الجمعة، 1 أبريل 2011

اوباما والإخوان المسلمون

اعجبنى تشبيه المرشد العام للأخوان المسلمين الدكتور محمد بديع عندما كان يشبة ما ينبغى ان تكون عليه البيئة المصرية الحالية من تحرك موحد بين جميع اطياف المجتمع في اتجاه واحد لصالح مصر بألوان الطيف التى اذا تحركت كلها معا في اتجاه واحد تعطى اللون الأبيض واذا تحرك بعضها فقط يعطى اللون الأسود.

رغم سقوط نظام الرئيس مبارك وسقوط الوصاية الرئاسية على الشعب فإن وصاية ما نصفهم بالنخبة العلمانية واليسارية لا تزال تفرض الصور النمطية التى كان يروجها نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك ضد الإخوان. وظهر ذلك جليا في الحرب الشرسة التى خاضتها تلك النخبة ضد الإخوان بسبب موقفهم المؤيد للتعديلات الدستورية. والحقيقة ليست المشكلة في الإختلاف في الرؤى ما دام الهدف واحد ولكن المشكلة عندى في محاولة تلك النخبة في اثارة حالة من الفزع والترهيب والتخويف من الإخوان وليس لإقناع  الناس بوجاهة القول بـ "لا".  وللأسف فالحملة لا تزال مستمرة بعد الإستفتاء في ترهيب الناس بما قد يسهم ليس فقط في تمزيق الصف المصرى الذى انصهر وتوحد واظهر اعظم ما في الإنسان المصرى من مخزون حضارى بل قد يؤدى الى تمزيق الوحدة الوطنية بإثارة مخاوف الأقباط الذين يحتاجون رسائل تطمين بأنهم مواطنون لهم مالنا وعليهم ما علينا وان الإسلام هو اكبر ضمانة لهذه الحقوق لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا برضا الله تبارك وتعالى وليس فقط لقوانين لا يمكن ان تحمى احدا اذا ما تمت تعبئة النفوس.

الحقيقة ان لى رسالة للإخوان المسلمين وهى ان لا يلتفتوا لمثل هذه الحملات على بشاعتها وان لا يدخلوا في حرب المهاترات مع النخبة التى تريد فرض وصياتها على هذا الشعب ونعتته بعدم الوعى والأمية وعدم استحقاقه للديمواقراطية مادامت لن تأتى بالعلمانية () وان يستمروا في التحدث الى الشعب وخدمته فقد اصبحوا اصحاب القرار الحقيقى ومانحى الشرعية وان لا يدخروا جهدا في جمع كل فرد وكل جمعية وكل حزب بريد ان يعمل عملا جماعيا لصالح هذا البلد ومستقبل شعبه.

لقد تعرض الرئيس اوباما عندما تقدم لمعركة الرئاسة في الولايات المتحدة لكل اصناف الإتهامات بالتعريض والتلميح والتصريح بسبب خلفيته الإسلامية والعرقية. وفي الوقت الذي كان خصوم اوباما مشغولون بمهاجمة شخص اوباما والبحث في نواياه وضميره كان الرجل مشغولا في الحديث الى شعبه يحدثهم عن ضرورة وحتمية التغير ويقنعهم بما يستطيع ان يقدمه لهم من رؤى وبرامج.

نجح اوباما ورسب خصومه وسينجح الإخوان وسيرسب ويعزل كل من يحاول ان يمزق وحدة هذا الشعب الذى صنع ثورة التحرير العالمية.

د. خالد حسان

0 التعليقات:

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون