الأربعاء، 14 يوليو 2010

ألغام في طريق الجمعية الوطنية للتغيير!

Slide 1






بقلم: محمد السروجي
خليطٌ من المشاعر المتوافقة حينًا والمتضاربة في كثير من الأحيان، الطموح والأمل، الترقب والحذر، اليأس والإحباط، مناخ متقلب وغير مستقر، لكنه يعكس المزاج المصري العام الذي تفاعل مع الجمعية الوطنية للتغيير؛ أملاً في الخروج من النفق المظلم الذي فرضه نظام الحكم المستبد الفاسد.

الجمعية كيان شعبي انضمَّ إليه نخبة فكرية مميزة، وبعض القوى الوطنية، والقليل من الأحزاب السياسية، فضلاً عن قطاع عريض من الشباب الوطني المتحمِّس؛ الذي لم يجد نفسه في كثير من الكيانات الموجودة فكانت الجمعية الإطار الذي ينشده، ويعلّق عليه الكثير من الآمال.

هذا الكيان، الوليد تنظيميًّا، يمتلك العديد من نقاط القوة والفرص المتاحة، كما يعاني أيضًا الكثير من نقاط الضعف والتهديدات التي تمثل ألغامًا في طريق التغيير المنشود، أطرحها للتعاطي الفاعل معها؛ حفاظًا على الكيان الوليد أمل المصريين في التغيير.

الفرص المتاحة
** أشواق المصريين، باختلاف أفكارهم وأطيافهم، إلى التغيير والخروج من مناخ الانسداد والركود والتخلُّف الذي نعانيه منذ عقود.

** وجود رموز فكرية وسياسية ذات تاريخ ناصع ومشرِّف، لم يلوثْها الاستبداد والفساد سمة نظام الحكم بجناحيه الحزبي والحكومي.

** التفاف قطاع عريض من الشباب الوطني المتحمِّس المؤمن بالتغيير والمتحرِّر من عقدة الخوف والمستعد لتحمل التبعات.

** وجود مساحة كبيرة من الأفكار والمطالب العادلة والمشروعة والممكنة المتفق عليها بين مكونات الجمعية الوطنية؛ ما يعزِّز ثقافة العمل المشترك.

** سلمية الفعاليات- رغم تلقائيتها- وسهولتها، وقلة الكلفة الأمنية لها؛ ما يشجِّع جموع المصريين للمشاركة الآمنة.

** التوظيف الأمثل للأحداث التي تمر بها مصر؛ بسبب إخفاقات نظام الحكم على المستوى الحقوقي والقانوني والمعيشي.

** حالة الحراك الاجتماعي والسياسي غير المسبوق الذي يعيشه الشارع المصري.

** الفعل التراكمي والاعتماد على شبكة العلاقات المجتمعية لدى النخب والأحزاب والقوى الوطنية المشاركة "توفير الوقت والجهد والإمكانات".

** الرهان على الشعب المصري دون غيره في التغيير؛ ما يضمن عدم تورُّط الجمعية في علاقات غير آمنة، أو اتهامها بالعمل لأجندات خارجية "فزاعة النظام".

التهديدات "ألغام في الطريق"
** أزمة الثقة التي يعانيها المشهد السياسي المصري وتعانيها مكونات الجمعية الوطنية كجزء من المشهد.

** المناكفات الشخصية لبعض مكوِّنات الجمعية التي يتمُّ استدعاؤها لتصفية الحسابات القديمة بين بعض الأطراف.

** غياب التنسيق في بعض الفعاليات والتصريحات ما يوهم بالتضارب والاختلاف.

** المحاولات المتكرِّرة من النظام وفرق الموالاة لتعكير الصفو أو استيعاب البعض بصور مختلفة؛ أملاً في شقِّ الصف.

** ضعف ثقافة العمل المشترك، وهو ميراث ثقافي مصري؛ بسبب نظم حكم الاستبداد والفساد المسيطرة منذ أكثر من نصف قرن.

مقترحات للتعاطي
** عدم الرهان على كثرة الفعاليات، بل يكون على النتائج والأهداف المرجوة توفيرًا للوقت والجهد، وتأكيدًا لسياسة طول النفس التي يراهن النظام على قصره.

** تحديد أكثر من متحدث إعلامي باسم الجمعية، والاتفاق على مضامين التصريحات مع اختلاف لغة التعبير والصياغة.

** عدم خروج نقاط الخلاف وما يبدو أنها مشكلات للإعلام إلا بعد عرضها على الهيئة العليا وتعلن من خلالها في مؤتمر صحفي وليس عن طريق تصريحات لأشخاص.

** منع الاتصال الفردي بالنظام ورموزه ويكون الاتصال مؤسسيًّا بالاتفاق، ويعلن فورًا عن مضمونه؛ حتى لا تتهم الجمعية بالدخول في صفقات.

** الاتصال المباشر من قبل الهيئة العليا بمن صدر عنه أو نسب إليه أقوال أو أفعال لم يتفق عليها للتثبت والتعاطي الرشيد.

وأخيرًا.. أودُّ أن نستشعر جميعًا أن الجمعية الوطنية- بمكوناتها ومشروعها- أصبحت أمل ملايين المصريين في التغيير المنشود، وأن حماية وحراسة هذا الأمل أصبحت بالتالي فريضةً شرعيةً ومسئوليةً وطنيةً ومطلبَ شعب، بل واستحقاقًا تاريخيًّا للجماعة الوطنية المصرية..
حفظك الله يا مصر.

0 التعليقات:

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون