الثلاثاء، 11 يناير 2011

من فجر كنيسة القديسين؟!! (1)





لن أقف طويلاً على تفاصيل ما حدث ولكنى سألقى هنا الضوء على من يقف وراء هذا التفجير، هناك عدة جهات يمكن توجيه أصابع الإتهام لها فى هذا الذى حدث:

1. "القاعدة" وهذا تنظيم لا وجود له، تماما مثل زيف تواجده في بلدان الساحل الإفريقي. إنه يظهر هنا وهناك حسب الحاجة مثل لعبة الحاوي. هذا لا يعني وجود شباب مسلمين مغلوطين يتبعون خدعة الحاوي في كل مكان.
2. النظام الحاكم ذاته: ممكن لأنه مستفيد جدا من العملية. سيوظف الشعور بالخطر على الوحدة الوطنية لتقديم نفسه أنه الحارس والحامي لمصر. وسيوظف هذه الفاجعة لمزيد من إضعاف المعارضة.
لكن مستبعد عندي أن يقوم بمثل هذا على الأقل في الوقت الراهن. لأن الوسيلة عفنة جدا وخطيرة ومغامرة لا يلجؤ النظام إليها وله بدائل أخرى أقل مخاطرة. مع هذا سيستغل هذه الحادثة لتسجيل أقصى المكاسب السياسية والأمنية وخاصة مشروع التوريث ولو بعد حين.
3. الكنيسة القبطية ذاتها: لها مصلحة وإن كانت الضربة موجعة. فإنها ستستفيد من مكاسب جديدة وستحصل على ما لم تحصل عليه من قبل من الدعم الداخلي والخارجي وتجنيد أتباعها لأن الخطر على المصير يوحد. لكن مستبعد لنفس الأسباب التي قدمناها للنظام
تبقى إسرائيل وحلفاؤها؟
4. إسرائيل: وهذا الإحتمال الذي أحبذه. قامت به ليس لزعزعة إستقرار النظام المصري بل على العكس، لتقديم خدمة له وتثبيته. النظام الذي حاصر إخواننا في غزة ويحمي الحدود الإسرائيلية في شمال سيناء ويثبط القضايا العربية ويبقي توازنا لصالح إسرائيل في المنطقة هو الذي يجب إبقاؤه بكل السبل من وجهة مصلحة إسرائيل الحيوية. كما أنها تحظر ورقة التقسيم الطائفي والفوضى الخلاقة للمستقبل في حالة لا قدر الله -من وجهة نظرهم- تغير النظام القائم فعلا. لذا علينا أن نلاحظ توقيت هذا العمل الشنيع وكأنه تريث حتى يعطي للحزب الوطني الحاكم راحة وكل الوقت لطبخ إنتخابات تشريعية هزلية ثم عقد مؤتمره الوطني بكل أريحية حاملا رايات الإنتصار. إذا النظام الحاكم ليس مستهدفا بهذه العملية بل بالعكس هذه العملية هي خدمة من صديق حميم لحليف سيوظفها في إعادة إحياء مشروع التوريث ولو بطريقة متدرجة. ومصر مقدمة على الإنتخابات الرياسية وهذا المشروع تحرص عليه إسرائيل وأمريكا أكثر من النظام نفسه.
لذا علينا أن نحذر من مثل هذه الضربات الموجهة لوحدة الوطن لأن اليهود يمكن أن يكرروا مثل هذه الضربات فى المستقبل القريب. فكلما اقتربوا من هدفهم في التغيير كلما زادت الضربات وهذا يصدق على جميع المنطقة. وما يحدث فى السودان منا ببعيد....

وللحديث بقية

خالد جمال

0 التعليقات:

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون