بسم الله الرحمن الرحيم
يسجل التاريخ في صفحاته حالات لمصلحين ومفكرين لم ينصفهم قومهم أو النظام الرسمي على وجه التحديد، واتخذوا منهم مواقف معادية بل وربما قتلوهم، ثم ما لبثوا ان عرفوا فضلهم واعيد لهم الاعتبار وذهب ظالموهم إلى طي النسيان بل حتى إذا ما ذكروا صحبتهم اللعنات. هذا الوضع عاشه رجال من امثال مارتن لوثر كينج ومالكوم اكس ونلسون مانديلا وغيرهم. ولعل حسن البنا وجماعة الأخوان المسلمين مثال حي على هذا في بلادي، فعلى الرغم من اختلاف النظم من ملكي وجمهوري واشتراكي ورأسمالي إلا انهم اشتركوا جميعا في حملة اضطهاد تزيد أحيانا وتخف حينا. ولعل موقف الجماعة من القضية الفلسطينية ومقاومة الاستعمار على وجه الخصوص وسعيها لإقامة الشريعة وتحقيق الإصلاح في أوطانهم جعلهم هدفا لتحالف استراتيجي غير شرعي بين القوى الاستعمارية والأنظمة الاستبدادية.
وطوال تاريخ أخوان مصر مع الأنظمة الحاكمة تعرضت الجماعة لحملة تشويه منظمة اختلفت في أساليبها ووسائلها إلا أنها اشتركت في هدف واحد ألا وهو محاولة تحجيم دورالجماعة في الحياة والمجتمع. ورغم أن أمواج هذه الحملات تكسرت الواحدة تلو الأخرى أمام عزيمة جبارة من ابناء الجماعة تصلح حالة للدراسة، وأمام مصداقية عفوية ليس فيها تكلف زرعتها الجماعة في قلب الناس، ومروءة مشهودة من جانب الكثير من أبناء الشعب الذي يرفض الظلم ويتعاطف مع الضحية. ولو سمعنا بحكايات الكثير من أنصار الجماعة والمتعاطفين معها لعرفنا أن منهم من انطلق في التعرف الحقيقي على هذه الجماعة والقراءة عنها كرد فعل لحملة ضد الجماعة أو أحد أبنائها.
ولقد تنوعت أساليب ووسائل مهاجمة الجماعة بل والجهات التى تقوم بها فلم تستثنى أي جهة في المواجهة حتى الأزهر ووزارة الدفاع والبنوك وجهات ذات طبيعة إدارية وعلمية بحتة استخدمت يوما ما كأدوات لمهاجمة أو عقاب الجماعة ورجالها في محاولة يائسة لشل حركتها ووأدها.
يأتي المسلسل الذي تنوى احدى القنوات اذاعتها في شهر رمضان الفضيل عن "الجماعة" ضمن هذه المحاولات والتى تأتي قبل انتخابات مجلس الشعب التى فاز فيها 88 عضوا من الجماعة وحرم حوالى 52 أخرين من فوز مستحق باعتراف رئيس الوزراء نفسه الذي أقر أنه لولا التدخل لفازت الجماعة بحوالي 140 مقعدا في المجلس والحملة التى يشارك فيها الإعلام كأحد الأذرع الضاربة المكملة تهدف إلى إقصاء وحرمان الجماعة من دورها في الحياة المصرية.
لن تكون هذه الحملة بقوة حملات قادها أزهر مصر الذي صور الجماعة بأنهم اخوان الشياطين أو في ضراوة الألة الإعلامية على عهد الرئيس الراحل عبد الناصر التى اعتذر أحد أقطابها الإعلامي حمدي قنديل عن دوره فيها.
و عندي في موضوع المسلسل نقاط أحب أن أسجلها:
النقطة الأولي مواجهة للأبناء حركة الأخوان وأنصارهم الذين قد يستفزهم المسلسل فيقعون في المحظور ويتورطون في متابعته فيكتسب المسلسل زخما إعلاميا. ومعلوم أن محطات الأقمار الصناعية تستطيع أن ترصد كم المشاهدة لأحد البرامج والمسلسلات عن طريق الطلب على محطة تليفزيون ما في وقت ما لتحديد نسبة المشاهدة. والأهم من هذا أن يضيع قطاع من المؤمنين أوقاتا ثمينة في شهر فضيل يحسن استغلالها في العبادة والذكر والدعاء لهذه الأمة بالنصر والتمكين.
النقطة الثانية هي أن الله تبارك وتعالى إذا أراد نشر فضيلة سخٌر لها لسانا حقودا، لذلك فإن هذه الأعمال هي إحدى وسائل الدعوة لجذب أصحاب المروءة. ولعلنا نذكر الشهيد سيد قطب الذي كان ناقدا ادبيا ومفكرا فذا، وهو الذي اكتشف الكاتب العالمي نجيب محفوظ كطاقة روائية جبارة وهو الذي كتب في بداياته مقالا دعى فيه الى الإباحية فطلب بعض الأخوان من الشهيد حسن البنا الرد عليه فرفض حتى لا يتشبث الرجل بأقواله ويقع اسيرا لها مدى الحياة. سيد قطب ذهب الى امريكا ولكنه وجد حالة من الفرح والحبور في الكنائس وبين الناس فلما سأل قيل له إن إرهابيا كبيرا في الشرق الأوسط اسمه حسن البنا ُقتل فبدأ الرجل عندئذ رحلة التعرف على الإمام وجماعته.
النقطة الثالثة التى أريد التأكيد عليها أن على الجماعة أن تجتهد في تعريف الناس بما قدمته من رجال يقودون تيار الوسطية في الإسلام من أمثال الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ الغزالي والشيخ سيد سابق والدكتور أحمد العسال ومصطفى السباعي وفتحي يكن وغيرهم الكثير. كما قدمت علماء أفذاذ من أمثال الدكتور محمد بديع المرشد الحالي والدكتور خالد عودة والدكتور سيد دسوقي وغيرهم. وكذلك ما قدمته من مجاهدين من أمثال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشهيد يحيي عياش والآلاف من أبطال حرب فلسطين من كل الأقطار. بل وعليهم أن يبرزوا بعضا من الإنتاج الفكري الإسلامي والأدبي لأبناء الجماعة الذي أثرى الفكر العربي والإسلامي.
النقطة الرابعة هو إبراز دور الجماعة في حماية الملايين من أبناء الإسلام حول العالم في أكثر من 80 دولة من مهاوي الوقوع في ردى التكفير والتطرف الدينى، وهؤلاء الشباب مجموعة من أخلص أبناء الوطن وينتمون لحركة لا علاقة لها بالعنف ضد جماعتهم من قريب أو من بعيد، ولم يعرفوا ولم يعيشوا مع النقراشي أو جمال عبد الناصر، ولا يجب بأي حال أن يعاقبوا أو ُتبخس حقوقهم بسبب جريمة لم يرتكبوها أو تكن لهم صله بها من قريب أو من بعيد.
ربما يسبب المسلسل قلقا لبعض أنصار حركة الأخوان من أن يتسبب المسلسل في تشويه صورة الجماعة وربما يكون ذلك صحيحا ولكن ما ينبغي أن يقلق الأخوان عليه أكثر هو الحاجة إلي التقرب من المولى تبارك وتعالي في هذا الشهر الفضيل وطلب رحمته ومغفرته والسعي للعتق من النار، وعليهم أن يواصلوا العمل الدءؤب لخدمة أبناء وطنهم دون تميز ومواصلة معركة الإصلاح فكل ذلك اولى وأدعى للإشتغال والشغل به وكل مسلسل وأنتم بخير.
يسجل التاريخ في صفحاته حالات لمصلحين ومفكرين لم ينصفهم قومهم أو النظام الرسمي على وجه التحديد، واتخذوا منهم مواقف معادية بل وربما قتلوهم، ثم ما لبثوا ان عرفوا فضلهم واعيد لهم الاعتبار وذهب ظالموهم إلى طي النسيان بل حتى إذا ما ذكروا صحبتهم اللعنات. هذا الوضع عاشه رجال من امثال مارتن لوثر كينج ومالكوم اكس ونلسون مانديلا وغيرهم. ولعل حسن البنا وجماعة الأخوان المسلمين مثال حي على هذا في بلادي، فعلى الرغم من اختلاف النظم من ملكي وجمهوري واشتراكي ورأسمالي إلا انهم اشتركوا جميعا في حملة اضطهاد تزيد أحيانا وتخف حينا. ولعل موقف الجماعة من القضية الفلسطينية ومقاومة الاستعمار على وجه الخصوص وسعيها لإقامة الشريعة وتحقيق الإصلاح في أوطانهم جعلهم هدفا لتحالف استراتيجي غير شرعي بين القوى الاستعمارية والأنظمة الاستبدادية.
وطوال تاريخ أخوان مصر مع الأنظمة الحاكمة تعرضت الجماعة لحملة تشويه منظمة اختلفت في أساليبها ووسائلها إلا أنها اشتركت في هدف واحد ألا وهو محاولة تحجيم دورالجماعة في الحياة والمجتمع. ورغم أن أمواج هذه الحملات تكسرت الواحدة تلو الأخرى أمام عزيمة جبارة من ابناء الجماعة تصلح حالة للدراسة، وأمام مصداقية عفوية ليس فيها تكلف زرعتها الجماعة في قلب الناس، ومروءة مشهودة من جانب الكثير من أبناء الشعب الذي يرفض الظلم ويتعاطف مع الضحية. ولو سمعنا بحكايات الكثير من أنصار الجماعة والمتعاطفين معها لعرفنا أن منهم من انطلق في التعرف الحقيقي على هذه الجماعة والقراءة عنها كرد فعل لحملة ضد الجماعة أو أحد أبنائها.
ولقد تنوعت أساليب ووسائل مهاجمة الجماعة بل والجهات التى تقوم بها فلم تستثنى أي جهة في المواجهة حتى الأزهر ووزارة الدفاع والبنوك وجهات ذات طبيعة إدارية وعلمية بحتة استخدمت يوما ما كأدوات لمهاجمة أو عقاب الجماعة ورجالها في محاولة يائسة لشل حركتها ووأدها.
يأتي المسلسل الذي تنوى احدى القنوات اذاعتها في شهر رمضان الفضيل عن "الجماعة" ضمن هذه المحاولات والتى تأتي قبل انتخابات مجلس الشعب التى فاز فيها 88 عضوا من الجماعة وحرم حوالى 52 أخرين من فوز مستحق باعتراف رئيس الوزراء نفسه الذي أقر أنه لولا التدخل لفازت الجماعة بحوالي 140 مقعدا في المجلس والحملة التى يشارك فيها الإعلام كأحد الأذرع الضاربة المكملة تهدف إلى إقصاء وحرمان الجماعة من دورها في الحياة المصرية.
لن تكون هذه الحملة بقوة حملات قادها أزهر مصر الذي صور الجماعة بأنهم اخوان الشياطين أو في ضراوة الألة الإعلامية على عهد الرئيس الراحل عبد الناصر التى اعتذر أحد أقطابها الإعلامي حمدي قنديل عن دوره فيها.
و عندي في موضوع المسلسل نقاط أحب أن أسجلها:
النقطة الأولي مواجهة للأبناء حركة الأخوان وأنصارهم الذين قد يستفزهم المسلسل فيقعون في المحظور ويتورطون في متابعته فيكتسب المسلسل زخما إعلاميا. ومعلوم أن محطات الأقمار الصناعية تستطيع أن ترصد كم المشاهدة لأحد البرامج والمسلسلات عن طريق الطلب على محطة تليفزيون ما في وقت ما لتحديد نسبة المشاهدة. والأهم من هذا أن يضيع قطاع من المؤمنين أوقاتا ثمينة في شهر فضيل يحسن استغلالها في العبادة والذكر والدعاء لهذه الأمة بالنصر والتمكين.
النقطة الثانية هي أن الله تبارك وتعالى إذا أراد نشر فضيلة سخٌر لها لسانا حقودا، لذلك فإن هذه الأعمال هي إحدى وسائل الدعوة لجذب أصحاب المروءة. ولعلنا نذكر الشهيد سيد قطب الذي كان ناقدا ادبيا ومفكرا فذا، وهو الذي اكتشف الكاتب العالمي نجيب محفوظ كطاقة روائية جبارة وهو الذي كتب في بداياته مقالا دعى فيه الى الإباحية فطلب بعض الأخوان من الشهيد حسن البنا الرد عليه فرفض حتى لا يتشبث الرجل بأقواله ويقع اسيرا لها مدى الحياة. سيد قطب ذهب الى امريكا ولكنه وجد حالة من الفرح والحبور في الكنائس وبين الناس فلما سأل قيل له إن إرهابيا كبيرا في الشرق الأوسط اسمه حسن البنا ُقتل فبدأ الرجل عندئذ رحلة التعرف على الإمام وجماعته.
النقطة الثالثة التى أريد التأكيد عليها أن على الجماعة أن تجتهد في تعريف الناس بما قدمته من رجال يقودون تيار الوسطية في الإسلام من أمثال الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ الغزالي والشيخ سيد سابق والدكتور أحمد العسال ومصطفى السباعي وفتحي يكن وغيرهم الكثير. كما قدمت علماء أفذاذ من أمثال الدكتور محمد بديع المرشد الحالي والدكتور خالد عودة والدكتور سيد دسوقي وغيرهم. وكذلك ما قدمته من مجاهدين من أمثال الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والشهيد يحيي عياش والآلاف من أبطال حرب فلسطين من كل الأقطار. بل وعليهم أن يبرزوا بعضا من الإنتاج الفكري الإسلامي والأدبي لأبناء الجماعة الذي أثرى الفكر العربي والإسلامي.
النقطة الرابعة هو إبراز دور الجماعة في حماية الملايين من أبناء الإسلام حول العالم في أكثر من 80 دولة من مهاوي الوقوع في ردى التكفير والتطرف الدينى، وهؤلاء الشباب مجموعة من أخلص أبناء الوطن وينتمون لحركة لا علاقة لها بالعنف ضد جماعتهم من قريب أو من بعيد، ولم يعرفوا ولم يعيشوا مع النقراشي أو جمال عبد الناصر، ولا يجب بأي حال أن يعاقبوا أو ُتبخس حقوقهم بسبب جريمة لم يرتكبوها أو تكن لهم صله بها من قريب أو من بعيد.
ربما يسبب المسلسل قلقا لبعض أنصار حركة الأخوان من أن يتسبب المسلسل في تشويه صورة الجماعة وربما يكون ذلك صحيحا ولكن ما ينبغي أن يقلق الأخوان عليه أكثر هو الحاجة إلي التقرب من المولى تبارك وتعالي في هذا الشهر الفضيل وطلب رحمته ومغفرته والسعي للعتق من النار، وعليهم أن يواصلوا العمل الدءؤب لخدمة أبناء وطنهم دون تميز ومواصلة معركة الإصلاح فكل ذلك اولى وأدعى للإشتغال والشغل به وكل مسلسل وأنتم بخير.