السبت، 10 يوليو 2010

الإخوان المسلمين بشمال القاهرة يطالبون الشعب المصرى بالمشاركة فى حملة التوقيعات " معاً سنغير"


"إن أريد الا الإصلاح ما استطعت"
                                         صدق الله العظيم

الأخوة الأحباب: لا يخفى على المسلم الغيور على دينه ووطنه أن مرحلة جديدة تلوح فى الأفق ، فتخبط النظام، وتصاعد الحركات الاحتجاجية، وتشكيل مجموعات تطالب بالإصلاح، واعتصامات فئوية ... يغلب عليها جميعاً تململ الناس من الظلم والاستبداد، والرغبة فى الإصلاح السياسي الذى يؤثر تأثيراً عميقاً فى جوانب الحياة الأخرى؛ ليس فقط بتهيئة الأجواء لها بل والدفع فى اتجاهها. هذا على المستوى المحلى اما على المستوى الإقليمى والعالمى فثقافة المقاومة تكتسب انصار جُدد فى ارجاء المعمورة، ليس من الأفراد فحسب بل من الدول كذلك، وما الموقف التركى من حصار غزة منا ببعيد.
       فى هذه المرحلة الفارقة فى تاريخ أمتنا تأتى حملة التوقيعات، التى تطالب بمطالب سبعة تحت شعار "معاً سنغير" ، اجمعت عليها القوى الوطنية والإخوان المسلمين فى القلب منها، كجولة جديدة على طريق الإصلاح الذى نحمل مشاعله للدنيا باسرها، والمطالب السبعة هى:

1-
إنهاء حالة الطوارئ.
2-
تمكين القضاء المصري من الإشراف الكامل على العملية الانتخابية برمتها.
3-
الرقابة على الانتخابات من قِبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي.
4-
توفير فرص متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين، وخاصة في الانتخابات الرئاسية.
5-
تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية.
6-
كفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية؛ اتساقًا مع التزامات مصر طبقًا للاتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية، وقصر حق الترشح للرئاسة على فترتين.
7-
الانتخابات عن طريق الرقم القومي، ويستلزم تحقيق بعض تلك الإجراءات والضمانات تعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور في أقرب وقت ممكن..

إن أوضاع مجتمعنا تتطلب منا جميعاً المشاركة وتبني هذه المطالب  لتى تطالب بها جماعة الإخوان المسلمين واجتمعت عليها القوى السياسية ، والجمعية الوطنية للتغيير والقوى المخلصة؛ وذلك من خلال التوقيع على تلك المطالب لنخطوا جميعاً خطوة للأمام على طريق الإصلاح .
http://www.tawkatonline.com/index.aspx

الخميس، 8 يوليو 2010

المرشد العام يدشِّن حملة التوقيع على مطالب الإصلاح السبعة



المرشد العام خلال مشاركته في التوقيع (تصوير- محمد أبو زيد)
كتب- أحمد سبيع:
دشَّن فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين حملة التوقيعات على المطالب السبعة للإصلاح، التي تَوَافَقَ عليها الإخوان المسلمون، والجمعية الوطنية للتغيير، والدكتور محمد البرادعي، كما وقَّع على المطالب الدكتور رشاد البيومي، والأستاذ جمعة أمين، والدكتور محمود عزت، نوَّاب فضيلة المرشد العام، ود. محمود حسين الأمين العام للجماعة، والدكتور محمد مرسي، والدكتور محمد سعد الكتاتني، والدكتور عصام العريان، أعضاء مكتب الإرشاد والمتحدثون الإعلاميون باسم الجماعة، وكذلك كل أعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين.

ودعا فضيلة المرشد العام جموع الإخوان المسلمين وكلَّ فئات الشعب المصري إلى المشاركة بفاعلية في حملة التوقيعات، سواء من خلال موقع "توقيعات أون لاين" www.tawkatonline.com الموجود على موقع (إخوان أون لاين) وكل مواقع الإخوان الأخرى، أو من خلال موقع الجمعية الوطنية للتغيير.

مشيرًا في تصريح لـ(إخوان أون لاين)- بعد توقيعه على المطالب السبعة- إلى أن هناك إجماعًا وطنيًّا على هذه المطالب التي تعد مقدِّمة ضرورية للإصلاح والتغيير في مصر، وأنه يجب على الشعب المصري المشاركة بجدِّية وحماس في هذه الحملة؛ من أجل القضاء على الفساد، ومنع التزوير، ووقف التعذيب، والحفاظ على كرامة المواطن المصري في الداخل والخارج من خلال إنهاء حالة الطوارئ.

ودعا فضيلته الإخوان المسلمين في كلِّ مكان على أرض مصر وخارجها إلى دفع كلِّ طوائف وأبناء الشعب للمشاركة في هذه الحملة؛ حتى يكون هناك رأيٌ عامٌّ مصريٌّ يطالب بالإصلاح والتغيير.

 الصورة غير متاحة

يُذكر أن الإخوان المسلمين، والجمعية الوطنية للتغيير، والدكتور محمد البرادعي، توافقوا على 7 مطالب تكون هي بداية الطريق إلى الإصلاح في مصر وهي:

1- إنهاء حالة الطوارئ.
2- تمكين القضاء المصري من الإشراف الكامل على العملية الانتخابية برمَّتها.
3- الرقابة على الانتخابات من قِبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدولي.
4- توفير فرص متكافئة في وسائل الإعلام لجميع المرشحين، وخاصة في الانتخابات الرئاسية.
5- تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقِّهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية.
6- كفالة حق الترشح في الانتخابات الرئاسية دون قيود تعسفية؛ اتساقًا مع التزامات مصر طبقًا للاتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية، وقصر حق الترشح للرئاسة على فترتين.
7- الانتخابات عن طريق الرقم القومي، ويستلزم تحقيق بعض تلك الإجراءات والضمانات تعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور في أقرب وقت ممكن.
ولمن يريد المشاركة في الحملة التوقيع من خلال هذا الموقع: www.tawkatonline.com

الأربعاء، 7 يوليو 2010

برنامج لمتابعة أهدافهم اليومية

في حياتنا اليومية مهم لدى الكثيرين معرفة أهدافهم اليومية والتي ستساعدنا في تحسين إنتاجيتنا أو قدرتنا على التحكم في الكثير من أمور حياتنا، فمن خلال معرفة الأهداف ومتابعتها يمكن من ترك الكثير من العادات أو معرفة المصاريف اليومية، أو متابعة حالتنا الصحية والعلاجية… إلخ.
ولمتابعة الأهداف اليومية يوفر الانترنت بعض التقنيات و تطبيقات الويب التي تساعد في متابعتها بشكل يومي، وأحد هذه التطبيقات هو موقع 42goals، فهذا الموقع المجاني يقدم أداة بسيطة وسهلة الاستخدام لمتابعة أهدافنا اليومية مهما كان نوعها، فمثلا يمكن متابعة الإنتاجية اليومية وتحديد هذه الإنتاجية إما بالأرقام أو بالعلامات، ويتيح الموقع ربط الأهداف بأيقونة معينة لتبين معنى الهدف، فمثلا قمت بوضع هدف عدد أكواب القهوة والشاي التي أشربها في اليوم ولقد ربط الهدف بصورة لكوب قهوة، وعدد صور الأكواب يساوي عدد أكواب الشاهي أو القهوة التي شربتها في اليوم المحدد، ومن خلال هذه الأداة أحاول أن أقلل من شرب القهوة والشاي إن أردت ذلك (ولا أظن بحكم إدماني عليها) في الأيام التالية، ويتيح الموقع عرض رسوم بيانية لكل هدف على حسب الوقت، فمن خلال هذه الرسوم نعرف ما قمنا بعمله في الهدف المعين وما الذي تغير خلال الفترة المحددة.
أعجبتني سهولة الموقع وبساطته، أحب فقط أن أنوه أن الموقع يدعم اللغة العربية من دون أية مشاكل، أنصح بتجربته لمتابعة أهدافكم اليومية.
رابط الموقع: http://www.42goals.com

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

الأبكم الفصيح

هذه من عجائب القصص، ولولا أن صاحبها كتبها لي بنفسه، ما ظننت أن تحدث. يقول صاحب القصة، وهو من أهل المدينة النبوية: أنا شاب في السابعة والثلاثين من عمري، متزوج، ولي أولاد. ارتكبتُ كل ما حرم الله من الموبقات. أما الصلاة فكنت لا أؤديها مع الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين، والسبب أني كنت أصاحب الأشرار والمشعوذين، فكان الشيطان ملازماً لي في أكثر الأوقات.


كان لي ولد في السابعة من عمره، أسمه مروان، أصم أبكم، لكنه كان قد رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة. كنت ذات ليلة أنا و ابني مروان في البيت، كنت أخطط ماذا سأفعل أنا والأصحاب، وأين سنذهب. كان الوقت بعد صلاة المغرب، فإذا ابني مروان يكلمني (بالإشارات المفهومة بيني وبينه) ويشير لي: لماذا يا أبتي لا تصلي؟! ثم أخذ يرفع يده إلى السماء، ويهددني بأن الله يراك. وكان ابني في بعض الأحيان يراني وأنا أفعل بعض المنكرات، فتعجبتُ من قوله. وأخذ ابني يبكي أمامي، فأخذته إلى جانبي لكنه هرب مني، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ، وكان لا يحسن الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه ألتي كانت تنصحني كثيراً ولكن دون فائدة، وكانت من حفظة كتاب الله. ثم دخل عليّ ابني الأصم الأبكم، وأشار إليّ أن انتظر قليلاً...فإذا به يصلي أمامي، ثم قام بعد ذلك و أحضر المصحف الشريف و وضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن يقلب الأوراق، ووضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم:
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن
فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا
ثم أجهش بالبكاء، وبكيت معه طويلاً، فقام ومسح الدمع من عيني، ثم قبل رأسي ويدي، وقال لي بالأشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه: صل يا والدي قبل أن توضع في التراب، وتكون رهين العذاب...و كنت – و الله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة إلى غرفة، وينظر إليّ بأستغراب، وقال لي: دع الأنوار، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له: بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا. فأبى إلا الحرم النبوي الشريف، فأخذته إلى هناك، وأنا في خوف شديد، وكانت نظراته لا تفارقني ألبتّة...


ودخلنا الروضة الشريفة، وكانت مليئة بالناس، وأقيم لصلاة العشاء، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي
مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور : 21 }
فلم أتمالك نفسي من البكاء، ومروان بجانبي يبكي لبكائي، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبي منديلاً ومسح به دموعي، وبعد أنتهاء الصلاة ظللتُ أبكي وهو يمسح دموعي، حتى أنني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة، حتى قال لي ابني مروان: خلاص يا أبي، لا تخف....فقد خاف علي من شدة البكاء .


وعدنا إلى المنزل، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي، إذ ولدتُ فيها من جديد. وحضرتْ زوجتي، وحضر أولادي، فأخذوا يبكون جميعاً وهم لا يعلمون شيئاً مما حدث، فقال لهم مروان: أبي صلى في الحرم. ففرحتْ زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة تربيتها الحسنة، وقصصتُ عليها ما جرى بيني وبين مروان، وقلتُ لها: أسألك بالله، هل أنت أوعزتِ له أن يفتح المصحف على تلك الآية؟ فأقسمتْ بالله ثلاثاً أنها ما فعلتْ. ثم قالت لي: احمد الله على هذه الهداية. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي. وأنا الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد، وقد هجرت رفقاء السوء جميعاً، وذقت طعم الإيمان...فلو رأيتَني لعرفتَ ذلك من وجهي . كما أصبحتُ أعيش في سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحببته كثيراً ، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه .

غزة المحاصرة هي مدرسة الصمود (مقال تأخر نشره )


عدت من أسطول الحرية ظهر الثلاثاء 1 يونيو 2010 وقضيت عدة أيام في لقاءات فضائية وجماهيرية حرصت على المشاركة فيها حتى يبقى الحدث حياً في قلوب الأمة لاستكمال السير في مشروع كسر الحصار عن غزة.
صباح الأربعاء 2 يونيو وبدافع من ضرورة توظيف (حالة ما بعد العدوان الصهيوني على أسطول الحرية وكذا الإعلان المصري الرسمي عن فتح معبر رفح لأجل غير مسمى ),أخطرنا السيد رئيس مجلس الشعب بعزمنا على تسيير قافلة برلمانية مصرية تحمل مواد البناء من أسمنت وحديد للدخول به براً عبر معبر رفح ( المصري المفتوح!) في مساندة للأشقاء في غزة ضد الحصار الظالم وفي رد فعل مصري شعبي ضد العدوان الصهيوني على أسطول الحرية, لم يصلنا رد من السيد رئيس المجلس – كالعادة- بالرفض ولا بالإيجاب , ومن ثم أعلنا عن تحركنا بالقافلة  انطلاقاً من حكم المحكمة الادارية العليا المصرية بأحقية المواطنين في حمل المساعدات وتوصيلها للمحاصرين في غزة وعدم أحقية السلطات الأمنية في منع المواطنين من ذلك.
تحركنا صباح الاثنين 7 يونيو 2010 من أمام مقر الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين وتشكل الوفد من تسعة من النواب وأكثر من عشرين إعلامي ينتمون لمختلف الصحف والفضائيات المصرية التي حرصنا على مرافقتهم لنا ليطلع الرأي العام المصري بشكل مباشر على حقيقة الموقف على معبر رفح وحقيقة الأوضاع في غزة.
مررنا من بوابة الاسماعيلية بسلام فحمدنا الله إذ أن هذه المحطة سبق أن توقفت وانتهت عندها القافلة الأولى للحملة الشعبية المصرية لفك الحصار, لكن فرحتنا لم تتم إذ أوقفت القافلة عند مدخل كوبري السلام فوق قناة السويس وكأن مرور المصريين  إلى شرق القناة يحتاج لإذن وتصريح من السلطات المعنية, بعد ساعة أذن لنا بالمرور لكنا أوقفنا مرة ثانية عند مدخل محافظة شمال سيناء وطالت وقفتنا وحدثت مشادة شديدة بين السادة النواب والمسؤلين الأمنيين الذين أوقفوا مسيرة القافلة بلا تفسير ولا تبرير إلا انتظار التعليمات من أصحاب القرار, قرر النواب الإعلان عن اعتصامهم احتجاجا على منعهم من السير في الأراضي المصرية!! , أخيرا جاء الإذن بالسماح لنا بالمرور والدخول إلى شمال سيناء!!!, طبعا كنا نتوقع هذه التوقيفات ومن ثم فقد رتبنا أن تأخذ شاحنات الأسمنت والحديد مساراً آخر لنلتقي بها فقط في العريش ونكمل السير سوياً إلى رفح, لكن ما أن ظهرت شاحنات الأسمنت والحديد حتى تكهربت الأجواء وجاءت قافلة الشرطة فاعترضت طريقنا ومنعتنا بالقوة من التقدم في اتجاه رفح , وتم سحب رخص سائقي الشاحنات وتم اقتيادهم وتهديدهم وإجبارهم على العودة للعريش وتفريغ الحمولات وإلا فالاعتقال والحبس, بذلنا وسعنا في محاولة استنقاذ الشاحنات وبصعوبة بالغة تمكنا من استنقاذ السائقين من الحبس واستخلاص الحمولات من المصادرة والاستيلاء عليها , أكملنا السير في اتجاه رفح المصرية ولكن دون شاحنات الأسمنت والحديد , دخلنا إلى المعبر وطلبنا المرور إلى غزة حيث  أننا برلمانيون مصريون وقد أخطرنا رئيس البرلمان بتحركنا وعلى الجانب الآخر ينتظرنا مسؤلون فلسطينيون لاستقبالنا, فاعتذر المسؤلون في المعبر  وقالوا لا يوجد تنسيق لدخولكم !!!, اتصلت بمدير مكتب د. سرور وأخبرته بوجود النواب التسعة على المعبر وعزمهم على المبيت والبقاء بالمعبر حتى يؤذن لهم بالدخول.
بقينا الليلة في العريش وفي الصباح توجهنا للمعبر , تقدمت للضابط المسؤل بجوازات السفر وخاطبته رسمياً مطالبا إياه في حالة رفض الدخول لغزة أن يرد علينا برفض كتابي لنتعامل معه سياسياً, ففوجئت به يؤكد أن الموقف قد تغير وأن هناك موافقة على دخولكم جميعاً ( طبعا من غير الشاحنات), أدركنا على الفور  أن هناك حاجة رسمية مصرية للتغطية على خبر منع الشاحنات من الدخول بخبر دخول أول وفد برلماني مصري إلى غزة, وكنا ندرك كذلك حاجة الأشقاء في غزة إلى محاولات فك الحصار السياسي عنهم بدخول وفود برلمانية تلتقي أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وأعضاء الحكومة (المقصودين بالحصار) , أخيراً دخلنا إلى رفح الفلسطينية التي حاولنا الدخول إليها عديد من المرات قبل ذلك ( أثناء الحرب على غزة وبعدها) فلم نفلح في الدخول سوى هذه المرة ,كانت الفرحة تملأ  قلوبنا جميعا زادها استقبال كريم من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذين حضروا لاستقبالنا وعلى رأسهم د. أحمد بحر ( نائب رئيس المجلس التشريعي), عقدنا مؤتمراً صحفياً ثم انطلقنا في الطريق إلى قلب غزة مروراً بمئات المشاهد من آثار العدوان والدمار والهدم التي خلفتها الحرب الوحشية على غزة في يناير 2009, كنا حريصين على استغلال كل لحظة وكذلك الأخوة في غزة الذين حرصوا خلال الأربع والعشرين ساعة التي قضيناها بينهم على إطلاعنا على حقيقة الأوضاع , زرنا مؤسسات رعاية الجرحى والمعوقين (بسبب الحرب ) ,وزرنا وزارة شؤون الأسرى والتقينا أسر الأسرى , وزرنا بقايا عائلة السموني الذين حصدت أرواح أكثرهم الصواريخ الصهيونية, وزرنا مركز توثيق جرائم الحرب, وزرنا مواقع الوزارات والمدارس والكليات التي هدمتها الحرب , وعقدنا أكثر من لقاء بالمجلس التشريعي الذي تهدم مبناه بالقصف الصاروخي عليه, والتقينا الأخوة الوزراء وعلى رأسهم الأستاذ اسماعيل هنية رئيس الوزراء وأطلعونا على الكثير من الحقائق والأرقام المتعلقة بأثر الحصار على الحياة الفلسطينية في كل المجالات .
 معلمان بارزان تستطيع أن تراهما جنباً إلى جنب بوضوح في كل لحظة وفي كل مشهد  طوال وجودك في غزة ( الأول هو حجم المعاناة والآلام والظلم والمكابدة التي وقعت ولا تزال تقع على هذا الشعب بلا جريرة, والثاني هو حجم الصمود والإصرار والتحدي والقدرة على استمرار مسيرة الحياة رغم كل الصعوبات والتهديدات), الأول يملأ قلبك تعاطفاً مع هؤلاء المظلومين لكن الثاني يجعلك تكبر هؤلاء الذين يقفون كالجبل الأشم بعزة وإباء لا يرهبهم موت ولا جرح ولا أسر ولا توهنهم ضغوط ولا فاقة ولا حاجة, مما يجعلك في النهاية تفخر أنك تجلس مع أمثال هؤلاء الذين يعطون من أنفسهم القدوة والأمل والثقة في زمن الهزيمة والانكسار والانكفاء. تلتقي الجرحى والمعوقين الذين فقدوا سواعدهم وسيقانهم في الحرب , وتلتقي أمهات وزوجات وأبناء الأسرى الذين غيبتهم السجون الإسرائيلية سنيناً طويلة , فتسمع من هؤلاء و أولئك ما يدمي قلبك لواقع مر أليم يكابدونه لكنك ترى وتسمع منهم أيضاً من قوة العزيمة وشدة الإصرار ومن تمسك بالحقوق والثوابت ما يجعلك توقن أن هؤلاء لا بد أن يسطروا صفحات حتماً ستغير التاريخ ولو وقفت أمامهم الدنيا جميعاً.
تقف أمام الطفلة (ألمظ السموني ذات السنوات العشر) تقص عليك كيف جمع الجنود الصهاينة عائلتها في بيت واحد ثم أطلقوا الصواريخ على البيت لتفيق هي بعد وقت فتجد نفسها بين الجثث والأشلاء والدماء , فتقوم وتهرول  لمسيرة كيلومترات تصرخ في طلب الصليب الأحمر لعله يأت لينقذ أحدا, ثم تعود فلا تجد  بين الأحياء اباً ولا أما ًولا أخاً ولا أختاً ولا بنت عم ولا بنت خال , لكنها بعد أن تدمي قلبك وتستصرخك أن تفعل شيئا لهذه الطفولة البريئة المعذبة تؤكد لك وللحضور أنها أبدا لن ترضخ ولن تستكين لكل هذه الضغوط ولن تعترف بتلك الدولة العنصرية المجرمة وأنها ستبقى تقاوم لتستعيد حقوقها في أرضها وبيتها ويلتئم شمل من بقي من اهلها (اللاجئين والمشردين).
زرنا الجامعة الاسلامية بغزة تلك التي دكت مبانيها الطائرات والصواريخ الصهيونية عن عمد وتخطيط واستهداف لمباني المعامل والمختبرات لكنك حين تعاين وتستمع وتتابع الآداء العلمي والبحثي والتدريسي داخل الجامعة تدرك أن جيلا يتم إعداده لغد ومستقبل بينما جامعات أخرى في أوطاننا الغير محتلة ولا محاصرة يتخرج منها الطلاب كما دخلوا إليها.
ترى الكسارات الضخمة تتعامل مع الجدران والحوائط المهدمة  من مخلفات الحرب فتفتتها وتحيلها إلى موادها الأولى من زلط ورمل وحديد ليعاد استخدامه في تحد للحصار الظالم الذي منع دخول هذه المواد من بعد الحرب إلى اليوم.
 إنها ملحمة الصمود يسطرها الصغار مع الكبار في غزة.




أسطول الحرية 2
عدنا من غزة مساء الأربعاء 9 يونيو , وفي صباح الخميس سافرت إلى بيروت لحضور اجتماع اللجنة الدولية لكسر الحصار , والتقيت على شوق عدد من المشاركين معنا  في أسطول الحرية من مختلف الأقطار.
بدأ د. سليم الحص رئيس اللجنة الاجتماع ببيان اللجنة حول أسطول الحرية ثم استعرضت اللجنة عدد من شهادات المشاركين في الأسطول, ثم استمعت اللجنة لعدد من المشروعات لقوافل جديدة لكسر الحصار برا وبحرا شبه جاهزة للتحرك, كما استمعت اللجنة لدراسة مقدمة عن مشروع لكسر الحصار جواً من خلال طائرات صغيرة, بدا جلياً أن هناك حالة إنسانية دولية لدعم جهود كسر الحصار ازدادت بشكل ضخم بعد العدوان على أسطول الحرية, تدارست اللجنة المشروعات المختلفة وأكدت على ضرورة التنسيق بينها لتوظيف الحالة الموجودة لصالح كسر الحصار,  كما رفضت اللجنة البيانات الدولية الرسمية التي تحاول الالتفاف على الموقف الإنساني الشعبي المطالب بإنهاء الحصار بحديث عن تخفيف الحصار من خلال آليات جديدة تشرعن الحصار وتستبقيه  بصورة معدلة لا تحرك الغضب  والسخط الشعبي.
إنها غزة توقظ ضمائر الأحرار في العالم فيتحركون لأجلها , ملحمة إنسانية راقية تكتب بكل  اللغات والأجناس والألوان والأديان . 
الشهيد علي حيدر بنجي
شرفت بصحبته ورفقته أربعة أيام على ظهر سفينة مرمرة قبل أن يقضي شهيداً فجر يوم 31 مايو 2010 إثر مجزرة الاعتداء على أسطول الحرية, ما أن تراه إلا أن تحبه وترتبط به كأنك تعرفه منذ طفولتك , كردي مسلم عاش عاشقاً لتحرير فلسطين حتى لقي ربه شهيداً في الطريق إليها ,
 هو الشاب علي حيدر بنجي 39 عاماً , من محافظة ديار بكر شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية, درس بالأزهر الشريف بالقاهرة مطلع التسعينيات  ثم عاد إلى ديار بكر وعمل مدرسا ثم عمل بالأعمال الحرة وتزوج ورزق بأربعة أولاد , وجاء مع زوجته وعديد من الإخوة من بلدته للمشاركة في أسطول الحرية, شرفت بالقرب منه طيلة أيام الرحلة وكان نموذجاً نادرا ًفي خدمة إخوانه ومساعدتهم كنت تجده في كل موقف تحتاج فيه للمساعدة , سعدت بمجالسته والحديث إليه عقب الصلوات وفي جلسات الذكر والدعاء ,لوجوده مذاق خاص وقت السمر,  كثيراً ما كان يسعفنا في الحوار وبالترجمة بيننا وبين  الإخوة الأتراك المسؤلين عن القافلة  حين كنا نتناقش في بعض الأمور ,لكني والله لا أنسى تلك الحالة التي التقيته عليها في صلاة العشاء والفجر في الليلة الأخيرة قبل مقتله, فوقفت أتأمل نور وجهه كأنه البدر يتلألأ أو كأنه يستعد لعرس يزف إليه بعد قليل , بقيت لا أعرف سر هذا النور الذي علا وجهه إلى أن سألني عدد من الإخوة الأكراد قبيل وصولنا إلى ميناء أسدود وكانوا يعلمون معرفتي به وحبي له ( هل رأيت علي حيدر ؟ هل علمت عنه شيئا؟ يبدو أنه ضمن الشهداء إذ لم نعثر له على أثر) , وبينما كنا جلوس مقيدين على السفينة ممنوعين من الحركة وكانت جثث بعض الشهداء قريبة منا مغطاة لا نعرف من وراءها ,رأيت إحدى الأخوات تجلس إلى جوار جثة زوجها تبكيه في صمت وإباء وسط أسلحة الجنود الصهاينة, لم أكن أعلم وقتها أن تلك الجثة هي جثة أخي الحبيب علي حيدر وان هذه الأخت الذي تجلس إلى جواره هي زوجته, حتى شاءت الأقدار أن سافرت إلى بيروت لحضور مؤتمر جامعة الجنان في الذكرى الأولى لوفاة الداعية الأستاذ فتحي يكن فشرفت بالجلوس  إلى جوار الأخ الكريم د. علي القرة داغي ( أمين عام اتحاد علماء المسلمين ) وهو الكردي الأصل, فقصصت عليه خبر أخي علي حيدر فأخبرني أن زوجته كانت معه وعرفت أنها تلك التي كانت إلى جواره بعد مقتله, وأنها (كما إخوانه المقربين منه) حكت عن حياته حباً وعشقاً  للشهادة فداءً لفلسطين , لقد اطلع الله على ما في قلب علي حيدر فاختاره  ضمن شهداء فلسطين ( ليكون إلى جوار عزالدين القسام وعبدالقادرالحسيني وأحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي وسعيد صيام ونزار ريان ), بل لعله الآن بصحبة صلاح الدين الأيوبي ( الكردي العاشق لتراب فلسطين مثله ) ,   رحم الله أخي علي حيدر وتقبله في الشهداء وأكرمنا بصحبته ورفقته في الفردوس الأعلى.
إنها غزة الصمود تسطر بأهلها وبعشاقها صفحات العزة والشرف والكرامة , إنها مدرسة صناعة الحياة كما هي مدرسة صناعة الموت.


الأحد، 4 يوليو 2010

حقيقة الاخوان المسلمون

د. حسين الدرج.. شمس لن تغيب


د. حسين الدرج
بقلم: وائل حجازي
أعمار الرجال لا تُقاس بالسنين والأعمار بل بالنتائج والآثار، وكما لا تُقاس الأعمال بكمها وحجمها، كذلك لا تُقاس أعمار الناس بطولها، فقد يعمر الإنسان عمرًا طويلاً، ولكن دون أن يترك أي أثرٍ يُذكر، وقد لا يطول عمره، ولكنه حافل بالإنجاز والعطاء، وفي هذا يقول ابن عطاء الله في "حِكمه": "رب عمر اتسعت آماده، وقلت أمداده، ورب عمر قليلة آماده، كثيرة أمداده! من بُورك له في عمره، أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى، ما لا يدخل تحت دوائر العبارة، ولا تلحقه الإشارة".

ومن الناس مَن يحيا بعد موته، ويخلف من صالح الأعمال ما يضيف إلى عمره أعمارًا تطول وتطول، ويجعله باقيًا في دنيا الناس.

وأحسب أن من هؤلاء- ولا أُزكي على الله أحدًا- الدكتور حسين الدرج رحمه الله، فهو باقٍ بين الناس بالذكر الحسن؛ وبالعلم النافع، وبالمواقف المحمودة.

وأحسبه كذلك من ذلك الطراز الفريد من الرجال الذين قلَّت أعمارهم وبقيت آثارهم، من أمثال الإمام النووي والشهيد حسن البنا، والشهيد عبد الفتاح إسماعيل، والشهيد محمد فرغلي، وغيرهم الكثير والكثير، نحسبهم كذلك ولا نُزكِّي على الله أحدًا.

فمن هو هذا الرجل الذي عمره قليلة آماده كثيرة أمداده!.

المولد والنشأة
وُلد الدكتور حسين علي علي حسين الدرج- رحمه الله- في 14/1/1954م بقرية ميت معلا التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية في بيتٍ محبٍّ للدين؛ فوالده كان محبًّا للتصوف كغالب المصريين في ذلك الوقت، وهو الابن الأكبر بعد ثمانية عشر عامًا قضاها الأب بلا إنجاب، ثم رزقه الله بعد ذلك بأربعةٍ من البنات وولدين.

تعليمه ومؤهلاته العلمية
برز الدكتور حسين بين أقرانه في مراحل التعليم المختلفة رغم ضيق ذات اليد، وكان- رحمه الله- يعمل في الإجازات الصيفية للإنفاق على نفسه، فكان من ذلك سفره إلى ليبيا وعمله كنجار مسلح وحداد، وغير ذلك من المهن المختلفة إلى أن حصل على بكالوريوس طب الأزهر سنة 1979م، ثم حصوله على ماجستير جراحة القلب والأوعية سنة 1986م، ثم حصوله على ليسانس أصول الدين 1986م، وكان- رحمه الله- عضوًا بمجلس نقابة الأطباء، وعضوًا بالجمعية المصرية لجراحة القلب والأوعية.

زواجه
تزوَّج الدكتور حسين- رحمه الله- في نفس العام الذي تخرَّج فيه من رفيقة دربه وجهاده الحاجة أم عائشة- ثبَّتها الله على الحق- ورزقهما الله بخمسة أولاد: عائشة، أنس، معاذ، محمد، حمزة.. بارك الله فيهم جميعًا، ونسأل الله سبحانه أن يكونوا خير خلف لخير سلف.

جهوده الدعوية
تعرَّف الدكتور حسين على دعوة الإخوان المسلمين منذ أن كان طالبًا في المرحلة الجامعية، ومنذ ذلك الحين وهو يعمل ليلَ نهارَ لدين الله عز وجل لا يكل ولا يمل ولا يتكاسل، ويصول ويجول في كل ميدان، وهو صاحب إصرار ودأب وصلابة في قول الحق وإخلاص في أداء العمل، ومن مواقفه التي تدل على إيجابيته أنه كان رئيسًا لاتحاد طلاب المدينة الجامعية بجامعة الأزهر"، وكان الطعام الذي يُقدَّم للطلاب في المدينة الجامعية رديئًا فنصح زملاءه بأن مَن يجد شيئًا يأتي به إليه، وفعلاً جاء إليه البعض بخبز فيه مسامير والبعض بخبز فيه حشرات، فما كان منه- رحمه الله- إلا أن وضع هذا الخبز في كيس ثم ذهب لمقابلة وزير التموين، وبالفعل قابله وأراه رداءة الطعام الذي يورد للطلاب من قِبل موردي الطعام ووعده الوزير خيرًا".

والدكتور حسين- رحمه الله- من مؤسسي العمل الإسلامي في مدينة شبرا الخيمة، وأحد قيادات محافظة شمال القاهرة، وأحد رموز الإخوان، وقد فتح الله وأجرى على يديه الخير الكثير، وتربَّى على يديه الكثير من الإخوان المسلمين، وكان دائم الحركة بين إخوانه وجيرانه، في أفراحهم وأتراحهم، وكان رحمه الله محبوبًا وقريبًا من الجميع حتى مع مَن يختلفون معه في الرأي والفكر.

ولقد كان- رحمه الله- نموذجَ الرجولة الحقة والعطاء لدعوة الله.

وكان- رحمه الله- خطيبًا مفوهًا يشهد بذلك كل مَن تربَّى على خطبه بمسجد الفتح بشبرا الخيمة، وهو أحد أهم مؤسسي هذا المسجد الذي أصبح شعاع نور وخير لكل أهالي شبرا الخيمة.

وسافر- رحمه الله- إلى بعض البلدان الأوربية داعيًا ومربيًّا ومعلمًا كالسويد وبريطانيا.

انتخابات مجلس الشعب
لم تشهد دائرة في مصر حبًّا لأحد المرشحين كحب جماهير دائرة شبرا الخيمة بكل طوائفها للدكتور حسين- رحمه الله- عندما رأت جماهير شبرا الخيمة أن خير مَن يمثلها وينطق باسمها هو الدكتور حسين- رحمه الله- فكان من ترشحه لانتخابات مجلس الشعب عن دائرة قسم أول شبرا الخيمة إلا أن يد الظلم والطغيان وقفت حائلاً بين الناس وبين أمنيتهم في أن يروا الدكتور حسين- رحمه الله- ممثلاً لهم، وحرمته من محبيه وإخوانه وغُيبوا خلف الأسوار، وكانت الجماهير تطيب نفس الدكتور حسين- رحمه الله- قائلةً: "لا تحزن إذا كانوا قد أخذوا إخوانك ومحبيك فسوف نُريك ما نصنع، وكان- رحمه الله- يعلق ويمزح بعد ذلك بقوله: وقد كان "حيث خرجت الجماهير عن بكرةِ أبيها معلنةً تأييدها الكامل للدكتور حسين حتى إن أحد الضباط رأى صاحب سينما بعزبة عثمان فقال له: جاي تنتخب الدكتور حسين لو نجح سوف يغلق لك السينما، فقال الرجل: "مش مشكلة يبقى يشوف لي أي عمل آخر"، إلا أن الظالمين رأوا غير ذلك بعد أن تأكدوا أن كل هؤلاء ما خرجوا إلا من أجل الدكتور حسين- رحمه الله- فزوروا النتائج، ومنعوا الناس من الوصول إلى لجان الاقتراع، وحوصرت شبرا الخيمة، وكان لهم ما أرادوا، وتحوَّلت شبرا الخيمة إلى ثكنةٍ عسكرية، وذكرني هذا المشهد وقتها بما يدور من اشتباكاتٍ بين قوات الاحتلال وبين الفلسطينيين!! وكنت أحد القلائل الناجين من الاعتقال بعد عدة مداهمات لبيتي؛ حيث كنتُ أبيت بالخارج، وقد بلغ الاعتقال في ذلك الوقت مداه؛ حيث طال كلَّ مَن يمت للدكتور حسين- رحمه الله- بأية صلة؛ سواء كان من داخل الصف الإخواني أو من خارجه، وليس الخبر كالعيان، وليس من رأى كمَن سمع وقرأ.

واعتبرت جماهير شبرا الخيمة الدكتور حسين هو النائب الشرعي لدائرة شبرا الخيمة، ولم يغب الدكتور حسين- رحمه الله- عن ذاكرة جماهير شبرا الخيمة حتى بعد وفاته، وظهر ذلك جليًّا في انتخابات مجلس الشعب الماضية عندما رشَّح الإخوان الدكتور محمد البلتاجي خلفًا للدكتور حسين- رحمه الله- فاستقبله أهالي الدائرة بترحابٍ شديد، وكان الجميع يؤكد بأنه سوف ينتخب الدكتور محمد البلتاجي؛ لأنه من (ريحة) الدكتور حسين، وتتعالى أصوات الجماهير: (يا بلتاجي يا حبيب.. شمس الدرج مش هاتغيب).

محاكمته عسكريًّا
حُكم على الدكتور حسين الدرج- رحمه الله- عسكريًّا في إحدى القضايا العسكرية التي تُوجَّه إلى جماعة الإخوان المسلمين بثلاث سنوات سجنًا، وهي القضية (رقم 2001/29 جنايات عسكرية)؛ حيث تم القبض عليه في 6 نوفمبر 2001م، وحُكِم عليه بالسجن ثلاث سنوات في 30/7/2002م في القضية التي عُرفت بـ(أستاذة الجامعات)، ثم أُفرج عنه في 16/2/2004م نظرًا لظروفه الصحية، وهي القضية العسكرية السادسة في عهد الرئيس محمد حسني مبارك؛ حيث تمَّ اعتقال 22 من رموز وقيادات جماعة الإخوان المسلمين عقب مظاهرة بالجامع الأزهر من أجل فلسطين، وبعد أسبوع من الاعتقال صدر قرار جمهوري في 13 نوفمبر بإحالتهم إلى القضاء العسكري، وكان قد سبق اعتقال الدكتور حسين- رحمه الله- قبيل انتخابات المحليات في عام 1992م.

قالوا عنه
- يقول الدكتور حمزة زوبع: "عرفتُ الدكتور حسين الدرج فوجدتُه صباحًا في مستشفاه، وعصرًا في النقابة، ومساءً في المسجد، وعشاءً في العيادة، وفي منتصف الليل يدق الباب ليزور أمي مطمئنًا على صحتها، وعند الفجر يدق الهاتف "الصلاة خير من النوم".. في الأفراح ملبيًا وداعمًا ومساعدًا، وإن لم يجد فبكلمة في عقد القران، وفي الأحزان مشاركًا، بدءًا من إجراءات الدفن مرورًا بالغسل وحتى الدفن، ومساءً في السرادق يستقبل المعزين، هكذا فعل مع والدي حين مات وكنتُ غريبًا في بلاد الله".

- وتحدَّث النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين المهندس خيرت الشاطر- فكَّ الله أسره- على قبره قائلاً: "إن مصر فقدت واحدًا من خير أبنائها، وإن جماعة الإخوان المسلمين فقدت رمزًا من أخلص رموزها، وإن أهالي شمال القاهرة وشبرا الخيمة وعزبة عثمان فقدوا واحدًا من أكرم وخير وأكثر الدعاة عطاءً وهو الطبيب والمربي والداعية حسين الدرج، الذي التحق بقطار الدعوة منذ تفتح وعيه على الدنيا وهو طالب بكلية الطب، ومن يومها وهو أحد الشامات التي يُشار إليها في صرح هذه الدعوة، ويعرفه الصغار والكبار في شمال القاهرة.. دمث الخلق، محبًّا لدعوته، ساعيًا لكل خير، باذلاً من كل ما يملك وبكل ما يستطيع.

وأضاف الشاطر نشهد لله شهادة حق على أن أخانا الراحل- على ما منَّ الله به عليه من اختبارات المرض- إلا أنه تجاوزها كلها صابرًا محتسبًا متجاوزًا لآلامه وأتراحه دون أن تلين له قناة أو تفتر له همة، وتشهد له قلوب الآلاف التي ودعته اليوم، كما يشهد له جهاده الذي اختلط بحب أبناء شبرا الخيمة له عندما خاض انتخابات مجلس الشعب عام 2000م، وكان خطه الطبيعي أن يكون داخل البرلمان لكن السلطة ارتأت غير ذلك، فدبَّرت له، وحشدت له كل طاقاتها لتغير إرادة كل مَن رأى الدرج خير مَن يصدع بحقوقهم فزوروا النتائج.. وكان لهم ما أرادوا، ثم أكملوا مؤامرتهم بأن وضعوه مع إخوانٍ له كمتهمين في قضية عسكرية أسموها "تنظيم الأساتذة"، وكان نصيبه منها 3 سنوات، خرج بعدها بعفوٍ صحيّ منذ حوالي شهرين قضى معظمهما في المستشفى حتى لحق بربه.. فاللهم أكرم وفادته وأنزله منزلة من تحبه وترضى عنه، وأسدل عليه ستائر رحمتك التي تلفه ببرد عفوك.

من أقواله رحمه الله
- يتكرر ذكر الصبر في القرآن كثيرًا؛ ذلك أن الله يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة، والذي يقتضيه القيام على دعوة الله في الأرض، فلا بد من الصبر على الطاعات وعن المعاصي، والصبر على الجهاد والصبر على كيد الكائدين والصبر على بطء النصر، والصبر على طول الطريق وبعد الشقة، والصبر على انتفاش الباطل وقلة الناصر.. وقد يضعف الصبر إذا لم يكن هناك زاد، ثم يقرن الصبر بالصلاة، فهي المعين الذي لا ينضب، والزاد الذي لا ينفد فيمتد حبل الصبر ولا ينقطع.

- وفي الصلاة زاد.. إنه لا بد للإنسان الضعيف الفاني أن يتصل بالقوي الباقي، يستمد منه العون حين تضعف قوته، وينفد صبره، وحين يثقل عليه جهد الاستقامة، ويصعب عليه مجاهدة الطغيان والفساد، وما أشدهما وأعنفهما.. هنا تبدو قيمة الصلاة.. إنها لحظة التقاء الفناء بالبقاء.. إنها الموعد المختار لالتقاء قطرة الماء التي تتقاذفها الرياح مع النبع الصافي الذي لا يغيض.

نهاية المطاف
 لحق الدكتور حسين الدرج بالرفيق الأعلى فجر الجمعة 25/6/2004 بعد رحلة صبرٍ طويلةٍ مع المرض الذي أصابه في القلب والكبد والعنق، وعن عمرٍ يقارب الخمسين عامًا.

وما كاد خبر الوفاة يتطاير وسط أبناء شبرا الخيمة حتى سارعوا ليودعوا هذا الرجل الذي أحبهم وشعروا بصدق محبته لهم، وليحملوا هذا الجسد الذي طالما سعى في خدمتهم وسهر على راحتهم. واكتظَّ المسجد والشوارع المحيطة به بالآلاف من أبناء شبرا الخيمة الذين جاءوا لتشييع واحدٍ من رموزهم حتى قُدِّر عدد المشيعين بما يقارب العشرين ألفًا، وعقب صلاة الجنازة عليه بمسجد الفتح الكائن بحي شبرا الخيمة، حمل الراحلَ الكريم الدكتور حسين إلى جوار ربه؛ حيث تم دفنه بمقابر عائلته بمسقط رأسه قرية ميت معلا- مركز بلبيس بمحافظة الشرقية.

وحضر الجنازة جمعٌ كبير من الإخوان يتقدمهم النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- المهندس خيرت الشاطر- والحاج سعد لاشين، والأستاذ حمدي إبراهيم، والحاج حسن عبد العظيم، وعدد كبير من أعضاء مجلس الشعب بمحافظة الشرقية، ووفد من مجلس نقابة الأطباء.

فيما تحدث على قبره الكثير من الإخوان منهم الدكتور سناء أبو زيد- رحمه الله - وممثل عن إخوان بلبيس، وآخر عن إخوان قريته ميت معلا، وانتهت مراسم الدفن بدعوات الإخوان لفقيدهم.

رحم الله الدكتور حسين ورفع درجاته في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

فن تحفيز العاملين


ما هو التحفيز؟
التحفيز هو : عبارة عن مجموعة الدوافع التي تدفعنا لعمل شيء ما .
والخيرون يتحفزون لعمل ما يعتقدونة أكثر ارتباطاً بمصلحة دينهم مما يجعله يقودهم إلى إنجازات عظيمة و أعمال إنسانية كبيرة .
ولو نظرنا إلى عملية التحفيز من وجهة نظر إدارية فمن المهم جدا أن ندرك الحقيقة التالية:وهي أنك لا تستطيع أن تحفز الآخرين ، ولكنك تستطيع فقط أن تؤثر على ما يحفزهم .
العوامل المهمة في تحفيز العامل
يجب على المسئولين أن يهتموا بشكل خاص بثلاثة عوامل :
1- التعاون مع المؤسسة : يشعر العاملون بتحفز أكثر للعمل عندما يدركون أهمية التعاون مع المؤسسة التي يتعاملون معها .
2- القناعة : حينما يدرك العاملون أن ما يقومون به من عمل يشكل إضافة نوعية إلى عمل المؤسسة يتحفزون للاستمرار بنفس الجد والاجتهاد .
3- الاختيار : يشعر العاملون بالتحفز للعمل أكثر وبجدية عندما تعطيهم الصلاحية لاتخاذ القرار أثناء العمل ، ومع ذلك حاول أن تفتش عن طرق أخرى مناسبة للتشجيع : كمنحهم العلاوات ، أو توفير مكتب جديد ،أو إعطائهم يوماً ،أو يومين عطلة إضافية وهكذا . ولكن في كل الأحوال يجب أن تركز على العوامل التي تؤثر على حماس العاملين في العمل ؛ وخاصة العوامل الكامنة في داخل كل واحد منهم .
أسباب معوقات التحفيز
حاول أن تفكر بالأسباب التي تجعل بعض العاملين لا يشعرون بأي محفز للعمل عندك . وهل تعتقد أن أحد الأسباب التالية موجود في مكان عملك ؟ :
• خوف أو رهبة من المؤسسة .
• كثرة الإجراءات الشكلية التي ليس منها فائدة ، والتي يمكن اختصارها أو تجاوزها .
• شعور العاملين بالقلق لوجود موعد محدد لإنهاء العمل .
• تعارض وتقاطع الأوامر الصادرة من مصادر مختلفة .
• قلة التدريب .
• كثرة سوء التفاهم بين المسئولين والإدارة .
• التقاطع بين أهداف المؤسسة بعيدة المدى مع الأهداف قصيرة المدى .
• قلة التوجيه .
• الأهداف غير واضحة .
• قلة الوقت وقلة المصادر التي يحتاج لها لإنجاز العمل .
• عدم اكتراث الإدارة بتقييم العاملين الجيدين وإسهاماتهم المميزة .
الوسائل المفيدة لكسب تعاون العاملين
• اعمل على بناء الشعور بالاحترام والتقدير للعاملين بإطرائهم والثناء على ما أنجزوه من أعمال جيدة .
• حاول أن تتحلى بالصبر ، وأشعر العاملين أنك مهتم بهم .
• أفسح المجال للعاملين أن يشاركوا في تحمل المسؤولية لتحسين العمل ، واعمل على تدريبهم على ذلك .
• حاول أن تشعر العاملين الهادئين والصاخبين ، أو المنبسطين بالرضا على حد سواء .
• أشرك العاملين معك في تصوراتك ، واطلب منهم المزيد من الأفكار .
• اعمل على تعليم الآخرين كيف ينجزوا الأشياء بأنفسهم ، وشجعهم على ذلك .
• اربط العلاوات بالإنجاز الجيد للعمل ، وليس بالمعايير الوظيفية والأقدمية في العمل .
• اسمح بل شجع المبادرات الجانبية .
• شجع العاملين على حل مشاكلهم بأنفسهم .
• قيِّم إنجازات العاملين ، وبيِّن القِيَم التي أضافتها هذه الإنجازات للمؤسسة .
• ذكِّرهم بفضل العمل الذي يقومون به .
• ذكرهم بالتضحيات التي قام بها الآخرون في سبيل هذا العمل .
• انزع الخوف من قلوبهم وصدورهم من آثار ذلك العمل عليهم إن كانت لها آثار سلبية .
• اجعل لهم حصانة من الإشاعات والافتراءات .
• كرر عليهم دائماً وأبداً بوجوب قرن العمل بالإخلاص .
• حاول أن تجعل مجموعات العمل متناسبة في التوزيع و المهام .
• حاول أن تتفاعل وتتواصل مع العاملين .
• حاول أن توفر للعاملين ما يثير رغباتهم في أشياء كثيرة .
الثلاثة طرق الأكثر شيوعاَ للتأثير على تحفيز العاملين
1- التحفيز عن طريق الخوف
حينما تكون المؤسسة مهددة بالخطر فإنه يبذل معظم العاملين جهوداً استثنائية لزيادة الإنتاج ، كالحضور مبكراً ، أو حتى البقاء بعد انتهاء وقت العمل ، أو الاجتهاد أكثر مما تتطلبه طبيعة العمل .
وهذه الطريقة هي في الواقع طريقة مؤقتة ، ورغم أنها تسهم كثيراً في زيادة الإنتاج إلا أنها لا تعمِّر طويلاً ، وسرعان ما ينتهي تأثيرها بانتهاء الخطر ، وإذا رغب المسؤولون عن الشركة الاستمرار بتحفيز العاملين عن طريق الخوف ؛ فإن ذلك سيولد الشك في مدى استمرارية العمل والنفور منه لاحقاً .
2- التحفيز عن طريق الحوافز
يعلن بعض المدراء عن مجموعة من الجوائز والمكافآت ، ويضعونها نصب أعين العاملين لشحذ هممهم ، ولكن السؤال .. ماذا بعد الحصول على هذه المكافأة ؟ وإلى أين سيقود ذلك ؟ ولهذا فإن الخطر الكامن في هذه الطريقة هو أن العاملين سيستمرون في توقع المكافآت كلما أنجزوا عملاً في الشركة، وبذلك سيكون مهمة المدراء التفكير باستحداث مكافآت جديدة لحث العاملين على إنجاز مايسند إليهم من أعمال وبخلاف ذلك لن ينجز العاملون إلا الحد الأدنى من العمل .
3- فرص التطوير الذاتي
إذا أردت أن تتبع هذا المبدأ في تحفيز العاملين يجب عليك أولًا أن تصنع لدى العاملين المقدرة على تفهم الهدف الحقيقي من اختيارهم العمل في هذه المؤسسة ، وهو بناء مستقبل للمؤسسة ولهم ، وبالتالي فإن نمو المؤسسة وازدهارها إنما يعود على المؤسسة وعليهم بنتائج عظيمة ، وبذلك فإنهم سيضاعفون جهودهم لأجل ذلك
.
الفصل الثاني
كيف تتعامل مع الطبيعة الإنسانية للعاملين ؟
يجب عليك أن تتفهم طبيعة الناس من حولك ، وتتعرف على طريقة تفكيرهم وسلوكهم ؛ حتى تصبح أكثر قرباً منهم ، ومن ثم يمكنك أن تبتدع محيطاً ممتعاً في العمل يؤدي إلى إنتاج أفضل .
كيف ، ومتى ، ولماذا تحدث الأشياء ؟
نبدو أحياناً عاجزين عن فهم بعض الناس ، فتدهشنا أحياناً سلوكيات بعض الأفراد ، ويخيب آمالنا البعض ، بل يغضبنا بعض السلوك غير المتوقع منهم ، وعندما نعرض هذه السلوكيات على بعض النظريات الأساسية في الطبيعة الإنسانية ربما نتوصل إلى أجوبة عن أسئلتنا كيف ، ومتى ، ولماذا يحدث مثل هذا السلوك ؟
والسؤال كيف تساعدنا النظريات على فهم سلوك الأفراد ؟
الجواب عن ذلك يعتمد أصلاً على فهمنا لهذه النظرية ، ومن ثم كيف نطبقها . إذ لا يمكن لنظرية ما أن تتوقع كل ما يسلكه الناس ، ولكنها تؤثر على بعض هذه السلوكيات ، وتخفف بذلك بعضاً من دهشتنا ، أو خيبة أملنا ، أو غضبنا .
مفهوم نظرية ( x ) ونظرية ( y )
تقوم نظرية [ x ]على إساءة الظن بالعامل ، وأنصارها يقدمون الافتراضات التالية :
• العمل غير مستساغ بالوراثة .
• الإنسان العادي أو المتوسط كسول ، وغير طموح .
• يفضل العاملون إشرافاً مباشراً .
• العمال عادة يتجنبون تحمل المسؤولية .
• الحافز الأساسي للعمل هو الأجور .
• لتحقيق أهداف المؤسسة عليك أن تغدق على العمال بل وترشيهم أحياناً .
أما نظرية [ y ] فتقوم على أساس إحسان الظن بالعامل ، وأنصارها يقدمون الافتراضات التالية :
1- الناس عادة يستمتعون بالعمل .
2- العمل طبيعي كاللعب .
3- تحقيق إنجاز يفتخر به العامل لا يقل شأناً عن الأجور .
4- العمال ملتزمون بعملهم .
5- يميل العاملون إلى الشعور بالمسؤولية .
6- العمال على كافة المستويات يميلون إلى الإبداع والأصالة في العمل إذا أعطوا الفرصة لإظهار ذلك .
افهم أسلوبك الخاص في الإدارة
ليس من المهم أن تكون مديراً تتبع نظرية [ x ] ونظرية [ y ] وإنما المهم أن يكون أسلوبك في الإدارة يحقق أعلى مستويات التحفيز عند العاملين .
إن الأسلوب الذي تفترضه نظرية [ x ] في الإدارة يعتمد على مبدأ عدم الثقة بالعاملين ، وفي ضوء ذلك فإن المدير هنا لا يثق إلا بنفسه ، وهذا ما نسميه بمبدأ " إدارة التحكم والسيطرة " ، وهذا بالتأكيد يخالف تماماً ما تفترضه نظرية [ y ] ، فأسلوب الإدارة حسب هذه النظرية إنما يشيع الثقة المتبادلة بين المدير والعاملين ، وبهذا فإن المدير هنا يفوض العاملين باتخاذ ما يرونه مناسباً لإنجاز العمل بالشكل المطلوب ، وهذا ما نسميه بمبدأ " إدارة تفويض العاملين " .
مبدأ إدارة التحكم والسيطرة ( مفهوم نظرية x )
• يتخذ المدير القرارت دون الرجوع إلى الآخرين .
• يهيمن على سير العمل .
• لا يثق إلا بنفسه وبآرائه .
• يسعى لتحقيق الأهداف التي وضعها بشتى الأساليب .
• يسعى إلى استعمال النظام لضبط سير العمل .
• يعمل بحزم تجاه التلكؤ بالعمل ، أو قلة الإنجاز .
• لا يقبل النقد من الآخرين .
مبدأ إدارة تفويض العاملين ( مفهوم نظرية y )
• يتخذ المدير القرارات بالتشاور مع الآخرين ، ويشعر العاملين بالانتماء إلى المشروع .
• يشجع المبادرات والإبداع في العمل .
• يدرب ويوجه العاملين .
• يكون مثلاً يحتذي به .
• يعترف بالعمل الجيد ويقيمه .
• يساعد العاملين على النمو والتطور وتحمل المسؤولية .
• يشجع العمل الجماعي .
وعليك أخي المسئول باستخدام نظرية [ y ] ، إذ ستبني ثقة متبادلة مع العاملين ، وتعطيهم حق اتخاذ القرار ، وتشجعهم على تحمل المسؤولية والإخلاص للمؤسسة ، وبالتالي سرعة الإنجاز وزيادة الإنتاج ، ولكن مع ذلك تحتاج إلى اتخاذ إجراءات صارمة حينما يسئ العاملون استعمال السلطة ، أو حينما لا يكترثون لسياسة المؤسسة ، ويعطلون العمل ، أو عندما تحدث حالة طوارئ يكون معها احتمال وجود خطر محدق بالمؤسسة .
اكتشف دوافع العاملين واعمل على تلبيتها لصالح العمل
عليك أخذ التوصيات التالية بنظر الاعتبار :
• راقب العاملين ، وحاول أن تجد ما يثير عندهم من رغبة أو امتعاض في العمل ، ووفر لهم الفرص والوسائل لإنجاز جيد طالما كانوا قادرين على ذلك .
• عيِّن مجموعات رئيسية من العاملين للاستشارة ، ولا تنس أن تأخذ باقتراحاتهم .
• حاول أن توحي للعاملين بأن كل واحد منهم فريد من نوعه ، وتحرَّى عن مهارات ومواهب كل منهم ، وستكتشف حتماً كفاءات نادرة .
• اعمل استبيانات عن وضع العمل ، ولا تهمل نتائجها إذ أنها ستفيد في تغيير الكثير من أوضاع العمل ، ومن ضمنها وضعك كمدير .
• حاول أن تجري مقابلات مع الذين يتركون العمل لتتعرف على الأسباب التي دعتهم لذلك .
• افترض أن التطور الذاتي للعاملين والإبداع في العمل مهم لك كمدير وكعاملين على حد سواء ، واطلب من العاملين أن يعطوك تصوراتهم عن الوضع المثالي للعمل ، وحاول أن تلبي حاجات العاملين عن طريق إسناد العمل الذي يفي بتلك الحاجات .
ما هي الحاجات التي يحتاجها العاملون ؟ وكيف تفي بها ؟
أ‌- حاجات فسيولوجية
1- ابتدع جواً مريحاً وسليماً للعاملين .
2- اصرف لهم رواتب تنافسية لتأمين مستوى معيشي جيد لهم ولعوائلهم .
3- وفِّر فرصاً للعاملين المحتاجين مالياً يكسبون فيها أجوراً أكثر مثل العمل الإضافي .
ب-حاجات السلامة
4- كن عادلاً مع الجميع .
5- حاول أن تحمي العاملين لديك عن طريق سن قوانين لسلامة الجميع .
6- اتخذ إجراءات صارمة ضد الجرائم والعنف .
7- أمِّن وصول المعلومات للعاملين بصورة منتظمة .
• ملاحظات عن الاستبيان
عندما تعمل استبياناً عن مشاكل العاملين تأكد من أنهم يشعرون :
1- بأن هدفك نبيل .
2- وأنك مهتم فعلاً بحل هذه المشاكل .
3- وأنك لن تستغل أراءهم للنيل منهم ، وتعتبرها شكوى غير مبررة ، وسيشعرون حينئذ أنك تهدف إلى إجراء تحسينات في العمل، وسيساعدونك على ذلك .
ج-الحاجات الاجتماعية
1- شجع العاملين على شكل مجموعات ، وبيِّن الأقسام المختلفة .
2- ابتدع علاقات اجتماعية بين العاملين .
3- بيِّن اهتمامك بالعاملين .
د- كيف تفي الحاجات الذاتية
1- استعمل التغذية الراجعة للإشادة بالعاملين على نحو منتظم .
2- أعط الفرص المشروعة للترقية حسب الكفاءة والمهارة .
3- أشرك العاملين في عملية التخطيط ، واطلب منهم المزيد من الأفكار .
4- استعمل كلمة ( جزاك الله خيراً ، أو أحسنت ، أو أشكرك )
د- حاجات تحقيق الذات
1- أعط الحرية للعاملين على أنها اكتساب للخبرة .
2- وفر الفرص لروح التحدي في العمل .
شجع النمو الوظيفي من خلال التدريب والتعليم .
______________________
الكتاب : فن تحفيز العاملين

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون