السبت، 2 أكتوبر 2010

أساليب النضال السلمى ... من الغمغمة إلى العصيان المدنى

الدكتور عمار على حسن يكتب:
أساليب النضال السلمى ... من الغمغمة إلى العصيان المدنى

"الجزء الأول"

رغم أن المقاومة المدنية قد قدمت نماذج ناجحة في أماكن عدة من العالم، مثل تركيع الاحتلال الإنجليزي في الهند وإرهاق السلطة العنصرية في جنوب أفريقيا قبل أن تنتقل المقاومة السوداء هناك إلى العمل المسلح فإن هذا النوع من المقاومة لا يلقي اعترافا عريضا من قبل الأغلبية الكاسحة من المؤرخين، الذين يصبون جل اهتمامهم على الكفاح المسلح في تاريخ الشعوب.
 ولذا فمن النادر جدا أن نجد قادة المقاومة المدنية ينظر إليهم باعتبارهم أبطالا لأن أغلب أعمالهم تخلو من الطريقة الدرامية التي تكسو تصرفات المحاربين والإرهابيين و تفتقد إلى الطابع الأسطوري والغرائبي الذي يستقر في نفوس الأجيال المقبلة وأذهانها حين تنظر وراءها وتستعيد أيام المقاومة. كما أن المقاومة المدنية تفتقد إلى إمكانية النظر إليها باعتبارها نظاما فكريا متماسكا، الأمثلة والنماذج والوقائع التي يرصدها المؤرخون لهذا اللون من المقاومة تبدو متفرقة ومعزولة مقارنة بالأعمال التي يمارس فيها العنف، وتسفك خلالها الدماء. وأكثر من ذلك فإن المقاومة المدنية تبدو في نظر كثيرين هي "طريق العاجزين" الذين ليس بوسعهم أن يحملوا السلاح، أو هي الخيار المتاح حين تدرك الجماهير أن كلفة العمل المسلح باهظة ونتائجه غير مضمونة. وحين تفشل المقاومة المدنية فإن الناس يدينونها في حد ذاتها، أما حين تخفق المقاومة المسلحة فإن اللائمة تذهب دوما إلى الاستراتيجية أو التكتيكات المتبعة وليس إلى هذا النهج في الكفاح.
 وينصاع المؤرخون في خاتمة المطاف إلى وجهة النظر المتغلبة والتي دائما ما تزكي الأعمال العنيفة، وتعتمدها طريقا أساسيا للنضال والمواجهة، كما أنهم يتماهون مع رؤية الطبقة المسيطرة، والتي يهمها دوما أن تهيل التراب على أي شيء يجعل الناس يدركون أن لديهم مقومات لمواجهة أي جور عليهم أو تعسف يلحق بهم لا تحتاج أبدا إلى امتلاك الرصاص والسلاح والقنابل التي تحوزها السلطة. كما ينساق المؤرخون في الغرب إلى تحيز حضارة بلادهم إلى "العنف"، ويحذو مؤرخونا حذوهم في هذا الشأن.
لكن في ظل عدم توازن القوى العسكرية بين أي مجتمع وبين الطامعين في أرضه وخيراتها أو الراغبين في النيل من معتقداته، ومع احتماء السلطة المستبدة ونظم الحكم الطغمائية بالجيش وإفراطها في استعمال الطاقة الأمنية، يصبح للمقاومة المدنية دورا أساسيا في صنع التحرير ونيل الحقوق. وفي بعض الأحيان قد تمهد تلك المقاومة لمرحلة حمل السلاح، لكن بلوغ تلك الدرجة الحادة من المواجهة لا يعني الاستغناء عن سياسة اللاعنف، بل الأفضل أن ترافق هذه تلك، سواء داخل الجماعة أو التنظيم الواحد، أو في ظل توزيع الأدوار بين مختلف جماعات المقاومة.

أولا: أساليب المقاومة المدنية: طرق متنوعة وهدف واحد

تعني المقاومة المدنية  الاحتجاج السلمي المباشر ضد أفعال وسياسات الخصوم، ترمي إلى حرمانهم من السيطرة على المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة، أو ردع من بين يدهم الأمر فلا يقدموا على اتخاذ قرارات أو الإتيان بسلوكيات وأفعال تضر مصلحة الجماهير الغفيرة. وفي العلاقات الدولية فإن هذا النوع من المقاومة ينطوي على الاحتجاج السلمي ضد المنافسين والخصوم والأعداء، والذي من شأنه أن يرسل إليهم رسائل سياسية بلغية تتضمن تحذيرا وتهديدا لهم، بغية التأثير على سلوكياتهم وأفعالهم حيال الطرف المحتج.
 ويعتمد هذا النوع من المقاومة على ثلاثة أشكال رئيسية لـ "اللاعنف" الأول يتمثل في صور رمزية، قولا وفعلا، لمعارضة الخصم أو إقناعه من قبيل الإضرابات والاعتصامات والمظاهرات والعصيان المدني والمقاطعة السياسية والاقتصادية وتنظيم المسيرات والحداد السياسي، وتكوين جماعات الضغط، واستخدام الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب في الاحتجاج اللفظي والشفاهي، سواء كان وسائل اتصال حديثة مثل المذياع والتلفاز والإنترنت، أو تقليدية مثل مختلف ألوان الفنون الشعبي كالموال والنكات والنوادر والأمثال والأغاني والملاحم والسير. كما ينطوي هذا الشكل على تدبيج بيانات الرفض، وتقديم الشكاوى والالتماسات ورفع الشارات التي ترمز إلى قوى المقاومة والإعلام الوطنية وإرسال الخطابات إلى الخصم أو مناوئيه، وتنظيم الندوات والحلقات النقاشية، وعرض المسرحيات التي تنتصر للقضايا الوطنية، وعقد المحاكمات الشعبية.
والثاني ينطوي على "عدم التعاون" أو المقاطعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من قبيل رفض التحالف مع الخصم، والامتناع عن تأييده، وتبني مواقف شفهية للدفاع عن كل من يقاومه، ومقاطعة الانتخابات وعدم التعاون مع المؤسسات الرسمية، ورفض الوظائف والمواقع البيروقراطية التي تعرضها السلطة، والانسحاب من الهيئات التعليمية والتربوية التابعة للحكومة، وإعلان حال عام من شق عصا الطاعة. وحين يكون "الخصم" طرفا خارجيا أو دولة أجنبية فإن المقاومة المدنية تأخذ صورا أخرى أوسع نطاقا من قبيل الانسحاب من منظمات دولية، وتعليق الاعتراف، وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وتأجيل أو إلغاء بعض الفعاليات، ورفض عضوية بعض المؤسسات والهيئات الدولية.
أما الثالث فيقوم على "التدخل غير العنيف" نفسيا من خلال تصرفات عدة مثل التعريض بالأعداء وفضحهم والصيام والصلاة وممارسة الضغوط الأخلاقية والإضراب عن الطعام والمضايقات غير العنيفة لهم، وجسديا مثل الجلوس خارج المكاتب رفضا للعمل، والمزاحمة والغمغمة والتجهم في وجه الظالم والغاصب، واجتماعيا كتأسيس نموذج حياتي مغاير وتدشين مؤسسات بديلة ونظم اتصال مختلفة والتهديد بتكوين عصابات أو منظمات مسلحة، واقتصاديا مثل الإضرابات العنيفة أو التهديد بها وإقامة أسواق بديلة ونظم ومؤسسات اقتصادية مغايرة، وتحدي مختلف أنواع الحصار والامتناع عن الشراء من بضائع الخصوم، أو تنفيذ سياسة الإغراق ضدهم، وسياسيا مثل تحميل أعباء جديدة ومضاعفة على الجهاز الإداري للدولة وإبداء عدم الخوف من السجن وممارسة الأعمال اليومية من دون التعاون مع الخصوم أو المحتلين وعدم طاعة القوانين المعمول بها وتشكيل حكومة موازية.
والجدول التالي يرسم ملامح أشكال وأساليب النضال المدني كافة:[i]

جدول رقم ( 2 )
أولا: طرق الاحتجاج والإقناع منزوعة العنف
الأساليب المستخدمة 
الخطوط العريضة للاحتجاج والإقناع السلمي
م
 خطابات عامة ـ  رسائل معارضة أو تأييد لمؤسسات رسمية وغير رسمية ولموظفين عموميين وشخصيات عامة ـ بيانات إدانة أو إشادة صادرة عن مؤسسات ومنظمات ـ تصريحات علنية معلومة المصدر ـ مذكرات تشتمل على المظالم والمطالب ـ  تقديم عرائض للجمهور العام.
خطاب شفاهي مدني عام
1
رسوم كاريكاتورية وصور وشعارات ورموز ـ الكتابة على الجدران وعلى الأرض بطريقة منظمة ولافتة ـ ملصقات ولافتات وإعلانات ظاهرة ـ استخدام الألعاب الناريةـ  تجهيز مطبوعات من كتب وكتيبات ـ  استخدام الدوريات والصحف في مخاطبة الناس ـ استعمال الإذاعة والتلفزيون ـ استخدام الهاتف الأرضي في إجراء مكالمات عشوائية أو مقصودة للترويج لأفكار معينة أو الدعوة إلى نشاط ما ـ  إرسال رسائل قصيرة وصور ونغمات معبرة عن مواقف معينة عن طريق الهاتف النقال ـ  استغلال الشبكة العنكبوتية عبر إنشاء المواقع والمدونات وساحات الحوار وبث الرسائل الإلكترونية.
مخاطبة الرأي العام
2
عقد محاكمات شعبية وصورية للمسؤولين/ إجراء انتخابات صورية لفضح عوار الانتخابات الرسمية والسخرية منها/ تكوين جماعات ضغط داخلية/ تنظيم اعتصامات.
تنظيم احتجاجات جماعية
3
رفع الأعلام والبيارق/ ارتداء زي موحد ذو دلالة ـ تعليق الشارات والرموز الخاصة ـ عرض اللوحات الفنية المعبرة ـ استخدام الطلاء تعبيرا عن الرفض ـ استعمال أضواء بغية إيصال رسالة أو معنى معين ـ إقامة الصلاة والدعاء على الظالمين والمعتدين ـ توزيع مواد تنطوي على رموز خاصة ـ تنظيم حملات رمزية لتنظيف الشوارع وصيانة الحدائق العامة للفت الانتباه ـ إتلاف الفرد لأي متعلقات خاصة ترتبط بالنظام، مثل صور الساسة وشعارات الحزب الحاكم ومطبوعاته.
أعمال رمزية
4
ملاحقة المسؤولين في تحركاتهم اليومية ـ لوم المسؤولين وانتقادهم أينما حلوا سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ـ تجميع قوى المعارضة في جبهة موحدة ـ الاعتكاف في دور العبادة أو الساحات العامة.
الضغط على المسؤولين
5
تمثيل مشاهد مسرحيات ساخرة أو ما يشبهها من الفنون الشعبية وعرضها في الأماكن العامة ـ عزف موسيقى تعبر عن مواقف معينة ـ الصدح بأناشيد وأغنيات تنطوي كلماتها على احتجاج.
استخدام ألوان معينة من الفنون
6
تنظيم المسيرات الاحتجاجية ـ تنظيم أنواع مختلفة من الاستعراضات ـ تنظيم مواكب في المناسبات الدينية لخدمة مواقف محددة ـ تنظيم مواكب بالسيارات.
تنظيم المواكب
7
تنظيم جنازات رمزية ـ إقامة صلاة الغائب ـ تنظيم زيارات جماعية للمقابر ـ إعلان الحداد السياسي في مناسبات معينة.
تأبين الموتى وتكريم الضحايا
8
التجمع من أجل الاحتجاج أو التأييد في أماكن متفق عليها ـ عقد لقاءات احتجاجية معلن عنها صراحة ـ عقد لقاءات احتجاجية رمزية ـ تنظيم الندوات والمؤتمرات الفكرية.
تنظيم تجمعات شعبية
9
الخروج من مكان معين لتوصيل رسالة احتجاجية ـ الالتحاف بالصمت تعبيرا عن الرفض ـ الامتناع عن المشاركة في تشريفات المسؤولين ـ التجاهل وإدارة الظهر احتجاجا على موقف معين في حضور مسؤولين ـ البقاء في البيوت.
الانسحاب والتنصل
10

 جدول رقم (3 )
ثانيا: أساليب اللاتعاون
اللاتعاون الاجتماعي
( النبذ)
اللاتعاون الاقتصادي
(المقاطعة )
اللاتعاون السياسي
(العصيان)

مقاطعة الأنشطة العامة المرتبطة بالنظام  الحاكم ـ مقاطعة أحداث محددة لها علاقة بالنظام ـ إبداء نوع من تبلد المشاعر حيال ما يتعرض له النظام ـ الامتناع عن التعاون مع النظام حين يحتاج إلى هذا ـ قيام رجال الدين بتحريم التعاون مع النظام ـ تعليق الأنشطة الاجتماعية والرياضية ـ مقاطعة هذه الأنشطة حال تنظيم النظام لها ـ الإضراب الطلابي ـ العصيان الاجتماعي ـ الانسحاب من المؤسسات الاجتماعية ـ المكوث في البيوت ـ الامتناع عن المشاركة في أي نشاط ينطوي على تأييد للنظام ـ الاعتكاف والخلوة ـ تنظيم هجرات احتجاجية إلى أماكن محددة ذات مغزى.

مقاطعة منتجات الشركات التي يرتبط أصحابها بالنظام الحاكم  ـ مقاطعة منتجات الدول التي تدعم النظام الحاكم ـ انتهاج سياسة التقشف للفت انتباه التجار إلى مطالب المعارضة ـ تنظيم الإضرابات العمالية ـ مقاطعة المنتجين للنظام والضن بمنتجاتهم عليه ـ مقاطعة المزودين والوكلاء لإمداد النظام بما يحتاجه ـ  مقاطعة التجار للأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالنظام ـ الامتناع عن تأجير أو بيع الممتلكات لأعوان النظام ـ تنظيم التجار لإضرابات عامة متقطعة ـ سحب الودائع من البنوك التي يعتمد النظام عليها ـ إضراب الفلاحين وعمال المزارع ـ تنظيم إضرابات في المنشآت الصناعية ـ التضامن مع أي قطاع أو منشأة تنظيم إضرابا ـ إضراب المهنيين ـ إضراب أحد الفروع الصناعية ـ الإضراب التصاعدي ـ الإضرابات المفاجئة ـ الإضراب عبر التباطؤ ـ الإضراب من خلال عدم التقيد باللوائح ـ تقديم استقالات جماعية من المؤسسات الحكومية أو المتعاونة مع النظام ـ تنظيم إضراب مؤقت ـ الإضراب العام.
سحب الولاء ـ رفض التأييد ـ كتابات ورسائل تدعو إلى المقاومة ـ مقاطعة الهيئات التشريعية ـ مقاطعة الانتخابات ـ مقاطعة الوظائف والمناصب الحكومية ـ مقاطعة المصالح والهيئات الحكومية ـ الانسحاب من المؤسسات الحكومية ـ مقاطعة المنظمات التي يدعمها النظام الحاكم ـ رفض مساعدة الجهات التنفيذية ـ إزالة إشارات وعلامات ولافتات مرتبطة بالنظام ـ المزاوجة بين المعارضة والامتثال الطفيف في مواجهة الضغوط ـ العصيان غير المباشر ـ رفض فض الحشود ـ الاعتصام ـ تنظيم عصيان مدني ضد القوانين غير الشرعية ـ امتناع موظفو الحكومة عن مساعدة أركان الحكومة ـ قطع خط المعلومات الصاعد من المستوى الأدنى إلى الأعلى ـ قطع خط الأوامر الصادر من المستوى الأعلى إلى الأدنى ـ المماطلة والإعاقة لإرباك الهيئات الحكومية ـ اللاتعاون الإداري مع الحكومة ـ تراخي متعمد وانتقائي حيال مؤسسات السلطة التنفيذية ـ نقل المواجهة مع النظام إلى المستوى الدولي ـ  سحب الاعتراف الدبلوماسي بالنظام الحاكم ـ قطع العلاقات الدبلوماسية نهائيا مع النظام ـ الانسحاب من المنظمات الدولية التي بها تمثيل للنظام الحاكم ـ رفض عضوية النظام في الهيئات الدولية ـ طرد ممثلي النظام من المنظمات الدولية.

جدول رقم (4 )
ثالثا: أساليب التدخل الفعال
التدخل النفسي
التدخل الجسدي
التدخل الاقتصادي
التدخل السياسي
الإضراب عن الطعام ـ الصيام الجماعي ـ المحاكمات الرمزية والمقلوبة لرموز النظام ـ شن حملات التشوية ونشر الشائعات ـ الاعتصام.
الاقتحام ـ الاعتراض الهادئ ـ إقامة حواجز ـ احتلال المؤسسات والمباني المرتبطة بالنظام من دون عنف.
الإضرابات ـ الإضراب في ثوب اعتصام ـ الاستغناء عن وسائل المواصلات الحكومية ـ إنشاء مؤسسات اقتصادية بديلة.
إرهاق المؤسسات البيروقراطية بالأعباء ـ فضح العملاء السريين للنظام ـ إظهار اللامبالاة في مواجهة عقوبة السجن ـ العصيان المدني للقوانين التي يستفيد منها النظام ـ تعطيل مواقع الإنترنت الحكومية ـ تشكيل حكومة ظل.

وهذه الأساليب للمقاومة المدنية مستخلصة من خبرات الشعوب في مختلف الأزمنة والأمكنة، ولذا فهي مفتوحة دوما أمام إبداع طرق جديدة تضاف إليها، وكذلك إعادة إنتاج الأساليب القديمة في سياقات مغايرة، طالما احتفظت بفاعلية ملموسة في تحقيق الأهداف التي يحددها المقاومون.
والمقاومة المدنية ترمي بالأساس إلى التغلب على العناصر التي تؤدي إلى خضوع الناس للسلطة حتى ولو كانت فاسدة ومستبدة، وطاعتهم لأولي الأمر وإن كانوا طغاة بغاة، إما بحكم اعتياد الرضوخ واستمرائه، أو للخوف من المساءلة والعقاب، أو وجود نوع من الالتزام الأخلاقي أو القيمي أو فهم خاطيء للدين يفرض طاعة السلطان مهما بغي وتجبر، أو مراعاة المصالح الشخصية التي ستضرر بل قد تنسف من جذورها حال خروج أصحابها على الحكم، أو إبدائهم أي درجة من التذمر ضده، علاوة على وجود ألوان من الروابط النفسية والعاطفية حيال حاكم بعينه أو إزاء فترة حكم بعينها، أو توافر مساحة من الانسجام مع بعض رجال السلطة، فضلا عن غياب الثقة بالنفس والتي تؤهل صاحبها ليجهر برأيه وموقفه. فمثل هذه الأسباب للطاعة العمياء والتي يبدو أن البعد النفسي حاكما وحاسما فيها، يصعب معها انتقال الناس إلى المقاومة السافرة أو المسلحة لمحتل غاصب أو حاكم ظالم أو أفكار وتقاليد متخلفة، وتصبح المقاومة المدنية هي الخيار الأنسب والأفضل.

0 التعليقات:

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون