ذكرت الحياة، 26/3/2010 من الناصرة عن أسعد تلحمي، أن رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عاد من واشنطن بـ "مسودة تفاهمات" قال انه يحتاج الى موافقة حكومته عليها قبل توقيعها، وتتضمن 13 مطلباً اميركياً تشكل في مجملها خطوات لاعادة بناء الثقة.
غير ان نتانياهو اشار قبل مغادرته واشنطن الى احراز تقدم، وصرح للاذاعة العسكرية الاسرائيلية: "وجدنا النقطة الوسطية بالتمام بين السياسة التقليدية التي انتهجتها كل حكومات اسرائيل ورغبتنا في ايجاد السبل لاعادة تحريك عملية السلام. يمكننا القول اننا تقدمنا".
وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس ان فريقيْن اميركي واسرائيلي التقيا في واشنطن قبل ساعات من مغادرة نتانياهو بهدف صوغ وثيقة تلخص الخطوات الواجب على اسرائيل اتخاذها من اجل المساعدة على استئناف المفاوضات. واضافت ان المسؤولين الاميركيين كانوا يأملون في التوقيع على وثيقة مشتركة تلخص هذه التفاهمات، الا ان نتانياهو فضل ان يأخذ موافقة منتدى السباعية على هذه الوثيقة.
في السياق نفسه، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" ان مسؤولين اميركيين واسرائيليين يعملون على "مسودة" تتناول القضايا التي هناك حاجة لحلها، وبينها القدس، تمهيداً لاستئناف المفاوضات. واضافت ان نتانياهو سيحاول تسويق هذه التفاهمات لدى حكومته، فيما سيتولى ميتشل تسويقها لدى العرب والفلسطينيين.
وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان اوباما قدم 13 مطلبا لاسرائيل تمثل "خطوات لبناء الثقة" مع الفلسطينيين تساعدهم في العودة الى المفاوضات، و"توقع اجوبة ايجابية عليها". واضافت ان في مقدم هذه المطالب تعليق البناء في المستوطنات بعد انتهاء فترة التعليق في ايلول (سبتمبر) المقبل ولجم البناء في القدس الشرقية والاحياء الفلسطينية، ونقل مناطق اخرى في الضفة الغربية لسيطرة السلطة الفلسطينية، واطلاق ألف اسير، وان تعرض اسرائيل قريباً مواقفها من قضايا اللاجئين والحدود والقدس، وان توافق على استكمال مفاوضات الحل الدائم في غضون عامين.
ورأت صحف اسرائيلية ان مطالب اوباما لن تكون مقبولة لدى الحكومة اليمينية، وانها تضع نتانياهو امام احد خيارين: اما قبول المطالب بثمن انهيار الاتئلاف الحكومي، او رفضها وخسارة الدعم الاميركي لاسرائيل، خصوصا في الملف الايراني. وكتبت "هآرتس" ان اسرائيل باتت تخشى ان تبحث الادارة الاميركية مسألة السلاح النووي الاسرائيلي علناً خلال مؤتمر يعتزم اوباما على عقده خلال اسابيع في شأن الحد من انتشار السلاح النووي.
وأضافت الشرق الأوسط، 26/3/2010 من تل أبيب عن نظير مجلي، أنه ومع عودة نتنياهو، إلى تل أبيب، أمس، أجمع الإسرائيليون على أنه فشل فشلا ذريعا في تحقيق أهداف الزيارة، وأن الرئيس الأميركي، أوباما، أهانه بشكل شخصي عدة مرات وليس فقط ردا على إهانات إسرائيل، بل كتعبير عن سياسة وأجواء جديدة في واشنطن. وفي ضوء ذلك، انطلقت اقتراحات مختلفة لإحداث تغييرات في تركيبة الحكومة، وضرورة التخلص من أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة واستبداله بحزب "كديما" المعارض بقيادة تسيبي ليفني، الذي يعتبر مقربا من الإدارة الأميركية. وحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الأزمة تفاقمت بسبب النشر في إسرائيل، عن خطتين لبناء 20 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. وجاء النشر في إسرائيل، قبل نصف ساعة من لقاء نتنياهو مع أوباما. وقد سأل أوباما نتنياهو عن قصة هذا المشروع، فأجاب بأنه فوجئ مثله، وأنه فحص ما جرى فقيل له إن هذه أمور إجرائية. وراح يفسر لأوباما ما كان شرحه لكلينتون، من أن قرارات المصادقة على البناء هي من اختصاص لجان صغيرة وبسيطة ولا تتم بقرارات الحكومة. لكن أوباما رفض الاقتناع بذلك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق