السبت، 20 فبراير 2010

حياة ..... بلا انكسار

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الزملاء الأعزاء .. الأخوة الفضلاء ..
أهلاً بكم ودمتم بألف خير
منذ قرابة ربع قرن من الزمان قضيتها في كنف دعوة الإخوان المسلمين وكلما التقيت بشباب الإخوان بل وغيرهم من الشباب غير المنتمي للجماعة فإن الموضوع المعلب والسؤال الحاضر على الدوام هو عن المؤامرة على الإسلام ... وفي كل مرة كنت أجيب بأنني لا أحب هذه النوعية من عناوين المحاضرات ولا النقاشات ليس لقناعتي بعدم وجود مؤامرات على الإسلام فهذا غير صحيح لأنه واقع تحت السنة الكونية في التدافع بين البشر بعضهم البعض ولكن رفضي لهذا العنوان يرجع لسببين مهمين من وجهة نظرى هما:-

  1. رفضي التام لكل محاولات إلقاء تبعات التقصير والضعف والجمود الذي أصاب جزء كبير من جسم الحركة الإسلامية بشكل عام والقاعدة الإخوانية بشكل خاص ومحاولة إراحة الضمير بإلقاء اللوم على الآخر الذي يعمل لصالح مشروعه وهذا مشروع له ولا خلاف على ذلك المهم أن تعمل أنت لمشروعك بالقدر الذي يجعلك تتفوق على المشاريع الأخرى.
  2. السب الآخر والأهم هو قناعتي الشديدة بأن زمن الإنكسار في عالمنا العربي والإسلامي قد ولّى إلى غير رجعة ونحن بانتظار خمسون عاماً قادمة أكثر إشراقاً لعالمنا العربي والإسلامي ينبغي أن نستعد فيها لقطف ثمار صبر وتحمل شعوباً على ما مر بهم من ظلم واضطهاد وتخريب وإفساد وهضم للحقوق والمكتسبات.
ا. رضا فهمى

دراسة: مصر وحماس: علاقة شائكة تزداد تفاقماً



إعداد: د. بشير نافع.

خلال جولة له في محافظة كفر الشيخ الشمالية (19 يناير/ كانون أول)، تحدث الرئيس مبارك في شؤون داخلية وخارجية متفرقة. إحدى القضايا التي برزت في حديثه، كانت ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، التي ترعاها القاهرة منذ عامين. وقد فاجأ الرئيس رجال الإعلام بقوله أن الادعاء بأن مصر أجرت تعديلات في وثيقة المصالحة على ما تم الاتفاق عليه سابقاً بين الأطراف الفلسطينية، هو "كذب في كذب". ولم تكن ثمة حاجة لكثير من الذكاء لإدراك أن الرئيس مبارك يوجه هذا الاتهام الغاضب إلى حركة حماس، التي كانت قد رفضت التوقيع على الوثيقة المصرية للاتفاق في نهايات العام الماضي، "بسبب أن المسؤولين المصريين في جهاز المخابرات، الذين يديرون مباحثات المصالحة، أجروا صياغات جديدة في أكثر من موضع من الوثيقة".
 وفي كلمته في الاحتفال بعيد الشرطة المصرية (24 يناير/ كانون الأول)، هاجم مبارك حركة حماس في شكل واضح، ورد على وصف رئيس حكومتها في قطاع غزة للتوتر على الحدود مع مصر بأنه ليس أكثر من سحابة صيف، قائلاً "ما أكثر سحابات الصيف في تعاملكم معنا، وما أكثر ما نلاقيه منكم من مراوغة ومماطلات وأقوال لا تصدقها الأفعال وتصريحات ومواقف متضاربة ترفع شعارات المقاومة وتعارض السلام". وبعد أن أشار الرئيس إلى استمرار بناء الجدار مع قطاع غزة، أكد على أن "أولويتنا ستظل لمصر أولاً، وقبل أي شيء وكل شيء آخر، في حدودها وسيادتها وأمنها ومصالحها ومقدرات شعبها."

http://www.alzaytouna.net/arabic/?c=201&a=109014

الخميس، 18 فبراير 2010

تحرير الإرادة




لماذا لا أبدأ صفحة جديدة فى حياتى؟!
كرر السؤال على مسامعك .. كرر السؤال بصوت عال وواضح .. أقرأ حروف السؤال المرة تلو الأخرى:


لماذا لا أبدأ صفحة جديدة فى حياتى؟!حاول الإجابة عليه لأنك بالإجابة على هذا السؤال تضع حياتك موضعاً جديداً .. موضعاً سيغير مجرى حياتك كلها ليست حياتك وفقط بل وحياة الآخرين كذلك .. البداية أن تسأل نفسك:


لماذا لا أبدأ صفحة جديدة فى حياتى؟!


صفحة تمتلك فيها القوة .. والإرادة .. والطموح .. والآمال .. وتحقيق الأحلام. ربما تكون هذه الكلمات غريبة عن قاموس حياتنا حتى الآن ، لكنى أأكد لك أنك تمتلك القدرة على تحقيق كل ذلك . إن واقعك الحالى لا يعكس على الإطلاق قدراتك الكلية .. فأنت أكبر كثيراً مما تتصور ولابد أن تسترد مكانتك فى الحياة ، الحياة التى خلقت لتعيشها وتقودها لا أن تصبح أحد ضحاياها.
إن ثقافة مجتمعاتنا قد روجت كثيراً لننسى أن لنا مكانة فى دائرة الحياة .. وننسى أن لنا غاية فى الوجود.
تلك ثقافة الانقياد والاستسلام لا ثقافة المقاومة والقيادة .. ولكننا لم نخلق لذلك .. ولم يجعل الله عز وجل هذا دورنا فى الحياة بل على العكس تماماً لقوله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } البقرة 143 .
لذا وجب علي أنا وأنت أن نتحرر من تلك القيود الثقيلة التى أراها تكبلنا لنعود أحراراً .. نحلق من جديد وذلك بالاجابة على السؤال الذى طرحته علبك:


لماذا لا أبدأ صفحة جديدة فى حياتى؟!


فإن زلزل السؤال كيانك ..




وغاص فى أعماق نفسك ..




فلا تعود إلا بالإجابة عليه ،
أكتب الإجابة الآن:


.....................................................................................................................................




إن إجابتك على هذا السؤال سيعود بك للحياة الحقيقية .. سيمكنك من أمتلاك نظرة ثاقبة وتصور واضح وخطوات علمية تنتقل بها من واقع إلى واقع .. ومن حال إالى حال.
فالمستقبل الذى سيتحقق لن يكون إلا الصورة المجسمة التى رسمتها فى خيالك بالإجابة على ذلك السؤال:


لماذا لا أبدأ صفحة جديدة فى حياتى؟!


إن تصورانا عن أنفسنا ليتوقف عليها تشكيل إرادتنا .. لذا تنحصر الحرية وقبل كل شئ فى أمتلاك القدرة على أختيار أفكارنا .. لأن تحديد أفكارنا بهذا المفهوم يعنى تحديد أفعالنا بل ومستقبلنا. إن تحرير الإرادة لهو الركيزة الأولى لأمتلاك إرادة التحرير.

قصة الحياة


وقف المعلم أمام طلابه.. ومعه بعض الوسائل التعليمية.. وعندما بدأ الدرس ودون أن يتكلم.. أخرج عبوة زجاجية كبيرة فارغة وأخذ يملأها (بكرات الجولف) ثم سأل الطلاب:
هل الزجاجة التي في يده مليئة أم فارغة؟
فاتفق الطلاب على أنها مليئة.. فأخذ صندوقًا صغيرًا من الحصى.. وسكبه داخل الزجاجة.. ثم رجها بشدة حتى تخلخل الحصى في المساحات الفارغة بين كرات الجولف.. ثم سألهم:
إن كانت الزجاجة مليئة؟
فاتفق الطلاب على أنها كذلك.. فأخذ صندوقًا صغيرًا من الرمال وسكبه فوق المحتويات في الزجاجة..
وبالطبع فقد ملأت الرمال باقي الفراغات فيها.. فعاد المعلم يسأل طلابه مرة أخرى: إن كانت الزجاجة مليئة؟ فردوا بصوت واحد.. بأنها كذلك..
أخرج المعلم بعدها فنجانًا من القهوة.. وسكب كامل محتواه داخل الزجاجة.. فضحك الطلاب من فعلته.. وبعد أن هدأ الضحك..شرع المعلم في الحديث قائلاً: الآن أريدكم أن تعرفوا ما هي القصة.
إن هذه الزجاجة تمثل حياة كل واحد منا.. وكرات الجولف.. تمثل الأشياء الضرورية في حياتك: دينك، قيمك، مستقبلك، مذاكرتك، صحتك، أصدقائك. بحيث لو أنك فقدت «كل شيء» وبقيت هذه الأشياء فستبقى حياتك.. مليئة وثابتة. أما الحصى فيمثل الأشياء المهمة في حياتك: وظيفتك، بيتك، سيارتك..
وأما الرمال فيمثل بقية الأشياء.. أو لنقل: الأمور البسيطة والهامشية.. فلو كنت وضعت الرمال في الزجاجة أولاً.. فلن يتبقى مكان للحصى أو لكرات الجولف.. وهذا يسري على حياتك الواقعية كلها.. فلو صرفت كل وقتك وجهدك على توافه الأمور.. فلن يتبقى مكان للأمور الضرورية فى حياتك.
لذا عليك أن تنتبه جيدًا وقبل كل شيء للأشياء الضرورية لحياتك واستقرارك.. واحرص كل الحرص على علاقتك بربك. وتمسك بقيمك ومبادئك وأخلاقك.. امرح مع عائلتك، والديك، أخوتك، أصدقائك.. قدم هدية لأختك أو أخيك وعبر له عن حبك.. وزر صديقك دائمًا واسأل عنه.
استقطع بعض الوقت لفحوصاتك الطبية الدورية.. وثق دائمًا  بأنه سيكون هناك وقتاً كافياً للأشياء الأخرى ولكن اهتم بكرات الجولف أولاً.. فهي الأشياء التي تمثل اولوية فى حياتك فهى التى تستحق الاهتمام منك اولاً.. فحددها بدقة فالبقية مجرد رمال.
وحين انتهى المعلم من حديثه.. رفع أحد الطلاب يده قائلاً: إنك لم تبين لنا ما تمثله القهوة؟
«فابتسم» المعلم وقال: أنا سعيد لأنك سألت.. أضفت القهوة فقط لأوضح لكم.. بأنه مهما كانت حياتك مليئة.. فسيبقى هناك دائمًا مساحة.. لفنجان من القهوة!!

الربانية في مذكرات الإمام البنا (رحمه الله)



بقلم: أبو رقية أحمد سليمان الدبشة
من المسلَّمات أن الأساس الذي يقوم عليه منهج الدعوة الإسلامية الإخلاص ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (البينة: من الآية 5) ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)﴾ (الأنعام)، وهو ما يعبر عنه بقوة الصلة بالله، وهذا هو المفهوم الذي نقصده عند إطلاق مصطلح الربانية، فالإنسان الوثيق الصلة بالله في علمه وعمله وتعليمه هو إنسان رباني، وهذه وصية الحق جل وعلا لهذه الأمة ﴿كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79)﴾ (آل عمران)، وعند التصدي لمصطلح الربانية نجد أمامنا مسارين الأول ربانية الغاية والوجهة، والثاني ربانية المصدر والمنهج (الخصائص العامة للإسلام د. يوسف القرضاوي ص7 بتصرف).

ونريد هنا أن نسلك سبيلاً آخر في معالجة هذه القضية، وهو السبيل العملي التطبيقي للربانية في سلوك وحياة الدعاة، فالإسلام ليس مجرد ثقافة تُقدَّم للناس؛ لكنه عقيدة تدخل القلب فتترجم إلى واقع ملموس يراه الناس متمثلاً في الحياة، ومن هنا كان وصف أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها وأرضاها- لخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن خلقه القرآن والصحابة الكرام كانوا خير تطبيق لهذه القضية، فكان المؤرخون وكتاب السير عندما يتحدثون عنهم يقولون كانوا قرآنًا يمشي على الأرض، فالإسلام لا يملك أن يؤدي دوره إلا أن يتمثل واقعًا ملموسًا في مجتمعٍ في أمة، فالأمر ليس ثقافة أو عقيدة مجردة لا ترى البشرية مصداقها الواقعي في حياة مشهودة، وهذا هو جوهر المعجزة التي صنعها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- التي تمثلت في جيل فريد من الصحابة رضوان الله عليهم (معالم في الطريق الأستاذ الشهيد سيد قطب صـ8، 14 بتصرف)، ومن هنا كانت هذه الكلمات محاولة لتلمس سبيل الربانية الواقعية الملموسة في حياة الإمام الشهيد حسن البنا من خلال ما سطَّره في مذكرات "الدعوة والداعية"، نتوقف فيها أمام ملامح وسمات الربانية في حياته وسلوكه وأحواله وكلماته ومواقفه رضوان الله عليه.

(1) وعندما نفتح المذكرات نجد الربانية السلوكية في أوائل ما خطَّه الإمام الشهيد رحمه الله، وهو يصور الحافز والدافع لتدوين هذه المذكرات، فيقول: "ومهما يكن من شيء فأنا راغب في الكتابة، وسأكتب نزولاً على هذه الرغبة، فإن يكن الخاطر رحمانيًّا، فالحمد لله وإن يكن غير ذلك فأستغفر الله" (مذكرات الدعوة والداعية صـ13).

إن الربانية تدفع صاحبها إلى استحضار واصطحاب النية الصالحة فيما يأتي وما يذر حتى في خواطره؛ فإنه يستحضر فيها النية فيحمد الله على التوفيق والهداية، ويبرأ من حظ النفس والشيطان والهوى وهذا دأب الأنبياء والصالحين ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)﴾ (يوسف)، ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)﴾ (هود)، كان رحمه الله منذ خطواته الأولى يجد راحته في عمل الخير والسعي إليه وإرشاد الآخرين إليه؛ رجاء أن ينال مثل أجور مَن يهتدون بفعله يقول رحمه الله: "وكنت أجد سعادةً كبرى وارتياحًا غريبًا حين أوقظ المؤذنين لأذان الصبح، ثم أقف بعد ذلك في هذه اللحظة السحرية الشاعرة على نهر النيل، وأصغى إلى الأذان ينطلق من حناجرهم في وقت واحد.. ويخطر ببالي أنني سأكون سببًا ليقظة هذا العدد من المصلين، وأن لي مثل ثوابهم مصادقة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى فله أجره، وأجر مَن عمل به إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا"، وكان يضاعف هذه السعادة أن أذهب بعد ذلك إلى المسجد فأرى نفسي أصغر الجالسين فيه، في هذا الوقت سنًّا، فأحمد الله وأسأله أن يديم التوفيق" (مذكرات صـ38 بتصرف)، فالربَّاني لا يقصد بعلمه ولا بعمله غير وجه الله تعالى: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى"، والذين ينتفع الناس بعلمهم على الحقيقة هم أهل الإخلاص والعمل.

(2) ومن سمات الربانيين أنهم ينسبون الفضل لأهله، ولا يبخسون الناس قدرهم، فإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذووه والإسلام يعلمنا "أنزلوا الناس منازلهم" (رواه أبو داود)، وقد بدا هذا جليًّا عند حديث الإمام الشهيد عن الصوفية والتصوف والمتصوفة بلا غمط لأقدار الرجال وبلا بخسٍ لحقهم ومكانتهم أو مزايدة على فضلهم، فوضح كيف كان لهم عظيم الأثر في سلوكه الروحي والأخلاقي، وقد صور- رحمه الله- هذا بدأ من اتصاله بالطريقة الحصافية ثم إبداء الرأي في قضية التصوف، موضحًا الأسلوب الأمثل في التعامل مع هؤلاء بحسن ظن وفطنة توجيه، مبينًا أثر مخالطته لهم، فقد كان لهم أعظم الأثر في نفسه وروحه يقول الإمام الشهيد "ولستُ أنسى في دمنهور ليالي مسجد الجيشي التي تطورت من حضور درس الشيخ قبل فجر رمضان إلى اعتكاف ليالٍ بطولها نصلي العشاء، ثم الطعام، ثم ذكر الله، ثم النوم قليلاً، ثم الاستيقاظ نحو منتصف الليل للتهجد إلى الفجر" (مذكرات صـ20-31 بتصرف).

نعم، إنه الزاد الذي يستقي منه الربانيون قوتهم ورونقهم وبهاءهم صلاحًا في النفس يتبعه عمل صالح يربطهم بربهم، وأقوى الصلة بالله ذكر الله، وقيام الليل المدرسة النورانية التي تخرَّج فيها الربانيون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإن العمل هو ثمرة العلم، فعلم بغير عمل وبالٌ على صاحبه وحجةٌ عليه، ولهذا يُسأل العبد يوم القيامة سؤالاً خاصًّا عن علمه ماذا صنع فيه.

ولن ينال العبد محبة الرب سبحانه فيسلك سبيل الربَّانيين إلا بعمل صالح يدخره عند ربه: "وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه".

وحول هذا المعنى الذي عايشه الإمام الشهيد، وكان له في نفسه أعمق الأثر جاءت توجيهاته- رضوان الله عليه- تابعة لما كان يقوم به وهو يوجه أتباعه في رسالة المناجاة، يحثهم على التزود من هذا النبع الذي استقى منه فيقول: "يا أخي لعل أطيب أوقات المناجاة أن تخلو بربك والناس نيام والخليون هُجَّع، وقد سكن الكون كله، ورخا الليل سدوله وغامت نجومه، فتستحضر قلبك وتتذكر ربك وتتمثل ضعفك وعظمة مولاك فتأنس بحضرته ويطمئن قلبك بذكره، وتفرح بفضله ورحمته، وتبكي من خشيته، وتشعر بمراقبته، وتلح في الدعاء، وتجتهد في الاستغفار، وتفضي بحوائجك لمَن لا يعجزه شيء ولا يشغله شيء عن شيء، إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، وتسأله لدنياك وآخرتك وجهادك ودعوتك وآمالك وأمانيك ووطنك وعشيرتك ونفسك وإخوتك: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126)﴾ (آل عمران) (رسالة المناجاة).

وحتى لا يتخيل أحدٌ أن الأمر وقف عند حد سرد ذكريات أو إلقاء موعظة جافة؛ فإننا نستعرض صورًا حية من حياته وسلوكه، نعلم من خلالها أن هذا كان ديدنه وسلوكه في حياته كلها، يقول الأستاذ عمر التلمساني- رحمه الله- في كتابه (ذكريات لا مذكرات): "لقد كان يزرع الأمل في قلوبنا، لا يعلمنا ذلك في مكتبه أو محاضراته أو نظريًّا أو فلسفيًّا، ولكن يعلمنا الثبات والتثبت والصمود عمليًّا، في تنقلاتنا معه، وإليك مثلاً من أمثلة الخلق الرقيق والتربية العملية الواقعية، ذهبت معه يومًا إلى المنزلة، وبعد الحفل صعدنا إلى الطابق الثاني في منزلٍ لنأخذ قسطًا من الراحة، وكان التعب والإجهاد قد بلغ مداه، فاعتراني قلقٌ وبعد خمس دقائق تقريبًا سألني فضيلته: هل نمت يا عمر؟ قلت: ليس بعد، ثم كرر السؤال فترةً بعد فترة، حتى ضقتُ بالأمر، وقلتُ في نفسي: ألا يكفيني ما أنا فيه من إجهاد وقلق حتى تضاعف عليَّ المتاعب؟ ألا تدعني أنام؟ كان هذا حديثًا صامتًا يدور بيني وبين نفسي، فصممتُ على ألا أرد على أسئلته موهمًا إياه أنني نمت، فلما اطمأنَّ إلى نومي نزل من سريره في هدوءٍ كامل، وعند الباب أخذ "القبقاب" بيده وسار حافيًا حتى وصل إلى دورة المياه؛ حيث توضأ، وأخذ سجادة صغيرة، وذهب إلى آخر الصالة بعيدًا عن الغرفة التي ننام فيها.. وأخذ يصلي ما شاء الله له أن يصلي، ونمت أنا ما شاء الله لي أن أنام، وصحوت وتبينت الدرس العملي الصامت، الذي مررت به في ليلتي تلك؛ مرشدًا آتاه الله جلدًا في طاعته.. فهو يخطب ويتحدث فإذا انصرف الناس ليستريحوا خلا إلى ربه مصليًا ومتهجدًا، وهو قادرٌ على ذلك بما وهبه الله من احتمال على مواصلة الطاعات ليل نهار، ومريدًا لم يشتد بعد عوده، ولم يصبح بعد قادرًا على مثل حال شيخه والشيخ يعرف هذا عنه فيشفق عليه ولا يرضى أن يحرجه ولا أن يشق عليه" (عمر التلمساني ذكريات لا مذكرات صـ 47، 48)، هذه هي الربانية الواقعية الربانية السلوكية التي أفرزت جيلاً فريدًا، شهدت له ساحات فلسطين والقنال بأنه جيل رباه رجل رباني.

لم يكن هذا السلوك بدعًا في حياة الإمام الشهيد؛ ولكنه ديدنه وسلوكه، يذكر الأستاذ محمد عبد الله السمان في كتابه (حسن البنا الرجل والفكرة): "بعد انتهاء الحفلة تنازع الأعيان كل يريد أن يستضيف الرجل في داره، ولكنه اعتذر للجميع، ووقف بنفسه يوزع الضيوف على منازل الإخوان.. أما هو فقد اختار الزاوية، ليقرأ ورده من كتاب الله عز وجل.. وأصرَّ على ذلك، ورفض أي فراشٍ يُؤتى به إلى المصلى، وكان صيفًا.. نام على الحصير وتوسَّد عباءته.. !" (حسن البنا الرجل والفكرة صـ52).

(3) من آثار ربانية السلوك أنها تظهر في وقت الشدة، فعند الشدائد تُعرف معادن الرجال والناس في الرخاء قد يُظهرون خلاف ما وقر في قلوبهم، أما الرباني فإن سلوكه في السراء والضراء سواء، يقابلهما بالرضا والشكر والصبر وطلب التثبيت موقنًا في نفسه ﴿قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ﴾ (النساء من الآية 78) فيذكر الإمام الشهيد وقعة محاولة أحد الزملاء إعاقته عن أداء الامتحان، بعد أن دهمته الغيرة، وأصابه الحسد، فقام باستخدام مادة كاوية وصبَّها على وجهه وعنقه وهو نائم يقول: "ولم أتبينه في الظلام، لكن أحد الزملاء شهد بأنه رأى في يده زجاجة اليود فعلاً، وبسؤاله ومحاصرته اعترف بالواقعة، وصمَّم الزملاء على طرده من المسكن، فهو ليس أمينًا على أرواح الناس، فتم طرده بالفعل"، وتشدد بعض الزملاء بضرورة تبليغ النيابة أو إدارة المدرسة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لهذا الجرم، يقول الإمام الشهيد: "وتشدد بعضهم في تبليغ النيابة أو إدارة المدرسة، ولقد هممتُ بذلك فعلاًّ، لولا أنه خطر لي أنني قد نجوتُ، وهذه نعمة من الله وفضل يجب أن يقابل بالشكر، وليس الشكر إلا العفو والصفح: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ (الشورى: من الآية 40) فتركت الأمر لله تبارك وتعالى ولم أُحرِك ساكنًا". (مذكرات الدعوة صـ51، 52 بتصرف).

وهذا دأب الربانيين العفو عند المقدرة، وهو بذلك يقتدي بإمام الربانيين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصدر أعظم قرار عفو عرفته البشرية يوم فتح مكة، وهو يسأل أهلها: "ما تظنون أني فاعل بكم"؟! قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: "لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف من قبل ﴿لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)﴾- (يوسف)- اذهبوا فأنتم الطلقاء".. هذا سمت الربانيين كما سجَّل الحق جل وعلا صفاتهم ﴿وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ (134)﴾ (آل عمران).

(4) ربانية الحنين لله ولرسوله: الانتماء عند الرباني يجعله يتلمس رضا خالقه واقتفاء أثر نبيه، فهو دائمًا وأبدًا يُوثِّق علاقته بربه، ويربط حياته وسلوكه وتصرفاته وحركاته وسكناته بهدي نبيه والله يعجل له في الدنيا عاجل البشرى لهذه المحبة وهذا الاتباع، وها نحن نلمح هذا في حديث الإمام الشهيد رضوان الله عليه فيقول: "ولن أنسى أبدًا عود ثمر الحناء، فقد زرتُ في إحدى زيارات السويس منزل أحد الإخوان فوجدتُ على المنضدة كتاب سفر السعادة للفيروز آبادي، وفتحته فإذا بي أقرأ: وكان صلى الله عليه وسلم يحب ثمر الحناء، فشعرتُ بشوق ٍ شديدٍ إلى عودٍ من ثمر الحناء؛ اقتداءً به صلى الله عليه وسلم، وأنَّى لي به وأنا في بلدٍ غير بلدي ودار غير داري؟

وخرجنا إلى دار الإخوان ووقفتُ أتحدث إليهم وظهري إلى شباك عليه وبجواره صبية ينظرون، وإذا بأحدهم يدعو الشيخ الهادي عطية حتى إذا خرج إليه أعطاه عودًا ضخمًا من ثمر الحناء، وقال له وأنا أسمع: أعطِ هذا للشيخ المنشد، مشيرًا إليَّ، وجاء الشيخ الهادي يُقدِّم إليَّ العود قائلاً: هذه هدية صبيان الأربعين إليك، فقلت وأنا أبتسم: هاتها، فليست هدية الأربعين، ولكنها من ذكريات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظللتُ مسرورًا يومي هذا لهذا التوافق الطيب" (مذكرات الدعوة صـ119،120).

(5) الربانيون ورثة النبيين: أهل الربانية حملة لواء الأنبياء هؤلاء الذين وصفهم الحق جل وعلا فقال في حقهم: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا (39)﴾ (الأحزاب)، وقد كان هذا سمتاً ظهر مبكرًا جدًّا في حياة الإمام الشهيد وسلوكه منذ كان في المدرسة الإعدادية، ولازمه طوال حياته، فعاش ومات وهو يحمل همَّ هذا الإسلام فليست النائحة كالثكلى، وقد سجَّل ذلك بعدة مواقف على طريق الدعوة تدلل دلالةً واضحةً على ربانية هذا الإمام المجدد، ابتداءً من إنشاء جمعية الأخلاق الأدبية والوقوف أمام مظاهر الانحراف الأخلاقي ثم قيامه بإنكار المنكر الذي رآه متمثلاً في السفينة التي شاهدها على شاطئ النيل، وقد علَّق صاحبها في مقدمتها تمثالاً عاريًا فبادر آخذًا بزمام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى ضابط النقطة مستنكرًا في غيرة شديدة على دينه ما رآه، فكان موضع إكبار وإجلال من الضابط، ثم من الناظر الذي علم بالأمر لاحقًا فحيَّاه عليه، وكانت معالجته لمشكلة المسجد الذي قام إمامه بطرد التلاميذ منه فما كان من الأستاذ البنا إلا أن أرسل له خطابًا كتب له فيه هذه الآية ﴿وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ (52)﴾ (الأنعام)، وكذلك جمعية منع المحرمات ثم كان سعيه الدائب الحثيث نحو عمل يعيد للإسلام مجده بدءًا بأمنيته في موضوع الإنشاء الذي تمنى فيه أن يكون مرشدًا معلمًا معدًا لهذه الأمنية الثبات والتضحية، والحق أن الإمام وفَّى بعهده هذا مع ربه فوفَّى الله له ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللهِ﴾ (التوبة: من الآية 111) لا أحد، وكان رضوان الله عليه يسعى حثيثًا لهذه الغاية تارة بمحاولة دفع العلماء للعمل للإسلام، وتارةً بمجالسة طويلة يتذاكر من خلالها مع إخوانه حال الإسلام وما وصل إليه أمر المسلمين وكيف السبيل إلى الخروج من هذا المأزق؛ تذاكرًا كثيرًا ما دفعهم إلى الإجهاش بالبكاء حزنًا على حال الإسلام بين بنيه، ثم كانت جماعة الإخوان المسلمين تتويجًا لجهاده تقف لتشهد على ربانية حباه الله بها (مذكرات الدعوة والداعية صـ16-20،61-68، 85،86 بتصرف كبير).

ثم كان ختام حياته بالاستشهاد بعد أن تآمر عليه أعداء الخارج وعملاء الداخل، وبعد.. فهذا غيض من فيض وقليل من كثير فاضت به مذكرات الإمام الشهيد حسن البنا، وهي نموذج حي تجسد أمام الناس في واقع الحياة نبراسًا يُقتدى به، وسراجا يُقتفى أثره لو أردنا أن نستقصيها لما استطاع جهدنا القاصر أن يحصرها.

وأخيرًا وليس آخرًا لا أجد ما أختم به حديثي عن ربانية السلوك في مذكرات الإمام الشهيد حسن البنا إلا ما سجَّله الكاتب الأمريكي المنصف روبير جاكسون في كتابه (حسن البنا الرجل القرآني)، وكما يقولون والحق ما شهدت به الأعداء: "ولقد كان خليقًا بمَن سلك مسلك أبي حنيفة ومالك وابن حنبل وابن تيمية مواجهة للظلم ومعارضة للباطل.. أن تختتم حياته على هذه الصورة الفريدة المروعة، التي من أي جانب ذهبت تستعرضها، وجدتها عجيبة مدهشة، إنه كان يدهش الناس في كل لحظات حياته فلا بد أن يدهش الأجيال بختام حياته، إن الألوف المؤلفة قد سارت في ركب الذين صنع لهم الشرق بطولات زائفة، أفلا يكون حسن البنا قد رفض هذا التقليد الذي لا يتم علي غير النفاق.

إن هناك فارقًا أزليًّا بين الذين خدعوا التاريخ وبين الذين نصحوا لله ولرسوله.. إن هذا الختام العجيب سيظل مدى الأجيال يوقد في نفوس رجال الفكر النور والضياء، ويبعث في قلوب الذين آمنوا معه ما بعثه الحق في نفوس أهله؛ حتى يمكنوا له. إن مقتله شبيه بمقتل الحسين، إنها العوامل المختلفة التي تجمعت؛ لوضع حد للفكرة الحية التي كانت تندفع إلى الأمام.. كالإعصار.

وحين عجز (القضاء) أنفذ (القدر) حكمه. إن الأمر الذي أسأل عنه فلا أجد له جوابًا: هل هناك علاقة ما بين الإسلام كما كان يفهمه حسن البنا ويدعو إليه وبين نهايته؟ إن كثيرين يدعون إلى الإسلام ويحملون اسمه، فهل هناك خلاف جوهري بين ما كان يدعو إليه حسن البنا وما يدعو إليه هؤلاء؟ لأني لا أعرف الإجابة الصحيحة أدع ذلك للتاريخ". حسن البنا الرجل القرآني روبير جاكسون ترجمة: أنور الجندي صـ73،74، 75.
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
------------
* من علماء الأزهر الشريف

وصفت قدرة الأسرى على البقاء بالقيمة العظيمة في عملية الدفاع عن الحق في الحياة

Date: February 06, 2010 Doc. No: P/ME/805/10/Ar

أصدرت منظمة أصدقاء الأنسان الدولية اليوم السبت تقريراً مفصلاً* عن واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الفائت 2009، أكدت فيه أن عام 2009 كان من أسوء الأعوام التي قضاها الأسرى على الإطلاق، فإدارة السجون الإسرائيلية مارست أساليب جديدة ضدهم؛ تبغي الى زيادة الضغط النفسي والجسدي عليهم، ومواصلة احتجازهم في أجواء غاية في الصعوبة، أو إخراجهم أجساد بلا أرواح، بحيث لا يستطيعون العيش والاستمرار في الحياة، وقد تعدى الأمر عقاب الأسير وتدمير نفسيته ليصل إلى عائلته وأسرته من خلال سياسات تقوم بها مصلحة السجون الإسرائيلية كأن تحرم الأسير من زيارة ذويه لفترات طويلة جداً.

وقالت المجموعة الحقوقية أن الحركة الفلسطينية الأسيرة لا زالت تسطر أمثلة إنسانية؛ قل نظيرها في التاريخ، في الصبر ومكابدة المعاناة؛ في ظل ظروف مأساوية اضطُر خلالها عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين لتحمل أسابيع متواصلة بل أشهر عديدة، وهم يرزحون تحت التعذيب وسياط جلادي الإحتلال في أقبية التحقيق، ويتجرعون القهر سنوات مديدة على أيدي السجانين وأفراد الشاباص. وأن مجرد قدرة الاسير على تحمل تلك الظروف وبقائه إنساناً ليمثل معنىً عظيماً في عملية الدفاع عن الحق في الحياة.

وأشارت المنظمة أن عدد الأسرى في معتقلات الإحتلال بلغ في نهاية العام الفائت 2009، سبعة آلاف ومائتي وست وثمانون (7286) أسيرة وأسير، منهم (36) ست وثلاثون أسيره فلسطينية، وكذلك عشرون وزيراً ونائباً تم أسرهم من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى 250 طفلاً؛ أعمارهم اقل من 18 عاماً تحرم القوانين إعتقالهم. كما تعتقل سلطات الإحتلال 319 أسيراً منذ ما قبل اتفاقية أوسلو للسلام التي وقعت بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عام 1993؛ وهم ما يعرفون إصطلاحاً بالأسرى القدامى، ومن بين هؤلاء 115 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، منهم ثلاثة أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين عاماً وهم كل من الأسير نائل البرغوثي والأسير فخري البرغوثي والأسير أكرم منصور.

ويتم التركيز في هذا التقرير على الأسرى الفلسطينيين الذين يُراد لهم التهميش من قبل سلطات الإحتلال، وهم أسرى منطقة القدس وأسرى المناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر، لأن سلطات الإحتلال ترفض الإفراج عنهم ضمن إتفاقات تبادل الأسرى مع الفلسطينيين، وقد بلغ عدد أسرى القدس في العام الماضي 273 أسيراً وأسيره، ويعتبر الأسير فؤاد الرازم من بلدة سلوان بالقدس المحتلة عميد الأسرى المقدسيين وقد اعتقل قبل 29 عاماً. وبلغ عدد الذين قضوا في السجون الإسرائيلية من سكان القدس 14 أسيراً، وقد كان أولهم الأسير قاسم عبد الله ابو عكر؛ الذي قضى نتيجة التعذيب أثناء التحقيق في سجن المسكوبية عام 1969، أما آخرهم فكان الأسير جمعه كيالة، والذي توفي قبل ما يقرب من عام، بعد ان أمضى 13 سنة في مستشفى سجن الرملة.

وعن الأشقاء من أسرى القدس تقول المنظمة في تقريرها أن 31 أسيراً منهم يعانون مرارة الحياة في سجون الإحتلال، منهم 3 من الإخوه الأشقاء محكومين مدى الحياة وهم موسى وخليل وإبراهيم السراحنه والمعتقلين منذ عام 2002. أما أسرى العزل فيوجد منهم أسيرين مقدسيين وهما الأسير عبد الناصر الحليسي؛ معزول منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً، والأسير معتز حجازي معزول منذ تسع سنوات. ويوجد نائب مقدسي واحد أسير وهو النائب محمد ابو طير، والذي امضى ما يزيد عن خمسة وعشرين عاماً في سجون الاحتلال.

وعن الأسيرات المقدسيات ذكرت المجموعة التي تعنى بحقوق السجناء حول العالم، أن 4 أسيرات من بيت المقدس هن: الأسيرة إبتسام عيساوي محكومة 14 عام، من سكان جبل المكبر، وآمنة منى أقدم أسيرة مقدسية وهي من سكان البلدة القديمة ومحكومة مدى الحياة وكذلك الأسيرة سناء شحادة وهي من سكان مخيم قلنديا أصدر بحقها نفس الحكم هي الأخرى، وأخيراً الأسيرة ندى درباس من سكان بلدة العيسوية وهي محكومة لمدة 4 سنوات.

وفي سياق عرضها لأحوال أسرى القدس، أعادت المنظمة إلى الأذهان أن أكبر أسير مقدسي سناً هو الأسير علي حسان عبد ربه شلالده والبالغ من العمر 61 عام ونصف، ومعتقل منذ 19 عام ويقضي حكما بالسجن لمدة 25 عام، ولديه من الأبناء 12، تزوج منهم 8 وهو يرزح في الأسر.

وعن صاحب أعلى حكم في تاريخ الأسرى المقدسيين ذكرت أنه الأسير وائل محمود قاسم من بلدة سلوان، محكوم بالسجن المؤبد 35 مرة إضافة إلى 50 عام وهو متزوج وأب لأربعة أطفال. وأعلى حكم كان لشقيقين وهما الأسير المقدسي رمضان عيد مشاهرة وشقيقه فهمي عيد مشاهرة؛ حُكما بالسجن المؤبد 20 مرة، وقد قامت قوات الإحتلال الإسرائيلي بهدم منزليهما. وسمت الأسيرين المقدسيين الضريرين وهما الدكتور عبد العزيز عمرو والمحكوم بالسجن مدى الحياة والأسير علاء الدين البازيان والمحكوم كذلك بالسجن مدى الحياة.

بالنسبة للاسيرات الفلسطينيات أكدت المنظمة الحقوقية أن 36 أسيرة فلسطينية يرزحن في سجون الاحتلال في ظروف قاسية، منهن 27 أسيره من مناطق الضفة الغربية، و4 أسيرات من القدس، و4 أسيرات من مناطق فلسطينية داخل الخط الأخضر وأسيرة واحده من قطاع غزه. أما الأسيرات الأمهات فهناك خمسة في المعتقلات ولديهن أبناء وأحكامهن تتراوح من 13 سنة إلى 3 مؤبدات وثلاثين سنة، وهن ايرينا بولي سراحنه لديها ابنتين، وابتسام عبد الحافظ لديها 6 أبناء، وقاهرة سعيد السعدي لديها 4 أبناء، وإيمان محمد غزاوي لديها طفلين ولطيفة محمد أبو ذراع ولديها 7 أبناء.

وعن الأسرى الأحداث ذكرت المنظمة أنه يوجد بين المعتقلين الفلسطينيين 250 أسيراً من الأحداث؛ الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، ويتعرض هؤلاء الأطفال لنفس الإنتهاكات التي يتعرض لها الأسرى من كبار السن؛ من تعذيب ومحاكمات جائرة ومعاملة لا إنسانية وانتهاكات لحقوقهم الأساسية.

أما عن أسرى المناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر فقد أشارت المنظمة إلى أن سلطات الإحتلال تفرق في التعامل معهم، وتعتبرهم مواطنين إسرائيليين، وفي ذات الوقت لا تتعامل معهم بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع السجناء اليهود في ظل سياسة التفريق العنصري السائدة. وترفض الحكومة الإسرائيلية إدراج أسمائهم ضمن أي إتفاقات تبادل للأسرى. ويبلغ عددهم 109 أسير وأسيره يتوزعون على عدة سجون، ويعتبر الأسير سامي يونس (78 عاما) عميدهم وقد اعتقل قبل 27 عاماًً.

بشأن الإنتهاكات بحق الأسرى، تبرز قضية تشكيل لجنة وزارية إسرائيلية رسمية ومعلنة في آذار (مارس) الماضي والتي تعتبر أخطر ما شهده العام 2009؛ هدفها هو دراسة أوضاع الأسرى الفلسطينيين وتقييمها، بهدف التضييق عليهم. وبالفعل فإن تلك اللجنة إتخذت العديد من القرارات والإجراءات الظالمة، حيث وصل التضييق عليهم ذروته منذ ذلك الحين، علماً أنه يوجد أكثر من ألف أسير في السجون مصابون بأمراض مزمنة ويتعرضون لسياسة الإهمال الطبي. وكذلك هناك أكثر من 1500 أسير فلسطيني محرومون من رؤية ذويهم منذ فترات طويلة، منهم 775 أسير من قطاع غزه مُنعت زيارتهم منذ فرض الحصار على القطاع عام 2006، وكذلك هو حال الباقين من أبناء الضفة الغربية، يمنعون من رؤية ذويهم دون إبداء الأسباب من قبل سلطات الإحتلال، سوى التذرع بالأمن.

وقد سُجلت إنتهاكات جديدة، فعلى سبيل المثال تم إستخدام المعتقلين كدروع بشرية خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقامت قوات الإحتلال باحتجاز الأسرى في حُفر أمام مرمى النيران، وكذلك حولت بيوتاً للفلسطينيين للإستخدام كثكنات عسكرية، بينما قامت باحتجاز الأسرة صاحبة البيت في إحدى غرفه الفارغة.

وارتفع عدد حالات إحتجاز وإعتقال الصيادين في عرض البحر بقطاع غزة ومصادرة قواربهم ومعداتهم وابتزاز البعض منهم، كما قامت قوات الإحتلال بإعتقال مرضى والتحقيق معهم؛ أثناء توجههم للعلاج عبر معبر بيت حانون " ايرز"، والضغط عليهم للتعامل مع أجهزة المخابرات التابعة لها. وأكدت المنظمة أن جميع من اعتقلوا تعرضوا لأحد أشكال التعذيب أو الإهانة، وأن ممارسة التعذيب بأشكاله المختلفة شكلت ظاهرة وسياسة ثابتة في التعامل مع المعتقلين.

وعن الاعتقال الإداري قالت "أصدقاء الإنسان" في تقريرها أنه يتم احتجاز الأسير بموجبه لسنوات طويلة من دون توجيه تهمه محدده له، وقد يمتد سنوات طويلة تتجاوز الخمسة أعوام، وهناك أسرى تم تحويلهم إلى الإعتقال الإداري بعد أن أنهوا مدد الأحكام الطويلة التي صدرت بحقهم. ويعتبر الأسير فتحي الحايك رئيس مجلس قروي زيتا جماعين أقدم أسير إداري حيث تجاوزت مدة اعتقاله الأربع سنوات. ونوهت المنظمة أنه تم انخفاض كبير في عدد المعتقلين الإداريين خلال العام حيث بقي 280 معتقل اداري في المعتقلات.

وبالنسبة للأسرى المعزولين أشارت المنظمة إلى اتفاقية جنيف الرابعة، الماده (119) التي نصت بشكل واضح على عدم جواز استمرار عزل الأسير أكثر من ثلاثين يوماً؛ بغض النظر عن المخالفة التي قام بها، وهو ما لم تراعيه سلطات الإحتلال، فعزلت العديد من الأسرى منذ مدد طويلة، ، فالأسرى محمود عيسى وعبدالله البرغوثي وحسن سلامة معزولون منذ عام 2002، والأسيرين معتز حجازي واحمد المغربي معزولين منذ عام 2004 والأسير جمال أبو الهيجا معزول منذ عام 2005.

وفي سابقه كانت الأولى من نوعها، إعتقلت سلطات الإحتلال الإسرائيلي منذ منتصف عام 2006، 51 نائباً من النواب والوزراء الفلسطينيين، وحكمت على غالبيتهم بأحكام قاسية، خرج قسم كبير منهم بعد أن امضوا ما يقرب من أربعة أعوام في الأسر، وبقى إلى الوقت الحالي في تلك السجون 20 نائباً ووزيراً، مأسورين في عدة سجون وفي ظل ظروف غاية في الصعوبة.

كما أرادت سلطات السجون عام 2009 فرض اللون البرتقالي لزي الأسرى بدل الزي البني، وهي بذلك تريد أن تشابه بينهم وبين المحتجزين في سجون أمريكا في غوانتانامو؛ فإذا ما شاهد المرء الأسرى الفلسطينيين في مثل هذه الثياب يتبادر إلى ذهنه الشبه المفترض بين الفئتين، لكن القرار قوبل بالرفض من قبل الأسرى وصبروا على العقوبات، وأدركت إدارات السجون أنها لن تكون قادرة على تمريره فأجلت تطبيق ذلك.
وذكرت "أصدقاء الإنسان" أنه تم خلال العام الماضي تسجيل 15 حالة من الإعتقالات بحق فلسطينيين جلهم من سكان قطاع غزة وفق صفة ما يسمى "مقاتل غير شرعي"، من هؤلاء المعتقلين من تم اعتقاله خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومنهم من صدرت بحقهم قرارات تعتبرهم "مقاتلين غير شرعيين" بعد انتهاء فترة محكومياتهم في السجون الإسرائيلية، وحسب ذلك تم إبقائهم في المعتقلات. هذا الإجراء الظالم مخالفة كبيرة لمبادئ حقوق الإنسان ومعايير المحاكمة العادلة، حيث لا يتمكن المعتقل الفلسطيني من ممارسة حقه في الدفاع عن نفسه ولا يتم توجيه تهمة محددة له، ويستمر احتجازه دون نهاية محددة.
فيينا، 6 شباط (فبراير) 2010

*قام بإعداد التقرير: فؤاد الخفش "باحث" وغسان عبيد "حقوقي"
*الملف المرفق بصيغة وورد يحتوي على كامل التقرير

الاثنين، 15 فبراير 2010

المرشد العام: البنا صاحب رؤية شاملة لقضايا الأمة





  

أكَّد فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أنه مهما مضت الأيام وتعاقبت السنون التي تحمل في طيَّاتها من الأحداث والمحن التي ظنَّها أعداء الله أنها ماحقة حالقة إلا وزادت الإخوان ثباتًا على مبادئهم، وإيمانًا بدعوتهم، واستمرارًا في بذلهم وعطائهم من أجل دينهم وفكرتهم ووطنهم، غير ناظرين إلى دنيا يصيبونها أو مغانم يرزقونها، مترسمين خُطى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "الإمام البنا وقضايا الأمة": "وأشد ما يُفرح العاملون الصادقون المتمسكون أن ترتفع هذه الراية لتظلهم، وتؤمِّن مسيرتهم ضد مَن يتربصون بالإسلام والمسلمين, فيحاولون إجهاض كل عملٍ إسلامي بنَّاء, وحتى يطمئن الجميع سيما مَن في قلوبهم وجلٌ من دعوة الإخوان المسلمين".

واقتبس المرشد العام بعضًا من فِكْرِ الإمام البنا ومواقفه من قضايا الأمة, وقال: "انشغل البنا بقضايا العالم الإسلامي والأمة الإسلامية في الداخل والخارج، وبخاصة القضية الفلسطينية التي حظيت من الإمام الشهيد باهتمامٍ بالغٍ؛ حتى لا تُذكر فلسطين إلا ويُذكر معها الإخوان المسلمون".

وعنها أضاف د. بديع: "لقد جعل البنا من القضية الفلسطينية قضية العروبة والإسلام في القرن العشرين؛ فقد شارك الإخوان في الجهاد في فلسطين منذ الثلاثينيات، ففي عام 1935م اتصل البنا بالمجاهد "عز الدين القسَّام"، وفي عام 1936م وجَّه نداءً حارًّا عامًّا للإخوان المسلمين للتبرع وجمع المال لدعم المجاهدين أثناء الانتفاضة الكبرى في فلسطين, كما تمَّ عقد مؤتمر عربي حاشد من أجل فلسطين بالمركز العام للإخوان المسلمين بمصر عام 1938م، شارك فيه زعماء العالم العربي، وفي عام 1947م واستجابةً لنداء الإخوان تشكَّلت هيئة من مختلف القوى السياسية في مصر هي "هيئة وادي النيل لإنقاذ القدس".

وعن الوطنية قال فضيلة المرشد العام: "يرى الإمام البنا أن الوطنية بمعنى حب البلد والحنين إليه، والعمل لتحريره وتقويته، وتقوية الرابطة بين أفراده بما يعود بالخير عليهم، فكرة صائبة يُقرها الإسلام، ومن ثمَّ فنحن نؤمن بها ونعمل لها، كما يذكر الإمام البنا أن الإخوان المسلمين أشدُّ الناس إخلاصًا لأوطانهم وتفانيًا في خدمتها، وأن أساس الوطنية عندهم هي العقيدة التي هي فوق كل اعتبار".

وحول رؤية الإخوان أضاف فضيلة المرشد: "يوضح الإمام البنا أن العروبةَ لها في دعوة الإخوان مكانٌ بارزٌ، فالعرب هم أمة الإسلام الأولى، والإسلام نشأ عربيًّا، ووصل إلى الأمم عن طريق العرب، وجاء كتابه الكريم بلسانٍ عربي مبين، وتوحَّدت الأمم باسمه على هذا اللسان، فالعرب هم عصبة الإسلام، وحذَّّر الإمام من سلخ مصر عن العروبة، مبينًا أن التمسك بالعروبة والقومية العربية يجعل مصر أمةً تمتد جذورها من الخليج الفارسي إلى المحيط الأطلسي".

ونقل د. بديع عن الإمام البنا في (رسالة المرأة المسلمة): "والإسلام جعل المرأة شريكة الرجل في الحقوق والواجبات، إذْ هي كفء الرجل في إنسانيته ومساوية له في القدر، وأنه اعترافٌ لها بحقوقها الشخصية كاملةً وبحقوقها المدنية كاملةً، وبحقوقها السياسية كاملةً أيضًا، وعاملها على أنها إنسان كامل الإنسانية له حق وعليه واجب".

وعن الأقباط قال الإمام الشهيد في رسالة (نحو النور): "إن الإسلام يحمي الأقليات عن طريق أنه قدَّس الوحدة الإنسانية العامة بأن فرض على المؤمنين به الإيمان بكل الرسالات السابقة، ثم قدَّس الوحدة الدينية الخاصة في غير تعدٍّ ولا كبر، ويقول: إن هذا هو (مزاج الإسلام المعتدل) لا يكون سببًا في تمزيق وحدة متصلة، بل يكسب هذه الوحدة صفةَ القداسة الدينية، بعد أن كانت تستمد قوتها من نصٍّ مدني فقط".

واستطرد: "دعا الإمام البنا إلى الاستقلال الاقتصادي عن السيطرة الأجنبية، والنهوض بالاقتصاد الوطني، ونادى بكثيرٍ من المطالب التي تُحقق ذلك مثل تشجيع الصناعات اليدوية، والتحول إلى الصناعة بجانب الزراعة، وإرشاد الشعوب الإسلامية إلى التقليل من الكماليات، والعناية بالمشروعات الوطنية".

وعن النظم الدستورية قال الإمام البنا: "المبادئ والمقاصد التي جاء بها الإسلام في سياسة الأمة والدولة يمكن أن تحققها "النظم المدنية" "والتجارب الإنسانية" التي هي إبداع إنساني، والمعيار في القبول والرفض هو مدى تحقيق هذه النظم لمقاصد الإسلام في إشراك الأمة في سلطة صنع القرارات، وفي تحقيق العدل بين الناس".

واختتم د. بديع رسالته قائلاً: "هذا هو الإمام الشهيد حسن البنا الذي عاش قضايا أمته بروحه ووجدانه وفكره وعقله، ولا يزال الإخوان المسلمون سائرين على دربه، متمسكين بتلك المبادئ والثوابت القائمة على الكتاب والسنة، وكذلك كانت مواقفه الواضحة من قضايا أمته التي عاش لها، واستُشهد من أجلها، ولقد عرَّف الإمام البنا نفسه في كلماتٍ جامعة عندما سُئِلَ مَن أنت فكان جوابه: أنا سائح يطلب الحقيقة، وإنسان يبحث عن مدلول الإنسانية بين الناس، ومواطن يُنشد لوطنه الكرامة والحرية والاستقرار والحياة الطيبة في ظلِّ الإسلام الحنيف، ومتجرد أدرك سر وجوده".

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون