الجمعة، 13 أغسطس 2010

الجماعة والمسلسل

بسم الله الرحمن الرحيم

يسجل التاريخ في صفحاته حالات لمصلحين ومفكرين لم ينصفهم قومهم أو النظام الرسمي على وجه التحديد، واتخذوا منهم مواقف معادية بل وربما قتلوهم، ثم ما لبثوا ان عرفوا فضلهم واعيد لهم الاعتبار وذهب ظالموهم إلى طي النسيان بل حتى إذا ما ذكروا صحبتهم اللعنات. هذا الوضع عاشه رجال من امثال مارتن لوثر كينج ومالكوم اكس ونلسون مانديلا وغيرهم. ولعل حسن البنا وجماعة الأخوان المسلمين مثال حي على هذا في بلادي، فعلى الرغم من اختلاف النظم من ملكي وجمهوري واشتراكي ورأسمالي إلا انهم اشتركوا جميعا في حملة اضطهاد تزيد أحيانا وتخف حينا. ولعل موقف الجماعة من القضية الفلسطينية ومقاومة الاستعمار على وجه الخصوص وسعيها لإقامة الشريعة وتحقيق الإصلاح في أوطانهم جعلهم هدفا لتحالف استراتيجي غير شرعي بين القوى الاستعمارية والأنظمة الاستبدادية.
وطوال تاريخ أخوان مصر مع الأنظمة الحاكمة تعرضت الجماعة لحملة تشويه منظمة اختلفت في أساليبها ووسائلها إلا أنها اشتركت في هدف واحد ألا وهو محاولة تحجيم دورالجماعة في الحياة والمجتمع. ورغم أن أمواج هذه الحملات تكسرت الواحدة تلو الأخرى أمام عزيمة جبارة من ابناء الجماعة تصلح حالة للدراسة، وأمام مصداقية عفوية ليس فيها تكلف زرعتها الجماعة في قلب الناس، ومروءة مشهودة من جانب الكثير من أبناء الشعب الذي يرفض الظلم ويتعاطف مع الضحية. ولو سمعنا بحكايات الكثير من أنصار الجماعة والمتعاطفين معها لعرفنا أن منهم من انطلق في التعرف الحقيقي على هذه الجماعة والقراءة عنها كرد فعل لحملة ضد الجماعة أو أحد أبنائها.
ولقد تنوعت أساليب ووسائل مهاجمة الجماعة بل والجهات التى تقوم بها فلم تستثنى أي جهة في المواجهة حتى الأزهر ووزارة الدفاع والبنوك وجهات ذات طبيعة إدارية وعلمية بحتة استخدمت يوما ما كأدوات لمهاجمة أو عقاب الجماعة ورجالها في محاولة يائسة لشل حركتها ووأدها.
يأتي المسلسل الذي تنوى احدى القنوات اذاعتها في شهر رمضان الفضيل عن "الجماعة" ضمن هذه المحاولات والتى تأتي قبل انتخابات مجلس الشعب التى فاز فيها 88 عضوا من الجماعة وحرم حوالى 52 أخرين من فوز مستحق باعتراف رئيس الوزراء نفسه الذي أقر أنه لولا التدخل لفازت الجماعة بحوالي 140 مقعدا في المجلس والحملة التى يشارك فيها الإعلام كأحد الأذرع الضاربة المكملة تهدف إلى إقصاء وحرمان الجماعة من دورها في الحياة المصرية.
لن تكون هذه الحملة بقوة حملات قادها أزهر مصر الذي صور الجماعة بأنهم اخوان الشياطين أو في ضراوة الألة الإعلامية على عهد الرئيس الراحل عبد الناصر التى اعتذر أحد أقطابها الإعلامي حمدي قنديل عن دوره فيها.
و عندي في موضوع المسلسل نقاط أحب أن أسجلها:
 

النقطة الأولي مواجهة للأبناء حركة الأخوان وأنصارهم الذين قد يستفزهم المسلسل فيقعون في المحظور ويتورطون في متابعته فيكتسب المسلسل زخما إعلاميا. ومعلوم أن محطات الأقمار الصناعية تستطيع أن ترصد كم المشاهدة لأحد البرامج والمسلسلات عن طريق الطلب على محطة تليفزيون ما في وقت ما لتحديد نسبة المشاهدة. والأهم من هذا أن يضيع قطاع من المؤمنين أوقاتا ثمينة في شهر فضيل يحسن استغلالها في العبادة والذكر والدعاء لهذه الأمة بالنصر والتمكين.

النقطة الثانية هي أن الله تبارك وتعالى إذا أراد نشر فضيلة سخٌر لها لسانا حقودا، لذلك فإن هذه الأعمال هي إحدى وسائل الدعوة لجذب أصحاب المروءة. ولعلنا نذكر الشهيد سيد قطب الذي كان ناقدا ادبيا ومفكرا فذا، وهو الذي اكتشف الكاتب العالمي نجيب محفوظ كطاقة روائية جبارة وهو الذي كتب في بداياته مقالا دعى فيه الى الإباحية فطلب بعض الأخوان من الشهيد حسن البنا الرد عليه فرفض حتى لا يتشبث الرجل بأقواله ويقع اسيرا لها مدى الحياة. سيد قطب ذهب الى امريكا ولكنه وجد حالة من الفرح والحبور في الكنائس وبين الناس فلما سأل قيل له إن إرهابيا كبيرا في الشرق الأوسط اسمه حسن البنا ُقتل فبدأ الرجل عندئذ رحلة التعرف على الإمام وجماعته.

النقطة الثالثة التى أريد التأكيد عليها أن على الجماعة أن تجتهد في تعريف الناس بما قدمته من رجال يقودون تيار الوسطية في الإسلام من أمثال الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ الغزالي والشيخ سيد سابق والدكتور أحمد العسال ومصطفى السباعي وفتحي يكن وغيرهم الكثير. كما قدمت علماء أفذاذ من أمثال الدكتور محمد بديع المرشد الحالي والدكتور خالد عودة والدكتور سيد دسوقي وغيرهم. وكذلك ما قدمته من مجاهدين من أمثال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشهيد يحيي عياش والآلاف من أبطال حرب فلسطين من كل الأقطار. بل وعليهم أن يبرزوا بعضا من الإنتاج الفكري الإسلامي والأدبي لأبناء الجماعة الذي أثرى الفكر العربي والإسلامي.

النقطة الرابعة هو إبراز دور الجماعة في حماية الملايين من أبناء الإسلام حول العالم في أكثر من 80 دولة من مهاوي الوقوع في ردى التكفير والتطرف الدينى، وهؤلاء الشباب مجموعة من أخلص أبناء الوطن وينتمون لحركة لا علاقة لها بالعنف ضد جماعتهم من قريب أو من بعيد، ولم يعرفوا ولم يعيشوا مع النقراشي أو جمال عبد الناصر، ولا يجب بأي حال أن يعاقبوا أو ُتبخس حقوقهم بسبب جريمة لم يرتكبوها أو تكن لهم صله بها من قريب أو من بعيد.

ربما يسبب المسلسل قلقا لبعض أنصار حركة الأخوان من أن يتسبب المسلسل في تشويه صورة الجماعة وربما يكون ذلك صحيحا ولكن ما ينبغي أن يقلق الأخوان عليه أكثر هو الحاجة إلي التقرب من المولى تبارك وتعالي في هذا الشهر الفضيل وطلب رحمته ومغفرته والسعي للعتق من النار، وعليهم أن يواصلوا العمل الدءؤب لخدمة أبناء وطنهم دون تميز ومواصلة معركة الإصلاح فكل ذلك اولى وأدعى للإشتغال والشغل به وكل مسلسل وأنتم بخير.

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

كـيـف نـحـبـب رمـضـان للأطـفـال ؟؟ ونـعودهـم على صـيامـه


البيت مدرسة كبرى،والطفل يرى ويسمع ويقلد، والبيت يجب أن تظهر به سلوكيات وعادات جميلة يكتسبها من والديه على وجه الخصوص. وشهر رمضان المبارك فرصة كبيرة وعظيمةلتعويد الطفل على مكتسبات جديدة في هذه الحياة، ويكون من أبرزها تعويده على الصيام.
انه من المهم حتى يحب الأطفال شهر رمضان ان يحبه آباؤهم ومن حولهم ويكرروا الدعاء بأن يبلغهم إياه ويستبشروا بقرب قدومه.تحبيب الأطفال لهذا الشهر كثرة الحديث عنه وعن فضله، وأهم الأحداث فيه
أما الصيام فلعل أهم طرق التعويد عليه:

1 -
الإعداد النفسي ويكون ذلك بإعداده قبل
رمضان بسؤاله:هل ستصوم؟
ومن سيصوم من أصحابك؟
2 -
التدرج بتصويمه ولو ساعات محدودة حتى ولو لم يكمل كل اليوم وانما
يتدرج معه إلى الظهر ثم إلى العصر إلى ان
يتعب,, وهكذا.
3 -
التشجيع,, والتشجيع حافز قوي للفرد
فضلا عن الطفل ويكون بطرق:- كمدح الطفل أمام الآخرين.
-
والإخبار انه استطاع ان يصوم هذا اليوم.
4 -
تكريمه عند الافطار بالجلوس مع
الكبار الصائمين وتقديمه في المجلس والمأكل.
5 -
إعداد الأطعمة التي يحبها لأنه صائم

رمضان غيير حياتى

إخوانى الأعزاء
تقبل الله صيامكم وطاعتكم وغفر ذنوبكم وكنتم مع الفائزين
احب أن تكون التهنئة مختلفة هذا العام بطرح هذه الأسئلة علينا
ثبت عينك على الجائزة، بماذا تريد أن يكافئك الله فى نهاية الشهر (مغفرة ما تقدم من ذنوبي،.....................)
ما هو أول عمل أستقبل به رمضان (اللهم إنى اسئلك فى رمضان هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى .....)
ماذا تريد أن تكون فى يوم 30 رمضان (انسان جديد كمن ولد من جديد،.............................................)
شعارك خلال شهر رمضان (لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك،.............................................)
من هم أعدائد فى رمضان (التسويف، الدش، النت، أصدقاء السؤ،................................................. ...)
الشخصية التي سأتنافس معها على الخيرات (...............................................................................)
الشخصية التي سنتبناها مشروعا رمضانيا للهداية (........................................................................)
ما هى علامة دخول جنة رمضان (أن أرى الرضى فى عيني والدي،....................................................)
ما هو المنتج\المشروع الذى سأخرج به من رمضان (....................................،..............................)
شخصيات منسية لها علي حق سأتواصل معها (...........................................................................)
ترتيبات الانتهاء من رمضان وهل حققت أهدافى (.........................................................................)
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ولاتنسونا فى صالح دعائكم
تحياتى

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

بداية عمرك

رمضان.. انطلاقة بالقرآن



بقلم: الشيخ/ السيد عبد الله غنيمي
ودائمًا يبقى لشهر رمضان مذاقه الذي يميزه عن باقي الشهور، فيجعل القلوب تشتاق إليه، والنفوس تهفو عليه، والأفئدة تتطلع إليه، فالكل يترقب قدوم رمضان، ويعدُّ الأيام ابتهاجًا بقدومه؛ فماذا في رمضان ليس في غيره من الشهور؟ حتى يظفر بهذا الشغف، وذاك الانتظار!.

لا شك أننا لو أردنا أن نعدِّد فضائل رمضان فسوف يطول بنا المقام، وربما نجد أنفسنا في روضة من الفضائل لا حد لها، وهذه الفضائل تكفي لأن يحظى رمضان بتلك المشاعر الإيمانية والروحية لدى كل المسلمين، فهو شهر تتنزل فيه الرحمات، وشهر استجابة الدعاء، وشهر رفع الدرجات ومحو السيئات، وشهر المباهاة، وشهر المواساة، وشهر التراحم.

لكن أبرز ما في رمضان أنه شهر القرآن ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية 185)، وهذه الآية تستدعي منا وقفات تلو الوقفات؛ فما القرآن؟

 الصورة غير متاحة
 الشيخ السيد عبد الله غنيمي


سؤال يحتاج أن نبحث عن إجابته في نفوسنا، قبل أن نبحث عنها في الكتب، أو نسأل عنها العلماء، وبصيغة أخرى؛ ماذا يعني القرآن الكريم لكل مسلم؟ ما قيمة القرآن عند كل مسلم؟ ما التصور الحقيقي للقرآن؟ هل حروف يردِّدها اللسان؟ أم نغم تتمايل له الآذان؟ أم ختمات نتسابق على إحراز أكبر عدد منها في رمضان؟

من المؤسف أن هذا حال الكثيرين منا في رمضان، وقليلاً ما نلتفت للإجابة الحقيقية لهذا السؤال الذي طرحناه، ما القرآن؟ ما مهمة القرآن في حياتنا؟

القرآن كما يعرِّفه صاحب الظلال- عليه سحائب الرحمة-: "هو كتاب الأمة الخالد، ودستورها الراشد، أخرجها من الظلمات إلى النور، فأنشأها هذه النشأة، وبدَّلها من خوفها أمنًا، ومكَّن لها في الأرض، ووهبها مقوماتها التي صارت بها أمة، ولم تكن من قبل شيئًا"، "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا, ويضع به آخرين" (رواه مسلم).

وإذا استعرضنا آيات القرآن وهي تتحدث عن القرآن فسنجد تلك المعاني واضحة جلية، ومن ثم أصبح من الواجب على مسلمي العصر، أن يراجعوا أنفسهم في تعاملهم مع القرآن، فالقرآن كتاب هداية للناس، كل الناس ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾، هداية للمتقين ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة: من الآية 2)، يهدي للتي هي أقوم ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ (الإسراء: من الآية 9)، روح تحيي القلوب والأجسام، ونور يضيء الطريق للجوارح والأبدان ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)﴾ (الشورى)، في ظلال هذه المعاني ينبغي أن تكون الحياة مع القرآن انطلاقًا من شهر رمضان، والحياة مع معانيه؛ أكثر من الانشغال بمبانيه، وتدبر آياته أعمق من ترديد كلماته، والعمل بتعاليمه أكثر شغلاً واهتمامًا من عدد ختماته، فرب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه، وكم من قارئ للقرآن لا يتجاوز حناجره، ولا يرفع عن رأسه قدر أنملة، كم من أمر في القرآن تلوناه ولم نأته، وكم من نهي في القرآن تلوناه ونأتيه، إننا بحاجة لأن نحسن تعاملنا مع القرآن بالقدر الذي يليق بمكانة القرآن، الذي جعل من رعاة البقر والغنم قادة وسادة للأمم، ومن عبدة الأصنام هداة على مر الزمان؛ لنسعد في دنيانا، ونفوز بأعظم حظوظ الآخرة.

فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه أُلبس والداه تاجًا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم؛ فما ظنكم بالذي عمل بهذا" (رواه أبو داود).

ويقول صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن، واستظهره، فأحلَّ حلاله وحرَّم حرامه؛ أدخله الله به الجنة، وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار" (رواه الترمذي).

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهلَه الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقدُمُهُ سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما" (رواه مسلم).

والفرصة لتحقيق هذه المنازل في رمضان سانحة؛ فليكن رمضان بداية الانطلاقة نحو حياة أفضل، عنوانها: يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم، فاللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده.

د. علاء محرم: الوسائل الحديثة ضرورة للدعوة الفردية

- حب الناس مفتاح النجاح والخبرة تأتي من الفشل
- مهارات الدعوة الفردية ضرورة لا غنى عنها
- رفع سقف الأهداف عاليًا يؤدِّي إلى الإخفاق

حوار: علاء عياد
الدعوة الفردية ليست أمرًا سهلاً، ولهذا لا يمكن أن يقوم بها سوى أناس بعينهم، كما أن الضغوط الحياتية المتنوعة التي تثقل اليوم كاهل الناس في كل زمان ومكان، تجعل مهمة مَن يقومون بهذا العمل شبه مستحيلة!!.. هذه الشكاوى وغيرها تترد على ألسنة الكثيرين اليوم، وهو ما أدَّى إلى تثبيط همم البعض وتسرُّب بعض الأفكار الخاطئة إلى آخرين.

وفي سطور الحوار التالي يؤكد الداعية الإسلامي د. علاء محرم أهمية التعرُّف على فنون ومهارات الدعوة الفردية المختلفة باعتبارها أفضل معين للسائرين على درب الحبيب، الذي أولى هذا النوع من الدعوة اهتمامًا كبيرًا فإلى تفاصيل الحوار:

* لماذا يعتقد البعض أن النجاح في ممارسة الدعوة الفردية مرحلة بالغة الصعوبة؟
** القول بأن الهدف الوحيد من الدعوة الفردية هو إدخال أفراد جدد إلى الإخوان قد أحدث عدة إشكاليات، أولها: صعوبة ممارسة الدعوة الفردية على أفراد الصف؛ لأنه كلما ارتفع سقف الهدف قلَّ عدد مَن يستطيع تحقيقه، ثاني هذه الإشكاليات: اعتبار الحالات التي لم ينجح الداعية في ضمها إلى صفوف الدعوة فشلاً، مما يحدث صدمةً لديه ربما تدفعه إلى التوقُّف عن ممارستها مستقبلاً.

وأحسب أننا إذا أجرينا مسحًا في وسط الدعاة سنجد أن النتائج وفقًا للانخراط في صفوف الجماعة لا تتجاوز واحد على عشرة، بمعنى أن كل عشرة أشخاص يمارس معهم الدعوة الفردية ينضم شخص واحد إلى جماعة الإخوان، وهذا يؤكد الخطأ الكبير في وصف ما حدث مع هؤلاء التسعة بالفشل، فهؤلاء الذين لم ينجح الداعية في ضمهم إلى الإخوان من الممكن أن يتم توظيفهم في خدمة مجتمعهم ويصبحون مساندين للدعوة، ويقدمون لها الكثير مقارنةً بآخرين موجودين داخل الصف بالفعل.

وهنا أضرب مثلاً باثنين من أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم، أحدهم دخل الإسلام هو سيدنا حمزة بن عبد المطلب، والثاني هو أبو طالب الذي لم يسلم وقدَّم خدمات جليلة جدًّا للإسلام؛ حيث وفَّر حمايةً كبيرةً للنبي صلى الله عليه وسلم حتى وصل إلى أنه عندما مات سُمي هذا العام بعام الحزن.

الهدف العام
* وإلى ماذا ترجعون اعتقاد البعض أن الدعوة الفردية مهمة قاصرة على أشخاصٍ بعينهم دون سواهم؟
** الحقيقة أنه نما بالفعل مفهوم داخل الصف يقول إن الدعوة الفردية لها أناس مخصوصة، لدرجة أنك تجد اليوم مَن يقول لك هل من الممكن أن أمارس الدعوة مع الناس حتى مرحلة معينة ثم يقوم شخصٌ آخر بإكمال المهمة لعدم قدرتي على إكمال الأمر حتى النهاية!؟ وهذا الفهم المغلوط كان وراءه ارتفاع سقف هدف الدعوة الفردية كما أوضحت؛ ولذلك يجب أن يكون الهدف العام لها هو التوظيف لخدمة الإسلام؛ بحيث يعرف المدعو أن العمل لنصرة الإسلام واجب يأثم مَن لم يقم به أمام الله عزَّ وجلَّ، ومن ثَمَّ توجيه المدعو إلى القيام بخدمة الإسلام، وبذلك تصبح الدعوة الفردية مشروعًا مجتمعيًّا يعمل به الجميع.

ولنفترض مثلاً أن هناك أبًا لديه ولد مدخن، فإذا اكتفى هذا الوالد بتوجيه النصائح والانتقادات لابنه فربما لا ينجح، أما إذا بدأ بدراسة كاملة لشبكة العلاقات الخاصة بالابن والمؤثرات المختلفة المحيطة به، وتعامل مع ابنه من منطلق الحب والقرب والاهتمام، ثم قام برفع إيمانياته، وأدخله في بيئة جيدة، ثم قام بإدخال المفاهيم بالتدرج؛ سنجد أن الولد سوف تتغير- مع الوقت- تصرفاته، وسوف تصبح أفضل كثيرًا من ذي قبل؛ ولذلك أقول إن ثقافة الدعوة الفردية المتدرجة غير موجودة في المجتمع، ووظيفتنا أن يتبنَّى المجتمع هذه المشاريع.

* ومن أين نبعث هذه الرؤية الجديدة للدعوة الفردية؟
** هذا الرؤية جاءت بعد أن حدث تآكل للعمل العام نتيجة الهجوم المتكرر على النقابات واتحادات الطلبة في التسعينيات، ونحن سبقنا هذه النماذج، وهذه الرؤية التي أتحدث عنها نحن ننفذها منذ عشر سنوات، ومشاريع مثل صنَّاع الحياة، ورسالة لفتت النظر، لكن الحقيقة أن الشباب الموجودين ضمن هذه المشاريع مهددون بالذوبان؛ لأن أعمال البر التي يمارسونها يجب أن يسير معها على نفس الخط أعمال تربوية، وهذا أمر في غاية الخطورة، ولكن أعتقد أنه غائب الآن عن أذهان الكثيرين.

وبصورة عامة فإن المجتمع لا يزال فيه طاقات وكنوز لا بد من توظيفها؛ ولذلك أقول إن الدعاة إذا أحسنوا التعامل مع الدعوة الفردية، وأصبح سقفنا خلالها التوظيف، فسوف يتم تفعيل أكثر من عشرة أمثال عدد الدعاة الحالين، وهذا يعتبر قفزة مجتمعية كبيرة، وبذلك سنضرب قوة الدعاة في عشر أمثالهم.

دليل صلاح
 الصورة غير متاحة
 
* كيف ترى واقع الدعوة الفردية في ظل القول بتراجع الاهتمام بها أمام العمل العام؟
** الدعوة الفردية تتم كل يومٍ بشكلٍ تلقائي، ومن أبسط صورها تأثير فرد على فرد، وهذا يتم كل يوم، ولكن الحقيقة أن الكثير من الجهود غير منظمة، وهو ما ينعكس بالطبع بصورةٍ سلبيةٍ على الأهداف،

وأكبر دليل على أهمية الدعوة الفردية أننا نجد أن معظم الأشخاص الذين يلتزمون يكون السبب في التزامهم جهد تراكمي قام به مجموعةٌ كبيرةٌ من الدعاة في أكثر من مرحلةٍ زمنية.

* بم ترد على مَن يقول إن هناك تراجعًا وعدم اهتمام بتطوير دراسات الدعوة الفردية بما يتواكب مع روح العصر؟
** بلا شك فإن هناك تطويرًا يتم بصورةٍ مستمرة؛ حيث تمَّ تطوير الرسالة الأولى التي كتبها الأستاذ مصطفى مشهور، والتي كانت تؤكد أن الأساس في الاختيار هو الأخلاق الإسلامية، فقد تغيَّر وأصبح أساس الاختيار الأخلاق الأساسية، وكان التركيز يتم على الأشخاص الذين يصلُّون في المسجد، ولكننا رأينا أن الصلاة في المسجد ليست دليل صلاح، فمن الممكن أن يصلي الرجل به ولا يتقن عمله أو يستدين ولا يرد الديون أو يرتشي، بالإضافة إلى ذلك فالشخص الذي لا يصلِّى من الممكن أن ندعوه إلى الصلاة، لكن المهم أن يكون الشخص الذي أدعوه كريمًا صادقًا شجاعًا حتى وإن لم يكن يصلي، فمن الصعب أن نغير من الشخص البخيل ونجعل منه كريمًا.

* وكيف يمكن أن يتغلَّب الداعي على المؤثرات المختلفة التي يقع المدعو تحت تأثيرها داخل المجتمع؟
** المؤثرات نوعان، أحدهما إيجابي والآخر سلبي، وعند التعرُّف على الشخص يجب رسم خريطة له تحدد المؤثرات المختلفة، ودور الداعية أن يقوم بزيادة مساحة المؤثرات الإيجابية على حساب السلبية من خلال الحب والتعارف والصداقة وليس الأمر العسكري, وكما يقولون النفس لها قدرة استيعابية معينة، و"الشطارة" أن ندخل إلى المدعو كل فترة شيئًا إيجابيًّا ولو كان بسيطًا، ففي استمراره على هذا الشيء زيادة لإيمان المدعو وعلاقاته بربنا، التي تمثل المضاد الحيوي.

حاسبات كثيرة
 الصورة غير متاحة
 
* ما رأيك في تحوُّل الدعوة الفردية من الاتصال الشخصي إلى غرف الشات والدردشة؟
** أهم شيء في الدعوة الفردية هو الاتصال، والذي لا يستلزم أن يكون جسمي بجوار جسمك، ولكن أن يكون عقلي بجوار عقلك، وهذا يمكن أن يحدث عن طريق الموبيل أو الإنترنت، وهو ما أدَّى إلى إلغاء شرط القرب المكاني، وإمكانية ممارسة الدعوة مع شخصٍ في فرنسا مثلاً دون أن تحتاج أن إلى تسافر له أو تنتقل إليه.

ويمكن الاستفادة من وسائل التكنولوجيا كذلك إذا كان الداعية يمارس الدعوة مع شخص وقدَّر الله أن يسافر هذا الشخص فجأةً، فليس معنى ذلك انتهاء علاقة الداعية بالمدعو، بل من الممكن استمرار الدعوة ومتابعة المدعو من خلال الوسائل الحديثة.

* تسقط من حسابتنا في أحيان كثيرة طرح بذور الدعوة الفردية في المحيطات الأكثر قربًا (الأسرة ودوائر العمل والدراسة) فهل هذا أفضل لحساسية العلاقات؟
** الأفضل أن يحظى الأقرب بالحظ الأوفر من الدعوة الفردية، يقول الله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأْْقرَبِينَ (214)﴾ (الشعراء)، وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان في بيته بداية البعثة زوجه السيدة خديجة، وطفل هو علي بن أبي طالب، وغلام هو زيد بن حارثة، الذي فضَّل العيش في العبودية مع الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحرية مع والده وعمه، وكلهم أسلموا.

والجانب الخلقي هو أهم شيء في الدعوة، وهذا يفسر فشل البعض في الدعوة الفردية مع أهله وأقاربه، وإذا أراد شخص أن يكون إنتاجه في المحيط القريب، فعليه أن يكون ذو أخلاق وتعامل طيب مع الناس.

معرفة ومهارة
* الأوساط الأكثر ترابطًا تجعل الداعي دائمًا "تحت المجهر" ومحل تربص، فكيف يمكن أن يواجه الداعية ذلك؟
** لقد أوضحت أن الدعوة الفردية لا تكون إلى الإخوان المسلمين ولكنها إلى الإسلام، وهذه هي دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، والانتظام في جماعةٍ ليس شطارة من أحد، والدعوة إلى جماعة يصنع دائمًا فشلاً.

فالأصل أننا ندعو الناس إلى الإسلام، والذي تكون إمكانياته تؤهله إلى ذلك سيأتي بنفسه، وكلما كانت الدعوة منطقية وسهلة سارت بطريقة جيدة، والخطأ أن ندعو الناس إلى الإخوان وليس الإسلام.

* ما الشروط التي يجب أن تتوافر في الداعية حتى يكون للدعوة الفردية ثمرة؟
** شأن أي عمل هناك ثلاثة شروط يجب أن تتوافر في الداعية وهي: الرغبة والقدرة والبيئة، وكل شرط من هذه الشروط الثلاثة ينقسم إلى اثنين، فالرغبة دافع وحافز، والقدرة معرفة ومهارة، والبيئة داخلية وخارجية.

إذًا هناك 6 عناصر استيفاؤهم مهم جدًّا للداعي، فلا بد أن يكون عند الداعي دافعية داخلية للقيام بالدعوة، وحافز من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم"، وفي رواية: "خير لك مما طلعت عليه الشمس".

والقدرة تشمل المعرفة والمهارة، فلا بد من معرفة الخطوات والمراحل حتى لا تأتي مرحلة قبل مرحلة، ويعرف الداعي كيف ينفِّذ كل مرحلة، والمهارة تضم مهارة الحوار واستيعاب الآخرين والاتصال.

ثم تأتي البيئة داخليًّا، ومنها نتعرف على ظروف الداعي، والبيئة الخارجية هي البيئة المساعدة لإتمام مراحل الدعوة.

تدارك الأخطاء
 الصورة غير متاحة
 
* أثناء عملية الدعوة الفردية كيف يمكن تدارك الأخطاء وتقويم أداء الداعية؟
** الدعوة مثل السباحة، والداعي هو مدرسك وليس الكتاب، وبالتجربة تتكون مهارة التعامل مع الآخرين، والخبرة قد تأتي من الفشل، كما تأتي من النجاح، فعندما يفعل شخص شيئًا خطأً فمن المؤكد أنه لن يكرر ذلك مرةً أخرى.

فلا بد من الممارسة والتوكُّل على الله عزَّ وجلَّ، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيفما يشاء، وطالما أنك تريد أن يقود الله قلوب الناس إليك فلا بد لك من الإخلاص، وإذا اعتمدت على قوتك وخبرتك ستفشل؛ لأنه لا حول ولا قوة لك إلا بالله.

وعلى قدر ما يحمل الداعية من حب للناس تكون الدعوة ناجحة وليس على قدر المعلومات، والحب له علاقة بعلاقتك بالله وبكتابه، فمصدر الحب الكبير هو الله عزَّ وجلَّ.

* مع الانشغال الحياتي الذي يمر به أغلب الدعاة، يشكو الكثيرون من عدم وجود وقت لممارسة الدعوة الفردية؟
** أنا أرى أن الظروف الآن أفضل من قبل، فوسائل الاتصال سهَّلت أشياءً كثيرةً، والدعوة الفردية لا تحتاج إلى أن تجلس مع المدعو بل تحتاج إلى أن تتعامل مع المدعو؛ بحيث تعطي له في كل مرة جزءًا من رصيد الإسلام، فالأمر يحتاج إلى إدارة الحالة وليس التفاصيل.

البيت المسلم السعيد 3 (حقيقة الميثاق الغليظ)



قال تعالى : ( وأخذن منكم ميثاقاً غليظا )


أقوال العلماء في معنى الميثاق الغليظ :


أ – هو العقد الذي جعله الله سبباً في الجمع بين الزوجين وشرع أحكامه .


ب – هو العهد المأخوذ على الزوجين في قبول الزواج بشرط الالتزام بقوله تعالى ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) .


ج – هو الفطرة المركوزة في أعماق المرأة بقبولها الإنتقال برضاها من البيت الذي عاشت فيه إلى بيت رجل غريب عنها لتعيش في أكنافه .


حقيقة الميثاق الغليظ :


أولاَ : وقبل كل شيء أن رب العزة عندما يقول هذا الكلام أنه على ذلك شهيد!!! وأنه تم بسم الله الرحمن الرحيم و تم أمام الله وهذا يعني أيضاَ أنه عهداَ مع الله؟

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون