صوت اذاعة مصر (بث مباشر) المركز الإعلامى للإخوان المسلمين
موضوعات المدونة
- آراء حرة (64)
- أخبار الإخوان (2)
- استطلاع رأى (3)
- اعلانات (5)
- الأقباط (2)
- الإنتخابات (1)
- البيت السعيد (17)
- الدعوة الفردية (1)
- المؤامرة على العالم الإسلامى (8)
- المصطلحات السياسية (6)
- أمن قومى (13)
- انتخابات (39)
- انطباعاتي (4)
- تحقيقات (1)
- تراث الإخوان (1)
- تركيا (2)
- تطوير الذات (7)
- تهنئة (2)
- حريات (4)
- حوار الأستاذ المرشد (6)
- دول عربية (1)
- رأى الإخوان (7)
- رسالة الأستاذ المرشد (10)
- زاد الداعية (30)
- شباب وأبناء (14)
- شعر (9)
- شهادات مصرية (4)
- عالم عربى (1)
- عزاء واجب (6)
- فكر الإخوان المسلمين (29)
- فلسطين (59)
- قدوات على الطريق (1)
- قراءة في المشهد العام (2)
- قرأت لك (2)
- قصص وعبر (1)
- مصر (25)
- مكتبات (1)
- ملف الفساد (2)
- من القلب (7)
تدبر القرآن الكريم
أنت زائرنا رقم
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة
قائمة المدونات الإلكترونية
-
-
تسريب سيناءقبل 8 أعوام
-
-
أسرار الدولة في حوار الوزيرقبل 11 عامًا
-
-
مشاركتي علي قناة 25 في برنامج ولاد البلقبل 13 عامًا
-
-
-
أنا الهانم يا رويعى الغنمقبل 14 عامًا
-
-
-
-
-
المتابعين
الخميس، 17 يونيو 2010
لعنة "الحرية" .. بيريز مكتئب ونتنياهو مرعوب وباراك محاصر
![]() | |||
ففي 15 يونيو / حزيران ، كشفت صحيفة "معاريف" أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أصبح يشعر في الفترة الأخيرة بالقلق والخطر على مستقبل إسرائيل بسبب تدهور الوضع السياسي وتدنى منزلتها في المجتمع الدولي .
وأضافت أن ما يضاعف من قلق بيريز هو إمكانية أن تتحول المقاطعة التلقائية لإسرائيل إلى مقاطعة اقتصادية منتظمة ولذا يسعى لتشكيل حكومة موسعة لإنقاذ الوضع من خلال ضم حزب "كاديما" المعارض للائتلاف الحكومي.
وتابعت الصحيفة أنه خلال الأسابيع الأخيرة ناقش بيريز مع 3 وزراء من حزب الليكود هذه القضية والحاجة إلى توسيع الائتلاف رغم أن زعيمة المعارضة تسيبي ليفنى ترفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو في وضعها الحالي .
واختتمت "معاريف" قائلة :" الرئيس الإسرائيلي في وضع كئيب جدا في الفترة الأخيرة بسبب التدهور السريع في مكانة إسرائيل بين دول العالم ، حيث ينتقد بشدة التحركات السياسية بسبب إدراكه أنه لا يوجد مفاوضات سلام حقيقية وخطة سياسية جادة وهذا الوضع يتسبب بضرر كبير في صورة إسرائيل عالميا".
ويبدو أن ما حدث مع بيريز خلال زيارته الأخيرة لكوريا الجنوبية وقيام فيتنام بإلغاء زيارته إليها يفسر الوضع الكئيب الذي يعاني منه حاليا ، ففي 10 يونيو وفور وصوله إلى سول ، تظاهر آلاف الأشخاص في كوريا الجنوبية احتجاجا على زيارة الرئيس الإسرائيلي .
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن المتظاهرين رفعوا شعارات معادية لبيريز منها "بيريز قاتل" ، كما كتب على أخرى "ارفعوا الحصار عن غزة" ، فيما هاجم عدد من المتظاهرين حكومة الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك لاستقبالها الرئيس الإسرائيلي.
وكانت الصدمة الأقوى التي تلقاها في هذا الصدد هي قرار جامعة كوريا إلغاء منح شهادة الدكتوراه الفخرية له احتجاجاً على مجزرة أسطول الحرية ، بل واللافت للانتباه أن الأزمة التي تواجهها إسرائيل لم تقتصر على اكتئاب بيريز ، حيث كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أيضا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توقع "أياما مظلمة" قادمة وطالب الاسرائيليين بالاستعداد لمواجهة مفاجآت غير سارة قد تأتي من حلفاء إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن نتنياهو القول في اجتماع لكتلة حزب "الليكود" الذي يتزعمه في الكنيست الاسرائيلي : "علينا الاستعداد لمواجهة أيام صعبة ، قوى الظلام القادمة من العصور الوسطى تتوحد ضدنا الآن" ، وتابع أنه يتوقع مفاجآت غير سارة حتى من حلفاء اسرائيل ، قائلا :" إن تشكيل لجنة التحقيق في حادث سفينة مرمرة سيكون في مصلحة اسرائيل وليس ضدها، وعمل هذه اللجنة سيدعم قدرتنا على القتال في الساحة السياسية الدولية".
وأضاف " إذا لم نفعل شيئاً فإنني أفترض أننا سنواجه مشاكل أسوأ في العالم ، إن هناك ثمناً ما يتوجب علينا أن ندفعه ، ولذا من الأفضل لنا أن نتحرك الآن بتشكيل لجنة التحقيق الداخلية " ، واختتم نتنياهو قائلا :" إن رحلة أسطول الحرية إلى غزة لن تكون الأخيرة ، وسنجد أنفسنا وسط مصاعب سنواجهها ، إضافة إلى معارك تشن ضد إسرائيل التي تواجه الآن فيضانا من الكراهية ضدها يقوده أعداؤها من كل أنحاء العالم".
مقاضاة باراك
![]() | |||
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن تلك المصادر القول إن باراك تراجع عن تلك الزيارة بعد أن هددت جماعات متضامنة مع الشعب الفلسطينى بملاحقته قضائيا واعتقاله للتحقيق معه بشأن ارتكابه جرائم حرب وإصداره أوامر بمهاجمة أسطول الحرية ، مما أدى لمقتل وإصابة عدد كبير من النشطاء العزل.
وتابعت أن باراك كان سيفتتح خلال الزيارة جناح إسرائيل في معرض الصناعات العسكرية في باريس ، كما كان من المقرر أن يلتقي نظيره الفرنسي ارفيه موران ووزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير.
وكان نشطاء فرنسيون شاركوا بـ"أسطول الحرية" أعلنوا عشية زيارة باراك اعتزامهم مقاضاته في فرنسا وأمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ، وقالت المتحدثة باسم هيئة المحامين المكلفة بالدفاع عن النشطاء ليلان جلوك في هذا الصدد :" إن التعرض للسفينة في المياه الدولية يمثل جريمة حرب ويبرر اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وأضافت جلوك أنه من المقرر ملاحقة المسئولين الإسرائيليين بشأن مجرزة أسطول الحرية على الصعيد الدولي بتهمة اقتراف "جرائم حرب"، وعلى المستوى المحلي من خلال إلزام السلطات الفرنسية بفتح تحقيق قضائي في القضية ، واختتمت قائلة :" إن التهم التي يعتزم المتضامنون الفرنسيون التقدم بها هي الاعتقال واستخدام العنف المسلح وخطف سفن القافلة والسرقة".
وبالنظر إلى أن إسرائيل طالما ارتكبت المجزرة تلو الأخرى دون أن تجد من يردعها في ظل الغطاء الأمريكي المخزي ، فإن الإدانات العالمية التي توالت عليها من كل صوب وحدب بعد مجزرة أسطول الحرية سببت لها حالة غير مسبوقة من القلق والارتباك وهذا ما ظهر واضحا على بيريز ونتنياهو وباراك ، بل إن هناك من يرى أن إسرائيل باتت محاصرة ومعزولة دوليا وأنه لابد من استقالة باراك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنب مصير النظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا .
محيط - جهان مصطفى
الأحد، 13 يونيو 2010
الأسئلة الحائرة حول فك حصار غزة
بدأ موضوع أسطول الحرية كقضية تخص عدة سفن وبضع عشرات من الأشخاص، يتحركون إنسانيا نحو غزة لفك الحصار عنها، ولكنه تطور بسرعة إلى قضية دولية كبيرة أفرزت مواضيع عدة تدور كلها حول الموضوع الإنساني الكبير الذي يدعى غزة.
الموضوع الأول: أن هناك سياسة دولية اسمها محاصرة غزة. تقف على رأس هذه السياسة أهم دولة في العالم ممثلة بالولايات المتحدة الأميركية. وتقف إلى جانبها وفي ظلها دولة إسرائيل وجيشها الذي يتولى تنفيذ سياسة الحصار حتى من خلال عمليات القتل المنظم. وترعى هذه السياسة اللجنة الرباعية الدولية ذات الشروط المعلنة التي تتماشى مع مصالح إسرائيل وحدها. وفي الحصيلة فإن العالم الغربي كله، يتعاون، ويتفاعل، ويتساند، من أجل مواصلة حصار غزة.
يستدعي الأمر هنا طرح سؤال مقلق: لماذا؟ ما هو هذا الخطر الذي تمثله غزة، حتى يتم حصارها بهذا الشكل الجماعي والصارم وغير الإنساني؟ والجواب نجده في كلمة واحدة هي «حماس». ليس حماس كحركة دينية، فهناك حركات دينية كثيرة ترضى عنها أميركا وتتعامل معها، ويرضى عنها الغرب ويتعامل معها. وإسرائيل كما هي الآن، ربما كانت أكبر دولة دينية، وتطلب علنا الاعتراف بها كدولة يهودية، وتتعامل معها أميركا إلى حد التفاعل الاستراتيجي. ولكن حماس كحركة تتبنى نهج مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح، وهو ما ترفضه أميركا، وما يرفضه الغرب، حتى لو كان قرار المقاومة هذا مؤجلا على صعيد التنفيذ، كما هو الحال في غزة الآن.
الولايات المتحدة الأميركية، أرادت وسعت إلى كسر إرادة المقاومة في فلسطين وفي المنطقة العربية كلها. نجحت مع السلطة الفلسطينية في رام الله وتم تدمير القوة العسكرية لحركة فتح، وفشلت مع حركة حماس. ولذلك فهي تسعى إلى اكمال سياستها لتشمل الجميع.
الأمر الغريب هنا، أن سياسة ضرب المقاومة الفلسطينية، تبلورت وترسخت في عهدي الرئيس السابق جورج بوش، وكانت جزءا أساسيا من سياسة فريق المحافظين الأميركيين الجدد، الذين سعوا إلى إنشاء «الشرق الأوسط الجديد» والهيمنة عليه وعلى نفطه. وقد سقط المحافظون الجدد في الولايات المتحدة الأميركية، وجاء إلى البيت الأبيض رئيس جديد هو باراك أوباما، وأعلن أنه يعارض سياسة المحافظين الجدد، بل ويريد علاقة صداقة مع العالم الإسلامي، حتى أنه ألغى قبل أيام شعار أن أميركا في حرب مع الإرهاب في العالم، واكتفى بالقول إن لدى أميركا سياسات تحافظ على مصالحها. ورغم ذلك، فإننا نجد على أرض الواقع، استمرارا أميركيا في سياسة المحافظين الجدد في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفي كل ما يتعلق بقطاع غزة، وفي كل ما يتعلق بحركة حماس أو بأي حركة مماثلة لها، وكأن أميركا لا تزال تعتبر أنه إذا سقطت فكرة المقاومة في غزة، فسيفتح لها ذلك الأبواب من جديد للسيطرة على المنطقة. وربما يكون الهدف الأميركي الآن أصغر من ذلك، ويسعى إلى إسقاط فكرة المقاومة التي لا تزال صامدة في غزة، من أجل السيطرة على الوضع الفلسطيني، ومن أجل بدء العمل لإنجاز تسوية على غرار تسويات السلطة الفلسطينية في رام الله مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، أي من أجل تسوية تبقى فيها إسرائيل مهيمنة على الوضع كله.
وحين انفجر الموقف في العالم كله، رفضا وإدانة لاستمرار حصار غزة غير الإنساني والفريد من نوعه في تاريخ العالم الحديث، حيث الحصار للناس ومن أجل تجويعهم بشكل جماعي، لم تتراجع الولايات المتحدة الأميركية، وبدأت تبحث عن مخارج دبلوماسية، تقدر هي عليها، بحكم كونها الدولة الأقوى في العالم. فهي الآن تريد تحقيقا دوليا، ولكنها تريد في الوقت نفسه أن يراعي هذا التحقيق مخاوف إسرائيل الأمنية. وهي تريد رفع الحصار عن غزة، ولكنها تريد صيغة للمراقبة والتفتيش، تفتيش سفن الإغاثة لعلها تحتوي على أسلحة وذخائر. تبحث الولايات المتحدة الأميركية عن صيغة لرفع الحصار عن غزة يكون وجهها الآخر إضعاف حماس، وربما إبعادها عن السلطة.
وهنا تتقدم إلى الواجهة قضية المصالحة الفلسطينية. فجأة يعلن محمود عباس أنه سيرسل وفدا إلى غزة لبحث المصالحة. وفجأة يقول أبو الغيط إنه ينتظر قدوم حركة حماس لتوقع على المصالحة. وفجأة يصل إلى القاهرة نائب الرئيس الأميركي (جوزيف بايدن) ليبحث مع الرئيس المصري كيفية معالجة شؤون المنطقة، والمقصود شؤون فك الحصار عن غزة، مع أنه هو شخصيا المسؤول الأميركي الكبير الذي دافع عن الجريمة الإسرائيلية في الاعتداء على السفن، وفي قتل المدنيين، في المياه الدولية.
هذه المصالحة الفلسطينية المنشودة تتعثر. ولا بد من السؤال عن الأسباب، ويمكن إيجاز هذه الأسباب بما يلي:
هناك فريقان فلسطينيان مختلفان ومتصارعان، والمصالحة بينهما تعني «الاتفاق»، ولا يمكن أن تعني دعم طرف ليسيطر على الطرف الآخر. والمصالحة المعروضة تعطي للسلطة الفلسطينية في رام الله فرصة السيطرة على قطاع غزة.
وهذان الفريقان شاركا في انتخابات أفرزت فوزهما معا، إنما فازت حماس بالأغلبية وتلتها حركة فتح. والمصالحة في ظل هذا الوضع تعني «المشاركة» في السلطة ولا تعني الانفراد بها. وهذا ما استوعبته جهود المصالحة التي أفرزت «اتفاق مكة»، الذي كان في جوهره اتفاق مشاركة بين الطرفين، بينما تغيب فكرة المشاركة عن مشاريع المصالحة الأخرى.
والمصالحة المطلوبة تتعلق بالشأن الفلسطيني كله (وليس بمصالحة بين فصيلين فقط)، أي بالقضية السياسية الأساسية في المنطقة، والتصالح حولها يحتاج إلى مضمون سياسي، عنوانه الحق في مقاومة الاحتلال، وعنوانه منع إسرائيل من فرض شروطها على الفلسطينيين. وهذا المضمون السياسي غائب عن أوراق المصالحة الفلسطينية المعروضة.
ولذلك، فإن العودة إلى البحث في هذا الموضوع من جديد، وبعد هذا النشاط الدولي العارم، لا يمكن أن يكون عودة إلى الوراء، بل لا بد أن يكون خطوة إلى الأمام، ومن خلال: مفهوم أميركي جديد للتعامل مع الوضع كله. ومفهوم إسرائيلي جديد مستعد للتحقيق الدولي، ومستعد لتحمل نتائج جريمته. ومفهوم عربي جديد للمصالحة يشكل دعما للفلسطينيين في مواجهة تبعات قضيتهم، ولا يختصر نفسه بالسعي لنصرة فريق ضد آخر.
ولأن القوى العربية الفاعلة ترفض التعامل الصريح مع هذه القضايا الثلاث، يبدو دورها باهتا، بينما يتقدم الدور التركي إلى الواجهة، مهما كانت أسبابه ودوافعه واحتمالات تطوره.
بلال الحسن
الشرق الأوسط، لندن، 13/6/2010
فتح القسطنطينية.. وصناعة النصر

بقلم: أ. د. محمد بديع
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهداه... وبعد،،
فمن أعز أيام الأمة التي تستحق أن يُحتفل بها ويُستفاد منها يوم فتح القسطنطينية؛ ذلك الأمل العظيم الذي جاهدت في سبيل تحقيقه أجيال كثيرة ودول متعاقبة من المسلمين؛ لتحقيق النبوءة النبوية الكريمة بفتح هذه المدينة العظيمة التي قال نابليون: "لو كانت هناك دولة واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن؛ لتكون عاصمة لها".
وشاء الله أن يتحقق الوعد النبوي الكريم بفتحها بعد 7 قرون ونصف القرن، على يد السلطان الشاب محمد الفاتح سنة 753هـ/ 1453م، فتجدَّد بفتحها أمل المسلمين، بعد التراجع الذي كان قد أصابهم في الأندلس؛ ليؤذن بقيام دولة إسلامية عالمية قوية ترفع راية الإسلام وتجاهد خصومه لقرون عديدة.
وفي ظلال هذه الذكرى؛ فإن الأمة مدعوة لإعادة قراءة الحدث واستخلاص الدروس والعبر، ومنها على سبيل المثال:
1- لقد كان عمر السلطان محمد الفاتح يوم أن رتَّب لمعركة الفتح وخاضها وانتصر فيها؛ ثلاثة أو أربعة وعشرين عامًا، لكنه كان يحمل في قلبه رسالة عظيمة وشجاعة فائقة وطموحًا غير محدود وعزيمة لا تلين، وعندما رفض قسطنطين تسليم المدينة له قال السلطان الفاتح: "حسنًا، عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر".
وقد نشأ ذلك عن تربية إيمانية فائقة نالها هذا الشاب المجاهد، فقد ختم القرآن في سن مبكرة، ونشأ على حب الالتزام بالشريعة، وملأ خياله حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ" (أحمد وصححه الحاكم)، وحدثته نفسه منذ وقت مبكر بأن يكون هو الأمير الذي امتدحه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد عرف عنه اهتمامه الواسع بالعلوم والآداب ودراسته العميقة للتاريخ وسير العظماء، وإتقانه العجيب لعدد من اللغات العالمية، وحبه الكبير وتشجيعه غير المحدود لنشر العلوم وتكريم العلماء.
فقدَّم هذا الرجل العظيم صورةً مثاليةً وقدوةً عمليةً للشباب المتطلع لخدمة دينه ورسالته وأمته؛ فهل يدرك شبابنا هذا المعنى ويقتدون بهذا المثل الرائع؟
2- إن هذه التربية التي نالها محمد الفاتح لم تكن من فراغ، وإنما كانت من عمل العلماء الربانيين الذين تهيأت لهم الأسباب في الدولة العثمانية؛ لتربية الأفراد والجنود والقادة والشعب على مبادئ الإسلام وقيم الرجولة والشرف والكرامة، فلم يكن محمد الفاتح إلا واحدًا من ثمار غرسهم الرائع، ولم يكن لينجح وحده في تحقيق الفتح الكبير لولا أن هؤلاء العلماء الربانيين هيئوا الشعب والجيش من خلال تربيته على معاني الإيمان والتقوى، وتحمل الأمانة وأداء الرسالة المنوطة به، ولقد تربَّى الشعب والجيش على العقيدة الصحيحة والمبادئ الفاضلة التي ولدت فيهم الحماسة القوية وملأت نفوسهم بالعزيمة الصادقة.
وهذا ما يجب على الأمة أن تعيه فتطلق يد الدعاة الناصحين لتربية الأمة وتبصير الشباب برسالتهم وحفزهم إلى معالي الأمور، واستنقاذهم من مسارب الرذيلة ومهاوي الانحراف وتفاهة الاهتمامات، وعلى الدعاة أن يؤدوا رسالتهم في ذلك على أكمل وجه، ولهم قدوة في الشيخين محمد بن حمزة المشهور بـ(آق شمس الدين)، وأحمد الكوراني، فقد كانا من أهم الشيوخ الذين كان لهم أثر على محمد الفاتح.
3- إن هذا الفتح العظيم لم يحصل مصادفة ولا لمجرد بث الحماسة في النفوس، ولا لمجرد ضعف الدولة البيزنطية؛ بل إن السلطان محمد الفاتح تابع جهود والده السلطان العادل مراد الثاني في اتخاذ كل التدابير اللازمة للفتح العظيم، فاهتم بإقامة القلاع والحصون، وجمع الأسلحة اللازمة، وأشرف بنفسه على إنشاء أضخم مدفع في عصره، وبذل عناية فائقة بتزويد الأسطول العثماني بأكبر عدد من السفن المجهزة، ووضع سياسة خارجية في غاية الذكاء أدَّت إلى تحييد كثير من القوى المعادية من خلال المعاهدات؛ ليتفرغ لهدفه الأساسي ويُتِم إنجازه، ووضع بنفسه مع قواده الخطط الدقيقة المحكمة، والبدائل المحتملة، مع إرادة صلبة لا يتطرق إليها ضعف ولا وهن.
وكان يدرك أهمية تمتين الجبهة الداخلية، فبسط العدل، وشارك الشعب والجنود، واشترك بنفسه في العمليات العسكرية، ولم يتميز على شعبه وجنوده، فتعلقت قلوبهم به، وازدادوا همةً ونشاطًا وعزمًا تحت قيادته.
4- لما فتح محمد الفاتح القسطنطينية قدَّم صورةً عمليةً لحسن التعامل مع الآخرين، وهو في أوج عزته وسطوته وانتصاره، فقد أمر بحسن معاملة الأسرى، وافتدى كثيرًا منهم من ماله الخاص، وبخاصة الأمراء ورجال الدين النصارى.
كما أقر بطريرك الكنيسة (الأرثوذكسي) الذي اختاره النصارى بكامل حريتهم على امتيازه وامتياز طائفته، وأعطى كافة ملل النصارى حقوقهم المدنية وحرياتهم الكاملة، ومنحهم الرعاية الشاملة، وتسجيل ذلك في قوانين السلطنة، وجعله عهدًا مُتبعًا في الدولة لا ينقض، تُعطى للبطارقة به الوثائق "الفرامين" السلطانية، خلافًا لما كان يعاملهم به الكاثوليك من القسوة والاضطهاد، بل إن اليهود الذين تعرضوا للاضطهاد في أوروبا لجئوا إلى الدولة العثمانية الذين آوتهم ووفرت لهم الحماية، فعاشوا في ظلها أحرارًا يمارسون عقائدهم بلا خوف ولا اضطهاد.
وقد فعل السلطان محمد الفاتح ذلك من منطلق التزامه الصادق بالإسلام العظيم، وتأسيه بالنبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، الذين يعلمون أن حقوق غير المسلمين واجبٌ شرعيٌّ سيحاسبهم الله عزَّ وجلَّ عليه.
فهيا أيها المسلمون في كل مكان.. تحركوا بكل ما تملكون من وسائل وإمكانيات، وقدَّموا الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام البريء كل البراءة من التهم الباطلة بالإرهاب والتطرف وانتقاص الحقوق.
ويا شباب الأمة.. اجعلوا نموذج محمد الفاتح وجيله قدوتكم، وابذلوا ما تستطيعون لإسلامكم، وانشروا دعوة الخير في العالمين، وأنتم يا شبابنا في بلاد الغرب والشرق كونوا سفراء الإسلام في هذه البلاد، وقدموا صورةً عمليةً لأخلاق الإسلام وحضارته ومبادئه التي فيها إنقاذ مستقبل البشرية من الضياع.
وأنتم يا حكام الأمة وقادتها.. اعلموا أن الكون لا يتحكم فيه الأمريكان، ولا يدير دفته الأوروبيون، بل إن الذي يدبر أمر الكون هو ملك الملوك سبحانه وتعالى، وثقوا بأن الشعوب إذا تربت على أخلاق الإسلام العظيمة ومبادئه القويمة فهي قادرة بإذن الله على كسب معاركها في كل الميادين، وكونوا على يقين أن أقصر الطرق لقلوب الشعوب هو العدل والحرية والكرامة وتحقيق الشورى وتطبيق شريعة الإسلام العظيمة في كل مناحي الحياة ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)﴾ (غافر)... والله أكبر ولله الحمد.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
--------
* المرشد العام للإخوان المسلمين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
المرايا المستوية
هى عنوان مدونتنا التى أخذنا لها هذا الأسم لتكون كذلك..
مدونة تتسم بالشفافية..
الشفافية فى النظرة لأنفسنا ..
الشفافية فى النظرة لمجتمعنا..
الشفافية فى النظرة للآخر..
فالمرايا المستوية تعكس الحقيقة .. والحقيقة وحدها من غير تضخيم كما تفعل المرايا المقعرة .. ومن غير تهوين كما تفعل المرايا المحدبة.
فعن أبي هريرة _رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة أخيه".
مدونة تتسم بالشفافية..
الشفافية فى النظرة لأنفسنا ..
الشفافية فى النظرة لمجتمعنا..
الشفافية فى النظرة للآخر..
فالمرايا المستوية تعكس الحقيقة .. والحقيقة وحدها من غير تضخيم كما تفعل المرايا المقعرة .. ومن غير تهوين كما تفعل المرايا المحدبة.
فعن أبي هريرة _رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة أخيه".
الوقت هو الحياة
المحررون
الأرشيف
-
◄
2011
(97)
- ◄ 07/10 - 07/17 (4)
- ◄ 06/19 - 06/26 (1)
- ◄ 06/12 - 06/19 (2)
- ◄ 05/29 - 06/05 (1)
- ◄ 05/15 - 05/22 (3)
- ◄ 05/08 - 05/15 (3)
- ◄ 04/17 - 04/24 (2)
- ◄ 04/10 - 04/17 (2)
- ◄ 03/27 - 04/03 (4)
- ◄ 03/06 - 03/13 (4)
- ◄ 02/27 - 03/06 (9)
- ◄ 02/20 - 02/27 (12)
- ◄ 02/13 - 02/20 (7)
- ◄ 02/06 - 02/13 (3)
- ◄ 01/30 - 02/06 (3)
- ◄ 01/16 - 01/23 (3)
- ◄ 01/09 - 01/16 (18)
- ◄ 01/02 - 01/09 (16)
-
▼
2010
(367)
- ◄ 12/26 - 01/02 (9)
- ◄ 12/19 - 12/26 (6)
- ◄ 11/28 - 12/05 (5)
- ◄ 11/21 - 11/28 (1)
- ◄ 11/14 - 11/21 (2)
- ◄ 11/07 - 11/14 (4)
- ◄ 10/31 - 11/07 (8)
- ◄ 10/24 - 10/31 (3)
- ◄ 10/17 - 10/24 (4)
- ◄ 10/10 - 10/17 (8)
- ◄ 10/03 - 10/10 (12)
- ◄ 09/26 - 10/03 (14)
- ◄ 09/19 - 09/26 (13)
- ◄ 09/12 - 09/19 (10)
- ◄ 09/05 - 09/12 (1)
- ◄ 08/29 - 09/05 (2)
- ◄ 08/22 - 08/29 (11)
- ◄ 08/15 - 08/22 (3)
- ◄ 08/08 - 08/15 (7)
- ◄ 08/01 - 08/08 (13)
- ◄ 07/25 - 08/01 (5)
- ◄ 07/18 - 07/25 (11)
- ◄ 07/11 - 07/18 (11)
- ◄ 07/04 - 07/11 (8)
- ◄ 06/27 - 07/04 (16)
- ◄ 06/20 - 06/27 (8)
- ▼ 06/13 - 06/20 (4)
- ◄ 06/06 - 06/13 (11)
- ◄ 05/30 - 06/06 (11)
- ◄ 05/23 - 05/30 (8)
- ◄ 05/09 - 05/16 (1)
- ◄ 05/02 - 05/09 (3)
- ◄ 04/25 - 05/02 (9)
- ◄ 04/18 - 04/25 (4)
- ◄ 04/11 - 04/18 (1)
- ◄ 04/04 - 04/11 (6)
- ◄ 03/28 - 04/04 (9)
- ◄ 03/21 - 03/28 (8)
- ◄ 03/14 - 03/21 (13)
- ◄ 03/07 - 03/14 (9)
- ◄ 02/28 - 03/07 (18)
- ◄ 02/21 - 02/28 (3)
- ◄ 02/14 - 02/21 (7)
- ◄ 02/07 - 02/14 (7)
- ◄ 01/31 - 02/07 (1)
- ◄ 01/24 - 01/31 (4)
- ◄ 01/17 - 01/24 (10)
- ◄ 01/10 - 01/17 (12)
- ◄ 01/03 - 01/10 (13)
-
◄
2009
(6)
- ◄ 12/27 - 01/03 (6)