السبت، 23 يناير 2010

تضامنا مع الشيخ المجاهد رائد صلاح


أصدرت المحاكم الصهيونية الإسرائيلية مؤخرا حكما بالحبس لمدة ستة اشهر على الشيخ المجاهد شيخ المسجد الأقصى والمدافع عن مدينة القدس الشريف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في أراضى الثمانية والأربعين وأعقب ذلك انطلاق حملة للتضامن مع الشيخ البطل ، ورغم اننى لم اشرف بلقاء الرجل ولو مرة واحدة ولكن يصدق فيه قول القائل:
(فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل)
فالرجل كله رمز للحركة والعمل والجهاد والتضحية والربانية فتحس حين تراه يتحدث في التلفاز حاملا قضية بيت المقدس والمسجد الأقصى ، وتحس فيه بالربانية بكل ما تحمله كلمة ربانية من معاني جميله سامية ولا تشتاق إليها فحسب بل تعرف طريق الوصول إليها .
، تشعر حين تسمعه مدافعا عن المسجد الأقصى المبارك منذرا ومحذرا لما يقوم به الصهاينة من حفريات تحت جدرانه تهدد كيان المسجد أن الرجل يدافع عن حياته التي ارتبطت بجدران الحرم القدسي الشريف أو انه يدافع عن احد أولاده ، وعلى الرغم من بساطة ملبسه - والتي تنبئك عن زهد الرجل – إلا انك لا تملك حين تراه إلا أن يمتلئ قلبك بحبه ومهابته وتشعر انك أمام احد اكبر العباد والزهاد في التاريخ الاسلامى وتشعر بقيمة الرجل الذي يئست منه الصهيونية الإسرائيلية فحكمت علية مؤخرا بالحبس لمدة ستة اشهر جراء وقوفه ودفاعه عن المسجد الأقصى وحين يسأل الرجل عن الحكم الذي صدر في حقه فيستعلى عليه قائلا (......انه حكم تافه جدا وانه لا يلقى له بالا وان قرار الحركة استئناف هذا الحكم ليس للتخفيف منه ولكن التصدي للمؤامرة التي حاكتها المخابرات الإسرائيلية ضده كرمزيه للقدس) ، وحين سئل الرجل عن المناقشات التي تجرى في الكنيست الاسرائيلى حول إلزام كل من يعيشون في أراضى 48 بالقسم على يهودية الدولة فرد الشيخ في ثقة متناهية ( اقسم بالله العظيم ، اقسم بالله العظيم ، اقسم بالله العظيم أننا لن نعترف أبدا بما يحاول الصهاينه ان يمرروه من القسم بيهودية الدولة ) .
، إن الرجل يستحق منا أكثر من مجرد التضامن معه عبر الحملة التي انطلقت عبر الانترنت – وان كان يستحقها – فهو لا يأبه بالحبس أو السجن ، إن لسان حال الرجل يريد منا أن نتفاعل مع القضية التي وهب حياته من اجلها ( قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك) أكثر من تفاعلنا مع قضيته هو منكرا ذاته أمام قضيته الأساسية ويمكننا أن نتفاعل مع قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك في شخص هذا الشيخ الجليل الذي حظي بنصيب وافر من صفات اسمه فهو بالفعل ( رائد) وهو بالفعل (صلاح ) والذي ربط نفسه بالقدس حتى انحنى احسب انه لا يمكن التأريخ لمدينة القدس دون أن يذكر الشيخ رائد صلاح والذي يذكرنا بحديث الرسول صلى الله علية وسلم عن أقوام لا يضرهم من خذلهم وحين سئل عن مكانها أجاب ( ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) صدق رسول الله صلى الله علية وسلم بقى أن اسأل نفسي وأسألك هل أنا ممن خذلوا بيت المقدس أم ممن نصروها وناصروها ؟

الخميس، 21 يناير 2010

فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين في برنامج "لقاء اليوم"


تستضيف قناة "الجزيرة" الفضائية اليوم الجمعة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين في برنامج "لقاء اليوم"، والذي يتم إذاعته في الساعة الرابعة والربع عصرًا بتوقيت القاهرة، الخامسة والربع بتوقيت مكة المكرمة.

الأستاذ حمدى والحاج حسن يتحدثا عن الدكتور بديع


إكمال المسيرة


يثني الشيخ حمدي إبراهيم أحد قيادات الإخوان المسلمين على فضيلة المرشد العام، واصفًا إياه بأنه إنسان فاضل؛ على مدار 12 شهرًا عايشه فيها أثناء محنة 1965م؛ حيث لم يختلف عليه اثنان ممن عاشروه.


ويطالب الشيخ حمدي القيادة الجديدة بأن تكمل مسيرة، وركب الإخوان التي بدأت منذ عام 1928م دون تبديل أو تغيير، قائلاً للإخوان "اثبتوا.. اثبتوا على مبادئكم حتى يعينكم الله ويسدد خطاكم".

اختيار موفق


يؤكد الحاج حسن عبد العظيم أحد الرعيل الأول أن اختيار الدكتور بديع مرشدًا للجماعة اختيار موفق يصب في الصالح العام للجماعة، وأن الانتخابات بهذا الشكل أفرزت العديد من الإيجابيات التي تتمتع بها الجماعة، وتدل على صحتها وملائمتها لكل العصور.


ويؤكد: "الإخوان ليسوا أصحاب مناصب؛ لأن المناصب عندهم تكليف وليس تشريفًا؛ لذا ندعو لفضيلة المرشد بالثبات والإعانة وسداد الرأي والتوفيق".

الحاج حسن عبد العظيم واحد ممن عايشوا فضيلة المرشد العام شهورًا طويلةً بالسجن الحربي، عاشا معًا معاناةً واحدةً وشاهدا وقائع ظلم، يقول: "على الرغم من صعوبة أيام المعتقل وشدتها؛ حيث كان ممنوعًا التحدث والكلام مع بعضنا البعض، كان د. بديع يبث روح القوة والثبات فيما بيننا، وكان قائمًا بالليل، داعيًا بالنهار؛ بالفعل كان رجلاً روحانيًّا؛ وكانت حينما تشدد الأزمة والضيق، كان يذكِّرنا بالصبر والثبات".

وعن مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في ظل قيادة جديدة للدكتور بديع، أعرب عن تفاؤله بعهد جديد للجماعة تشهد فيه صحوة جديدة وعملاً وجهدًا دءوبًا من أجل الإسلام والمسلمين.






فقه الدعوة عند العلامة "أبو الحسن الندوي" بقلم: الدكتور يوسف القرضاوى

أولاً: مواهب وأدوات الداعية كما ظهرت عند الشيخ الندوي


والحق أن الشيخ - رحمه الله - قد آتاه الله من المواهب والقدرات، ومنحه من المؤهلات والأدوات ما يمكنه من احتلال هذه المكانة الرفيعة في عالم الدعوة والدعاة.

العقل والحكمة:

فقد آتاه الله: العقل والحكمة "وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا"[البقرة:269]، والحكمة أولى وسائل الداعية إلى الله تعالى، كما قال -عز وجل- "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" [النحل125].

ولهذا نجده يقول الكلمة الملائمة في موضعها الملائم، وفي زمانها الملائم، يشتد حيث تلزم الشدة، حتى يكون كالسيل المتدفق، ويلين حيث ينبغي اللين، حتى يكون كالماء المغدق، وهذا ما عرف به منذ شبابه الباكر إلى اليوم.

الثقافة الواسعة:

وآتاه الله: الثقافة التي هي زاد الداعية الضروري في إبلاغ رسالته، وسلاحه الأساسي في مواجهة خصومه، وقد تزوَّد الشيخ بأنواع الثقافة الستة التي ذكرتها في كتابي "ثقافة الداعية" وهي: الثقافة الدينية، واللغوية، والتاريخية، والإنسانية، والعلمية، والواقعية، بل إن له قدمًا راسخة وتبريزًا واضحًا في بعض هذه الثقافات، مثل الثقافة التاريخية، كما برز ذلك في أول كتاب دخل به ميدان التصنيف، وهو الكتاب الذي كان رسوله الأول إلى العالم العربي قبل أن يزوره ويتعرف عليه، وهو كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟" الذي نفع الله به الكثيرين من الكبار والصغار، ولم يكد يوجد داعية إلا واستفاد منه.

وكما تجلَّى ذلك في كتابه الرائع التالي: "رجال الفكر والدعوة في الإسلام" في جزئه الأول، ثم ما ألحق به من أجزاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وعن الإمام السرهندي: والإمام الدهلوي، ثم عن أمير المؤمنين علي (المرتضى) -رضي الله عنه-.

وقد ساعده على ذلك: تكوينه العلمي المتين، الذي جمع بين القديم والحديث، ومعرفته باللغة الإنجليزية إلى جوار العربية والأوردية والهندية والفارسية، ونشأته في بيئة علمية أصيلة، خاصة وعامة، فوالده العلامة عبد الحي الحسني صاحب موسوعة "نزهة الخواطر" في تراجم رجال الهند وعلمائها، ووالدته التي كانت من النساء الفضليات المتميزات فكانت تحفظ القرآن، وتنشئ الشعر، وتكتب وتؤلف، ولها بعض المؤلفات، ومجموع شعري. كما نشأ في رحاب "ندوة العلماء" ودار علومها، التي كانت جسرًا بين التراث الغابر، والواقع الحاضر، والتي أخذت من القديم أنفعه، ومن الجديد أصلحه، ووفقت بين العقل والنقل، وبين الدين والدنيا، وبين العلم والإيمان، وبين الثبات والتطور، وبين الأصالة والمعاصرة.

الملكة الأدبية:

وآتاه الله: البيان الناصع والأدب الرفيع، كما يشهد بذلك كل من قرأ كتبه ورسائله، وكان له ذوق وحس أدبي، فقد نشأ وتربي في حجر لغة العرب وأدبها منذ نعومه أظفاره، وألهم الله شقيقه الأكبر أن يوجهه هذه الوجهة في وقت لم يكن يعني أحد بهذا الأمر، لحكمة يعلمها الله تعالى، ليكون همزة وصل بين القارة الهندية وأمة العرب، ليخاطبهم بلسانهم، فيفصح كما يفصحون، ويبدع كما يبدعون، بل قد يفوق بعض العرب الناشئين في قلب بلاد العرب.

ولقد قرأنا الرسائل الأولى للشيخ الندوي التي اصطحبها معه حينما زارنا في القاهرة سنة 1951م، ومنها: من العالم إلى جزيرة العرب، ومن جزيرة العرب إلى العالم.. معقل الإنسانية دعوتان متنافستان.. بين الصورة والحقيقة.. بين الهداية والجباية.. وغيرها، فوجدنا فيها نفحات أدبية جديدة في شذاها وفحواها، حتى علّق الشيخ الغزالي -رحمه الله- على تلك الرسالة بقوله: هذا الدين لا يخدمه إلا نفس شاعرة! فقد كانت هذه الرسائل نثرًا فيه روح الشعر، وعبق الشعر. وقرأنا بعدها مقالة: اسمعي يا مصر.. ثم اسمعي يا سورية. اسمعي يا زهرة الصحراء.. اسمعي يا إيران.. وكلها قطرات من الأدب المُصفى.

وقرأنا ما كتبه في مجلة "المسلمون" الشهرية المصرية، التي كان يصدرها الداعية المعروف الدكتور سعيد رمضان: ما كتبه من قصص رائع ومشوق عن حركة الدعوة والجهاد، التي قام بها البطل المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد، وما كتبه من مقالات ضمنها كتابة الفريد "الطريق إلى المدينة" الذي قدمه أديب العربية الأستاذ علي الطنطاوي -رحمه الله-، وقال في مقدمته: يا أخي الأستاذ أبا الحسن! لقد كدت أفقد ثقتي بالأدب، حين لم أعد أجد عند الأدباء هذه النغمة العلوية، التي غنى بها الشعراء، من لدن الشريف الرضي إلى البرعي، فلما قرأت كتابك وجدتها، في نثر هو الشعر، إلا أنه بغير نظام. أ. هـ.

ولا غرو أن رأيناه يحفظ الكثير والكثير من شعر إقبال، وقد ترجم روائع منه إلى العربية، وصاغه نثرًا هو أقرب إلى الشعر من بعض من ترجموا قصائد لإقبال شعرًا.

القلب الحي:

وآتاه الله: القلب الحي، والعاطفة الجياشة بالحب لله العظيم، ولرسوله الكريم، ولدينه القويم، فهو يحمل بين جنبيه نبعًا لا يغيض، وشعلة لا تخبو، وجمرة لا تتحول إلى رماد.

ولا بد للداعية إلى الله أن يحمل مثل هذا القلب الحي، ومثل هذه العاطفة الدافقة بالحب والحنان والدفء والحرارة، يفيض منها على من حوله، فيحركهم من سكون، ويوقظهم من سبات، ويحييهم من موات.

وكلام أصحاب القلوب الحية له تأثير عظيم في سامعيه وقارئيه، فإن الكلام إذا خرج من القلب دخل إلى القلب، وإذا خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان، ولهذا كان تأثير الحسن البصري في كل من يشهد درسه وحلقته، على خلاف حلقات الآخرين، ولهذا قيل: ليست النائحة كالثكلى!

هذا القلب الحي، يعيش مع الله في حب وشوق، راجيًا خائفًا، راغبًا راهبًا، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، كما يعيش في هموم الأمة على اتساعها، ويحيا في آلامها وآمالها، لا يشغله هم عن هم، ولا بلد عن آخر، ولا فئة من المسلمين عن الفئات الأخرى.

وهذه العاطفة هي التي جعلته يتغنى كثيرًا بشعر إقبال، ويحس كأنه شعره هو، كأنه منشئه وليس راويه، وكذلك شعر جلال الدين الرومي، وخصوصا شعر الحب الإلهي، كما جعلته يولي عناية خاصة لأصحاب القلوب الحية، مثل: الحسن البصري والغزالي والجيلاني وابن تيمية والسرهندي وغيرهم.

الخلق الكريم:

وآتاه الله: الخلق الكريم والسلوك القويم، وقد قال بعض السلف: التصوف هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف! وعلق على ذلك الإمام ابن القيم في "مدارجه" فقال: بل الدين كله هو الخلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في الدين.
ولا غرو أن أثنى الله على رسوله بقوله: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"[القلم:4]، وأن أعلن الرسول الكريم عن غاية رسالته، فقال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

ومن عاشر الشيخ -ولو قليلاً- لمس فيه هذا الخلق الرضي، ووجده مثالاً مجسدًا لما يدعو إليه، فسلوكه مرآة لدعوته، وهو رجل باطنه كظاهره، وسريرته كعلانيته، نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكيه على الله -عز وجل-.

ومن هذه الأخلاق الندوية: الرقة، والسماحة والسخاء والشجاعة، والرفق، والحلم، والصبر، والاعتدال، والتواضع، والزهد، والجد، والصدق مع الله ومع الناس، والإخلاص، والبعد عن الغرور والعجب، والأمل والثقة والتوكل واليقين والخشية والمراقبة، وغيرها من الفضائل والأخلاق الربانية والإنسانية.

وهذا من بركات النشأة الصالحة في بيئة صالحة في أسرة هاشمية حسنية، (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ).

فما أجدره بقول الشاعر:

من الرجال المصابيح الذين هم**كأنهم من نجوم حية صنعوا

أخلاقهم نورهم، من أي ناحية**أقبلت تنظر في أخلاقهم سطعوا

إن الداعية الحق هو الذي يؤثِّر بحاله أكثر ممّا يؤثر بمقاله، فلسان الحال أبلغ، وتأثيره أصدق وأقوى، وقد قيل: حال رجل في ألف رجل أبلغ من مقال ألف رجل في رجل! وآفة كثير من الدعاة: أن أفعالهم تكذب أقوالهم، وأن سيرتهم تناقض دعوتهم، وأن سلوكهم في وادٍ، ورسالتهم في وادٍ آخر. وأن كثيرًا منهم ينطبق عليه قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ [الصف: 2،3].

العقيدة السليمة:

وآتاه الله قبل ذلك كله: العقيدة السلمية: عقيدة أهل السنة والجماعة، سليمة من الشركيات والقبوريات والأباطيل، التي انتشرت في الهند، وكان لها سوق نافقة، وجماعات مروجة تغدو بها وتروح، تأثروا بالهندوس ومعتقداتهم وأباطيلهم، كما هو الحال عند جماعة "البريليوين" الذين انتسبوا إلى التصوف اسمًا ورسمًا، والتصوف الحق براء منهم، وقد حفلت عقائدهم بالخرافات، وعباداتهم بالمبتدعات، وأفكارهم بالترهات، وأخلاقهم بالسلبيات.

ولكن الشيخ تربى على عقائد مدرسة "ديوبند" التي قام عليها منذ نشأتها علماء ربانيون، طاردوا الشرك بالتوحيد، والأباطيل بالحقائق، والبدع بالسنن، والسلبيات بالإيجابيات. وأكدت ذلك مدرسة الندوة - ندوة العلماء - وأضافت إليها روحًا جديدة، وسلفية حية حقيقية، لا سلفية شكلية جدلية، كالتي نراها عند بعض من ينسبون إلى السلف، ويكادون يحصرون السلفية في اللحية الطويلة، والثوب القصير، وشن الحرب على تأويل نصوص الصفات.

إن العقيدة السلفية عند الشيخ هي: توحيد خالص لله تعالى لا يشوبه شرك، ويقين عميق بالآخرة لا يعتريه شك، وإيمان جازم بالنبوة لا يداخله تردد ولا وهم، وثقة مطلقة القرآن والسنة، مصدرين للعقائد والشرائع والأخلاق والسلوك .


الثلاثاء، 19 يناير 2010

رسالتي إلى جميع الأحباب (2)







الشيخ محمد عبد الله الخطيب
بقلم الشيخ: محمد عبد الله الخطيب

دروس من أخلاق النبوة
أيها الأحباب.. هذا مكانكم وهذه منزلتكم السامية العظيمة نوضحها لكم بهذا المقال، فاحرصوا على قراءتها بل ومدارستها بل والتأمل فيها ومحاولة الاقتداء برسولكم- صلى الله عليه وسلم- الذي تذكرونه صباح مساء، وتصلون وتسلمون عليه في كل صلاة، فهو صلى الله عليه وسلم قريب منكم، فأنتم ترونه وتنظرون إليه من خلال المعايشة.. وقولكم دائمًا: الرسول زعيمنا يتطلب منكم خطوة، بل خطوات إلى أقواله وأفعاله وحياته كلها، فهو صلى الله عليه وسلم القيادة التي تهوي إليها الأفئدة وتميل إليها القلوب، فما أحوجنا إلى الاقتداء به ومعايشته أناء الليل وأطراف النهار، معايشة مَن يريد أن يحيا أكرم حياة وأصدق حياة.

يقول أحد التابعين لأحد الصحابة: "يا عم.. هل أدركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه؟ قال: نعم يا ابن أخي. قال التابعي: فكيف كان حالكم معه؟ ورد الصحابي: والله يا ابن أخي كنا نجهد في اللحاق به، وكان من أكثرنا تحملاً، خاصةً في أوقات الشدائد والكروب.. فكنا نتقي به العدو. قال التابعي: والله يا عم لو أدركنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصاحبناه لحملناه على رءوسنا، ولما تركناه يمشي.. اعترافًا بفضله علينا وعلى البشرية كلها.

وكان سلفنا الصالح إذا سمع متحدثًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتبه وأصغى وتعلق بالمتحدث؛ لأنه سيسمع أصدق قول وأشرف قول عرفته البشرية، فكونوا كهؤلاء المؤمنين، واغتنموا الدواء، وطبقوا ما فيه سعادتكم وفلاحكم في الدنيا والآخرة.

أخي الحبيب.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في سمو الخلق، وكرم الطباع، وسماحة النفس، وكان حسبُ أعدى أعدائه وخصومه أن يجلسوا معه لحظات من الزمن؛ حتى يأسر قلوبهم بأخلاقه وسجاياه، ولقد سُئلت عائشة- رضي الله عنها- عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقالت: "كان خلقه القرآن"؛ أيْ كان الصورةَ العملية لتعاليم القرآن ومثله السامية، إنَّ سمو النفس من سمو هذه الرسالة، وإنَّ عظمة هذه النفس من عظمة هذه الرسالة.

يقول صاحب الظلال رحمه الله: "والناظر في هذه الرسالة كالناظر في سيرة رسولها صلى الله عليه وسلم يجد العنصر الأخلاقي بارزًا أصيلاً تقوم عليه أصولها التشريعية وأصولها التهذيبية على السواء، الدعوة الكبرى في هذه العقيدة إلى الطهارة، والنظافة، والأمانة، والصدق، والعدل، والرحمة، والبر، وحفظ العهد، ومطابقة القول للفعل، ومطابقتها معًا للنية والضمير، والنهي عن الجور والظلم، والخداع والغش، وأكل أموال الناس بالباطل، والاعتداء على الأعراض والحرمات، وإشاعة الفاحشة بأي صورةٍ من الصور، والتشريعات في هذه العقيدة لحماية هذه الأسس، وصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور والسلوك وفي أعماق الضمير، وفي واقع المجتمع، وفي العلاقات الفردية والجماعية والدولية على السواء".

أيها الأحباب.. يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)﴾ (فصلت).

هذه الآيات تُصور لنا لونًا من التأديب الإلهي؛ فإن معالجة المشاكل والأزمات والخصومات بالطرق الودية الحسنة تؤثر بلا شك في الخضوع تأثيرًا بالغًا، ونحن- الإخوان المسلمين- أحقُّ الناس قاطبةً بهذه الأخلاق، فلا يؤثر علينا غيرها، ولا يروى عنا سواها؛ حتى تكون ملازمةً لنا في جميع الأحوال، ولكن المشكلة هنا في القدرة على ضبط النفس والصبر وكظم الغيظ والارتقاء فوق شهوات الانتفاع.

وصفات المؤمنين الثابتة في القرآن الذين أُعدت لهم جنات عرضها السماوات والأرض هي هذه.

قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)﴾ (آل عمران)  فمن يقول وينادي: إن القرآن الكريم دستورنا، فهذا هو دستوركم فالتزموا به، وقفوا عند حدوده لا تتعدوها مهما كانت الظروف، ومهما وضح أمامكم كيد الآخرين، وهذا هو إمامكم العظيم الشهيد حسن البنا رحمه الله يقول بأعلى صوته: "إني لو أعلم أن لي دعوة مستجابة عند الله لدعوتها لفاروق، فإن بصلاحه سيصلح خلق كثير"؛ ولذلك فإن هذه الأخلاق يسارع إليها الدعاة ويتلمسونها ويدربون أنفسهم عليها.. قال تعالى: ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)﴾ (فصلت).  فكونوا أنتم أيها الأحباب.. في بيوتكم ومع أولادكم ومع زوجاتكم الطاهرات العفيفات ومع جيرانكم ومع القريب والبعيد كذلك، تجدون الثمرة قريبة جدًّا، وهي: إقبال الناس عليكم وإيمانهم بصدقكم.

كما يجب على أصحاب الدعوات الذين رهنوا أنفسهم بل وحياتهم كلها لهذا الأمر العظيم أن يعتقدوا أن معالجة المشاكل ومقابلة السيئة بالحسنة هي الدواء للقلوب والنفوس للبعيد والقريب على السواء، وصدق الله العظيم ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)﴾ (فصلت).

أيها الأحباب.. إن ما نقوله وما نذِّكر به ليس مجرد شعارات أو نظريات جوفاء بل هي في تاريخنا كله كانت واقعًا عمليًّا حيًّا يمشي على الأرض.. التمس هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما غضب لنفسه قط إلا أن تُنتهك حرمة من حرمات الله، وهذا إمامكم الإمام البنا يدخل عليه رجل من زملائه في دار العلوم، وكان رجلاً متشددًا فقال بصوتٍ مرتفع: يا حسن أفندي- يقصد الإمام- فرد عليه: نعم سيدي، قال الرجل في حدة وغضب: أنا أكرهك. فرد عليه في هدوء: وأنا أحبك. فازداد الرجل غضبًا وقال: والله العظيم أنا أكرهك. فرد الإمام البنا في هدوء: وأنا والله العظيم أحبك. فقال الرجل: وهذا الأسلوب منك هو الذي يبغضني فيك. فقال الإمام في هدوء: وهذا الأسلوب منك هو الذي يحببك إليَّ. فلم يجد الرجل فرصة أكثر من أن يستحي ويخرج من مجلس الإمام.

ولذلك قال الإمام البنا هذه العبارة التي لم نسمعها قط إلا منه: "نحن نقاتل الناس بالحب".

أيها الأحباب.. هذا طريقكم فاعرفوه وتمسكوا به.. وهذه دعوتكم فحافظوا عليها.. وهؤلاء الناس جميعًا من حولكم فتقربوا منهم لله وزوروهم في الله- واقضوا مصالحهم لله- وكونوا من الذين قال الله فيهم: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمْ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14)﴾(الإنسان).

اللهم اجعلنا وإياكم وسائر المسلمين من أهل الجنة، ومن أهل الفردوس الأعلى، وارزقنا الخُلق الحسن والكلمة الطيبة والحب الحقيقي لكل الناس، والرفق بهم، ومقابلة السيئة بالحسنة.. اللهم آمين.
--------
* من علماء الأزهر الشريف

الاثنين، 18 يناير 2010

طفلي.. خطوات نحو القيادة




القيادة لا تعني الغرور



إن العمل على إعداد جيل قائد، يثق بنفسه، ذي شخصية قوية قادرة على اتخاذ قراراتها بنفسها، ويتحدى العقبات التي تعترض طريقه هدف ضروري في تربية النشء القادم. وزرع هذه الصفات فيهم تكسبهم القدرة على الثبات وامتلاك المؤهلات الضرورية للحفاظ على هويتهم وهوية أمتهم بعيدا عن التبعية والذوبان.



والقيادة هنا لا تعني التحكم في الآخرين والتعالي عليهم، أو الأنانية في إبراز الذات أو فرض الرأي والفكر. وإنما احترام للذات وللآخرين وثقة بالنفس وتحمل للمسؤولية، والقدرة على إدارة الأمور والنجاح في الحياة والتأثير الإيجابي في الآخرين.



وتبين الدراسات النفسية أن 90% من شخصية الطفل تتشكل في السنوات السبع الأولى من عمره، حيث يتشكل عنده المفهوم الذاتي الذي فيه التقبل والإدراك والقيم، وتعد هذه السنوات الأهم في عمر الإنسان على الإطلاق، فتعليم الطفل بعد سن السابعة يحتاج إلى رغبة داخلية منه، وليس من السهل تشكيل رغبات الأشخاص الداخلية، كما تحتاج إلى اتخاذ قرار بالتغيير.



بناء الشخصية



يمكن للطفل أن يكتسب مهارة الاستقلال والاعتماد على الذات في السنتين الأوليين من عمره، ففي هذا العمر يتميز الطفل بحب الفضول والاكتشاف، وكثرة الحركة، والرغبة في تعلم أشياء كثيرة، والاعتماد على النفس؛ فنجده يريد أن يأكل بمفرده، ويلبس ملابسه دون مساعدة، وهذه بدايات تشكيل مهارة الاعتماد على الذات.



بالإضافة إلى إمكانية اكتسابه مهارة حل المشكلات، فنجده يريد أن يحل مشكلته بنفسه، بل يريد حل جميع المشكلات التي تواجهه دون تردد وبأي وسيلة كانت دون الاعتماد على الآخرين، ولهذا كان من المهم أن يركز الوالدين على المهارات التي لا يمكن تعلمها إلا بهذه السن، كالجرأة والشجاعة والقدرة على اتخاذ القرار، والصورة الإيجابية عن النفس، وهذه كلها من أقوى المهارات التي تصنع القائد الناجح.



أما الـ10% الباقية من شخصيته فتتشكل في المرحلة العمرية من 7 إلى 18 سنة، وفيها يمكن إعادة تشكيل شخصية الأبناء عن طريق الإقناع واللين والتفاهم، ويمكن كذلك تعديل بعض الخصال القابلة للتعديل.



صفات القائد



من المهم معرفة الصفات المطلوبة في الإنسان ليكون قياديا وحتى يسهل على الأب أو الأم أو المربي أن يزرعها في الطفل، فللقائد صفات عدة، منها:



1- التفوق العلمي والذكاء وسرعة البديهة.



2- الالتزام بالمسؤوليات التي على الإنسان أيا كان نوعها.



3- الثقة بالنفس.



4- الطموح والهمة العالية والنشاط.



5- أن يكون جديرا بالثقة ويُعتمد عليه.



6- حاسم في قراراته.



7- قوي الشخصية ومتكلم جيد ومنطلق في التعبير.



8- حكيم وعاقل.



9- التواضع.



10- العطاء والالتزام المتواصل.



11- التأثير الإيجابي في من حوله.



12- تحديد ومعرفة أهدافه.



13- القدرة على الإقناع وإدارة مجموعة.



14- أن يتصف بالنظام والالتزام بالوقت والمرونة.



15- أن يكون أمينا وصادقا.



16- أن يراعي مشاعر الآخرين ورغباتهم ولا يكون متعصبا لرأيه ورؤيته فقط.



17- أن يهتم بمظهره سواء في النظافة أو الملبس أو المظهر العام بغير إفراط ولا تفريط.



وسائل متبعة



وحتى تصل هذه الصفات لأطفالنا، من المهم أن يكون الوالدين والمربين قدوة لهم في كل شيء، وأن يتسموا بهذه الصفات حتى يكونوا مثالا واضحا للطفل يرغب هو في اتباعه وأن يحذو حذوه. وفي كل الحالات التي يقوم فيها المربي بالإعداد القيادي يجب عليه أن يراعي عدة نقاط هامة مثل:



* تخصيص وقت للجلوس مع الأبناء وتعريفهم بنماذج مشرفة من الأنبياء والصحابة والناجحين ممن قادوا مجتماعاتهم وتميزوا وأفادوا.



* تربية الطفل على الدين والقرآن وربط هذا الموضوع بمواقف وقصص.



* فحص شخصية الأبناء، وتنمية الجوانب والاستعدادات القيادية عندهم، مثل القدرة على الحوار والجرأة في العرض.



* تحويل المواقف الحياتية اليومية إلى مجموعة من الآليات يحفظها الأبناء مثال: إذا أردت أن تسأل فعليك أن تبتسم ثم تطلب الإذن ثم تطرح الموضوع، أو: إذا أردت الخروج فاطلب الإذن، وحدد المكان والوقت والأشخاص ووسيلة المواصلات وموعد العودة..



* الصحبة واللقاءات اليومية فلقاء الناجحين يجعله ناجحا ولقاء المبدعين يجعله مبدعا ولقاء القياديين يجعله قائدا.



* جعل جو البيت جو منافسة، فالأطفال يحبون التحدي والقائد متحدٍ أكبر، فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يجاهرهم بالقرآن؟ بادر القائد عبد الله بن مسعود وقال: أنا يا رسول الله. فأبلى بلاء حسنا"، فكان هذا أسلوبا راقيا من الرسول صلى الله عليه وسلم يحفز به كبار الصحابة، والشباب أكثر تحفزا من الراشدين عند التحدي.



* أعن ابنك على تحديد الأهداف من خلال عمل جدول أسبوعي يلتزم به الشاب حتى يكون وقته منظما ومنجزا.



* ليكن ابنك حرا.. أعطه فرصة في مواقف مقصودة ليتخذ القرار ويتحمل مسئوليته، إما بنعم أو بلا أو مهلة للتفكير.



* شجِّعه، وشاركه مواقف القيادة، فكن تارة قائدا، وجنديا تارة أخرى.



* شجع الطفل دوما بإعطائه الثقة في نفسه والثناء على كل شيء جيد يفعله، وعدم توجيه الإهانة إليه عند الفشل أو إشعاره بالقصور والعجز، بل تجب مناقشته بهدوء ليكتشف خطأه.



* كلفه ببعض المهام البسيطة كالاهتمام بأغراضه الشخصية وترتيبها والاعتناء بها، ليتعود الصبر والمثابرة، مع وضعه في مواقف كثيرة يكون فيها متحملا للمسؤولية، مع متابعته وتعليمه المرونة والفطنة في المواقف المختلفة.



* اعرف قدرات أبنائك ولا تكلفهم بما يفوق قدراتهم حتى لا يشعروا بالفشل ويفقدوا ثقتهم بأنفسهم.



* أعنهم على فهم معاني القيادة وعدم استخدامها كلفظ فقط أو كصورة باهتة المعالم.







--------------------------------------------------------------------------------



فريق تحرير الشأن التربوي على شبكة إسلام أون لاين.نت.. يمكنكم التواصل معهم على بريد الصفحة tarbia@iolteam.com

ضياء رشوان: الإخوان قدموا درسًا بليغًا للنظام الحاكم


كتب- محمد أمين:

أكد ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام) أن جماعة الإخوان المسلمين قدمت درسًا بليغًا في تداول السلطة للنظام الحاكم في مصر، وكذلك لجميع الأحزاب السياسية والجماعات الإسلامية والمؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية.
وشدد في ندوةٍ بقصر الأمير طاز أمس على استحالة إقصاء الإخوان المسلمين عن العمل العام في مصر، محذرًا من خطورة إقصاء أي فصيل وطني عن المشاركة السياسية، واستبعد أي جنوحٍ للإخوان المسلمين عن منهجهم السلمي في التغيير.

وطالب جميع الأحزاب والقوى السياسية بالجلوس معًا، والمشاركة في صنع الحياة السياسية المصرية.



"العفو الدولية" تطالب برفع الحصار عن غزة وتتهم الاحتلال بتطبيق سياسة العقاب الجماعي

اتهمت "منظمة العفو الدولية" الكيان الصهيوني بتطبيق سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، مطالبة برفع الحصار الخانق المفروض على مليون ونصف المليون فلسطيني.


وقالت المنظمة في تقرير لها اليوم الإثنين (18-1) تحت عنوان "اختناق غزة تحت الحصار (الإسرائيلي)" إن هذا الإجراء الذي يصيب نحو 1.5 مليون شخص يشكل عقابًا جماعيًّا غير مقبول.

وضم تقرير المنظمة شهادات لفلسطينيين يعملون على إعادة بناء حياتهم بعد العدوان الصهيوني الأخير على القطاع الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وآلاف الجرحى معظمهم من النساء والأطفال والمدنيين.

وأوضحت المنظمة أن الكيان الصهيوني باعتباره قوة احتلال يتعين عليه بموجب القانون الدولي أن يوفر كافة الاحتياجات لسكان قطاع غزة، واحترام حقوقهم في الصحة والتعليم والغذاء والسكن المناسب.


وقدرت المنظمة أن 280 مدرسة من أصل 641 في قطاع غزة أصيبت بأضرار، وأن 18 منها دمرت تمامًا.

وبحسب المنظمة فإن "تعطيل الدروس بسبب أضرار العملية العسكرية، واستمرار الحصار له انعكاسات وخيمة نظرًا لأن أكثر من نصف سكان غزة هم دون 18 عامًا".

ونددت المنظمة بمنع السلطات الصهيونية أشخاصًا يعانون من حالات صحية خطرة لا يمكن علاجها في غزة، من مغادرة القطاع في بعض الحالات، أو جعلهم ينتظرون قبل السماح لهم بالمغادرة.

وقال مدير برنامج "منظمة العفو الدولية" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "مالكولم سمارت": "إن هذا الحصار يشكل عقابًا جماعيًّا في نظر القانون الدولي، ويجب أن يُرفع فورًا"، مؤكدًا أن هذا الحصار المفروض منذ 2006م يفرض قيودًا على المواد الغذائية والأدوية واللوازم الدراسية وأدوات البناء.

وتابع: "الحصار يخنق السكان، الذين يشكل الأطفال نصف تعدادهم، في كل مجالات الحياة اليومية، ولا يمكن أن نسمح باستمرار العزلة والمعاناة".

أردوغان: موقف القادة المسلمين من معاناة قطاع غزة "يدعو إلى الرثاء"


في موقفٍ جديدٍ يضاف إلى مواقفه من القضية الفلسطينية، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان موقف القادة والزعماء المسلمين حيال معاناة فلسطينيِّي قطاع غزة بأنه "يدعو إلى الرثاء".

وقال أردوغان لـ"وكالة الأنباء الفرنسية" قبل توجُّهه مساء اليوم الأحد (17-1) إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية في بداية جولةٍ خليجيةٍ؛ إن "الحكومات لم تقدم الردود التي كان ينتظرها منها المسلمون في كل إنحاء العالم، وهو أمر يدعو إلى الرثاء".

وينتقد أردوغان وحكومته الإسلامية بانتظام الكيان الصهيوني؛ بسبب عدوانه على قطاع غزة، وخاصة الهجوم الدامي لجيشه على القطاع في الشتاء الماضي.

ويأتي تصريح رئيس الوزراء التركي في الوقت الذي يختتم فيه وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك زيارة إلى أنقرة، والذي سعى إلى تهدئة التوترات الدبلوماسية بين "البلدين"؛ حيث لم يلتقِ خلالها الرئيس غول ولا رئيس الوزراء أردوغان على خلفية الغضب التركي بعد إهانة الاحتلال السفيرَ التركي.


تهديد بالدعوة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية

كتب- حسن محمود:

هدَّدت النقابة العامة للمحامين تبني دعوة مقاطعة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلتين إذا لم يقم النظام الحاكم بتعديل المواد 67 و77 و88 من الدستور الحالي.

وقال محمد الدماطي مقرر لجنة الحريات في الندوة التي نظَّمتها اللجنة ظهر يوم 6-1-10 بمقر النقابة العامة: المعلوم في كافة الأوساط أن وقف هذه التعديلات شل للحياة النيابية والسياسية؛ حيث صار الترشح لرئاسة الجمهورية من الصعب الوصول إليه بعد الشروط والقيود الدستورية التي حالت دون ذلك".

ودعا الدماطي إلى تشكيل لجنة أمناء عليا لاختيار عناصر من كافة الشرائح النقابية النزيهة والشريفة بمراقبة العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أنه في حال عدم إذعان النظام لهذا المطلب سنكون أمام حل وحيد هو مقاطعة الانتخابات والدعوة إلى هذا الأمر.

وشدد على أنه لا يوجد مستقبل لهذا الوطن إلا بوجود ضغط جماهيري على النظام؛ لكي يقوم بتعديل هذه المواد، والسماح لإحياء الحياة النيابية والسياسية في مصر من جديد.


الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون