السبت، 16 يناير 2010

14 وسيلة تربوية للأباء المشغولين


في ظل الضغوط الحياتية التي لا تنتهي أبدًا يعجز الكثير من الآباء عن توفير الوقت الكافي للبقاء مع أبنائهم؛ وذلك رغم ما يدركه الكثير منهم من أهمية أن يكون هناك وقت مخصص لأبنائه؛ ليعايشهم فيه، ويتابعهم، ويغرس فيهم المفاهيم الصحيحة، والقيم النبيلة، والأخلاق الرفيعة...إلخ.


وفي السطور التالية نقترح بعض الأفكار التي نرجو أن تساعد الآباء لتخطي هذه العقبة...



14 وسيلة مقترحة للمربين المشغولين:

1) استغلال فترة الغداء، وتجميع الأسرة، بالحديث عن المواقف التي تواجه الأم والأب، وشرح طريقة تصرفهم تجاه كل موقف منها.

2) الاستفادة من المسافات الطويلة التي يقطعها أفراد الأسرة معًا في السيارة، بسماع قصة من الأب، أو عمل مسابقات أو الحديث في موضوعات متنوعة.

3) استغلال عطلة نهاية الأسبوع للخروج العائلي وللأحاديث العائلية.

4) السفر فرصة لبث القيم والحديث عن التقاليد والأخلاق الإسلامية الأصيلة.

5) الجد والجدة.. العمات أو الخالات.. وبالأخص غير المتزوجات (المتفرغات) من الممكن الاستعانة بهم للمشاركة في العملية التربوية.

6) عندما يكون الآباء قدوةً لأبنائهم يختصر ذلك الوقت التربوي الكبير الذي يقضيه الآباء الآخرون في زرع القيم.

7) تعويد الأبناء على القراءة يُسهِّل وصول المعاني التربوية إلى الأبناء.

8) الأُنس بقراءة القرآن، عندما يكون خُلُقًا متأصِّلاً في الأبناء، بجعل القرآن النبع الأساسي لاستقاء الأخلاق.

9) إعطاء هدية لصاحب المواقف الأخلاقية العالية، ومكافأته أمام الآخرين يدعو إلى تأصيل هذه الأخلاق وتحويلها إلى سبب راقٍ للتنافس بين الأبناء.

10) قصص قبل النوم: سبب أيضًا لغرس القيم والأخلاق، وإشاعة جو الحنان والحب أيضًا في الأسرة؛ بسبب هذا الاحتضان بين الآباء وأبنائهم أثناء سرد القصة.

11) تخصيص مكان من المنزل لعمل مكتبة تضم العديد من الكتب والمراجع.

12) تشجيع كل ابن على اقتناء مجموعة من الكتب وتكوين مكتبة خاصة به.

13) شراء أشرطة الكمبيوتر التي تزرع القيم، وتعوِّد الأبناء على استخدامها.

14) ترديد الأناشيد والأشعار التي تحث على العمل ومجاهدة النفس والصبر.. وغيرها من المعاني الراقية.

-------

* نقلاً عن مجلة (ولدي) بتصرف


د. محمد بديع عبد المجيد سامي المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين


د. محمد بديع عبد المجيد سامي المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين و هو المرشد العام الثامن فى تاريخ الجماعة خلفا لمحمد مهدى عاكف المرشد العام السابق لجماعة الاخوان المسلمين فى سابقة هى الاولى على مر تاريخ الجماعة فى مصر باختيار مرشد عام للجماعة بالانتخاب فى ظل وجود مرشد عام على قيد الحياة و ليصبح محمد مهدى عاكف صاحب لقب اول مرشد عام سابق للجماعة , اما عن سيرتة الذاتية فهو واحد من أعظم مائة عالم عربي وفقاً للموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الإستعلامات المصرية 1999م ، و مؤسس المعهد البيطري العالي بالجمهورية العربية اليمنية ، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر منذ عام 1993م ولد في 7 أغسطس 1943 في المحلة الكبرى في مصر


العمل

• العمل الحالي: أستاذ متفرغ بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف.

• العمل النقابي:

o أمين عام النقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين،

o أمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة.

أسرته

• زوج السيدة سمية الشناوي كريمة الضابط طيار محمد علي الشناوي من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين.

• أبناؤه .."عمَّار" (مهندس كمبيوتر)، "بلال" (طبيب أشعة)، "ضحى" (طالبة صيدلة)، والأحفاد رؤى وحبيب وإياد.

الشهادات

• بكالوريوس طب بيطري القاهرة سنة 1965م.

• معيد بكلية طب بيطري أسيوط 1965م.

• ماجستير طب بيطري ومدرس مساعد 1977م من جامعة الزقازيق.

• دكتوراه طب بيطري ومدرس سنة 1979م من جامعة الزقازيق.

• أستاذ مساعد طب بيطري 1983م جامعة الزقازيق.

• أستاذ طب بيطري 1987 جامعة القاهرة فرع بني سويف.

• رئيس قسم الباثولوجيا بكلية طب بيطري بني سويف سنة 1990 لدورتين.

• وكيل كلية الطب البيطري بني سويف لشئون الدراسات العليا والبحوث سنة 1993م لدورة واحدة.

القضايا

1. القضية العسكرية الأولى: سنة 1965م مع الأستاذ سيد قطب والإخوان، وحُكم عليه بخمسة عشر عامًا، قَضى منها 9 سنوات، وخرج في 4/4/1974م، وعاد لعمله بجامعة أسيوط، ثم نُقل إلى جامعة الزقازيق، وسافر بعدها لليمن حيث أسس هناك معهدها البيطري ، هعاد بعدها إلى جامعة بني سويف.

2. القضية الثانية: السجن لمدة 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام 1998م؛ حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة ببني سويف بعد اعتقال الحاج حسن جودة.

3. القضية الثالثة: قضية النقابيين سنة 1999م؛ حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، قضى منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة وخرج بأول حكم بثلاثة أرباع المدة سنة 2003م.

مهام أخرى

• رئيس مجلس إدارة جمعية الباثولوجيا والباثولوجيا الإكلينيكية لكليات الطب البيطري على مستوى الجمهورية.

• رئيس هيئة مجلة البحوث الطبية البيطرية لكلية طب بيطري بني سويف لمدة 9 سنوات.

• رئيس مجلس إدارة مركز خدمة البيئة بكلية طب بيطري بني سويف.

• القيام بإنشاء المعهد البيطري العالي بالجمهورية العربية اليمنية صنعاء لمدة أربع سنوات خلال الإعارة من 1982- 1986، وإنشاء المزرعة الداجنة والحيوانية الخاصة به، وكذلك ترجمة المناهج الدراسية للغة العربية، وإنشاء متحف علمي وأقسام علمية بالمعهد البيطري.

• وتم إدراج اسم الدكتور محمد بديع ضمن أعظم مائة عالم عربي في الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها هيئة الإستعلامات المصرية 1999م.




الجمعة، 15 يناير 2010

إلى الطلبة والطالبات




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين صلي الله عليه وسلم تسليماً كثيراً ... وبعد؛

أنتم صناع النهضة والتميز

لقد كتب الله ألا تنتصر الدعوات، ولا تنتشر الأفكار، إلا على سواعد الشباب، وتشهد بذلك سيرة النبي صلي الله عليه وسلم، يخبرنا ابْنُ عَبَّاسٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يَوْمَ بَدْرٍ: (مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا وَأَتَى مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَلَهُ كَذَا وَكَذَا)، فَتَسَارَعَ إِلَيْهِ الشُّبَّانُ، وَثَبَتَ الشُّيُوخُ عِنْدَ الرَّايَاتِ .. (رواه النسائي )، فالشباب اليوم : هم أمل أمتنا، وهم الروح التي تحييها، وهم السواعد التي تبنيها.

والطلاب خاصة هم صنّاع التفوق والتميز، وأدوات التغيير المنشود، وأسباب النهضة المأمولة، ولذلك جعل الله قلوب الشباب وعاءً للعلم، وجعل العلم مستقراً في قلوب الشباب، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "ما آتى الله عز وجل عبدًا علمًا إلا شابًّا، والخيرُ كلُّه في الشباب" ثم تلا قوله عز وجل: (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء: 60)، وقوله تعالى: (وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) (مريم: 12).

فالأمة في حاجة إلى كل نجاح دراسي على أيديكم، وإلى كل رحلة علم من إبداعكم، وإلى كل تميز وتفوق في اجتهادكم، ومن أجدر منكم يا طلاب، وفيكم الطاقة المقرونة بنور العلم، لتغيير مستقبل أوطاننا، وتوجيه العالم نحو طريق الحق والعدل والمساواة، (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) (الكهف من الآية 13).

أوجب واجبات الطلاب

وقد طرحتُ عليكم من قبل عدة أسئلة، واليوم أطرحها ثانية، طالباً من كل شاب وفتاة، أن يرسم بإجاباته صورة واقعية لواجباته، ليبدأ بعد الوقوف عليها في التحول إلى النهوض واسترداد الحقوق:

أين شباب العالم الإسلامي اليوم على خارطة التأثير في العالم؟

كيف يرى شباب العالم الإسلامي مكانته على خارطة وطنه؟

هل ثقافة شباب العالم الإسلامي اليوم ينبوعها هويته الإسلامية أم أنها صادرة عن معين آخر؟

ما حجم أمل شباب عالمنا الإسلامي في غده؟

أليس بإجاباتكم يا طلاب: قد أدركتم بُعد واقعنا اليوم، عما نأمل أن تكون عليه أمتنا الساعية للتحرر من قيود الاحتلال والاستبداد والفساد والتبعية، وقد نبه الإمام الشهيد البنا كل شاب إلى ذلك، فقال: "وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشاب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه"، وهذا ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم، من بطولات الشباب حوله، فقال: (بُعثت فخذلني الشيوخ، ونصرني الشباب).

واليوم قد حان وقت النصرة لدينكم، دون خوف أو تردد، فاستمسكوا بحقوقكم، مهما كان الترهيب عنيفاً، واصدعوا بالحق رغم هذه الأساليب القمعية، وتقدموا بأفكاركم غير وجلين من هذه الأنظمة الديكتاتورية، فإنها إلى زوال، ولن يدوم إلا الحق.

نحو خطواتنا العملية

ومن أوجب واجبات الطلاب في الانصراف إلى الأمة، هذه الخطوات العملية، التي قدمها ويقدمها الإخوان المسلمون، فكرة وعملاً وتحقيقاً، فهيا من الآن، من أجل أن يتحقق حلم الإمام البنا وهو يخاطب الطلاب في مؤتمرهم قائلاً: "ندع ميدان الكلام إلى ميدان العمل، وميدان وضع الخطط والمناهج إلى ميدان التنفيذ والتحقيق، فالشرق يطالبنا في إلحاح، بالأعمال الجدية المنتجة، والدنيا كلها تأخذ بأسباب القوة والاستعداد": (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (الصف 2-3).

هيا إلى فهم الإسلام الذي هو رسالة إنقاذ للأرض وأهلها، والذي يحمل في طياته السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والقانون، فإن كان غير ذلك فما هو إذن؟ وقد أجاب الإمام البنا أمام الطلاب قائلاً: "أهو هذه الركعات الخالية من القلب الحاضر، أم هذه الألفاظ، ألهذا نزل القرآن، نظاماً كاملاً محكماً مفصلاً: (تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (النحل: 89).

هيا إلى الإصلاح والتمسك به مهما كانت العقبات فهو حكم الله: (ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) (المائدة: 50)، وقد أرشدنا إلى ذلك قدوتنا صلى الله عليه وسلم، حينما قال: (الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم)، وبذلك فمحال أن نسير لغاية، غير غاية الإسلام، أو نعمل لفكرة، غير قكرة الإسلام الحنيف: (صبغة الله، ومن أحسن من الله صبغة، ونحن له عابدون) (البقرة: 138).

هيا إلى الجهر بدعوة الإسلام، لتكون هي الصوت العالي، فهذه هي طبيعتها التي بعث الله بها نبيه صلي الله عليه وسلم، فهل نحيد عنها؟ أم لابد أن تمتزج بأعصابنا ودمائنا وأرواحنا وعقولنا، فنكون كالجيل الأول الذي حمل هذه الأمانة وصدع بها: "رهبان بالليل وفرسان بالنهار"، أخلاء المسجد، وأنضاء العبادة، وحفظة الكتاب الكريم، وأبناء العلم، وجنود الدعوة، وصناع الحضارة التي ساحت في آفاق الأرض، تحرر الشعوب، وتعلم الناس، وتغرس الفضائل، فكونوا رسل سلام في مدارسكم وجامعاتكم حتي تكون هذه المعاني حية في نفوس زملائكم وأساتذتكم وأهليكم.

فأنتم يا شباب من يحافظ على استقلال الأمة وحريتها، ويعيد مجدها وكرامتها، ويسترد عزتها وسؤددها، لتحتل مكانتها السامية بين الأمم، ومنزلتها الرفيعة بين شعوب الأرض، ولتخليصها من الاحتلال البغيض في فلسطين، الذي ينتهك مقدسات الأمة، ويسعي اليوم لتهويد القدس وهدم مسجدنا الأقصى، أو الاحتلال المهين في العراق وأفغانستان، أو القهر المشين في كشمير وتركستان، أو الضعف العام في سائر بلدان الأمة، والممثل اليوم في اقتتال المسلمين بعضهم بعضاً، واعتقال الأحرار والشرفاء، وتقييد الحريات، وتزوير الانتخابات، والاستئثار بالحكم بلا عقل وبلا ضمير.

وليس الطريق إلى تحقيق ذلك إلا باستعداد العدة، واستكمال الإعداد: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) (الأنفال: 60)، وبذلك تستفتحون عهداً جديداً نحو بناء أمتنا، وهذا يستلزم تعاون الجهود، وتوافر القوى، والانتفاع بكل المواهب، والعمل الجاد في كل النواحي، فلا تصرفوا جهداً إلا لتحقيق هدفكم، لإنقاذ شعوبنا اليوم، وقد باتت تمتلك الحيوية، وأصبحت على استعداد لتقديم ما تملك من نشاط، ولكنها في حاجة إلى من يوجهها.

وبذلك تمهدون السبيل للانتقال من الضعف والفقر والجهل والرذيلة، التي يكرسها الذين لا يريدون صلاحاً أو إصلاحاً، ويفسدون في الأرض، فلا تعيروهم اهتماماً فأنتم تصنعون النهضة، وواجهوهم بالحكمة، والحكمة تقتضي عدم التوقف أو التقهقر أو الارتداد، فإن منعوكم من التعبير عن رأيكم بالمظاهرات فعبروا عنها في الفضائيات أو عن طريق الإنترنت، أو الرسائل بأنواعها المختلفة، أو الصدع بها في أقاربنا وأصدقائنا ومراكزالمجتمع ونواديه، أومخاطبة أهل العقل والفكر والثقافة، فدعوتنا لا تعرف هدماً أو تخريباً أو تزويراً أو تكسيراً، بل سلماً وأماناً وبناءً وإصلاحاً.

وكونوا جبهة طلابية واحدة، فهي الكفيلة باستعادة الحقوق، واحذروا من التفرق والتشرذم، فالعدو المتربص بكم ينتظر تمزيق الجهود وتشتت الأعمال واختلاف الآراء وتصارع الشؤون وتقطيع الصلات وتنابز الوجهات، فالمستقبل يلح عليكم إلحاحاً، صارخاً فيكم بالعمل والسير بأسرع ما يمكن من خطوات وعرض دعوة الإسلام، في إيمان عميق وبرهان وثيق واعتقاد جازم وليكن شعاركم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال: 24).

وأخيراً:

اعلموا أن الله معكم، ما دمتم قد علمتم واجباتكم، وأدركتم جلال دعوتكم، وأخلصتم دينكم لله تعالى، فأنتم قوة الأمة، وطاقتها الدافعة، وتقدمها العلمي، وعلامة وحدتها، وصلابة وطنيتها، وأمل مستقبلها، وأمان حاضرها.

فانتظروا ساعة الفوز، وترقبوا وقت الانتصار: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (الروم: 4-5).

رسالة لفضيلة المرشد العام الأستاذ محمد مهدى عاكف إلى الطلاب

البردويل: "حماس" جاهزة للتوقيع على الورقة المصرية وفق ضمانات تحافظ على الثوابت


قال الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والنائب في "المجلس التشريعي الفلسطيني"؛ إن حركته تؤمن بالمصالحة على قاعدة الثوابت الوطنية لا الهشة التي تحقق مصالح الغرب والاحتلال، مؤكدًا أن "حماس" جاهزة للتوقيع على الورقة المصرية وفق ضمانات تحافظ على الثوابت الوطنية.

وأوضح البردويل، خلال ندوةٍ عقدتها الخدمات الطبية في "مستشفى الكرامة" مساء اليوم الخميس (14-1)؛ أن المنطقة تشهد تغيرات سياسية مهمة تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، مستدركًا أن "الولايات المتحدة وأوروبا ترى في "حماس" خطرًا؛ ليس لأنها حزب سياسيٌّ معارضٌ، ولكن لكونها حركة إسلامية تبنت خيار "الإسلام هو الحل" طريقًا في التعامل مع الغرب".

وأضاف أن "لأمريكا و"الاتحاد الأوروبي" أهدافًا إستراتيجيةً في بقاء الاحتلال قويًّا في المنطقة؛ لأنه يمثل مستعمرة متقدمة لهما فيها، ومنطلقًا لتنفيذ الكثير من السياسات التي تهدف إلى تهويد الوطن العربي".

وتابع النائب في "التشريعي": "(حماس) تعرَّضت لحرب تشهير كبيرة قادتها أكثر من جهة، ولكن أكثرها إيلامًا ما فعلته سلطة رام الله؛ حيث تحوَّلت السفارات الفلسطينية في الخارج إلى منابر للتحريض ضد "حماس" وحكومتها".

وقال البردويل: "إبان حكومة الوحدة وأثناء جولة أبو مازن لجلبِ اعترافٍ لها، سأل وزير الخارجية زياد أبو عمرو منسق الشؤون الخارجية في "الاتحاد الأوروبي" خافيير سولانا: \لماذا لا يُرفع الحصار عن الحكومة، فرد عليه: كيف نرفعه وعباس هو من يطالبنا بالتروي؛ لأن "حماس" أوشكت على السقوط؟!".

وبخصوص المدة الدستورية لـ"المجلس التشريعي"، أكد الدكتور صلاح البردويل أن مدة "التشريعي" تنتهي عندما يؤدي مجلس تشريعي جديد اليمين الدستورية، "وهذا لن يحدث إلا بالمصالحة التي نسعى إلى تحقيقها بوساطة الجانب المصري".

وتعليقًا على مواقف تركيا الأخير، أوضح البردويل أن هناك تحولاً عالميًّا تجاه القضية الفلسطينية؛ "لأن الوجه الحقيقي للاحتلال فُضح، وهو قتل الأطفال والنساء والمدنيين، والموقف التركي موقف شجاع يعبِّر عن أصالة الحكومة والشعب التركي".

مشعل: غزة المقبرة الحقيقية للكيان الصهيوني وأطالب قادة العرب الاقتداء بالنموذج التركي



أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال يساوي حقها الفطري في الحياة والوجود، وأوضح أنه من المؤلم حقًّا أن تكون المقاومة موضع تساؤل وشك لدى البعض.

وأوضح مشعل، في كلمته التي ألقاها في "الملتقى العربي الدولي لدعم المقاومة" الذي افتتح فعالياته اليوم الجمعة (15-1) في العاصمة اللبنانية بيروت، أن المقاومة الفلسطينية ليست ردَّ فعلٍ على اعتداءات الاحتلال بل هي مبدأ وانتصار لكل فلسطينيٍّ ووقوف في وجه الاحتلال حتى دخره.

وأشار مشعل إلى أن الشعب الفلسطيني حين التف حول المقاومة قدمت غزة أنموذجًا في الدفاع عن الأرض والوطن، في إشارة منه إلى الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة نهاية عام 2008م.

وقال: "نحن لم نختر الحرب، لكنها فًرضت علينا، ولو أعدتم الكرَّة فستكون غزة المقبرة الحقيقية لـ"إسرائيل".. لن تُهزم غزة، لن يهزمها شيء لا حصار ولا جدار".

ولفت مشعل إلى أن انعقاد مؤتمر المقاومة في لبنان جاء بقرار منها وليس بإملاء من أحد، كما ناشد أحرار العالم "أن يقفوا مع غزة وفلسطين ولبنان وأي بلد يتعرض لاعتداء "إسرائيلي".

ثم تطرق للجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة قائلاً: "نربأ بمصر والعرب في المشاركة في التضييق على غزة"، مشددًا على أن غزة لن تكون يومًا تهديدًا لمصر، وأن التجييش يجب أن يكون ضد الاحتلال الصهيوني وليس ضد الأشقاء العرب.

وحول الأحداث المؤسفة التي وقعت في رفح إبان وصول قافلة "شريان الحياة 3" أكد مشعل أن "الدم المصري غالٍ علينا، ونأسف لسقوط أية ضحية لأمتنا أيًّا كان المسبِّب لذلك، كما نأسف لضحايا أهلنا من جراء الحصار وغلق المعابر".

ولفت إلى أن الشعب المصري سيظل الشعب الأصيل المتفاعل مع قضايا الأمة، وأن فلسطين كانت دومًا طوق أمن الدول العربية.

ثم خاطب القادة العرب قائلاً: "يا قادة مصر، ويا قادة العرب، لو لم تكن في فلسطين مقاومة -وهذا لن يكون- فعليكم أن توجدوا مقاومة لأنها سبيل أمنكم أولاً""، مطالبًا الدول العربية استثمار وجود المقاومة و"حماس" في الضغط على الاحتلال لا التضييق عليها.

وأوضح مشعل أن "إقامة الجدار الفولاذي في هذا الوقت يثير الريبة والالتباس، وعلى مصر أن تزبله لإزالة هذا الالتباس".

ثم وجه نداءً إلى الحكومة المصرية "باسم شعوب الأمة العربية والإسلامبة التي تحمل لمصر حبًّا عظيمًا، وترغب أن يكون لمصر دورها الريادي والقيادي في الأمة العربية، وباسم المصريين الطيبين الذين كلما التقيتهم عبروا لي عن حبهم وحزنهم على الجدار، وباسم الحاضرين، نطالب االحكومة المصرية وقف بناء هذا الجدار".

وأضاف: "أُذكِّر المسؤولين والقادة في مصر وفي الأمة، وأُذكِّر العلماء في مصر وفي الأمة، بقول الله تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، وبالحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من امرء بخذل امرءًا مسلمًا في موطن بُنتقص فيه من عرضه أو من حرمته إلا خذله الله في موقف بٌنتقص فيه من عرضه أو من حرمته، وما من امرء ينصر امرءًا مسلمًا في موطن بُنتقص فيه من عرضه أو من حرمته إلا نصره الله في موقف بٌنتقص فيه من عرضه أو من حرمته".

وحول المصالحة الفلسطينية قال مشعل: "ما الذنب الذي ارتكبته "حماس" في طلبنا مسودة الورقة التي اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية؟ نريد التدقيق في الورقة المصرية مع المسودات التي اتفقنا عليها"، مؤكدًا على أنه "لم يبق أمام المصالحة إلا خطوة"، ومرحبًا بأي دورٍ عربيٍّ مع مصر وليس بديلاً عن مصر.

ثم دعا مشعل "الأخ أبو مازن إلى لقاء نهائيٍّ بحضور الفصائل الفلسطينية"، مؤكدًا أنه "حين نلتقي سنتفق على هذه الأمور البسيطة وسيبارك العرب اتفاقنا".

ثم خاطب مشعل الحكام العرب بقوله: "إذا لم يعجبكم النموذج الإيراني في وقوفه ضد القوى الكبرى، والنموذج السوري الذي لم يخضع للضغوط، فاتخذوا من النموذج التركي مثلاً، والذي أجبر "إسرائيل" على الاعتذار، ولم يكتفِ بذلك بل أعلن أنه لن يغير سياساته"، مؤكدًا على ضرورة وقف المفاوضات العبثية مع الاحتلال.

وختم مشعل كلمته قائلاً: "بإذن الله سينتصر شعبنا، وتنتصر أمتنا، وينتصر أحرار العالم".

الخميس، 14 يناير 2010

الإسلام المفرغ.. مشروع القرن الجديد



Image
خلاصة المواجهة الغربية مع الحضارة الإسلامية، تتبلور في مشهد رمزي، لكنه بالغ الدلالة، مشهد يعبر عن كل مكونات المشروع الغربي، بل وكل تياراته، وإن كان تيارا واحدا هو الذي رسم المشهد الكاشف، وجعله في قلب الصورة؛ إنه مشهد المسجد بلا مئذنة. تلك هي الغاية النهائية للمشروع الغربي تجاه العالم الإسلامي والأمة الإسلامية. مسجد بلا مئذنة، ومسلمون بلا إسلاميين، ودول عربية بلا عروبة وبلا إسلامية، ودول مسلمة بلا إسلامية. نموذج في التصنيع الحضاري، تحت لافتات عدة، تبدأ بهيمنة الرجل الأبيض، ولا تنتهي عند العولمة، فهي مرحلة جديدة من مسيرة قديمة لا تنتهي، وكأنها ملمح من ملامح قوانين التاريخ. تلك هي المسألة إذن، مسجد بلا مئذنة.
الفكرة إذن ترتبط بعدم قدرة الغرب على التعايش مع نمط حضاري مستقل ومميز بالكامل عن المنظومة الحضارية الغربية. فمختلف التوجهات الغربية ترى أهمية سيادة نمط عالمي حاكم، وهو بالطبع النمط الغربي المتقدم، على أساس أن سيادة نمط الحضارة المنتصرة، جزء من حقها التاريخي، حسب الرؤية الغربية.
وكل المشاريع الغربية، بدءا من مشروع العولمة، إلى مشروع اليمين القومي المتطرف، ترى أهمية سيادة النمط الغربي داخل الدول الغربية، بصورة تمنع وجود تنوع داخلي يهدد سيادة النمط الحضاري الغربي في البلاد الغربية. أما على مستوى العالم، فتميل معظم الاتجاهات الغربية لتحكيم القيم الغربية الأساسية على النظام العالمي وعلى نظام الدول الداخلي، بحيث يسود نموذج حضاري واحد، بوصفه النموذج الحاكم أو القائد. وتختلف وسائل نشر هذا النموذج الحاكم ما بين الأساليب التي تعتمد على القوة الناعمة، وتلك التي تعتمد على القوة الخشنة.
ومركز الاهتمام الغربي بالعالم يتركز أولا في المنطقة العربية والإسلامية، وكان هذا هو الموقف الغربي التاريخي عبر كل العصور. حيث تركز السياسة الغربية على إخضاع المنطقة العربية والإسلامية للنموذج السياسي الغربي، كخطوة مركزية لتأكيد السيادة الحضارية الغربية على العالم. ولهذا يختلف مدى الشروط الغربية التي توضع على العالم الإسلامي عن غيره من الحضارات، حيث تعمل القوى الغربية على فرض درجة أعلى من الهيمنة على المنطقة العربية والإسلامية، مقارنة بدول العالم الأخرى.
الدولة القومية القطرية

 طالع أيضا:

إمبراطورية العولمة والاستراتيجية الناعمة (1-3).

الغرب والإسلام والاختراق المضاد.
قام الغرب بتفكيك الدولة العثمانية، وزرع الدولة القومية القطرية مكانها. وتلك كانت الخطوة الأساسية الأولى، والتي لا يمكن أن يتنازل عنها الغرب. فالدولة القومية القطرية تمثل الركيزة الأساسية لنشر القيم الغربية المركزية، وتحقيق العولمة أو السيادة الغربية الحضارية. حيث أن الدولة القومية القطرية هي المستودع الرئيس للفكرة الغربية، وبدون وجودها لا يمكن زرع القيم السياسية الغربية في المنطقة. لذا يقف الغرب أمام أي محاولة لاستعادة الدولة الحضارية الإسلامية العابرة للقوميات. فالنموذج الحضاري الإسلامي للدولة، والذي يؤسس لوحدة الأمة الإسلامية، يمثل خطوة كافية لخروج المنطقة من هيمنة القيم السياسية الغربية، وبالتالي الخروج من الهيمنة الغربية.
لهذا تمثل الحركة الإسلامية مشكلة مركزية للدول الغربية، حيث أنها تعمل على تحقيق الوحدة السياسية للأمة. وغالب الحركات الإسلامية يتجه نحو الخروج من النموذج القومي القطري، ليحل محله النموذج العابر للقوميات، والمستند على وحدة الحضارة الإسلامية ووحدة الأمة الإسلامية. لذا يشجع الغرب أي توجهات إسلامية تميل للأخذ بفكرة الدولة القومية القطرية، والتي تسمى أحيانا بالدولة الحديثة أو الدولة المدنية الحديثة. فكلما عملت الحركة الإسلامية داخل حدود فكرة الدولة القومية القطرية، كلما أصبحت أقرب لتبني القيم السياسية الغربية المركزية. فالنموذج القومي المستند على العرق، أي على أساس بيولوجي مادي، يمهد لقبول الأفكار السياسية الغربية المركزية، والتي استندت أساسا على الأساس المادي التي تقوم عليه الحضارة الغربية.
الحركة الإسلامية القومية
المتابع للرؤى الغربية حول الحركات الإسلامية، يجد أن الغرب يحاول أحيانا التفرقة بين المعتدل والمتطرف، وهذا هو الاتجاه السائد لدى التيارات الغربية المعتدلة. ولكن التيارات اليمينية المتطرفة، لا تحاول التفرقة بين الحركات الإسلامية، وتأخذ موقفا رافضا لكل الحركات الإسلامية، وهي لا ترفض دور هذه الحركات في الغرب فقط، بل تعمل على منع دورها في البلاد العربية والإسلامية، لأنها تراها خطرا على هيمنة الحضارة الغربية.
ولكن التيار المعتدل في الغرب، وهو تيار العولمة، أي تيار عولمة القيم الليبرالية الغربية على النظام العالمي وعلى نظام الدول الداخلي، فإنه يفرق بين التيارات الإسلامية المختلفة. وهو يرى ضمنا، أن بعض فصائل التيار الإسلامي المعتدل يمكن أن يتم التعامل معها، دون أن تصبح تهديدا للعولمة، وسيادة الليبرالية الغربية كنموذج يوحد الأنظمة السياسية حول العالم.
والمدقق في المواقف الغربية من الحركة الإسلامية المعتدلة والسلمية، يجد أن الغرب يبحث عن حركة إسلامية قومية، أي حركة تقوم على الانتماء القومي القطري، وتضع الهوية الإسلامية داخل الإطار القومي القطري، بحيث تصبح الهوية الإسلامية جزءا من هوية القومية التي تعبر عنها تلك الحركة، مثلها في ذلك مثل التيارات الغربية المسيحية، والتي تعلي من شأن الهوية المسيحية كمكون مركزي للهوية القطرية.
وتحاول الدول الغربية دفع البديل الإسلامي القومي، حتى يكون بديلا عن الحركات الإسلامية الحضارية العابرة للقومية. حيث ترى الرؤى الغربية، أن دمج الحركة الإسلامية في الحياة السياسية في الدول العربية والإسلامية، يستلزم التزام تلك الحركات بالنموذج القومي القطري، بحيث تصبح جزءا من الدولة القومية القطرية، والتي أقامها الاستعمار بعد تفكيك الدولة الإسلامية. فإذا أصبحت حركة ما جزءا من الدولة القومية القطرية، وتعمل داخل إطار المصالح القطرية فقط، دون أن تعمل من أجل توحيد الأمة الإسلامية سياسيا، عندئذ تصبح تلك الحركة أقرب إلى تقبل التقاليد السياسية الليبرالية الغربية، مادامت قبلت التقاليد الغربية بقبولها نموذج الدولة القومية القطرية. فهذا النموذج يمثل جوهر المشروع الغربي السياسي المعاصر.
الخطاب الإسلامي الليبرالي
تكرر الحديث عن تجديد الخطاب الديني، وتكررت أيضا دورات الحوار الديني والحضاري والثقافي، وكلها تدور حول البحث عن خطاب إسلامي جديد. ولا يقصد الغرب من ذلك البحث عن خطاب التجديد الحضاري الإسلامي بالطبع، لأن خطاب التجديد الحضاري الإسلامي، هو خطاب توحيد الأمة واستعادة نهضتها، وهو أمر لا يعمل الغرب على تحقيقه بالطبع، بل يعمل على عرقلته.
فلدى الغرب قناعة بأن النهضة الإسلامية سوف تكون على حساب مركزه العالمي، وقدرته على قيادة العالم، وهذا أمر صحيح. لذا يبحث الغرب عن إمكانية بناء خطاب إسلامي جديد، يتقبل القيم الليبرالية المركزية، ولا يشترط أن يتقبل المنظومة الليبرالية بالكامل، حيث يرى تيار العولمة الغربي أهمية وجود قدر من الخصوصية. ولكن تيار العولمة الغربي، يرى أيضا أن القيم الليبرالية المركزية أصبحت تمثل القيم القائدة للعالم، وأنها أفضل نموذج معاصر، لذا يحاول الغرب البحث عن خطاب إسلامي ليبرالي، يتقبل القيم الغربية الليبرالية، خاصة حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق الأقليات والديمقراطية والرأسمالية، بالطبع بالإضافة لنموذج الدولة القومية القطرية.
والأمر لا يتعلق بالمعنى اللفظي لتلك الكلمات، فكل حضارة لها نموذج خاص بها يتعلق بحقوق الإنسان، وما يتكلم عنه الغرب، هو المفهوم الغربي لحقوق الإنسان وغيرها من القيم المركزية.
ويتضح من الرؤية الغربية، أن قيام خطاب إسلامي ليبرالي، يؤدي إلى ترويج القيم الغربية المركزية، في بيئة لها انتماء ديني قوي، مما يعضد فكرة الارتكاز على قيم عالمية يلتزم بها الجميع، وهي بالطبع قيم غربية. وبهذا يتم التوصل لخطاب إسلامي مساند لهيمنة القيم الغربية المركزية، ومساند لقيادة الغرب للعالم.
ويتم ذلك تحت لافتة وجود حضارة إنسانية عامة، حيث يسوق الغرب فكرة أن كل الحضارات تمثل تكوينات فرعية من حضارة إنسانية عامة، وتلك الحضارة هي التي يعرفها بالقيم الإنسانية، أي المشترك الحضاري الإنساني العام. ولكن أي مدقق في تلك القيم الإنسانية، سيجد أنها القيم الليبرالية الغربية. والمقصود من تلك الفكرة، أن يعيد العالم بناء حضاراته المختلفة، داخل النموذج المعاصر السائد، حتى يصبح عصريا.
فالمشكلة ليست في وجود خطاب إسلامي له تميزه، ولكن القضية تكمن في مدى التزام هذا الخطاب بالقيم الأساسية الليبرالية. فالدول الغربية ترى أن سيادة تلك القيم، هي التي تحمي مصالحها.
المسلم في الغرب
يمثل التواجد الإسلامي في الغرب نقطة مهمة في مشروع العولمة. فكلما كان المسلم الغربي ممثلا لنموذج إسلامي غربي، أي إسلامي ليبرالي، كلما أمكن تحقيق النموذج الإسلامي الغربي على أرض الواقع، ثم إعادة تصديره للعالم العربي والإسلامي. لذا يعد دمج المسلمين في المجتمعات الغربية من أهم التحديات التي تواجه الدول الغربية، فإذا فشل الغرب في تحقيق نموذج الإسلامي الليبرالي في الغرب، فإنه لن ينجح في زرع هذا النموذج في العالم العربي والإسلامي.
لذا يرى تيار العولمة خطرا شديدا يتهدد مشروعه بسبب التيار اليميني القومي المتطرف في الغرب، حيث أن هذا التيار يحاول منع اندماج المسلم في المجتمع الغربي، ويحاول حرمان المسلم من أي شيء يميزه، ووضعه تحت التنميط الحاد، حتى تختفي أي ملامح إسلامية. وبهذا يفشل التيار اليميني القومي، كل محاولات التوصل لنموذج المسلم المتغرب، أو المسلم الليبرالي. فالتيار القومي يريد طرد الأجانب، خاصة المسلمين، ويريد فرض الهيمنة الغربية على العالم العربي والإسلامي بالقوة العسكرية المباشرة. ولكن تيار العولمة يريد نشر نموذج إسلامي غربي، أو إسلامي ليبرالي، من خلال القوة الناعمة. لذا فإن كل ما يقوم به تيار يهدمه التيار الآخر، مما يجعل مشروع العولمة متعثر، بجانب تعثر مشروع الهيمنة العسكرية بسبب المقاومة، خاصة الإسلامية.
مسجد بلا مئذنة
يمكن أن يكون المسجد بلا مئذنة، ولكن الدلالة الرمزية لتلك المعركة تكشف الموقف الغربي في مجمله، بل وتكشف الموقف المشترك بين التيار اليميني القومي المتطرف، وتيار العولمة الليبرالي. فكل التيارات تعمل على تحفيز نموذج إسلامي جديد، لا يمثل مجمل المنظومة الإسلامية، بل جزءا منها، أي أن كل التيارات الغربية تبحث في النهاية عن الإسلامي الجزئي. فيصبح المسجد بلا مئذنة، والمسلمة بلا حجاب، أو بلا نقاب، والحركة الإسلامية بدون هدف توحيد الأمة، والمشروع الإسلامي بدون الدولة الحضارية العابرة للقوميات، والخطاب الإسلامي بدون تطبيق الشريعة الإسلامية. وهكذا يبحث الغرب عن إسلامي جديد، بالقوة الناعمة أحيانا، وبالقوة الخشنة أحيانا. ولكنه لن يتوقف عن المحاولة، حتى يحافظ على سيادته الكونية.

بقلم -د. رفيق حبيب /مفكر مصري

الأربعاء، 13 يناير 2010

حماس تُعدّ لإطلاق "جبهة الإنقاذ الوطني" بديلاً من منظمة التحرير



1.        
رام الله ـ أحمد رمضان: كشفت مصادر متعددة مقربة من حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى، لـ"المستقبل" ان الحركة انتهت من صياغة "استراتيجية" لبناء مرجعية سياسية جديدة، ستطلق عليها إسم "جبهة الإنقاذ الوطني" تكون بديلا من منظمة التحرير.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، دعا العام الماضي الى مثل هذه الجبهة. وتقول المصادر: "بيد ان سحب مشروع مشعل، كان تراجعاً تكتيكياً"، ومؤقتاً بانتظار لحظة وظروف اكثر ملائمة لاعادة طرحه من جديد وبهدوء ودون ضجيج اعلامي، وقد توفرت له عناصر النجاح على ما يظن صاحب المشروع وحركته.

وبحسب هذه المصادر، فإن حركة "حماس" عرضت على بعض الفصائل الفلسطينية وشخصيات مستقلة مقربة منها عناصر استرتيجيتها وآليات تحقيقها طلباً لموافقة هذه الجماعات على المشروع، ومشاركتها فيه عند اعلانه.

وقالت المصادر، "ان هذا المشروع ينهض على اقامة في المرحلة الاولى ما يسمى جبهة الانقاذ الوطني حتى لا تتكرر تجربة مشروع المرجعية سالف الذكر، على ان تتحول هذه الجبهة لاحقاً وبعد توفير شروط الدعم والتأييد لها واقامة البنية التحتية من مؤسسات ومصادر تمويل وغيرها الى مرجعية بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية".

واوضحت المصادر ذاتها، ان "حماس وضعت آلية لتحقيق استراتيجيتها تقوم على: تشكيل لجنة تحضيرية واسعة لعقد مؤتمر عام يلحظ اعتبارات الجغرافيا والدين والتوجهات السياسية لضمان مشاركة واسعة ومتنوعة لاطياف الشعب الفلسطيني، وتشكيل لجنة خبراء ومستشارين عرب ومسلمين ومتعاطفين اجانب لدعم اللجنة التحضيرية . واعتبار كل اصحاب الفكر والرأي الفلسطينيين المعروفين اعضاء في المؤتمر".

كما تدعو هذه الالية، كما تقول المصادر، "الى ترتيب اجتماعات واسعة في كل اماكن تواجد الشعب الفلسطيني لاختيار مندوبيهم للمؤتمر المزمع عقده في احدى العواصم العربية بعد فترة كافية لضمان حسن الاعداد وتوفير عوامل النجاح. كما ان اللجنة التحضيرية للمؤتمر ستقوم بإعداد الاستراتيجية (المعروضة في هذا التقرير) التي سيقرها المؤتمرالعام، وكذا اعداد نظام داخلي للقيادة البديلة ووضع آلية مناسبة لانتخابها. وسيتم اقرار هذا النظام في المؤتمر الذي سينهي اعماله بانتخاب قيادة الانشقاق".

وقد أشارت المصادر الى ان "حركة حماس بدأت بالفعل بالاتصال بشخصيات وتنظيمات فلسطينية سواء المقيمة في دمشق او في الشتات، وتطمح ان تستقطب موافقة نحو 500 شخصية لعقد مؤتمر للجبهة المذكورة معادل للمجلس الوطني الفلسطيني، والذي سيقوم بدوره بانتخاب هيئة قيادية ستكون بدورها معادلة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية".

واشارت الى ان "خالد مشعل اجرى خلال زياراته لبعض العواصم العربية التي تربطها بها علاقات وطيدة مشاورات معمقة حول الخطوة التي تعتزم حماس القيام بها، ولقي تشجيعاً منها وبخاصة من سوريا وقطر وليبيا والسودان والجزائر بالاضافة الى ايران".

المستقبل، 13/1/2010


من تراث الإمام البنا: "قواعد الإصلاح"


يجب أن يكون الهدف الذي يرمي إليه المصلحون في العالم الإسلامي الآن واضحًا محدودًا مرتكزًا على أصول وقواعد ذات خطوات ومراحل، وإن الأصول الأساسية في نجاح الغاية وإنتاج الإصلاح أن نرمي إلى:

"تجديد حياة الأمم الإسلامية، وتدعيم نهضتها الحديثة على أصول إسلامية خالصة، وإنقاذ العالم كله بإرشاده إلى تعاليم الإسلام".

(1) فأما تجديد حياة الأمم الإسلامية: فمن المعلوم أن هذه الأمم قد مرت عليها من الأحداث والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية وغيرها ما أفقدها حريتها ومجدها ومظاهر رقيها، وقضى على دولتها وسلطانها، وجعلها آخر الأمم في كل شيء، وتفصيل ذلك يطول، والداء مشترك والشعور متحد.

كل ذلك جرى على هذه الأمم وهي مهد الحضارة، وأمُّ المدنيات، ومنبع العلوم والمعارف، ومهبط النبوات والشرائع، على أنها مع شدة الضغط وقوة القهر لا تزداد على المحنة إلا صلابة، وكأنما تزيد الحوادث حيويتها الخالدة ظهورًا وقوة.

هذه الأمم المجيدة لا بد أن تعود إليها حريتها ولا بد أن يُبعث مجدها من جديد، وتتبوأ مركزها بين الأمم، ولا بد أن تساهم بنصيب في رقي الإنسانية حديثًا، كما وضعت لها أصول الرقي قديمًا، ولا بد أن يسعد العالم بروحانيتها من بعد، كما سعد بها من قبل ﴿وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُّتِمَّ نُورَهُ﴾ (التوبة: 32).

(2) وأما تدعيم النهضة على أصول إسلامية خالصة: فمن المعلوم كذلك أن الأمم الإسلامية بعد الحرب العالمية وقفت على مفترق طريقين: طريق المدنية الأوروبية بزخارفها ومظاهرها ومباهجها ومفاتنها ومتعها ونسائها وفضتها وذهبها، وطريق الحياة الروحية التي نبتت في الشرق، وأورقت في الشرق، وغذَّتها الفلسفات وباركتها النبوات، وكان ختام ذلك كله الإسلام الذى جعله الله رحمته الكبرى للعالمين. فأما بعض الأمم الإسلامية فقد خفي عليها جمال دينها، وأحاطت بها ظروف أبعدتها عن أصوله وفضائله، فتنكرت لعقائدها، ولبست أرواحًا غير أرواحها، واندفعت في تيار التقليد الأوروبي لا تلوي على شيء؛ حتى صارت شبه أوروبية في كل شيء، قوم تمَّ لهم ذلك، وقوم على إثرهم يسيرون، والموجة تطغى والسيل ينهمر.

ومن وراء هؤلاء أمم محيرة لا تدري في أي الطريقين تسير؟!

على أن الدعاية الأوروبية قد نجحت تمامًا في غزو الفكرة الإسلامية، وإحلال غيرها من الفكر المدنية محلها في مظاهر الحياة العامة، ولم تُبق بين المسلمين إلا قشورًا لا تنفع؛ ففي السياسة وفي القانون وفي الخلق وفي الاجتماع زاحمت الفكرة الإسلامية أفكارًا أخرى أضعفت قوتها، وأذهبت ريحها، وصرفت الأبصار عنها.

ومهمة الإخوان المسلمين أن يردوا الأمة إلى أصول الإسلام، وأن يحرروا العقول والأفكار من هذا التعبد المخجل للأفكار الأوروبية البحتة.

إن مدنية أوروبا ليست فيها من ناحية جمال إلا ناحيتها العلمية، وهذه لا يأباها الإسلام بل يحض عليها ويأمر بها، وما عدا ذلك فنحن في غنى عنه، وفي الإسلام خير منه لو كشف المسلمون عن أسراره وفهموه فهمًا صحيحًا، ذلك ما ننادي به و﴿للهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم: 4-5).

(3) وأما إنقاذ العالم بإرشاده إلى تعاليم الإسلام: فمن المعلوم كذلك أن الإسلام يوم كانت له الدولة، ويوم سعدت بقبوله الإنسانية، ويوم تولى أبناؤه الغُر الميامين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن تبعه بإحسان قيادة العالم باسمه وعلى حكمه ورسمه؛ استفاض في الناس الخير، وانتشر بينهم الإنصاف والعدل، وتحققت أحلام الفلاسفة، وتساوت طبقات الأمم أمام القانون العادل الرحيم، وتذوقت الدنيا طعم الفضيلة، عملية شائعة لا كلامية مسطورة في بطون الكتب، وكان استعمار الإسلام للدنيا أبرك استعمار عليها؛ حتى أشاد بذلك المنصفون من الأوروبيين أنفسهم.

كذلك كانت الدنيا يوم حكمها الإسلام في فترة من الدهر يريد الله أن تكون آيته في كونه وحجته على خلقه إلى يوم القيامة، فلما دالت تلك الدولة وأُلقيت إلى الغرب مقاليد القيادة فغمر الدنيا بماديته؛ تبدلت الحال غير الحال.

وها أنت ترى آثار هذه المدنية الميكانيكية المادية أتلفت على الناس أرواحهم، وأضوت أجسامهم، وأفسدت أخلاقهم، وأقضَّت مضاجعهم، وأسالت مدامعهم، وأبعدت الهوة بين نفوسهم ومنازلهم ودرجاتهم؛ فاستفاضت الأحقاد والأضغان، وكثرت المشاكل والإحن، واستعرت الخصومات والفتن، ولم يبق قلب واحد ينعم بالهدوء والسكينة في أمة من الأمم التي أُرسل عليها شواظ هذه المدنية الناري، بل اشتعلت هذه القلوب بنيران الشكوك والأوهام والمطامع والآلام، ولا يزال الناس يكرعون من هذه الكأس، ويتغنون بجمال هذه المدنية رغم انهيار أصولها وتهدم أسسها في أعز مواطنها، وهذه أصولها السياسية تنهار بالدكتاتوريات، وأصولها الاجتماعية بفشو الآراء والمذاهب المتطرفة، والاقتصادية بهذه الأزمات التي أخذت بالخناق، والفكرية بتسخير العقل البشري واستغلال نتائج العلم والعرفان- وهما أجمل ما في هذه المدنية- في القضاء على المستضعفين والعدوان على الآمنين، وما قيمة علم لا فضيلة معه.

والعلاج الوحيد لإنقاذ الإنسانية وحل مشاكلها "الإسلام" ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾(البقرة: 143).

------------

المصدر

سلسلة من تراث الإمام البنا، نقلاً عن جريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، العدد (47)، السنة الرابعة، 26 ذو الحجة 1355ﻫ/ 9 مارس 1937م.

الثلاثاء، 12 يناير 2010

تعلم قيادة السيارات







إن تعلم قيادة السيارات لا يكفى له أن تقرأ الكتب أو تستمع للأشرطة أو مشاهدة الأفلام المسجلة لهذا الغرض .. بل يجب عليك الذهاب إلى مدرسة تعليم قيادة السيارات لتتعلم على يد مدرب محترف كيف تنتقل من الادراك المعرفي المجرد إلى المهارة السلوكية .. عبر ساعات مخصصة للتدريب على القيادة عملياً ووسط البيئة التي ستقود فيها .. بين السيارات وفى الشارع ووسط الحافلات .. ويبقي السؤال: هل تعلمت القيادة .. أم أن هناك جزء لم يكتمل ؟.
إنك لن تصل إلى القيادة واحترافها إلا إذا قمت بالقيادة بمفردك دون أن يكون المدرب بجانبك فتخطئ وتصيب .. حتي تنتقل مهارات القيادة من المعرفة إلى السلوك .. لتصل إلى الاحتراف بعد أن اكتسبت المهارة.
لذا لابد أن تأخذ نفسك خطوة خطوة للوصول إلى أن تصبح عاداتك الإيجابية سلوك تلقائي ولكن يبقي أن تقود سيارتك بنفسك .. وفى طريقك لذلك استصحب من أصحابك من يأخذ بيدك فى تعاون على الخير للقيام ببعض الأعمال التي تقوم بها .. فيبقي دورك أنت فى استعادة فطرة ابن آدم الأولى ليتحرر بأخذ المبادرة والانتقال من الامتاع العقلي إلى الاستمتاع بالحياة.

د. خالد جمال



الاثنين، 11 يناير 2010

رسالة إلي السيد أحمد أبو الغيط

هؤلاء قتلهم الصهاينه فماذا فعلتم أيها الأشاوس مع إسرائيل
* فى صباح الخميس 18 سبتمبر 2004، أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة، أصابت منطقة تل السلطان برفح على الحدود المصرية وأعقبها، إطلاق نار عشوائى من الجنود الإسرائيليين تجاه مكان الانفجار الذى أحدثته القذيفة، فأصاب ثلاثة جنود مصريين، لقى اثنان منهم مصرعهما فى الحال، وتوفى الثالث متأثراً بجراحه بعد وصوله إلى مستشفى مبارك العسكرى بالعريش. وأوضحت التقارير الأمنية أن القتلى هم على صبحى النجار (21 سنة) ومحمد عبد الفتاح (22 سنة) وعامر أبو بكر عامر (22 سنة) من جنود الأمن المركزى، وأكدت المصادر أن الشهيد الأول قد أصيب بعدة طلقات نافذة فى الصدر والرقبة ووصلت جثته للمستشفى مشوهة تماماً، وأن الثانى قد أصيب بعدة طلقات نارية أسفل الصدر والبطن والظهر واليد اليسرى، فيما أصيب الثالث الذى لقى حتفه بعد نقله إلى المستشفى متأثراً بجراحه، بطلقات نارية فى الفخذ
* 12 نوفمبر2000، أصيب المواطن المصرى سليمان قمبيز وعمته بالرصاص الإسرائيلى، حيث كانا يجمعان محصول الزيتون بالقرب من شارع صلاح الدين.
* 15 أبريل 2001، أصيبت سيدة مصرية من قبيلة البراهمة بطلق نارى إسرائيلى أثناء وجودها بفناء منزلها القريب من الحدود مع غزة.
* 30 أبريل 2001، قتل شاب مصرى يدعى ميلاد محمد حميدة، عندما حاول الوصول إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين.
* 9 مايو 2001، أصيب المجند المصرى أحمد عيسى بطلق نارى أثناء وجوده بمنطقة خدمته على الحدود.
* 30 نهاية مايو 2001، أصيب المواطن المصرى زامل أحمد سليمان (28 عاماً) بطلق نارى فى ركبته أثناء جلوسه بمنزله فى حى الإمام على بمدينة رفح المصرية.
* 30 يونيه 2001 قتل المجند السيد الغريب محمد أحمد بعدة أعيرة نارية فى المنطقة الفاصلة بين مصر وإسرائيل.
* 26 سبتمبر 2001، أصيب الضابط المصرى برتبة نقيب عمر طه محمد (28 عاماً) بطلق نارى وعدة شظايا فى الفخذ الأيسر نتيجة تبادل النيران بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين قرب الحدود المصرية.
* 5 نوفمبر 2001، أصيب ضابط شرطة مصرى الرائد محمد أحمد سلامة أثناء دورية له فى منطقة الحدود.
* 23 ديسمبر 2001، أصيب الشاب المصرى محمد جمعة البراهمة (17 عاماً) فى كتفه بطلق نارى إسرائيلى.
* 28 فبراير 2002، أصيب الطفل فارس القمبيز (5 سنوات) بشظية فى فخذه أثناء لعبه وحده بفناء منزله.
* 7 نوفمبر 2004، سقط صاروخ إسرائيلى فى حديقة منزل فى رفح المصرية دون أن يحدث أية إصابات.
* 4 يناير 2006 قتل المهربون المجند عرفة إبراهيم السيد والسيد السعداوى وأصابوا 10 آخرين وتمكنوا من الهرب وإدخال الأفارقة لإسرائيل.
* 12 ديسمبر 2007 قتلوا أيضاً المجند محمد عبد المحسن الجنيدى وهربوا ولم تعثر أجهزة الأمن عليهم حتى الآن.
* 25 يناير 2008 أصيب مجند مصرى على الحدود برصاص مجهول.
* 27 يناير إسرائيل قتلت المواطن السيناوى المدنى حميدان سليمان سويلم (41 سنة) خلال ذهابه لعمله.
* 27 فبراير إسرائيل قتلت الطفلة سماح نايف سالم ابنة أخ القتيل السائق أمام منزلها على الحدود قرب معبر كرم سالم.
* 21 مايو 2008 إسرائيل قتلت المواطن سليمان عايد موسى (32 سنة) بحجة تسلله داخل أراضيها بالقرب من كرم سالم.
* 22 مايو قتل عايش سليمان موسى (32 عاماً) عند منفذ العوجة برصاص إسرائيلى ومثله 5 آخرون فى عام 2008 وتم تسليم جثامينهم لذويهم بسيناء.
* 9 يوليو 2008 مقتل محمد القرشى ضابط مصرى برصاص إسرائيلى خلال مطاردة لمهربين على الحدود قتلته إسرائيل بدم بارد وفتحت تحقيقا صوريا فى الحادث لم يسفر عن شىء، وادعت أن الشهيد دخل إلى الأراضى الإسرائيلية، وأطلق النار عليه بطريق الخطأ.24 سبتمبر 2008 أخطرت السلطات الإسرائيلية الجانب المصرى بأن أحد المهربين المصريين قد سبق وحاول التسلل لإسرائيل من الأراضى المصرية، وبعد أن اجتاز الأراضى الإسرائيلية أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص عليه وأردته قتيلا، والقتيل يدعى سليمان سويلم سليمان (26 سنة) من سكان منطقة القسيمة بوسط سيناء.
سيدي الوزير... السادة المسئولين ... هذا للعلم و اتخاذ اللازم.

رسالتي إلى جميع الأحباب



كتب الشيخ محمد علي الكيلاني أحد علماء الإسلام في الشام؛ وهو عالم من أصحاب المكانة والتقدير لعلمه وورعه، بعد أن زار مصر أيام الإمام البنا، وشاهد نشاط الإخوان وحركتهم المباركة وفكرهم المعتدل الشامل للإسلام، في مجلة (الوحدة الإسلامية)، يقول فيها: "خذوا القدوة الطيبة الصالحة من إخواننا في مصر"، وهو يعرض في مقاله لفهم الإخوان المسلمين وفي أسلوبهم في العمل، ومن واقع ما شاهده أثناء زيارته لمصر، ونادى أبناء الشام ليأخذوا القدوة الطيبة الصالحة من إخوان مصر، ويؤكد ضرورة الالتزام والفهم والسلوك.

ويوجه رسائله إلى شتى أنحاء العالم الإسلامي يدعوه إلى السير في هذا الطريق؛ فهو الحل الوحيد للإنقاذ، وإخراج الأمة من الظلمات إلى النور ومنع الفتن، وكشف الكارهين للإسلام والناقمين عليه اللذين ماتت ضمائرهم وعميت عيونهم عن الضوء وعن النور.

يقول رحمه الله في رسائله: أيها المسلمون.. طبقوا العلم على العمل، واستجيبوا لله ورسوله إذا دعاكم لما يحييكم، لقد قال الرجل في خطابه: لقد ألَّف الإمام المربي والقائد العظيم حسن البنا قلوبًا تنبض بهذا الحق، وتسعى لنصرته في الشدة قبل الرخاء، وفي العسر قبل اليسر، وفي الضيق قبل السعة؛ إن لسان حالهم يقول قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، إنهم فقراء لكنهم كرماء قليلو المال؛ لكنهم أسخياء، أقبل الناس عليهم وهتفوا لهم من أعماقهم؛ هؤلاء الرجال الذين ينقذون الأمة ويقودونها إلى بر السلامة.

يقول الرجل: لقد دبروا أمورهم بصورة لم يسبق إليها أحد، واهتدوا إلى الدواء النافع والعلاج الناجع، لقد استمدوا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجه وزاده؛ ليكون على بصيرة في الدعوة إلى الله وفقه ما ورد عن السلف الصالح من أعمال وفهم صحيح لكتاب الله وسنة رسوله، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ".

ولقد ركَّز رحمه الله ورضي عنه على سبعة مبادئ، جمعت خيري الدنيا والآخرة، فأوجب على كل من ينتمي إلى هذه الدعوة أن يتمسك بعقيدة الإسلام السامية السمحة، وأن يتعهد بالعمل بها ولها، تأكيدًا أن الأقوال إذا لم تقترن بالأفعال لا تجدي نفعًا، وأن هذا هو عمل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يتعهد أصحابه بالجمع بين العلم والعمل.

وها نحن نرى الكثير من العلماء والخطباء والدعاة في شتى أنحاء العالم العربي والإسلامي يلقون الخطب والمواعظ، ثم يكون التأثير وقتيًّا في نفوس السامعين؛ لكن حين يخرج أكثرهم من المحاضرات أو المساجد تذوب هذه الأشياء.

لكن الطريق العملي المبارك الذي سلكه الإمام البنا ومن على دربه من العلماء والدعاة؛ استطاعوا أن يوثقوا علاقة المسلم بإسلامه وبدينه وبدعوته، فسارت الدعوة هي كل همهم وكل حياتهم، يعيشون لها وبها ومن أجلها.

لقد نجحت دعوة الإخوان المسلمين في وصل الحاضر بالماضي، وفهم الواقع على حقيقته واحترام جميع الهيئات والأشخاص والدعوات إلى اليوم، وأصبحت تتحمل في سبيل هذه الدعوة وفي سبيل العمل لها الكثير منا، ولا تفضلاً على أحد﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (الحجرات: من الآية 17).

أيها الإخوان.. هذه رسالة من الماضي المجيد، علَّقت عليها تعليقات خفيفة لعالم صادق من علماء الإسلام رأى الحق؛ فاعترف به وانطلق يبشر به مناديًا المسلمين في كل مكان أن يعودوا إلى الله.

والإخوان المسلمون مضى عليهم وعلى جهادهم أكثر من 80 سنةً، كلها صفة بيضاء نقية خالصة، وكلها حرص على هداية الجميع، وكلها تقدير للعاملين للإسلام أينما كانوا وحيثما حلوا.

وهذه باقة أخرى من الورد، مقتطفات من شعر الشيخ القرضاوي- حفظه الله- مضى عليها أكثر من 50 سنةً، يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فيقول ذاكرًا بعض جوانب العظمة في هذه الدعوة:
يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة    باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفينة فما ضلوا وما وقفوا   وكيف لا وقد اختاروك ربانا
دستورهم لا فرنسا قننته ولا   روما ولكن اختاروه قرآنا
دفعوا ضريبته للدين من دمهم   والناس تزعم نصر الدين مجانا
دفعوا ضريبته صبرًا على محن    صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
الله أكبر ما زالت هتافهم    لا يسقطون ولا يحيون إنسانا

أيها الأحباب.. هذه باقات من الورود والرياحين أهديها إليكم بمناسبة قرب انتهاء ولاية الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام الحالي، أسأل اللهَ أن يجزيه عما قدَّم لدعوته ولإخوانه، وأن يجعل هذا في ميزانه يوم القيامة، وخالص دعواتي للمرشد الجديد حفظه الله (لم أعرف اسمه إلى الآن) أن يوفقه الله لما يحب ربنا ويرضى.. وأن يسير على نهج من سبقوه من أئمتنا الأعلام ومرشدينا الكرام.

هذا، وإن قلبي وإحساسي يقولان إن المرشد الجديد سيكون خيرًا كثيرًا لهذه الدعوة، ونعم الخلف لنعم السلف؛ فإن دعوتنا هي دعوة الله وهو الذي يختار لها، والله عز وجل لا يختار لدعوته إلا الصابرين الصادقين الذي قال فيهم: ﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ (آل عمران: 17) كما أهنئكم أيها الإخوان على أن الله عز وجل اختاركم لدعوته واصطفاكم لرسالته، فهذا شرف ووسام لا يحصل عليه إلا من طابت سريرته، وصفت نفسه، وسار على هذا الدرب، ورضي الله عن جميع الذين قادوا هذه الدعوة، وتحملوا في سبيل الله البأساء والضراء و﴿الذين قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)﴾ (آل عمران)... والسلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته.
-----------

فهمي هويدي: حققوا قبل أن تصدّقوا





تجاهل وسائل الإعلام المصرية معلومات مثيرة خرجت من غزة خلال اليومين الماضيين، تتعلق بملابسات قتل مجند حرس الحدود المصري أحمد شعبان، أثناء الاشتباك والتراشق الذي حدث عند معبر رفح يوم الأربعاء 6-1، قبل دخول قافلة «شريان الحياة» إلى القطاع،


تقول تلك المعلومات إن تحقيقات وزارة الداخلية في غزة خلصت إلى أن قتل الجندي تم برصاص مصري، نتيجة خطأ في التصويب ارتكبه جندي آخر في حرس الحدود كان مرابطا في أحد الأبراج.
استندت معلومات جهة التحقيق إلى مجموعة من المعلومات والشهادات التي ستعلن في مؤتمر صحافي خلال 24 ساعة، أفادت بما يلي:

ــ أن المتظاهرين على الجانب الفلسطيني لم يثبت أن أحدا منهم حمل سلاحا، ولكنهم كانوا قد تجمعوا عند بوابة صلاح الدين في مهرجان خطابي صبيحة يوم الأربعاء. وفي الدقائق العشر الأخيرة منه اندفعت مجموعة من الفتية تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة نحو السور الفاصل وراحوا يرشقون الجنود المصريين بالحجارة.

ــ في الوقت ذاته تسلق صبي عمره 14 سنة السور واستطاع الوصول إلى أعلى برج الحراسة، وقام بتعليق علم حماس عليه.

ــ حين لمحه أحد الجنود المصريين المرابطين في برج آخر فإنه أطلق نحوه عدة رصاصات، فقفز على الأرض وفر هاربا، في حين أن اثنتين منها أصابت الجندي أحمد شعبان الذي خر صريعا.

ــ في الوقت ذاته كان الفتية الفلسطينيون يرشقون الجنود المصريين، الذين ردوا عليهم بإطلاق الرصاص، الأمر الذي أدى إلى إصابة عشرة منهم، اثنان إصابتهما خطرة هما
 جمال السميري «16 سنة» الذي أصيب بالشلل الرباعي لأن رصاصة اخترقت صدره واستقرت في عموده الفقري،
 وعبدالله عيسى «11 سنة» الذي أصيب في رأسه
والاثنان يرقدان في العناية المركزة بمستشفى خان يونس.
أما الباقون فقد كانت إصاباتهم أخف، لم تتجاوز الأيدي والأكتاف والأقدام.

ــ استند التحقيق الذي أجري حول الحادث إلى تقرير لوكيل وزارة الصحة المساعد في مستشفى شمال العريش (طبيب مصري) الذي قرر أن إصابة الجندي المصري أحمد شعبان كانت في الظهر وليس الصدر، بمعنى أنها جاءت من خلفهوليس من المتظاهرين الذين كان يتابعهم من البرج.

هذه المعلومات إذا صحت فإنها تقلب تماما الصورة التي سارع الإعلام المصري إلى نقلها، واستندت إليها التصريحات الرسمية التي تناثرت في اتجاهات عدة، ودعت إلى تسليم «القناص» الفلسطيني لمحاكمته في مصر، وأنذرت وتوعدت بالرد،
حتى أكدت أنه لن يكون هناك كلام أو سلام مع حماس إلا إذا استجابت للطلبات المصرية.

لست أدعو إلى التسليم بهذه المعلومات لكني أدعو إلى التحقيق فيها، ليس بالضرورة لإدانة هذا الطرف أو ذاك، ولكن للتصرف في أي اتجاه استنادا إلى الحقائق وليس إلى الشائعات والانطباعات المتعجلة،

 أدري أن هناك أطرافا عدة، لها مصلحة في تبني الرواية التي عممها الإعلام المصري، وبنى عليها استنتاجات وصلت إلى حد التصريح بإمكانية إعلان الحرب على غزة، إلا أنني أزعم أن التصرف المسؤول من جانب الدولة المصرية يقتضي بناء المواقف على أساس من المعلومات الموثقة التي تطمئن إلى صحتها،
 ليس فقط لأن ذلك هو الوضع الطبيعي الذي لا يحتاج إلى تزكية، ولكن أيضا لأنه لا مصلحة لمصر في أن تبني علاقاتها مع قطاع غزة على أساس الأكاذيب والشائعات، خصوصا أن كسب غزة بحماس أو بغيرها يظل جزءا من مقتضيات حماية الأمن القومي المصري، الذي ينال منه إن يشيع العداوات والمرارات مع الجيران.

أدري أن تغيير رواية قتل الجندي يمكن أن يقلب سيناريوهات كثيرة، ويحبط أطرافا عدة،
لكني أزعم أن ثمة مصالح عليا تتجاوز كل تلك الحسابات، تقتضي تحري الأمر بمنتهى الشفافية والنزاهة،
وذلك لن يتأتى إلا إذا عمدت مصر إلى التحقيق فيما جرى، ليكون لكل حادث حديث.


صحيفة الرؤية الكويتيه الاثنين 25 المحرم 1431 – 11 يناير 2010

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون