الأحد، 26 سبتمبر 2010

تأجيل المجمعات الانتخابية.. الانشقاقات تعصف بـ"الوطني"

كتبت- شيماء جلال:
أكد خبراء سياسيون أن قرار تأجيل الحزب الوطني عقد المجمعات الانتخابية للمرة الثانية على التوالي إلى أوائل أكتوبر المقبل؛ يرجع بالأساس إلى تخوفه من حدوث عدد من الانشقاقات الداخلية، فضلاً عن أخذ مزيد من الاحتياطات لمواجهة مرشحي الإخوان، ووصفوا ما يجري بأنه أكبر دليل على حالة الارتباك الحادة التي يعيشها الحزب في الوقت الراهن.

وكان المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب، أمس، زعم أن الأمر يرجع إلى أسباب تنظيمية وإلى استكمال أوراق المرشحين، وذلك بعد أن ادَّعى مسئولو "الوطني" في أوائل الشهر الماضي أن النتيجة النهائية ستعلن عقب إجازة عيد الفطر مباشرة!.

الدكتور عمار علي حسن نائب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أكد أن الحزب شهد أزمةً شديدةً خلال الفترة الحالية، مشيرًا إلى أن الراغبين في الترشح يفوقون عدد مقاعد المجلس، وأضاف أن هناك صراعات داخلية وانشقاقات كبيرة؛ بسبب التربيطات التي عقدها الحزب في الخفاء مع بعض الأحزاب المعارضة، والتي ستحرم أعضاءه بالطبع من بعض مقاعد المجلس القادم؛ وهو ما أدَّى إلى زيادة حالة السخط في صفوفهم.
 
 الصورة غير متاحة
 د. عمار علي حسن
وأضاف لـ(إخوان أون لاين) أن الحزب يعاني سلسلةً من الصراعات التي تحيط به؛ نتيجة لكثرة الناقمين عليه ممن استبعدوا أو تم رفض أوراقهم واستبدالهم بمرشحين آخرين، موضحًا أن "الوطني" الآن يسعى للحصول على ورقتين متلازمتين من المرشحين، إحداهما خاصة بالترشح، والأخرى إقرار بعدم الانشقاق في حالة عدم فوزه أو استبعاده.

ويلفت إلى أن الحزب يشهد الآن حالة من التوتر الداخلي خوفًا من خروج الأعضاء المنشقين من عباءته لمساندة أحد مرشحي المعارضة أو المستقلين نكايةً في حزبهم الذي يتوقع أن يفقد ما تبقى من شعبيته في تتابع مستمر خلال الفترات الماضية.

وقلَّل من قيمة حديث عز عن تأجيل عقد المجمعات الانتخابية لظروف تنظيمية، ملمحًا إلى أن هناك دوائر بالفعل تمَّ حسمها لصالح كبار أقطاب الوطني، ومن بينها "الزيتون" للدكتور زكريا عزمي، و"السيدة زينب" للدكتور فتحي سرور، فضلاً عن أماكن ترشح الوزراء وهي الموضة الجديدة التي ابتدعها الحزب في انتخابات هذا العام.

وشدَّد على أن الحزب لا يوجد بداخله من يضحِّي في سبيل إنجاح فكرة إصلاحية أو مسار سياسي، مبينًا أن جميع المنضمين له طامعون في المقاعد والمناصب من أجل تحقيق مآربهم الخاصة، فضلاً عن غياب أي أيديولوجية؛ ما يعزِّز من حالة النزاع والتشرذم بداخله.

وتوقع أن يثور أعضاء الحزب على أعضاء لجنة السياسات خلال الفترة المقبلة؛ نتيجة علو وتيرة المصالح التي ستكون لسان المتطلعين للترشح خلال الانتخابات المقبلة.

 الصورة غير متاحة
 د. مجدي قرقر
أما الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل، جزم بأن السبب وراء قرار التأجيل يعود إلى حالة التخبط التي يشهدها الحزب، خاصةً أن الانشقاقات والخلافات من أكثر الأمور المتوقعة؛ نتيجة لسياسته التي يكيل فيها بمكيالين مع أعضائه ومرشحيه، مضيفًا أن الحزب ضحَّى بأحد مرشحيه نتيجة لنفوذ آخر.

وأشار إلى أن "الوطني" ينتظر حاليًّا إعلان موقف الإخوان الرسمي عن خوض الانتخابات حتى يتصدى لهم بالشكل الذي اعتدنا عليه، لا سيما أن تأجيل عقد المجمعات الانتخابية جاء للمرة الثانية رغم ضيق الوقت المتبقي.

ووصف مجمعات "الوطني" الانتخابية بأنها مسرحية هزيلة، أخرجها الحزب وأعضاء لجنته السياسية الذين يكتفون بممارسة الأدوار المرسومة لهم، مؤكدًا أن هناك بالفعل عددًا كبيرًا من المرشحين تمَّ الاستقرار عليهم واختيارهم دون أدنى هذه المجمعات.

فيما أبدى د. عبد الجليل مصطفى منسق الجمعية الوطنية للتغيير استنكاره لتصرفات "الوطني"، موضحًا أنه ليس حزبًا حقيقيًّا، وأن هذه التصرفات ليس لها واقع فعلي سياسي ناجح حتى يحسب أنه حزب سياسي.

ووصف أعضاء الحزب بأنهم عصابة من المنتفعين والمتآمرين، يسعون لبيع الوطن من أجل تحقيق أهدافهم الشخصية في الحصول على المقاعد بالبرلمان، معتبرًا أن ما يجريه الآن الحزب من استفتاءات ومجمعات انتخابية مجرد لعب كعادته المعهودة عنه دومًا قبيل أي عملية انتخابية.

وقال إنه علينا ألا نلتفت إلى ما يثيره الحزب من فترة إلى أخرى؛ لأنه ليس لديه جديد خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن جميع حيله تمَّ استنفادها.

0 التعليقات:

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون