الأحد، 28 فبراير 2010

ورطة الحزب الوطني!!



لا شك أن هناك أزمةً خطيرةً تواجه الحزب الوطني، والتعامل معها يدلُّ على حالة من التخبُّط والتوتُّر والعشوائية في المعالجة، ومن تلك الأزمات:
- الأداء المتدنِّي في البرلمان من أعضاء الحزب الوطني، الذين نجح معظمهم بالتزوير، أو استولى عليهم الحزب بالعصا والجزرة بعد الانتخابات الأخيرة في 2005م، وقد وضح ذلك من الأسلوب المبتذل الذي تخاطَب به هؤلاء النواب مع غيرهم سبًّا وشتمًا، مع توجيه إهانات متكررة للشعب المصري بعد سبِّ الدين له من وزراء ونواب، وهجوم شارك فيه أحيانًا رئيس المجلس الذي فقد السيطرة على نواب الأغلبية داخل وخارج المجلس الذي كان موقرًا.
- توالي الاتهامات لأعضاء الحزب، نوابًا ورجال أعمال، في قضايا فساد وبلطجة وكلها جنائية، والحزب بين نارين؛ أن يستمر فضح رموزه وتساقطهم مع ادِّعاء الشفافية أو التستُّر عليهم، وإثارة الشعب، وزيادة غضبه، وفقدان ثقته في حكومة الحزب، وما يترتب على ذلك من حالة احتقان، واكتئاب ويأس من التغيير للأحسن.
- نجاح أكبر فصيل معارض، وهو الإخوان، في تقديم نموذج متألِّق في انتخابات داخلية، وتداول سلطة بقدر كبير من الشفافية؛ حتى صار لهم مرشدٌ سابقٌ على قيد الحياة، وهو ما جعل الوعي المصري واللا وعي يقارن ما حدث داخل الإخوان على كلِّ ما أحدثه من صخب، ومع ما يجري داخل الحزب الوطني بل والأحزاب الأخرى.
- عودة الدكتور البرادعي لمصر في ظل حالة من الفرح لدى قطاع من الشعب المصري، كأن الفرج قد أتى والمشكلات قد حُلَّت، وذلك في محاولة لتجاوز حالة اليأس التي زرعها النظام المصري في نفوس المصريين، ووسط استقبال حافل في المطار؛ ما يسبِّب حرجًا شديدًا عندما تتضح الصورة، ويفاجأ العالم كلُّه بأن شخصيةً بقدر الدكتور البرادعي الدولية وذات التاريخ المشرِّف والعلاقات المتعدِّدة على المستوى العالمي لا تستطيع أن ترشِّح نفسها لرئاسة البلاد في ظل مواد دستورية ظالمة، ومناخ قابض، وعسكرة للحياة في مصر؛ ليقفز السؤال: إذن ماذا يفعل من هم أقل منه عندما يريد أن يمارس حقًّا له في وطنه؟!
- التدهور السريع في الحياة المعيشية والأساسية للمواطنين المصريين، وانهيار قيم العدالة والمساواة، وانعدام الحرية الناجزة لا شك أنه يُربك النظام المصري المُقْدِم على انتخابات برلمانية ورئاسية مقبلة، في ظلِّ عجزه عن وقف هذا التدهور، وعنفه في مواجهة حالة التمرد على الواقع، التي اجتاحت كل فئات الشعب المصري؛ ما يولِّد حالة غضب وفوضى لا يعلم إلا الله كيف ستنتهي.
هل ترون معي أن الأزمة ربما أخطر من حصرها في مقال، وبالتالي ربما يلجأ النظام العاجز إلى مزيد من العنف؛ لمواجهة هذه الأزمة التي يعاني منها بسبب فساده وإفساده واستبداده وظلمه وجبروته؟ وهل تؤمن معي أنه كلما ازداد ظلام الليل واشتدَّت الأزمة، كان الفجر أقرب والانفراجة على وشك التحقق إن شاء الله؟!

0 التعليقات:

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون