تغير زيارته موقف «فتح» من المصالحة، وإلى نص الحوار:

■ ما حقيقة ما يقال عن توقيع ورقة المصالحة المصرية قريبا فى القاهرة، والاحتفال بالتوقيع فى حضور الدول العربية فى مدينة سرت على هامش القمة العربية التى بدأت أعمالها أمس؟
- نحن فى حركة حماس والحكومة الفلسطينية نأمل فى أن يتم الانتهاء من هذا الملف ويمكن أن تكون المصالحة خلال القمة، فنحن تواقون للمصالحة، ولكننا فى الوقت نفسه، نريد لهذه المصالحة الاستمرار والديمومة، وليس مجرد توقيع، ولذلك، فإن حديثنا عن الملاحظات يأتى من باب حرصنا على استمرارية الاتفاق وتحقيقه للشراكة المطلوبة.

■ هل تنازلت حماس عن تحفظاتها على الورقة المصرية ومستعدة للتوقيع دون أى شروط أم أن موقفها كما هو؟
- موقفنا واضح، وهو أننا معنيون بالمصالحة، والاتفاق هو بوابة هذه المصالحة التى تتم ترجمتها الحقيقية بالتطبيق على الأرض، وإيمان الأطراف ببعضها البعض، ونزع مبدأ نفى الآخر، والإقرار بالشراكة السياسية والتوحد لمواجهة التحديات الخطيرة التى تواجه شعبنا.

■ العلاقات بين حماس ومصر تمر بمرحلة فتور، كيف يمكن الخروج من هذا الجمود فى العلاقات؟
- نحن حريصون على علاقة قوية ومتينة مع مصر، ربما نختلف حول الاجتهادات، ولكننا نلتقى فى القضايا والملفات الكبرى التى كانت ولا تزال بحوزة مصر، ونعتبر أن لحظات الخلاف هى اللحظات التى يجب أن تكثف فيها اللقاءات للوصول إلى القواسم المشتركة، وإلى إيجاد نقاط الالتقاء، وسبل الخروج من أى شوائب طارئة فى طريق العلاقة الطويل.

■ ما نتيجة التحقيقات فى قضية الجندى المصرى الذى استشهد على الحدود؟
- لابد من الإشاره أولا إلى حزننا العميق لاستشهاد الجندى المصرى، الذى بكته قلوبنا قبل العيون، فنحن لا نكن لهؤلاء الجنود إلا كل حب وتقدير، فهم بالنسبة لنا كأبنائنا، هم جنود الأمة وإن اختلفت المواقع، ولا توجد لدينا أى نوايا سيئة اتجاه إخواننا من جنود مصر الذين يعملون على طول الحدود أو فى أى موقع آخر، وتلك الأحداث المؤسفة سحابة صيف عابرة، نأمل أن نكون قد تجاوزناها، خاصة أننا سلمنا الإخوة فى القيادة المصرية نسخة من نتائج التحقيق فى هذا الموضوع.

■ الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح تحدث بعد لقائه معكم عن خلافات بين حماس الداخل والخارج.. ما حقيقة هذه الخلافات؟
- يؤسفنا أن تصدر هذه التصريحات التى لا تعبر عن أى واقع، ولا تصب فى باب إنهاء الخلاف بيننا وبين فتح؛ فهى نوع من الدعاية ليس إلا، ونحن استقبلنا الدكتور نبيل شعث كما يليق، وتحدثنا بصراحة حول مجمل قضايا الخلاف، والكل يعلم أننا حركة موحدة ذات قرار شورى جمعى، قائم على أسس متينة، ولا يوجد فرق بين القواعد والقيادة، ولا فرق فى المواقف، وما كنا نأمل أن ينزلق قادة فتح فى مثل هذه الأساليب الإعلامية.

■ هل غيرت زيارة شعث إلى غزة أى شىء من قناعات حماس تجاه فتح؟
- نحن نتعامل مع حركة فتح باعتبارها جزءاً من النسيج الفلسطينى الذى لا يمكن تجاوز أى من مكوناته، وهذا الأمر سابق على زيارة شعث، وإن كنا نأمل أن تغير الزيارة من قناعات حركة فتح نفسها باتجاه المصالحة والاعتراف بالآخر، وهو ما تحدثنا فيه صراحة مع شعث، ونحن لا يمكن أن نتعامل مع القضايا بالبعد الشخصى.

■ كيف ترى مستقبل المصالحة الفلسطينية إذا لم توقع الأطراف المختلفة على الورقة المصرية، وهل السيناريو الكورى يفرض نفسه على الأرض الفلسطينية؟
- نحن نعتبر التوقيع على الورقة المصرية الخطوة الأولى فى المصالحة، يتبعها التطبيق لهذه الورقة المنطلق من الإيمان بالآخر وليس نفيه، أما النموذج الكورى وغيره من النماذج التقسيمية فلا تنطبق على الواقع الفلسطينى، فنحن أصحاب مشروع تحررى لمجمل الأرض الفلسطينية وليس مشروعا تقسيميا، وبوصلتنا متجهة نحو القدس والمسجد الأقصى المبارك، وإذا فُرض علينا هذا الواقع الاستثنائى سنعمل على فرض المصالحة والتوحد فى مواجهة العدو الصهيونى الغاصب لأرضنا، لتصب كل الجهود فى مقاومته وطرده من أرضنا.

■ أنتم من الشخصيات المقبولة لدى جميع الفصائل الفلسطينية.. لماذا لا تقومون بمبادرة لإنهاء الانقسام بين حماس وفتح؟
- لا يوجد بيننا خلاف شخصى مع أى من قادة فتح، فهم إخواننا، وقد شاهد العالم كله أننى استقبلت شعث فى بيتى مع وفد من فتح ووفد من حماس، ونحن حريصون على تحقيق المصالحة وتطبيقها فى الواقع، ولكن المشكلة أن هناك أيادى خفية تلعب ضد المصالحة من أعداء شعبنا، ومهمتنا هى قطع الطريق على هؤلاء، وإعادة توحيد الصف الفلسطينى.

■ كيف تنظرون إلى الجرائم الأخلاقية والفساد المالى فى السلطة الفلسطينية.. وكيف تتجنبون ذلك فى الحكومة الشرعية؟
- نحن نأسف لأن جزءا من أبناء شعبنا متهم بهذه التهمة، فلا نرغب أن نرى أى فلسطينى فى هذا الموقف، ولكنه واقع لمسه المواطن الفلسطينى منذ أمد بعيد، ومن أجل ذلك كان برنامجنا الانتخابى بعنوان «التغيير والإصلاح»، وهو ما نعمل على تطبيقه منذ اليوم الأول لتولينا الحكم، ونجحنا فى تحقيق هذا الأمر فى حكومتنا، فأيادينا نظيفة من الفساد والحمد لله، وأبناؤنا بعيدون عن الهفوات وزلات الهوى، ويعتبرون أنفسهم «مشاريع شهادة»، وشعار الواحد منا «أملى أن يرضى الله عنى» ولدينا لجان رقابة فاعلة وعاملة، ونطبق منهج الثواب والعقاب.
■ شرطة دبى اتهمت شرطيين فلسطينيين بأنهما تعاونا فى قتل «المبحوح».. كيف تنظرون إلى التعاون الأمنى مع الاحتلال.. وهل بهذا التعاون دخلت السلطة مرحلة جديدة؟
- نحن ندين التعاون الأمنى مع قوات الاحتلال الإسرائيلى، الذى كان آخره اعتقال أحد أهم العناصر الميدانية للحركة فى مدينة الخليل، وقبلها فى بيت لحم، وهكذا، وقلنا إنه خنجر فى خاصرة وظهر شعبنا، ودعونا - ولا زلنا - إلى وقف هذا التنسيق الأمنى الضار والخطير، ونعتبره سابقة خطيرة فى تاريخ الشعوب، حينما تتحول حركة من كونها حركة تحرر وطنى إلى سلطة شريكة مع الاحتلال فى مطاردة أبناء شعبها، وحتى قبل استكمال المشروع التحررى، أى أنها تقف مع الاحتلال فى مواجهة المشروع التحررى المقاوم، أما بخصوص ما جرى فى دبى، فنحن ننتظر استكمال نتائج التحقيق لنعلم ماهية إدانة الشرطيين، ومصدر التعليمات لهما، وهل كان بأوامر مباشرة من السلطة أم عبر ارتباط مباشر لهما مع الاحتلال.

■ كثيرا ما تربط استطلاعات الرأى بينكم وبين الرئيس أبومازن، هل أنت مستعد لدخول الانتخابات الرئاسية حال الاتفاق على الانتخابات التشريعية والرئاسية؟
- ليس المهم أن يكون إسماعيل هنية فى أى موقع، المهم بالنسبة لنا ولى شخصيا هو أين تكون مصلحة الشعب الفلسطينى، وماذا يقدم إسماعيل هنية لشعبه وقضيته، أما خوض الانتخابات من عدمه فأمر سابق لأوانه.

■ هل تعتقد أن رؤية حماس فى تحرير فلسطين واقعية فى ظل القوة الإسرائيلية الحالية والتردد الأوروبى والانحياز الأمريكى؟
- القوة ليست من المسلمات فى التاريخ، وليست من عوامل البقاء، فهناك امبراطوريات كبرى لم تغب عنها الشمس اندثرت واختفت، وممالك عظمى لم يعد لها وجود، ولكن الحقوق لا تسقط بالتقادم ولا تندثر طالما بقى من ينادى بها ويعمل من أجل تحقيقها، فقبل أعوام قليلة كان رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيريل شارون يقول إن نتساريم (مستوطنة وسط غزة) مثل تل أبيب لا يمكن الانسحاب منها، ثم أجبرته المقاومة على الانسحاب دون قيد أو شرط، فالاحتلال بقوته وجبروته وأسلحته المدمرة لم يستطع أن يقهر إرادة قطاع غزة فى أضخم عدوان وحرب شنها فى المنطقة،
فبالتالى القوة ليست كل شىء، فنحن على ضعفنا وقلة عتادنا وعدتنا لم تقهرنا الدبابات والطائرات وقنابل الفسفور والأسلحة المحرمة دوليا، بل زادتنا إصرارا على التمسك بحقوقنا وثوابتنا والعمل من أجل تحقيقها، وممالك الظلم ليست خالدة والاحتلال قائم على الظلم، ومهمتنا إنهاء هذا الظلم، وضعفنا ليس أبديا، وقوتهم ليست أبدية، والعبرة فى الأمور بخواتيمها، وإذا لم يكن لدينا القدرة على تحرير القدس وفلسطين الآن، فلا يعنى ذلك أن نتنازل عن شبر واحد منها.

■ هناك من يستبعد وجود قواسم مشتركة بين حماس وفتح فى ظل الاختلاف بين مشروع المقاومة ومشروع التسوية.. هل هناك أفق سياسى لجمع الفلسطينيين على ورقة نضالية واحدة؟
- علينا إيجاد هذه الورقة والعمل بإبداع من أجل الوصول إليها، لأن المشهد الفلسطينى يجب أن يضم الجميع، فصحيح أننا نؤمن ببرنامج المقاومة وننادى به، ونجمع القوى حوله، ولكننا رفعنا أيضا شعار «نعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه»، ولا يجب أن يعطل أحدنا الآخر، فنحن نؤمن بأن مشروع التسوية الحالى هو تجربة عبثية جديدة لا طائل منها ولا جدوى، ولكننا نؤمن فى الوقت نفسه بأن القضايا الكبرى، مثل القدس واللاجئين والاستيطان، ومجمل حقوقنا فى أرضنا، ثوابت يمكن أن نتفق حولها، ويجب أن نعمل للوصول إلى برنامج عمل مشترك مرحلى حول الحد الأدنى من نقاط الاتفاق، وسنوحد كل الجهود خلفه، ونزاوج بين الرؤى دون تعريض مصالح شعبنا العليا للخطر أو للتنازل.
■ بعد مرور ٢٢ عامًا على انطلاقة حركة حماس و٤ أعوام على مشاركتها فى السلطة.. ماذا حققت حماس للقضية الفلسطينية؟
- حماس لم تكن إضافة رقمية للفصائل الفلسطينية، ولكننا أضفنا بعدا جديدا للصراع مع الاحتلال على صعيد البرنامج وعلى صعيد الممارسة، وقلنا إن تحرير فلسطين هو جزء من مثلث ذهبى، فى زواياه الثلاث كل من الشعب الفلسطينى، والأمة العربية، والأمة الإسلامية، وأضفنا رونقا وطابعا للمقاومة بذلناه من أرواح أبنائنا وقادتنا الذين خطوا لنا بدمائهم خارطة الطريق تجاه فلسطين والقدس والمسجد الأقصى المبارك، حتى أصبحت حماس مدرسة جديدة فى الفكر والسياسة والمقاومة فى المشهد السياسى الفلسطينى،
ثم انتقلنا إلى خانة المشاركة فى بناء المؤسسة الرسمية بالتزامن مع مرحلة التحرر الوطنى، ونجحنا فى هذه المرحلة فى إعادة الاعتبار لمشروع المقاومة والبناء جنبا إلى جنب، برغم الحصار والحرب والعدوان والمؤامرات، وها نحن نبنى حكومة على أسس متينة قوية فى قطاع غزة، ولسنا من دعاة التفرد بالساحة الفلسطينية، بل دعاة وحدة وتكامل مع بقية الفصائل والقوى العاملة فلسطينيا، لأننا نؤمن بأن فلسطين بحاجة إلى كل الطاقات الفاعلة فى فلسطين والأمة.
■ الانفتاح الأمريكى والأوروبى على «حماس» بات واضحا للجميع.. هل تعتقد أن حماس باتت على أبواب الاعتراف الأوروبى والأمريكى بها؟
- يجب أن يكون هناك اعتراف أمريكى أوروبى بحماس، ليس كحركة قائمة على الأرض؛ لأن شرعيتنا لا نأخذها من هذا الاعتراف، وإنما هى شرعية المقاومة التى بذلناها بالدماء، وشرعيتنا التى أخذناها من أبناء شعبنا عبر صناديق الاقتراع، وهى الشرعية التى يجب على المجتمع الدولى ككل الاعتراف بها؛ لأن أساس المشكلة وسبب الحصار والواقع القائم هو عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، بل ورفضها ومحاصرة إفرازاتها ممثلة بحكومتنا، لذلك نقول وبصوت عال: على المجتمع الدولى إصلاح هذا الخطأ والاعتراف بنتائج الانتخابات فى فلسطين؛ لأن الديمقراطية ليست كلمة جوفاء يرددها الغرب، وإذا ما مورست وطُبقت عربيا أرادوا نتائج وفق المواصفات الأمريكية، فعليهم احترام إرادة الشعب الفلسطينى وديمقراطيته.

■ هل تشعرون بالندم أو الخطأ للمشاركة فى السلطة وأن الأفضل لـ«حماس» أن تقاوم فقط كما يقول البعض؟
- نحن نجحنا فى المزاوجة بين الحكم وبين المقاومة، وخضنا أعنف حرب على الشعب الفلسطينى، ونجحنا فى صد هذا العدوان، كما أننا فى الوقت نفسه نحافظ على شرعية المقاومة، ونقوم ببناء المؤسسة الرسمية على أسس من العدالة والمساواة والشفافية والتكامل، فنحن نعمل على المزاوجة بين مشروع التحرر والبناء المؤسساتى دون أن يطغى أى منهما على الآخر، ولذلك لا نشعر بالندم أبدا، بل نشعر بالفخر، لأننا ماضون فى هذا الطريق بنجاحات متراكمة.

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون