الأربعاء، 7 أبريل 2010

أردوغان: لن نسكت إذا حاولت اسرائيل إعادة حرق غزة



أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة العمل من أجل "القضية الفلسطينية".

ونقل الموقع الإلكتروني لقناة "تي أر تي" التركية الناطقة باللغة العربية عن أردوغان قوله: "مثلما اتحد العالم للتضامن مع هايتي وشيلي،، فيجب ألا نظل مكتوفي الأيدي تجاه القضية الفلسطينية".

وحذر رئيس الوزراء التركي من أن بلاده لن تسكت إذا أعادت إسرائيل "حرق غزة مرة أخرى".

وصف أردوغان افتتاح القناة الناطقة بالعربية أمس بأنه حدث تاريخي، معربا عن أمله في أن تشكل القناة وسيلة للتواصل مع العالم العربي.

وأشار إلى أن تركيا، وعلى الرغم من توجهها نحو الغرب، لم تتخل عن العالم العربي، وأنها تبذل الجهود الممكنة للتواصل معه،على حد قوله.

وأعرب أردوغان عن استعداد أنقرة للتوسط بين الفصائل الفلسطينية، وبين سوريا وإسرائيل.

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

الإخوان والأفكار الإبداعية.. ردًّا على عبد المنعم سعيد


بقلم: د. عبد الفتاح رزق

ردًّا على د. عبد المنعم سعيد عما نشرته "(الأهرام) الجمعة 2/4/2010م" حول كلمته عن الإخوان في الإسكندرية "إن الإخوان لم يقدموا فكرة إبداعية"، وفي هذا إجحاف شديد لحق الملايين من أبناء وأعضاء ونساء وبنات ورجال وقيادات الإخوان.

عشرون فكرة مهمة قدمها الإخوان للناس في الفترة الماضية:

1- الثبات على المبادئ وليس التلون بألوان أصحاب النفوذ والأموال.

2- تقديم التضحيات الغالية من أجل إصلاح أحوال البلاد والعباد "32 ألف معتقل- وعشرون شهيدًا في العمليات الانتخابية" وذلك خلال العشر سنوات الماضية فقط.

3- التواصل الدائم والمستمر مع كافة التيارات السياسية، والعمل المتكرر لتوحيد الجبهة الداخلية؛ من أجل التصدي للفساد والاستبداد.

4- تربية النشء والشباب على مبادئ العقيدة والأخلاق، وإنقاذهم من براثن الانحلال والانحراف والمخدرات.

5- تعميق الوجود المصري في البعدين العربي والإفريقي من خلال تواصل وتكرار الأعمال الإنمائية والإغاثية في الدول العربية والإفريقية، والتصدي لمشروع الهيمنة الصهيونية الأمريكية.

6- تجميع جهود الشعب المصري والعربي والإسلامي والعالمي لتقديم المساعدات للمرضى والمعوقين والمصابين والمحاصرين في غزة؛ رغم التواطؤ العالمي والمحلي والإقليمي.

7- تقديم نماذج مصرية من ذوي القامات العالمية على مستوى البحث العلمي والتربوي، منهم أعضاء في جمعيات علمية مرموقة وذوو أبحاث علمية تشهد لها الجهات البحثية العالمية بالرقي، ولكن نظام الاستبداد الذي تحاول أنت دائمًا تقديمه على أنه نظام مبدع ملهم يضعهم في السجون المرة تلو المرة مع أرباب السوابق والمجرمين "ضحايا سياساتكم".

8- تقديم نموذج من الخدمة الطبية الراقية التي تعتمد على ذاتها وعلى المجتمع في التشغيل والتمويل "21 فرعًا للجمعية الطبية الإسلامية التي أسسها المرحوم د. أحمد الملط" والتي تنتشر على مستوى الجمهورية، وتعالج ملايين المواطنين من خلال منظومة رائعة ليس أدل على عبقريتها من انتشارها واستمرارها وتوسعها، ولكن ماذا فعل نظامك الغاشم المدمر اتخذ أحد المحافظين المعينين قرارًا جائرًا "أبطله القضاء" من أول جلسة بهدم أكبر صرح طبي للجمعية، "المستشفى المركزي 500 سرير" تحت ادعاء كاذب وباطل.

9- تقديم نماذج لقضاء مصالح أبناء الوطن بكل سرعة وإتقان دون التعنت والفساد والمنتشر في أرجاء المؤسسات الخدمية المعبئة بروائح العفن والرشوة والفساد، يكفي مثلاً إحدى النقابات أن تنهي إجراء تسجيل وقيد واستخراج الأوراق الثبوتية لعشرة آلاف من أعضائها كل عام في مدة لا تزيد عن أسبوعين.

10- تبني الأفكار الصحيحة عن المواطنة، وإظهار حقيقتها خدمة للوطن، والحفاظ عليه، وتحمل كافة الأضرار في سبيل رفع شأن الوطن.

11- تقديم نماذج مبهرة ورائعة وإيجابية من خلال الإصرار على المشاركة في كافة الانتخابات، وترسيخ مبدأ التغيير من خلال صندوق الانتخابات، وليس من خلال تزوير الانتخابات كما يفعل حزبك الذي تنتمي إليه، ويكفيهم أنهم تقدموا لانتخابات المحليات بأكثر من خمسة عشر ألف مواطن للترشيح، ولكن نظامك المستبد منعهم من الترشيح للمحليات رغم أحكام القضاء.

12- تكوين شبكة كبيرة وموسعة لتقديم المساعدات الاجتماعية في المناسبات المختلفة، ويكفي أن تعرف أن أول من قام بتوزيع شنطة رمضان على الفقراء والأيتام هم الإخوان، وكان ذلك يتم منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا، ولقد حذت رموزكم وكباركم حذو الإخوان في ذلك، ونحمد الله على أن يكون ذلك كله لصالح الفقراء.

13- بناء شخصيات غير خانعة، أو خاضعة، أو مائلة، أو خائفة، أو مرتجفة؛ فأبناء وشباب ورجال ونساء الإخوان يكفيهم فخرًا ويكفيهم سموًّا أنهم لا يخافون من إرهاب النظم المستبدة والفاسدة، بالرغم من العمل الترهيبي المنظم ضد أبناء الوطن لتقزيم هامته الإبداعية والخلاقة، فالإبداع لا يكون إلا في ظل الحرية؛ فأين هي الحرية العملية لأبناء الشعب المصري؟

14- التأكيد على استمداد أفكار البناء والتقدم من أبناء الوطن، وأبناء الأمة المخلصين وأحرار العالم، وليس من خلال الشخصيات المريبة التي تقدمونها دائمًا كرموز كما ذكرت في مقالك عن شخص يسمى "محمد علي ليس مصريًّا"، ويا للعجب أن يفتخر مصري بشخص كان مدمرًا للشخصية المصرية، وهذا ليس كلامي بل كلام الإمام محمد عبده عن ذلك المستبد الفاسد القاتل.

15- التصدي للغزو الفكري الرامي لإضعاف الشخصية الوطنية حتى تكون ضعيفة الإرادة، وقابلة للاستعمار والاحتلال.

16- التصدي القوي لمحاولات إفساد المناهج التعليمية بواسطة الخبراء الأمريكان والأجانب الذين ينتزعون من المناهج التعليمية مبادئ التعاون والقوة.

17- آلاف الكتابات وملايين الصفحات وملايين الكلمات الإذاعية والخطابية التي تنادي بالإصلاح السلمي، وكل ذلك من أجل مصلحة الوطن.

18- أصلاً فكرة الجماعة فكرة ملهمة إبداعية، فهي جماعة تستمد قوتها من مناهجها ومن رجالها من أبناء الشعب الذين يحلمون هذا المنهاج ويعملون به، ولم يفرطوا في هذه المنهج رغم العنت الذي يلاقونه؛ فهي جماعة وطنية شعبية نشأت من هذا الوطن، وتنتمي إليه وتلقى القبول والانتشار، بالرغم من كل هذه التدابير الشاذة تجاهها، وهذا في حد ذاته يدل على أن هذا المنهج إبداعي، فهو ينتشر رغم التضييق والتشنيع والتشويه والإيذاء.

19- لقد استطاع الإخوان أن يحركوا الشعب المصري للمشاركة الانتخابية، ويكفيك افتخارًا أن النساء تسلقن السلالم الخشبية في الانتخابات الماضية للإدلاء بأصواتهن وذلك هروبًا من السواتر الحديدية التي وضعها زبانية الاستبداد لمنع الشعب من إقرار حقه من خلال صندوق الانتخابات.

20- وفي الختام ما قدمه الإمام الشهيد من أكبر فكرة إبداعية في تكوين هذه الجماعة الرشيدة "على مبادئ الإسلام وليس غيره" التي تحمل الخير لكل الناس وما زالت الجماعة صامدة منتشرة متنامية.

والله الموفق...

موقع للبحث الآمن للأطفال

طبعاً الكثير لديهم أطفال يستخدمون النت ، لذلك وتلافياً لإطلاع الأطفال على المناظر المخله


عملت مجموعة جوجل موقع للبحث الآمن للأطفال ،

موقع جميل جداً كما يمكن للآباء وضعه كصفحة رئيسية على أجهزة أولادهم الخاصة لتسهيل مهام البحث عليهم ، من مميزات الموقع

واجهته المزينة برسوم الأطفال وإمكانية أن يدخل الأطفال على موقع رسم و تلوين ملحق بمحرك البحث الطفولي.

الرابط:

http://www.kidrex.org/

مصر في مرحلة «اللا يقين»

قضية المقاومة فقدت أولويتها ووهجها في الرؤية الاستراتيجية رغم أهميتها للأمن الوطني

- لا غرابة في أن يشيع السخط والغضب في أوساط المجتمع باختلاف شرائحه إزاء ما يحدث

حين ينعقد اجماع أغلب المصريين على فقدان الثقة في الحاضر وتزايد القلق على المستقبل، فإن ذلك يعيد إلى الأذهان مشاهد مفصلية في تاريخ مصر الحديث بعضها في أواخر العهد الملكي، والبعض الآخر عقب هزيمة يونيو عام 1967.

(1)

عقب عودة الملك فاروق من رحلته إلى الخارج في صيف عام 1950 وجه إليه زعماء المعارضة رسالة شهيرة، قيل إنها من أصرح ما تلقاه منذ تقلد منصبه.

إذ تحدثت الرسالة عن إفساح مكان «في الحاشية الملكية لأشخاص لا يستحقون هذا الشرف، فأساءوا النصح وأساءوا التصرف». وأشارت إلى أن «النظام النيابي قد أضحى حبرا على ورق». ثم وجهت تحذيرا من أن «احتمال الشعب مهما يطل فهو لابد منته إلى حد. واننا لنخشى أن تقوم في البلاد فتنة لا تصيبن الذين ظلموا وحدهم، بل تتعرض فيها البلاد إلى إفلاس مالي وسياسي وخلقي».

هذا الكلام لم يأت من فراغ، لأن الغيوم التي تجمعت في الأفق السياسي كانت واضحة لدى رموز الحياة السياسية في ذلك الوقت. إذ لم يمض وقت طويل حتى حدث حريق القاهرة في 25 و26 يناير عام 1952، الذي انكشف فيه النظام السياسي، وأدرك الجميع أن عجزه قد بلغ مداه، وأنه لم يعد قادرا على السيطرة على الوضع العام في مصر.

ويذكر الدكتور يونان لبيب رزق في كتابه عن تاريخ الوزارات المصرية أن ما جرى بعد ذلك أكد أن النظام قد تسيب وأن الأشهر الستة اللاحقة كانت بمثابة مرحلة الاحتضار، التي تشكلت فيها أربع وزارات ظلت تتخبط في أدائها، ولم تستطع أي منها أن تنجز شيئا مما وعدت به،

فوزارة علي ماهر باشا شغلت بالتحرير وتحقيق الوحدة الوطنية لكنها لم تستمر لأكثر من شهر.

ووزارة نجيب الهلالي باشا اعطت الأولوية للتطهير حتى اصطدمت بالفساد في رأس النظام. وتحدث البعض عن صفقة مالية دفعها عبود باشا إلى القصر للتخلص من حكومته بعد مضي أربعة أشهر.

بعدها جاءت حكومة حسين سري باشا التي رفعت شعار الإصلاح الاقتصادي، ولم تستمر أكثر من عشرين يوما اضطر بعدها إلى الاستقالة بسبب أزمة حل مجلس إدارة نادي الضباط، التي كانت من إرهاصات قيام الجيش بثورة يوليو،

ولانقاذ الموقف المتسيب أعيد تكليف الهلالي باشا بتشكيل الوزارة يوم 22 يوليو من العام ذاته (1952) لكنه لم يهنأ بمنصبه، لأن الثورة قامت بعد 18 ساعة من إعلان التشكيل، لتدخل مصر مرحلة جديدة في تاريخها.

(2)

مثلما كان حريق القاهرة في مستهل عام 1952 مؤشرا على عجز النظام الملكي عن السيطرة على الحكم في مصر، فإن هزيمة يونيو 1967 كانت إعلانا عن انكشاف النظام المصري وسقوطه في اختبار المواجهة العسكرية مع إسرائيل.

وكما اهتزت ثقة المصريين في نظام الملك فاروق عقب حريق القاهرة، فان تلك الثقة عاودت الاهتزاز في نظام الرئيس عبدالناصر بعد ما سمي بنكسة يونيو. وتجاوزت الصدمة حدود الثقة في نظامه، لأنها ضربت في الوقت ذاته ثقة الجماهير في المشروع الذي تبناه.

وقد سعى الرئيس عبدالناصر إلى احتواء تلك الصدمة وامتصاص آثارها من خلال عرضه التنحي عن السلطة وتقديم عدد من قادة القوات المسلحة إلى المحاكمة لمساءلتهم على تقصيرهم، والمسارعة إلى بناء القوات المسلحة، على نحو مكنها من أن تخوض حرب الاستنزاف ضد إسرائيل بعد أشهر قليلة من الهزيمة.

كما أنه أطلق فيما بعد ما سمي ببيان 30 مارس الذي كان بمثابة محاولة إعادة الوضع السياسي الداخلي. لكن القدر لم يمهله لكي يكمل مشوار استعادة الثقة، لأنه انتقل إلى رحاب ربه في عام 1970.

(3)

اللا يقين الذي ساد في مصر بعد حريق يناير 1952 وعقب هزيمة يونيو 67 هو ذاته المخيم على مصر هذه الأيام. ذلك أن الثقة في الحاضر تراجعت إلى حد كبير، كما أن الحيرة في شأن المستقبل تتزايد حينا بعد حين. ولعلي لا أبالغ إذا قلت إن رموز المعارضة المصرية الآن (الحقيقية وليست المغشوشة) إذا قدر لهم أن يوجهوا رسالة إلى القيادة السياسية عن الأوضاع الراهنة فانهم سوف يستخدمون في وصف الوضع الداخلي نفس العبارات التي أوردها زعماء المعارضة إلى الملك فاروق بعد عودته من الخارج في سنة 1950.



وإذا كان المؤرخون قد شهدوا بأن الأشهر التي أعقبت حريق القاهرة قد كشفت عن حقيقة عجز النظام عن إدارة البلد، فبوسعنا أن نخلص إلى نفس النتيجة حين نتابع سجل الأداء الحكومي خلال السنوات الأخيرة. وهي السنوات التي تفجرت فيها مشكلات الخبز والمياه الملوثة وانهيار خدمات التعليم والصحة والمواصلات، وصولا إلى الفشل المدهش في التعامل مع السحابة السوداء ومشكلة القمامة وكارثة السيول، ومرورا بحوادث الفتنة الطائفية وكارثة إهدار الثروة العقارية للبلد، إلى جانب ارتفاع معدلات الغلاء الفاحش والبطالة، والعجز المخيف في ميزان المدفوعات والارتفاع الصاروخي في مؤشرات القروض والديون.

لا نستطيع أن نتجاهل في هذا السياق المؤشرات التي أعلنتها مؤسسة الشفافية الدولية، التي وضعت مصر في المركز الحادي عشر بين 19 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنحتها المرتبة 111 من 180 دولة على مستوى العالم في مؤشر الفساد لعام 2009.

وخلصت من التقرير إلى أن الفساد مستشرٍ في مصر، وانه يتعين وضع قيود مشددة تضبط عملية الاعتماد على رجال الأعمال في المناصب العامة.

إزاء ذلك فلا غرابة في أن يشيع السخط والغضب في أوساط المجتمع المصري باختلاف شرائحه. وان تتوالى الإضرابات والاعتصامات التي اتخذت من الرصيف المجاور لمجلس الشعب قبلة لها. صحيح أن أولئك المتظاهرين أو المعتصمين خرجوا إلى الشارع مطالبين بتحسين أحوالهم المعيشية، إلا أننا ينبغي ألا ننسى أن هؤلاء أنفسهم اعتادوا أن يبتلعوا الغضب ويختزنونه، لكن وطأة الظروف القاسية التي يعيشون في ظلها فاقت قدرتهم على الاحتمال.

إلى جانب هؤلاء، فإن أي متابع للمدونات ورسائل الإنترنت وكتابات الفيس بوك يستطيع أن يلحظ أن ثمة «نفسا» جديدا بين المتعاملين مع تلك الساحات، القاسم المشترك الأعظم بينهم هو رفض الوضع الراهن بشخوصه وسياساته،

ذلك واضح أيضا في موقف حركات الاحتجاج السياسي المتعددة التي ظهرت تباعا خلال السنوات الأخيرة. وكان ذلك النفس أشد وضوحا في استقبال الدكتور محمد البرادعي والتفاف العديد من القطاعات حوله، ليس فقط تأييدا له كوجه مستقل قادم من خارج الخرائط التقليدية المرسومة، ولكن أيضا تعبيرا عن رفض البديل المفروض على البلد، والمتمثل في هيمنة الحزب الوطني ومصادرته للحاضر والمستقبل.

والذي لاشك فيه أن مرض الرئيس مبارك والشائعات التي مازالت تدور حول طبيعة المرض واحتمالاته استدعت بقوة ملف المستقبل وبدائله. ورغم أن عودة الرئيس إلى الوطن أثارت قدرا نسبيا من الارتياح، فإنها لم تبدد تماما الشائعات المتداولة في البلد، حول فترة نقاهته وتطورات علاجه. صحيح أن تصريحات وتسريبات عدة تحدثت في الأسبوع الماضي عن احتمال ظهوره وعودته التدريجية إلى ممارسة نشاطه، إلا أن المتداول في الأوساط الطبية المعنية أن ذلك الظهور ستعقبه مرحلة أخرى من العلاج يؤمل أن يتعافى الرئيس بعدها تماما.

أيا كان نصيب هذه الشائعات من الصواب أو الخطأ، فالشاهد أنها ابقت على ملف المستقبل مفتوحا بأسئلته القلقة والحائرة، خصوصا أن مصر مقبلة على ثلاث جولات انتخابية ستحدد بعضا من معالم خريطة المستقبل خلال السنوات القليلة المقبلة، سيتم خلالها انتخابات مجلسي الشعب والشورى، قبل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل بإذن الله.

(4)



في عام 1967 هزم مشروع المواجهة العسكرية مع إسرائيل. وفي الوقت الراهن هزم مشروع التسوية السلمية معها. الأمر الذي يعني أنها انتصرت في الحالتين. لكننا إذا نظرنا قليلا إلى الوراء فسنجد أن الوضع قبل أربعين عاما كان أفضل بكثير.

إذ وقتذاك كان التحدي عنوانا كبيرا للموقف المصري. أما الآن فإن التحدي صار مدانا ومتهما (ثمة خصومة مع سوريا الممانعة). وأصبح «الاعتدال» عنوانا بديلا استخدم لتغطية الانصياع والامتثال. ولم يكن كل من العنوانين رمزا لاسلوب التعامل مع إسرائيل فحسب، وإنما صارا عنوانين لمسار الأداء في الداخل أيضا، وما إذا كان يُتحرى الاستقلال عن الخارج أو التبعية له.

إضافة إلى ما سبق، لا يفوتنا أن نلاحظ أن الرؤية الاستراتيجية في عام 67 كانت أوضح منها الآن. فالعدو الإسرائيلي المدعوم أمريكيا كان أمره محسوما، ونهج التعامل مع العدو لم يكن يكتنفه أي لبس («ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»). بذات القدر فان الصف العربي كان متماسكا، والتضامن الذي عبرت عنه لاءات الخرطوم كان من بين تجليات ذلك الموقف.

الذي لا يقل أهمية عما سبق أن الاعتراف بالهزيمة العسكرية في عام 1967، استتبع بذل جهد حثيث لإزالة آثار العدوان وإعادة بناء القوات المسلحة المصرية، التي عبرت القناة بعد ذلك في عام 1973.

لكن من الواضح أن هزيمة مشروع التسوية السياسية (الذي لا يختلف أحد على وقوعها) لم تحرك شيئا في بحيرتنا الراكدة. ومن الواضح أن ثمة تهوينا من شأن تلك الهزيمة، وتراخيا مشهودا في التعامل مع معطياتها. رغم ما تمثله من تهديد للأمن الوطني المصري والقومي العربي.

ولا تفسير لذلك سوى أنه دال على أن القضية برمتها فقدت أولويتها ووهجها في الرؤية الاستراتيجية المصرية. وإن الانشغال بتثبيت وتجميد أوضاع البيت في الداخل قد حجب كل ما عداه، الأمر الذي جعلنا أمام مأزق حرج لا يخلو من تعقيد.

فالسلطة فقدت السيطرة على الوضع في الداخل، كما أنها فقدت القدرة على التحرك الإيجابي في الخارج. وفي الوقت ذاته فانها توصد الأبواب أمام احتمال ظهور بدائل أخرى تستطيع أن تنهض بما عجزت هي عن القيام به. من ثم يصبح الخيار الوحيد المتاح أن يقبل الجميع بما هو قائم، وأن يكون الشعار الوحيد المرفوع هو:

الاستمرار هو الحل!

لتطبيق ذلك الشعار نلاحظ أن ثمة تربصا بأي بديل يلوح في الأفق، وانقضاضا شرسا على أي بادرة للخروج من قبضة الحزب الحاكم والاخلال بهيمنته.

وعمليات الاعتقال شبه الأسبوعية لعناصر الإخوان المسلمين تبعث برسالة تأديب وتحذير للجميع.

ثم إن ما جرى في التعامل مع الدكتور محمد البرادعي يبعث برسالة أخرى في ذات الاتجاه. فإلى جانب التشهير المستمر به ومحاولة اغتياله معنويا في المطبوعات الحكومية فإن أصابع الأجهزة الأمنية لم تكن بعيدة عن محاولة سحب البساط من تحت أقدام جماعته، من خلال تشجيع أحزاب المعارضة الحكومية على القفز إلى مقدمة الصفوف، فجأة ودون سابق انذار، لخطف شعار «التغيير» من فريق البرادعي.

والأصابع ذاتها هي التي استدعت بعض ممثلي الأحزاب المجهولة وحثتها على تقديم عريضة اتهام ضد الرجل إلى النائب العام، لتصعيد حملة تلويث سيرته وصورته، ومن ثم «حرق» ما بدا وكأنه بديل محتمل.

إلى جانب إجهاض البدائل وتشويه احتمالاتها، فإن أبواق النظام الغانم أطلقت حملة لتجميل الوضع القائم وتسويق «انجازاته»، واعتباره فتحا جديدا في مسيرة العمل الوطني نقل مصر من مرحلة الحكم الشمولي إلى مرحلة «ما بعد الفرعونية»، إلى غير ذلك من الرسائل التي استهدفت اقناعنا بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، وأن الوضع القائم «قدر» كتب علينا،

وأن مصر بناسها وأرضها ونيلها تحولت إلى «وقف» مكتوب باسم الحزب الوطنى. وهو ما يدعوني إلى استعادة فقرة من رسالة زعماء المعارضة إلى الملك فاروق التي قالوا فيها:

«إن احتمال الشعب مهما يطل فهو لابد منته إلى حد. وإننا لنخشى أن تقوم في البلاد فتنة لا تصيبن الذين ظلموا وحدهم، بل تتعرض فيها البلاد إلى إفلاس مالي وسياسي وخلقي».

الحراك الداخلي واستمرار أزمة القدس

شهدت الأيام الماضية العديد من الأحداث المتلاحقة، داخليًّا وخارجيًّا، بعضها متعلقٌ بوضع معظم الحكام العرب المتخاذل، والذي كانت ذروة ضعفه وتراجعه ما حدث في القمة العربية وعدم خروجها بنتائج عملية ملموسة تنتشل العرب من أزماتهم الراهنة، والبعض الآخر متعلقٌ باستمرار الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس الشريف، بل والأراضي الفلسطينية بلا استثناء، وهي الانتهاكات التي ما زالت أيضًا تقابل بردِّ فعل هزيل، لا يتناسب والحدث من قِبَل الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، والتي لم تكتفِ بموقف المتفرج على محاولات هدم أولى القبلتين وثالث الحرمين، وإنما تقوم هي الأخرى بانتهاكات ضد مواطنيها الذين خرجوا يعبِّرون عن غضبتهم ومناصرتهم للمسجد الأقصى الشريف، وخاصةً في مصر التي لا يخلو يومٌ فيها إلا ويقوم النظام الحاكم باعتقال العشرات حتى وصل عدد المعتقلين إلى 368 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها، أفرج عن معظمهم قضاءً فتمَّ اعتقالهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى الاعتداء على زوجات وأبناء وأطفال المعتقلين.

وعلى صعيد آخر في الشأن الداخلي، شهدت الساحة السياسية المصرية حراكًا واضحًا، كان منه اللقاء الذي قام به وفد من الإخوان المسلمين بزيارة حزب "التجمع"، ثم لقاء موسَّع للصالون السياسي لكتلة الإخوان البرلمانية، شارك فيه ممثلو القوى السياسية بكل أطيافها؛ لبحث سبل دعم مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية، الذي قدمته المعارضة المصرية لمجلس الشعب مؤخرًا.

وفي ظلِّ هذه الأحداث فإننا نؤكد الآتي:

أولاً: الأوضاع الداخلية

- يؤكد الإخوان المسلمون أن الإصلاح السياسي هو بوابة التغيير في مصر، كما أنه مقدمةٌ أساسيةٌ لدعم القضايا العربية والإسلامية، ويجب علي النظام الحاكم أن يعمل على تهيئة المناخ لإحداث إصلاح سياسي حقيقي بعيدًا عن التدخلات الأمنية وإجراء الانتخابات، في جوٍّ من الحرية والنزاهة، وإتاحة حياة كريمة للشعب المصري، ومحاربة الفساد والاستبداد، وتقديم الكفاءة على المحسوبية.

1- الالتقاء مع كل القوى السياسية والحركات الفاعلة في المجتمع، بل والمستقلين والنخب، على المتفق عليه من المطالب الأساسية؛ في إتاحة الحريات العامة، وإلغاء القوانين الاستثنائية، وفي القلب منها قانون الطوارئ، وإحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية، والإشراف القضائي على الانتخابات والتداول السلمي السلطة، وتكوين الأحزاب بمجرد الإخطار، وإلغاء لجنة شئون الأحزاب المانعة لتكوين الأحزاب.

2- استمرار حملات الاعتقال في صفوف الجماعة يبرهن أن النظام الحاكم لا يريد إصلاحًا حقيقيًّا وأنه يستغلُّ هيئات الدولة ومؤسساتها في حربه ضد خصومه، وأن استمرار تحديه لقرارات النيابة العامة وأحكام القضاء بالإفراج عن المعتقلين يقوِّض مؤسسية الدولة ويرسِّخ سيطرة حزب واحد أدت سياساته إلى كبت الحريات وسجن الأبرياء وزيادة الفقر والفساد وانهيار في البنية التحتية ومقومات الدولة في مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

3- يحذر الإخوان المسلمون من المساس بنساء وأطفال وأبناء المعتقلين أو الأخوات الفضليات وانتهاك حرمات الناس؛ لأن ذلك يعدُّ تجاوزًا خطيرًا، وعلى الجهات المعنية أن تلتزم بالقانون وتعيد النظر في تعاملها مع أفراد الجماعة وقيادتها.

4- يجدر بجمعيات حقوق الإنسان والجهات المعنية بالحريات أن تفضح المهازل التي تحدث في جامعات مصر، واعتماد أسلوب البلطجية، الذين تعينهم الكليات لمواجهة الطلاب وكلغة حوار بين الإدارات الجامعية والأمنية، وبين الطلاب الذين خرجوا لمناصرة قضية المسجد الأقصى.

5- موقف الإخوان واضح من انتخابات الرئاسة القادمة، وأن الجماعة ستدرس كل البرامج المطروحة، وتستمع إلى كل وجهات النظر في حينها، وأنها سوف تعلن موقفها في الوقت المناسب وبعد الدراسة المتأنية، مرتبطين بالقيم والأخلاق وليس بالأشخاص.

ثانيًا: استمرار الانتهاكات الصهيونية في مدينة القدس الشريف

1- يؤكد الإخوان المسلمون أن المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف- بل وكل أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام- سيظلان محور القضايا العربية والاسلامية، والتي يجب أن تتضافر الجهود من أجل الدفاع عنهم بكل غالٍ ونفيسٍ والتصدِّي للمخططات الصهيونية، ونجدِّد دعوتنا للشعب المصري بكل فئاته وطوائفه؛ بالاستمرار في فعاليات مناصرة القضية الفلسطينية، كما نطالب منظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية بأن تقوم بدورها في الدفاع عن القدس الشريف وعن المسجد الأقصى.

2- يجب على الدول العربية والإسلامية أن تُعيد صياغة علاقاتها مع الولايات المتحدة وعلاقاتها بالكيان الصهيوني؛ بما يخدم مصالح أمتنا، خاصةً أننا نمتلك الكثير من أدوات الضغط التي يمكن أن تقوم بدور فعَّال في التأثير في القرار الأمريكي تجاه القضايا العربية.

3- على القادة العرب تحمُّل المسئولية تجاه شعوبهم التي خذلوها بنتائج قمتهم الهزيلة في مدينة سرت، وأن يكون الاجتماع الاستثانئي الذي أعلنوا عنه في شهر سبتمر القادم مقدمةً حقيقيةً لتفعيل آليات الجامعة وعودة الروح للعمل العربي المشترك.

4- على القادة العرب أن ينفِّذوا قراراتهم في قمة الدوحة الخاصة بإعادة إعمار عزة وفك الحصار عن أكثر من المليون ونصف المليون فلسطيني هناك، ويكفي ما لاقاه أهل غزة من تسويف.

5- يوجه الإخوان المسلمون التحية للسلطات البريطانية التي قامت بطرد عميل الموساد، والذي كان يتخذ من منصبه الدبلوماسي ستارًا في اغتيال الشهيد محمود المبحوح، كما نوجِّه التحية للسلطات الفرنسية التي أعلنت أنها سوف تشرع في اتخاذ خطوات مماثلة.

الأحد، 4 أبريل 2010

الدور التركي المتصاعد وانعكاساته على القضية الفلسطينية

عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في مقره في بيروت حلقة نقاش حول الدور التركي المتصاعد وانعكاساته على القضية الفلسطينية، وذلك يوم الخميس 1/4/2010. وقد ضمت الحلقة نخبة من المفكرين والمتخصصين في الشأنين الفلسطيني والتركي، من بينهم الدكتور محمد نور الدين، والدكتور طلال عتريسي، والأستاذ حلمي موسى، والأستاذ صقر أبو فخر، والأستاذ أحمد خليفة والدكتور حسين أبو النمل وغيرهم. وقد انقسمت الحلقة إلى جلستين، كانت أولاهما لتحليل وتبادل المعلومات، أما الجلسة الثانية فتناولت السيناريوهات المستقبلية للدور التركي.

الدور التركي: قراءة في الواقع

العميد الدكتور أمين حطيط رأى أن الدور التركي هو ثمرة تقاطع مصالح بين أطراف متعددة، وأنه لم يكن مقدراً له أن يكون بهذه الأهمية لولا هذا التقاطع، وأكد أن فهم الدور التركي في المنطقة ينطلق من فهم الدوافع الرئيسية التي فرضته، ومن أهمها: أولاً: المسألة التركية الداخلية التي تشهد وعياً إسلامياً متصاعداً يدفع بهذا الاتجاه. وثانياً: المصلحة التركية تجاه الغرب، والتي فهمت أن باب أوروبا موصد أمام تركيا، حيث لا مركز استراتيجي ولا دور، ولا يوجد غير الشرق الأوسط كمدخل لدور استراتيجي، ومدخل الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية، وهو ما يتطلب أن لا تكون تركيا حليفاً لأي طرف في هذه القضية. وثالثاً: وهن المشروع الغربي ووجود تقارير مختلفة ترسم علامة استفهام كبيرة حول إمكانية استمرار المشروع الغربي في الشرق الأوسط. ورابعاً: تصاعد المد الإسلامي بكل اتجاهاته في المنطقة، ورغبة تركيا بأن تدخل في هذه الموجة حتى لا تكون في مواجهتها. وأضاف العميد حطيط أن تركيا تريد احتلال موقع استراتيجي في مرحلة إعادة ترتيب الشرق الأوسط، فخلال مرحلة إعادة الترتيب تتطلع كل فئة إلى تجميع ما يمكنها من القوى بحيث تكون في المكان الذي تريد. وأوضح أن العرب باتجاهيهما الممانع وعرب الاعتدال، بحاجة إلى الدور التركي، فسوريا على سبيل المثال بحاجة إلى مساند لها، فيما عرب الاعتدال يريدون توظيف الدور التركي حتى لا تبقى إيران وحيدة في الساحة الإسلامية. أما أمريكا فلها مصلحة بتجهيز تركيا لتكون بمثابة وحدة احتياط لاستخدامها في مناورة جديدة تختلف عما رسمته سابقاً للدور التركي. ولذلك، يمكن القول إن الدور التركي يستمر في السقف الذي تقتضيه هذه المصالح مجتمعة.

أما الأستاذ صقر أبو فخر، فرأى أن دور تركيا بدأ مع سقوط الاتحاد السوفياتي وخروج مصر من الصراع العربي الإسرائيلي، والدور المتعاظم لإيران بعد كسبها حربين دون خوضهما، وذلك في كل من العراق وافغانستان. وكل هذا جعل الولايات المتحدة تتغاضى عن الدور التركي المتعاظم في المنطقة. وأشار إلى أن الدور التركي قائم في أساسه على الاقتصاد، وقد تلعب تركيا دوراً ضاغطاً من خلال الاقتصاد، ومن خلال موضوع المياه، حيث يمكن أن تضغط من خلالهما خصوصاً على سوريا والعراق. ومن ناحية أخرى، كما أن تركيا تمتلك جزءاً من المسألة السنية في العراق.

في حين رأى الأستاذ زياد الحسن أنه من خلال التعاون المباشر مع حزب العدالة والتنمية يدرك المراقب أن الأتراك لديهم مفهوم آخر شبه متبلور هو مفهوم العالم التركي، حيث تتطلع تركيا إلى تشكيل كتلة أشبه بالاتحاد السوفياتي الأسبق، تمتد من البلقان إلى الصين. وأشار إلى أن تركيا تحتضن المفتين في دول القوقاز، وتعطي منح للطلاب القوقازيين، ولفت إلى أنه بموازاة مؤتمر دعم غزة أقامت تركيا ثلاثة مؤتمرات لبحث وضع مسلمي الإيغور.

أما الأستاذ حلمي موسى، فأشار إلى أن تركيا تتطلع إلى أن ترى تعددية كبيرة، وذلك من خلال علاقاتها الاقتصادية، ورأى أن هناك فراغاً قيادياً في العالم العربي، مما يفسح المجال لدور مثل الدور التركي، لما لتركيا من تاريخ ومقدرات، حيث تحاول إيجاد دور لها في هذا المجال الحيوي.

بدوره رأى الأستاذ أحمد رمضان أن هناك ثلاثة أبعاد أساسية لتعاظم الدور التركي، وهي: موضوع الاستقرار السياسي إلى حد ما في الداخل، وقدرة حزب العدالة على الضبط الداخلي، وحسن الجوار وتصفير المشكلات مع جيرانها، والنمو أو العامل الاقتصادي الذي كان ركيزة أساسية في العلاقات الخارجية. وأشار إلى أن هناك حاجة أمريكية وأوروبية لتركيا، فأمريكا ترى في تركيا قوة توازن القوة الإيرانية، في حين أن أوروبا ترى في تركيا مربع استقرار فاصل بينهم وبين آسيا المضطربة. ورأى أن تركيا يمكنها أن تلعب دوراً في المسألة الفلسطينية يمنع إسرائيل من شن عدوان جديدة على غزة. وأكد أن دعوة تركيا للعب دور سياسي في القضية الفلسطينية يجعلنا بحاجة إلى تقديم ورقة سياسية أو رؤية تتحرك تركيا على أساسها.

أما الدكتور طلال عتريسي، فرأى أن الخلفية الإسلامية ساعدت تركيا على تبني المواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية. وأشار إلى أن قوة الدور التركي بدأت تتضح بعد سقوط العراق، حيث صعد الدوران الإيراني والتركي. أما على الصعيد الشعبي، فبدأت قوة الدور التركي تتضح بعد عدوان غزة. وأضاف أنه كان هناك استعداد من جانب سوريا وإيران للتعامل الإيجابي مع تركيا أكثر من الدول العربية الأخرى. ولفت إلى أن هناك نوعاً من التواطؤ على الدور التركي سواء على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي. فهناك من يريد تركيا في مواجهة إيران، وهناك من يريد تركيا إلى جانب إيران. ولكنه من ناحية أخرى أشار إلى أن هناك تفاؤلاً مفرطاً في إمكانية تدهور العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة و"إسرائيل". ورأى أن تركيا لا تستطيع لعب دور ضاغط على الغرب لإيجاد رؤية مختلفة للقضية الفلسطينية.

بدوره تحدث الأستاذ وليد محمد علي، فرأى أن التطور في الموقفين الأمريكي والأوروبي تجاه تركيا أدى إلى رفضهما دعم أي انقلاب عسكري يطيح بحزب العدالة والتنمية، خصوصاً وأن الإدارة الأمريكية لم تعد قادرة وحدها على إدارة الملف الشرق أوسطي. ورأى أن الدور التركي أمام عدة تحديات، فهناك تحديات تفرضها البيئة الخارجية المتنوعة التي تحيط به، والتي تفرض ضغوطاً سلبية في بعض النواحي وإيجابية في نواحٍ أخرى، وهناك تحديات أخرى داخلية متمثلة بالضغوط التي يتعرض لها حزب العدالة والتنمية، سواء من الإسلاميين الآخرين مثل حزب السعادة، أم من قبل المؤسسة العسكرية التي ما زالت تحكم قبضتها على كثير من أوجه مفاصل المشهد التركي. وأضاف أن تركيا الآن في دور انتقالي، حيث ما زال بينها وبين "إسرائيل" 60 معاهدة أمنية مفعلة، وهذا الأمر يحتاج إلى قراءة معمقة. وأشار إلى أن النزعة الاستعلائية عند الصهاينة ستفيد في تطور الموقف التركي. فالصهاينة لا ينظرون إلى الآخرين نظرة تكامل، بل نظرة استعلاء، وهذا ما يؤمل أن يسرع في تغيير الدور التركي ليصبح دوراً تكاملياً مع المنطقة. ولكنه رأى أن المعضلة الرئيسية تكمن في الواقع العربي الذي ليس لديه دولة أم ولا نظرية أمن قومي، وهو عاجز عن بلورتهما حاليا.

أما المهندس عبد الله بابتي فرأى أن نجاح حزب العدالة والتنمية كان باتجاهين، أحدهما داخلي يتجلى بوضوح في الناحية الاقتصادية، والآخر في مواجهة الجيش الذي أصبح عاجزاً عن القيام بانقلاب، حيث أن حزب العدالة والتنمية حمل على عاتقه تذليل عقبات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. أما على الصعيد الخارجي، فقد نجح حزب العدالة والتنمية في تبديد أجواء الخلافات مع الجوار، دون استنفار الداخل والخارج. وشدد على أن الفراغ الهائل الذي تعانيه الساحة العربية سهل تعاظم الدور التركي في المنطقة.

وتحدث الأستاذ تيسير الخطيب فرأى أن قوة الدورين التركي والإيراني قوة طبيعية قادرة على ملء منطقة فراغ عميق، بما يسمح لهما بالتمدد، ولا يتصور إمكانية التناقض بينهما. ورأى أنه على الرغم من الوضع الصعب، فإن الفلسطينيين باتوا يتمتعون بحماية أفضل بسبب مساندة حزب الله، وإيران، والدعم التركي الحالي. ودعا الفلسطينيين إلى ترتيب أوضاعهم لضمان الاستفادة من هذا الدعم الإقليمي.

السيناريوهات المستقبلية للدور التركي

وفيما ما يتعلق بالسيناريوهات، رأى الدكتور محمد نور الدين أن تركيا تعطي أولوية للعمق الحضاري والتكامل الاقتصادي الإقليمي، وهي تأمل بحلول 2023 بأن تكون حدودها مفتوحة مع كامل محيطها. ولا يمكن أن يتأتى هذا الدور بالاعتماد على القوة العسكرية أو النزعة الدينية. أما على الصعيد الفلسطيني، فإن تركيا لا يمكنها أن تتحرك خارج سقف القرارات الدولية.

أما الدكتور أمين حطيط، فرأى أن هناك سيناريوهات مستقبلية لتركيا، أولها أن تنجح سوريا في بقائها نقطة وسط، وثانيها، أن تقوم بتفعيل العلاقات مع سوريا وإيران إلى درجة إنشاء منظومة تفاهم استراتيجي، وثالثها أن تنجح الضغوط الأمريكية الإسرائيلية بجعل تركيا قاعدة لمنظومة إقليمية ضد إيران. ولكن الدكتور حطيط رجح السيناريو الأول.

بدوره رأى الأستاذ محمود حيدر أن الدور التركي سيبقى محدوداً في إطار الدور الوسيط، أما الدكتور طلال عتريسي فرأى أن الحد الأقصى للدور التركي أن تعمل تركيا على دعم المشروع السلمي في المنطقة، معتبراً أن الذهاب إلى أبعد من ذلك في التوقعات هو إفراط في التفاؤل، واستبعد وجود تحولات تركية عميقة بسبب الوضع المركب في النظام التركي، والاستراتيجية التركية القائمة على تصفير المشاكل وتبني السلام في الداخل والخارج.

أما الأستاذ صقر أبو فخر فتحدث عن تحديات تواجه الدور التركي في المنطقة، ومن أهمها، احتمال التصادم مع إيران، بسبب التنافس الاستراتيجي، والتحديات الداخلية التي تواجه حزب العدالة والتنمية، وإمكانية حصول تصادم بين الولايات المتحدة وتركيا في البحر الأسود، بسبب رفض تركيا للوجود الأمريكي المسلح فيه، خوفاً من تداعيات الصراع بين واشنطن وروسيا.

فيما أكد الأستاذ حلمي موسى أن هناك مشاعر عالية على الصعيد الشعبي والرسمي التركي، ولكن سياسياً فإن تركيا لن تخرج عن سقف الشرعية الدولية والمبادرة العربية. وفي نهاية حلقة النقاش شدد الدكتور محمد نور الدين مرة أخرى على أن الأولوية لدى تركيا هي تحصين الداخل باتجاه علمانية حقيقية وديمقراطية كاملة، ومهما تعاظم الدعم الشعبي لحزب العدالة والتنمية، ومهما تعاظم التعاطف مع القضية الفلسطينية، فإن ذلك لن يدفع حزب العدالة والتنمية إلى خيارات أكثر تقدماً في الخارج.

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون