الجمعة، 1 أبريل 2011

حوار مع رضا فهمي عن مصر بعد الإستفتاء على قناة الشباب 1

دكتاتورية الأقلية ؟!

بقلم : البدوى عبدالعظيم البدوى
هالتني تلك التصريحات المنسوبة للسيد طلعت القواس، عضو الحزب الوطني، وأحد أعضاء لجنة تسيير الأعمال المشكلة لإدارة "الوطني"، من أن الحزب قد تلقى، خلال الفترة الماضية ، عدداً من الاتصالات، وأجرى لقاءات مع شخصيات عامة، تمثل قوى أحزاب المعارضة - رفض ذكرها - وشخصيات من داخل الحزب، مثل الدكتور عبد الأحد جمال الدين والدكتور مصطفى الفقى، المستقيل من الحزب والتي نشرت في جريدة اليوم السابع في عددها المنشور بتاريخ الاثنين الموافق 28 /3/ 2011  ، وسبب تلك الصدمة التي أصابتني هو أن ورقة الإقصاء لا زالت مستمرة ، وإذا كان الحزب الوطني قد حيل بينه وبين ممارسة هذا الدور فأن النخبة قد تلقفت من بين يديه تلك الورقة وصارعت في الاحتفاظ بها بل واللعب بها ضد الإخوان المسلمين مرة أخرى ليعانوا منها بعد أن ظلوا طوال عقود يعانون منها جراء سياسات النظام السابق التي دمرت البلاد وأفسدتها ؟؟!!!
 
نفس تصريحات الرئيس السابق
 ولم تأت هذه التصريحات بمعزل عن ما يدور على الساحة السياسية والإعلامية المصرية منذ أن تم إعلان نتيجة الاستفتاء وحتى الآن  ، حتى أن عددا غير قليل من النخبة السياسية المصرية  والإعلامية والتي عانت أحيانا من الإقصاء إبان النظام السابق والتي من المفترض أنها تبنت تلك الثورة وعايشتها والتي تبنت رأيا مغايرا للرأي الذي تبنته الغالبية العظمى من الشعب المصري والتي كانوا يسمونها ( الأغلبية الصامتة ) شنت ولا زالت تشن حملة شعواء ضد كل من قالوا نعم وهم ببساطة 77.8 من المصريين الذين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاستفتاء الأخير وأصبحوا يقولونها تصريحا لا تلميحا إن الشعب المصرى لا يعرف مصلحته ونحن نعرفها أكثر منه !!!  فهل قال حسنى مبارك غير ذلك ؟!!
 
 
 والأدهى من ذلك أن يتخلوا عن تخوفاتهم من وفلول جهاز امن الدولة المنحل والحزب الوطني البائد ويتخلوا عن التخوفات من سرقة مقدرات هذه الأمة وثروتها من قبل رجال الأعمال الغير شرفاء ويجاهروا بخوفهم من الإخوان المسلمين الذين هم شركاؤهم في الوطن والنضال السياسي السلمي ، و اكبر فصائل المعارضة المصرية طوال العقود الماضية ليصبحوا  هم العدو الحقيقي للشعب المصري  وثورته والعدو الحقيقي للتجربة الديمقراطية الناشئة في مصر أليس هذا فشلا وتضييعا للثورة وما قامت عليه من مبادئ وما أريق في سبيلها من دماء .
 
 
وان كانت لتلك النخبة من تخوفات من ممارسات وتصريحات لبعض الارأء الإسلامية الأخرى الوليدة والتي لم تتمرس في العمل السياسي مثل الإخوان فكان من الأولى أن لا يهاجموا الإخوان أنفسهم أو يناصبونهم العداء بل أن يعتبروهم صمام الأمان والمعنيين بترشيد تلك الآراء التي خرجت للساحة السياسية دون أن تتمرس أو تحصل على الخبرة الكافية  والتي ستنضج بمضي الوقت ومن المفترض أن يساعدهم الإخوان في ترشيد تلك التصريحات والرؤى المتباينة للخروج بخطاب سياسي اسلامى واضح وموحد لا يقصى الأخر ويعترف به وبحقه في الممارسة السياسية ، وهو ما لم يحدث 
 
 
في حقيقة الأمر  لم يكن احد في حاجة إلى مثل تلك التصريحات ليشعر بتلك الصدمة التي انتابتني عند قرأه تلك التصريحات  لان مجرد متابعة الفضائيات ومشاهدة رموز وصالونات وبرامج  إعلامية  كبيرة  تشعرك أنت وكل من قالوا رأيهم ( والذى يخالف رأى مقدم البرنامج  أو مدير الصالون وغالبا ضيوفه ) انك لا تفهم وانك ببساطة ونك قاصر تحتاج الى ولى وبالطبع هم اولى بها لانهم بالطبع بيفهموا احسن من باقى الشعب المصرى او على الاقل احسن من 77.8 ممن ادلوا بأصواتهم فى الاستفتاء .  
 
 
أن هذا الصنف من النخبة السياسية أو هؤلاء الإعلاميين لا يفهمون ابسط قواعد الديمقراطية التي يدعون أنهم المنظرين لها وأنهم اكبر دعاتها وهى احترامم إرادة الناخبين وما يزيد الطين بله أن هؤلاء العصابة لا ينتمون إلى فصيل فكرى واحد بل أنهم من مدارس فكرية متباينة  فهل هذا هو فهمهم الديمقراطية .
 
 
وكان أولى بهم أن يتعلموا الدرس من تلك الدول التي ابتكرت اللعبة الديمقراطية واستوردوها منها ليروا كيف تحترم النخبة السياسية  في تلك الدول خيارات الشعوب بل  وتنحني أمامها .
 
 
إن ما نراه هذه الأيام يمكن أن نطلق عليه تجاوزا دكتاتورية الأقلية  ؟!! تخيلوا أن تكون الأقلية في بلد ما هي من يمارس الديكتاتورية ،  ويبدوا أن تلك البدعة أو المصطلح الجديد هو بدعه مصرية أصيله فمصر هي البلد الوحيد الذي تمارس فيه الأقلية ديكتاتوريتها على الأغلبية .   
                                                              

اوباما والإخوان المسلمون

اعجبنى تشبيه المرشد العام للأخوان المسلمين الدكتور محمد بديع عندما كان يشبة ما ينبغى ان تكون عليه البيئة المصرية الحالية من تحرك موحد بين جميع اطياف المجتمع في اتجاه واحد لصالح مصر بألوان الطيف التى اذا تحركت كلها معا في اتجاه واحد تعطى اللون الأبيض واذا تحرك بعضها فقط يعطى اللون الأسود.

رغم سقوط نظام الرئيس مبارك وسقوط الوصاية الرئاسية على الشعب فإن وصاية ما نصفهم بالنخبة العلمانية واليسارية لا تزال تفرض الصور النمطية التى كان يروجها نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك ضد الإخوان. وظهر ذلك جليا في الحرب الشرسة التى خاضتها تلك النخبة ضد الإخوان بسبب موقفهم المؤيد للتعديلات الدستورية. والحقيقة ليست المشكلة في الإختلاف في الرؤى ما دام الهدف واحد ولكن المشكلة عندى في محاولة تلك النخبة في اثارة حالة من الفزع والترهيب والتخويف من الإخوان وليس لإقناع  الناس بوجاهة القول بـ "لا".  وللأسف فالحملة لا تزال مستمرة بعد الإستفتاء في ترهيب الناس بما قد يسهم ليس فقط في تمزيق الصف المصرى الذى انصهر وتوحد واظهر اعظم ما في الإنسان المصرى من مخزون حضارى بل قد يؤدى الى تمزيق الوحدة الوطنية بإثارة مخاوف الأقباط الذين يحتاجون رسائل تطمين بأنهم مواطنون لهم مالنا وعليهم ما علينا وان الإسلام هو اكبر ضمانة لهذه الحقوق لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا برضا الله تبارك وتعالى وليس فقط لقوانين لا يمكن ان تحمى احدا اذا ما تمت تعبئة النفوس.

الحقيقة ان لى رسالة للإخوان المسلمين وهى ان لا يلتفتوا لمثل هذه الحملات على بشاعتها وان لا يدخلوا في حرب المهاترات مع النخبة التى تريد فرض وصياتها على هذا الشعب ونعتته بعدم الوعى والأمية وعدم استحقاقه للديمواقراطية مادامت لن تأتى بالعلمانية () وان يستمروا في التحدث الى الشعب وخدمته فقد اصبحوا اصحاب القرار الحقيقى ومانحى الشرعية وان لا يدخروا جهدا في جمع كل فرد وكل جمعية وكل حزب بريد ان يعمل عملا جماعيا لصالح هذا البلد ومستقبل شعبه.

لقد تعرض الرئيس اوباما عندما تقدم لمعركة الرئاسة في الولايات المتحدة لكل اصناف الإتهامات بالتعريض والتلميح والتصريح بسبب خلفيته الإسلامية والعرقية. وفي الوقت الذي كان خصوم اوباما مشغولون بمهاجمة شخص اوباما والبحث في نواياه وضميره كان الرجل مشغولا في الحديث الى شعبه يحدثهم عن ضرورة وحتمية التغير ويقنعهم بما يستطيع ان يقدمه لهم من رؤى وبرامج.

نجح اوباما ورسب خصومه وسينجح الإخوان وسيرسب ويعزل كل من يحاول ان يمزق وحدة هذا الشعب الذى صنع ثورة التحرير العالمية.

د. خالد حسان

الدين و السياسة و الإخوان


   
خرجت الثورة المصرية تهتف بمطلب و هدف أساسي و هو الحرية للشعب
كانت و لا تزال و ستظل تريد الحرية لجميع أطياف الشعب وبدون استبعاد أو إقصاء لأي فكر أو فصيل سواء علي أساس طائفي أو فكري أو سياسي أو عنصري أو ديني أو مهني أو جنسي أو جغرافي.
لقد تعب الناس من كثرة تجريم البعض للبعض ..
في عصر الرئيس جمال عبد الناصر كان اعتناق أي فكر جريمة عدا الاشتراكية و نذكر أغنية عبد الحليم حافظ الشهيرة التي تصف كل مخالف للاشتراكية بأنه خائن (يا خاين الاشتراكية يا عميل الصهيونية)
وفي عصر الرئيس السادات كان الفكر اليساري الشيوعي جريمة تستوجب السجن و الاعتقال
و في عصر الرئيس مبارك كان الفكر الإخواني و الإسلامي عموما تطرف و إرهاب و تهديد للسلام الاجتماعي
ثم انطلقت الثورة ...و كان شعارها الحرية للجميع ..الحرية في التعبير و الرأي و الاختيار
فهل نعود للوراء ؟؟
لماذا يرفض البعض دخول الدين في السياسة ؟
في حقيقة الإسلام لا فصل بين الدين و السياسة لأن السياسة جزء من الإسلام فالإسلام دين شامل يضم كل شئون الحياة فمن يقرأ القرآن و السنة النبوية يجد العقيدة و العبادة و الأخلاق و الاقتصاد و السياسة و الفنون و الثقافة و التربية و القانون و كل جوانب الحياة فكما قال القرآن: وأقيموا الصلاة (عبادة) قال أيضا: إذا تداينتم بدين (اقتصاد) و قال: و أن احكم بينهم بما أنزل الله (سياسة و قانون)
ثم هل يقبل أحد أن نمنع الفكر اليساري لأن دولته الاتحاد السوفياتي قد سقطت و قد ثبت فشله علي أرضه و لا معني للإبقاء عليه بيننا و يجب إلغاؤه ؟
و هل يقبل أحد أن نمنع الفكر الليبرالي بحجة أنه قد يأتي بالشذوذ و عبدة الشيطان و الأفكار الشاذة الغريبة عن مجتمعنا باسم التحرر ؟
كما أننا نستدل دائما بالغرب المتقدم في كل المجالات فهم في الفكر السياسي عندهم الحزب المسيحي الألماني و الإيطالي و الأحزاب اليهودية في إسرائيل وننظر بإعجاب أيضا إلي تطور الأحزاب الإسلامية في تركيا من أربكان و صولا إلي جول و أردوغان

و هنا نصل إلي الإخوان المسلمين المتهمين باسغلال الدين للوصول لأغراضهم في الحكم و السيطرة علي مقاليد الأمور و أسوق الملاحظات التالية:
أولا الإخوان لم يقولوا مطلقا أنهم هم الوحيدون الممثلون للإسلام و المتحدثون باسمه فقط و لم يحتكروه بل بالعكس يريدون من كل الناس – إن أمكن – تبني الفكرة  الإسلامية
ثانيا يقرون دائما و أبدا أنهم جماعة من المسلمين و ليسوا جماعة المسلمين
ثالثا يقرون أنهم مجتهدون في تطبيق الإسلام علي أرض الواقع و أن عملهم هو جهد بشري محض و ليس هم الإسلام نفسه و أن أعمالهم كلها يتحرون فيها الصواب قدر الإمكان و لكن في النهاية تحتمل الصواب و الخطأ كأي جهد بشري فهم ليسوا ملائكة و ليسوا معصومين
رابعا لم يقولوا لأحد أبدا انتخبنا تدخل الجنة و لا يعطوا لأحد صكوك غفران
خامسا يعرضون دائما أفكارهم و أعمالهم علي الناس و يتركون لهم حق القبول أو الرفض بدون إكراه أو إجبار
سادسا لا يخدعون أحدا و لو وجد الناس حل مشاكلهم و وجدوا الثقة في الفكر الوفدي مثلا أو الاشتراكي أو الرأسمالي لاختاروه وأيدوه و لو قال لهم الإخوان مليون مرة الإسلام هو الحل لأن الناس تريد أفعال و أعمال واقعية علي الأرض و لا تنخدع بالشعارات الجوفاء حتي و لو كانت باسم الدين
سابعا لا يستخدمون العنف و لا التكفير ضد مخالفيهم في المواقف و الآراء بل الكل بشر يؤخذ من كلامه و يترك
ثامنا يرفعون دائما مبدأ مشاركة لا مغالبة في أي انتخابات أو أعمال عامة و لا يحبون دائما الانفراد و التصدر و يمدون دائما أيديهم للجميع و التاريخ يشهد علي ذلك في انتخابات النقابات و الانتخابات النيابية السابقة
تاسعا لم يتم تجربة الإخوان حتي الآن في أي مواقع مسئولية و كانوا دائما جماعة محظورة فكيف يحكم عليهم البعض الآن – قبل تجربتهم – بأنهم يخدعون الناس بالشعارات الدينية الفارغة من المضمون و أنهم غير صادقين ؟؟
عاشرا فالإخوان يدعون لحزب مدني ذو مرجعية إسلامية حزب مفتوح لكل المصريين و في نفس الوقت لا يمانعون في وجود حزب مدني ذو مرجعية مسيحية مفتوح لكل المصريين فينتج ثراء في الأفكار و الرؤي و تكسب مصرنا و شعبنا مجموع هذه الجهود
و أخيرا فالحرية و العدل أن نترك للجميع بدون استثناء اعتناق ما يراه و يقتنع به و نترك للشعب حرية المفاضلة و الاختيار و التجربة و الشعب و الأغلبية هي الفيصل في القرار بدون وصاية أو حذف أو إقصاء أو إرهاب و بدون ديكتاتورية الاستبعاد .       

- بقلم د. جمال يوسف

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون