تطلع علينا شمس عام دراسي جديد .. وأيامه تهيب بالجيل الجديد " يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلي يوم القيامة " فماذا أعددنا لعامنا الجديد بعد هذا النداء الصادق من ناجح مخلص أمين ؟!
إن من أولويات الإعداد المنوطة بالجيل المؤمن جيل النصر المنشود وهو يستقبل عامه الجديد أن يعقد العزم على ألا يدع يوماً من أيامه يمر به ساهياً لاهياً .. مفرطاً .. بل لينتهز شبابه قبل أن يعمر فينتكس في الخلق ، وليستعن بحيويته على دفع دماء الدعوة النقية الطاهرة في شرايين المجتمع الذي يعيش فيه ليسمو به فوق الضياع والتمزق ويتجه إلى النصر الصحيح والعزة والكرامة ، ويمسح من صفحات تاريخه كل بقعة سوداء لوثه بها كل عدو غاصب أو دخيل.
إن الله قسم الخلق إلي قسمين : " وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ، وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ " ، فكن يا قرة العين من أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين ثلاثة : مقتصد وسابق وظالم لنفسه " فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ " فكن يا حبة القلب من السابقين ولن تكون يوم القيامة عند الله بنسب أو جاه أو لقب أو مال فليس لهذا كله مثقال ذرة في موازين الحساب ، ولكنه القلب السليم والإيمان واليقين والجد والجهد وحب الخير للعاملين " يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ".
فهل لنا في عامنا هذا أن نقدم بين إطلالته الحلوة الندية عهداً مع الله أن نترك ما ألفنا واعتدنا وأن نخرج للناس في خلق الداعية الأمين، الرجل الصادق الكريم، المستهين بكل قوى الأرض اعتصاماً برب العالمين، المهذب المتواضع الرصين.
إن الطريق أيها الأحباب رسمه الإسلام وحدد معالمه، وأنتم مطمع الآمال، فلتمضوا في الطريق مجاهدين ومثابرين رافعين لواء الدعوة عالياً خفاقاً عزيز الجانب منيع الرحاب، ولتقووا سواعدكم ولترسخوا إيمانكم تخضع الدنيا لكم، ولتعلموا منتظرين النصر من الله " إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "
فالله معكم أيها الأحباب في عام جديد وهمة عالية نخط سويا معالم التقدم والازدهار العلمي والثقافي ، لنكون سويا في ركب العلماء والمتفوقين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق