أقبل آراء ولدك ولا تحقرها :
هذه الوسيلة تصلح مع ولدك عندما يميز ويحسن بذاته ويعي ما حوله .. ويحس بألم عندما لا تقبل آراءه .. بل يتطور الأمر إلى فقدان الثقة بنفسه .
لا تقتل موهبة طفلك :
بل أقول لا تقتل طفلك .. فعدم المبالاة لكلامه وآرائه سبيل من سبل قتله .. أما الاهتمام بفكره ورأيه واقتراحه وملاحظات سبيل من سبل تفجير إبداعه وعبقريته .. فلا للقهر .. ولا لقصف أقلام أطفالنا.. ولا لعدم قبول أرائهم وإن كانت مخالفة لرأينا نحن الكبار .. فلابد من تربيتهم على الرأي والرأي الآخر .
أين تقديرك له ؟!:
أين تقديرك له في أفكاره الصغيرة البسيطة المناسبة لعقله وفكره ؟!
أين تقديرك له عندما يذكر فكرة تسبقك أنت في رأيك ؟!
أين تقديرك له عندما يُخبرك بفكرة جديدة لمخترع جديد مثلاً ؟!
أين تقديرك له عندما يتكلم في عظائم الأمور على طفولته ؟!
( .. فيجب أن يعامل الطفل على أنه فرد له قيمته .. وأن جهده ووجوده لازمان للآخرين .. ويمكن تحقيق إحساسه بالأهمية لقيامه بخدمات بسيطة للآخرين ممن حوله .. والإسهام على قدر طاقته في الأنشطة المنزلية : كالكنس وإزالة التراب من الأثاث .. فلا يصح أبدأً أن يكلم الأب الصغير فيقول له : ابتعد عنى أنت لا زلت صغيراً .. أو وما شأنك أنت بهذا الكلام ؟! .. أو هذه أشياء تخص الكبار فقط أما أنت فمازلت صغيراً .. فلا غرو بعد ذلك أن تجده يذهب إلى بنت الجيران التي تقدره أو أصدقاء السوء الذين يهتمون بشأنه وكلامه وفكره ورأيه
من هدى النبوة :
جاء غلام إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : إني أُريد هذه الناحية للحج .. قال : فمشى النبي – صلى الله عليه وسلم – فرفع رأسه إليه .. فقال : يا غلام زودك الله التقوى .. ووجهك في الخير .. وكفاك الهم فلما رجع .. سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم – فرفع رأسه إليه .. فقال : قبل الله حجك .. وكفر ذنبك .. وأخلف نفقتك .. رواه الطبراني
فالنبي – صلى الله عليه وسلم – يمشى مع الصغير .. بل ويودعه ويوصيه ويدعوا له .. محترماً حلمه وأمنيته مهما كان صغيراً .. إنه التشجيع .. والإثابة .. والحث والدفع للإمام .. لا الاستهانة .. والتحقير .. والسخرية ..
ماذا لو جاء ولدك يخبرك عن أمنيته بالذهاب لفلسطين ليجاهد في سبيل ربه ؟!
بما ذا سترد على ولدك عندما يخبرك بفكرة مخترع له ؟!
ما قولك له عندما يعلمك بأمنيته أن يحلم بأن يمتلك أموالاً كثيرة ينفع بها من حوله ؟! "8"
صلى الله عليك يا رسول الله .. يا أفضل معلماً للبشرية على الإطلاق ..
ومن الواقع :
اذكر هذا الشاب المتفوق في دراسته .. المعروف بأخلاقه وتدينه .. المتميز بعلاقاته الاجتماعية الواسعة .. ومع هذا كله لم يكن هذا الشاب يحس بعاطفة نحو بيته وأسرته .. فقد يكون هناك أمر هام جداً في أسرته وهو واقف مكتوف اليد بارد العاطفة ..أتدرون ما سر هذا الموقف الغريب الغير المتوقع من شخص كهذا ؟! .. إن فتانا هذا وهو صغير كان والديه يخرجاه من حجرتهما أثناء مناقشتهما للأمور الهامة استصغار له .. مما شبه على عدم الإحساس بالبيت .. وعلى عدم الاهتمام برأيه في هذا المكان .. وبعدم أهميته فيه .. فهرب من هذا المكان الذي لا يجد فيه نفسه .. ولا يُحترم فيه رأيه إلى أي مكان آخر يجد فيه نفسه يجد فيه ما فقده في بيته
كتبه : محمود القلعاوى
0 التعليقات:
إرسال تعليق