الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

الحب والتآلف في الله .. الإمام حسن البنا




الحمد لله الغنى الكريم، الرؤوف الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وصفيه وخيرته من خلقه، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبع هداهم إلى يوم الدين. 
أما بعد فيا عباد الله، خلقكم الله من نفس واحدة، وأبوكم آدم وأمكم حواء، فأنتم إخوة فى الجنس والنسب إخوة فى الأصل والحسب، فذلك قول الله تعالى: “ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا “ ( الحجرات: 13 ).
 ثم ألف بين قلوبكم بنعمة الإسلام وأخوة الإيمان، فناداكم القرآن الكريم: “ إنما المؤمنون إخوة “ ( الحجرات: 10 )، ومن عليكم بهذه النعمة فقال:“ واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءاً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً “ ( آل عمران: 103 ).

وناداكم الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم بقوله: “ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً “، وقوله: “ لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا “.
وقوله: “ لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً “.
ووعدكم الله على ذلك جزيل الثواب، وعظيم الأجر، فقال تعالى: “ أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم “ ( التوبة: 71 )، فماذا فعلتم فى هذه الأخوة يا عباد الله ؟ نسيتم حقوقها، وأهملتم أمرها، وقطعتم رابطتها، وفككتم أوصالها، وأصبح المسلمون اليوم مختلفة قلوبهم، مشتتة أهواؤهم، متباعدة عواطفهم بعد أن كانوا على قلب رجل واحد.
فماذا يكون جوابكم إذا وقفتم بين يدى ربكم فسألكم:
أمرتكم بالأخوة فهل تآخيتم ؟
وأمرتكم بالمحبة فيما بينكم فهل تحاببتم ؟
وأمرتكم بالتواصل والتراحم والتعارف فهل تواصلتم وتراحمتم ؟
وكيف يكون موقفكم إذا سألكم الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فلم تجدوا لسؤاله جواباً ؟
علام تنسون الأخوة والحب يا عباد الله ؟
أتتحاسدون والحسد لا يغنى ولا يفيد ؟
أتتباغضون والبغض لا ينتج إلا العناء الشديد ؟
أم تتنافسون على حطام هذه الدنيا وهو ظل زائل وعرض حائل، وما عندكم نفد وما عند الله باق ؟.
فاتقوا الله عباد الله، وصلوا ما أمر به أن يوصل، وكونوا من المؤمنين الذين وصفهم الله بالحب والأخوة، ولا تكونوا كالمنافقين الذين وصفهم الله تعالى بقوله: “ تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون “ ( الحشر: 14 ).
تحابوا فيما بينكم، وتواصلوا وتوادوا، واتركوا البغضاء والشحناء والأحقاد والخصومات، وأريحوا ضمائركم وقلوبكم من عناء التخاصم والتشاحن، وأسعدوا قلوبكم بسعادة المحبة والتوادد، فإن أسعد الناس يوم القيامة رجل أسلم لله وجهه، وأخلص للناس قوله وعمله.
وتصوروا شخصين
أحدهم يألف الناس ويألفونه ويحبهم ويحبونه،
والآخر: كثير الأعداء دائم البغضاء،
أيهما أصلح حالاً وأسعد بالاً وأهنأ ضميراً وأسلم عاقبة ؟.
ذلك فى الدنيا، فما بالكم بالآخرة، وقد ورد فى الحديث: “ إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم “ ؟.
“ أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير “ ( آل عمران: 162 ).
فاتقوا الله عباد الله، وأصلحوا ذات بينكم واشتغلوا بربكم وطهروا سرائركم، واذكروا يوماً ترجعون فيه إلى الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، “ ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على الآخر ويتصافحان إلا كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشراً بصاحبه “.

 مجلة الإخوان المسلمين - السنة الثانية - العدد 7 - ص 5،6 - 2 ربيع الأول 1353هـ / 15 يونيو 1934 م

هل معك بطاقة إنتخابية ؟



معاك بطاقة انتخابية ؟!!!

بداية أردت أن أطرح سؤالا هاما آلا وهو هل معك بطاقة إنتخابية ؟ إذا كانت الإجابة بنعم فـ هل تدلي بصوتك في الإنتخابات سواءً أن كانت مجلس شعب أو رئاسة أو ماشابه؟
هنا لن أسال لمن تدلي بصوتك ولكن الاهم أنك بالفعل تشارك .. ولكن قد يقول البعض أن النتائج معروفةومحسومة .. أتدري لما هي محسومة ومعروفة ؟ لأنك أنت من حسمتها . حسمتها بعدم إدلاء صوتك لمن يستحق من وجهة نظرك . حسمتها حينما تصرفت بسلبية وتحدثت لنفسك قائلا "مهما أنتخبت فالفائز معروف" فأقسم بالله أن الفائز عرف في إنتخابات صامتة والحركة فيها لعدد محدود من الإيجابيين المشاركين إذا لابد من وقفة هل تريد التغيير ؟ فإذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع .. أفعل ماعليك فعله وإنتظر الفرج من بين يدي الله .. ولاتفعل كما فعل بني إسرائيل مع سيدنا موسي عليه السلام إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون. المائدة 47 "
يقول الله تعالي إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .الرعد 11"
لذا من أراد أن يغير فعليه أن يتغير .. عليه أن يأخذ بالأسباب ولذلك أرجوك إسأل نفسك إن كان معك بطاقة إنتخابية أم لا؟
وإن لم يكن معك فالآن عليك أن تقوم بإستخراجها .. كيف ذلك ؟ كل ماعليك فعله أن تذهب إلي قسم الشرطة التابع له عنوانك ومعك بطاقتك وصورة منها وتعطي الصورة والأصل للموظف المسئول للإطلاع ثم إعطائك أصل البطاقة مرة أخري ومن ثم ستقوم بملئ إستمارة وتوقعها من موظف آخر في أقل من دقيقتين وتعطيها للموظف الأول سيعطيك رقم في ورقة إحتفظ بها حتي التاريخ الذي ستستلم فيه البطاقة الإنتخابية لإستخدامها في كافة الإنتخابات القادمة وفي الغالب ميعاد تسليمها شهر مايو من كل عام..
ومن حسن الحظ أنك الآن تستطيع أن تستخرج بطاقة إنتخابية .. فأرجو أن تسارع وتأخذ موقف ولاتقول"هي جت عليانعم صوتك وصوتي سيحدث الفارق فإن تحركنا وتوكلنا علي الله وبدأنا في مستقبل بلدنا الحبيب . أقسم بالله بأن الوضع سيتغير إلي الأفضل أيا أن كانت ميولك أو إختيارتك ولكن عليك أن تختار .. عليك أن تدلي بصوتك .. ولكي أثبت لك أن صوتك سيحدث الفارق إليك إحصائيات من واقع الانتخابات الرئاسية السابقة في دولة تعداد سكانها تجاوز الـ 83 مليون مواطن.
لقد قام بالتصويت علي الانتخابات 7305036 "سبعة مليون مواطن !!!" مايعادل 10 % تقريبا من تعداد سكان مصر !!!!!! إذاً 90 % أي مايعادل 70 مليون مجرد متابعين ومنتظرين ..
إذاً صوتك يحدث الفارق لامحالة لذا أرجو أن ندعو كل معارفنا لإستخراج بطاقة إنتخابية ويدلي بصوته لمن أراد كائنا من كان لأن لكل منا ميوله وإختيارته التي سيسأله عنها الله. ولكن نسعي للخطوة الاوليآلا وهي بطاقة الإختيار أو بطاقة الإنتخاب.
وتذكر أن فترة التسجيل بالجداول الإنتخابية ثلاثة شهور تبدأ من يوم نوفمبر إلى 31 يناير من كلعام.. وذلك لمختلف الإنتخابات القادمة سواء مجلس الشعب أو مجلس الشورى أو الإنتخابات الرئاسية أو المجالس المحلية. فأمامك من الأن شهر وإسبوع من تاريخنا هذا 25 ديسمبر 2009.
وتذكر أيضا أن كل من تجاوز عمره 18 سنة له الحق في إستخراج البطاقة الانتخابية سواء أن كان ذكر أو أنثي مادمت تحمل بطاقة شخصية.
وتذكر أن عملية التسجيل تتم مجاناً وبدون أية رسوم.
أعلم كل العلم أن في الإتحاد قوة وفي الفرقة ضعف فلما لا نتحد علي موقف واحد آلا وهو إستخراج بطاقة إنتخابية والإدلاء بصوتنا .. وأعلم أنك متي أردت الخير فهو آت لامحالة.
فلنتذكر حكمة الله في الخلق ،، والتي عبر عنها إمام هذا العصر الشعراوي رحمه الله ،، لن يحكم أحدا في ملك الله بغير مراد الله ،، ولن يضار أحد في ملك الله بغير مراد الله.


الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

الدكتور محمد حبيب فى أول حوار له : الجماعة معشوقتي وحياتي وروحي ، ومستعد للعمل فى أي موقع بها




  


28/12/2009

نافذة مصر / اليوم السابع :
أكد د.محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان أنه مازال النائب الأول للمرشد، كما أنه مازال عضوا فى مكتب الإرشاد العالمى ومجلس الشورى العالمى الذى تنتهى مدته فى أواخر 2011، وعضوا فى مجلس شورى الجماعة بمصر.
وقال حبيب – فى اتصال هاتفى من أسيوط لليوم السابع– أنه عاد إلى جامعة أسيوط لاستكمال محاضرات طلابه لاقتراب موعد الامتحانات، نافيا انقطاعه عن القاهرة أو مقر الجماعة الذى يعتبرها معشوقته وحياته وروحه، ولا يوجد أحد يغدر بمحبوبته، ولا ينأى بنفسه عن معشوقته، مؤكدا أنه سيعمل ويساند من يختاره أعضاء مكتب الإرشاد لقيادة الجماعة الفترة القادمة، ومستعد للعمل فى أى موقع ولا يتردد فى هذا، موضحا أنه أثبت باعتراضه على إجراءات بعينها وطريقتها، موقفه فقط خلال الفترة الماضية وتوقف عند هذا الحد ويتمنى التوفيق لمن اختارهم مجلس الشورى فى مواقعهم الجديدة، مناشداً أعضاء مكتب الإرشاد الجديد أن لا يلتفتوا إلى الوراء وألا يهتموا بأمره ولا ينشغلوا بشخصه.
وأضاف حبيب "لولا الجماعة التى هى عقلى ووجدانى ما كان محمد حبيب"، مشيرا إلى أنه عاش فترة من شبابه لا هدف ولا رسالة ولم يشعر بكيانه إلا بانتمائه للجماعة، وأنها ألهمته الفكر والإبداع، ولولاها ما كانت هذه المكانة، مشددا على أنه لن يدخر جهدا فى دعم ومساندة من كانوا نماذج للعمل فى الجماعة.
كما تحدث حبيب عن د / محمود عزت قائلا :  "د.عزت شأنه شأن أى أخ يعمل فى الجماعة لدعوته ولا نشكك فى إخلاصه ولا فى جهده وتضحياته وأسأل الله أن يوفقهم".
وذكر حبيب أن ما يهمه الآن هو الدعوة والجماعة والمشروع الحضارى والنهضوى الذى أرساه حسن البنا، وحول ما سيقوم به الفترة المقبلة والموقع الذى يشغله أو سيعمل فيه تنظيميا، موضحا أن لديه الكثير من المجالات والميادين المتنوعة التى يستطيع أن يفيد فيها، لافتا الانتباه إلى أنه بصرف النظر عن المنصب أو موقعه كنائب أول للمرشد فهو فرد فى الجماعة، ويعمل لله، ويتمنى أن يتقبل منه، وأنه جاهز لأى موقع يحتاجه فيه إخوانه يفيد به الجماعة.
وأكد حبيب  أنه حريص  على وحدة الصف وتماسك الجماعة وقوتها وحيويتها لرفع مناعتها وقوتها بما يجعلها قادرة على القيام بمسئولياتها وأعبائها وهى كثيرة، فضلا عن أنها تعبر عن أمال الأمة وليس فى مصر وحدها بل فى العالمين العربى والإسلامى، مؤكدا أن الجماعة مطالبة بأن ترتقى إلى مستوى التحديات التى لا تواجهها هى فقط بل تواجه الأمة، مختتما بأن الجماعة ليست أفراداً، ولكنها فكر ومنهج وتنظيم، والأفراد يأتون ويذهبون، وتبقى الجماعة إلى غايتها وفى طريقها.



الأحد، 27 ديسمبر 2009

الإخوان المسلمون والأحداث الجارية

إن جماعة الإخوان المسلمين بفضل الله تعالى تحمل رسالةً وفكرةً ومنهجًا ونظامًا؛ انطلاقًا من المنهج الإسلامي الأصيل، كما أنها تحمل المبادئ والقيم الأساسية التي تلتزم بها ولا تحيد عنها؛ لأنه أمر دين نتعبد به لله سبحانه وتعالى، وفي ضوء الأحداث الجارية وما يثار حولها إعلاميًّا نؤكد ما يلي:

أولاً: أننا أصحاب مبادئ ورسالة وسنظل بإذن الله تعالى محافظين عليها؛ مهما تكن الضغوط التي نتعرض لها، وأن هذه الجماعة المباركة قد قامت على قوة العقيدة والإيمان، وقوة الحب والإخاء .. ونحن بإذن الله تعالى على ذلك العهد سائرون تتآلف قلوبنا وأرواحنا؛ مهما اختلفت آراؤنا، ونحن بفضل الله على خير حال.

ثانيًا: أن الإخوان المسلمين هيئة إسلامية عالمية، وتحمل فكرة إصلاحية تشمل جميع مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. وأن منهجنا في تحقيق ذلك هو النضال الدستوري السلمي الذي لا نحيد عنه رغم الواقع الاستبدادي الذي تعيشه الأمة الإسلامية.

ثالثًا: أن منهجنا في العمل الإسلامي قائم على أسس أخلاقية وشرعية لا تسمح بتجاوز حدود الشرع، وأن الجماعة لها مؤسساتها المستقرة، والتي تقوم على أمرها وتدير شئونها طبقًا لخطة واضحة المعالم والأهداف والوسائل وتطبق هذه الخطة- ولله الفضل والمنة- بما يتفق واللوائح والقانون والدستور القائم في البلاد.

رابعًا: أن المشاركة في مناشط العمل السياسي ومجالاته المختلفة والتعاون مع القوى السياسية والمجتمعية من لوازم ومتطلبات المرحلة القادمة التي نسعى فيها إلى إحداث الإصلاح بكل صوره ومجالاته وأشكاله المختلفة.

خامسًا: أن الجماعة قد سارت على هذه المفاهيم والأسس وأرست قواعدها وشاركت في كل أنشطة المجتمع، ومارست- وما زالت تمارس- العمل السياسي من خلال المؤسسات القائمة؛ كمجلس الشعب، ومجلس الشورى، والمجالس المحلية، والنقابات، والنوادي ومؤسسات المجتمع المدني بكل أنواعها، وما زالت- وستبقى إن شاء الله- هذه الأعمال قائمة وممتدة، ولن تغيب بفضل الله؛ لأنها جزء أصيل لا يتجزأ من المنهج الإسلامي المتكامل، وكما قال الإمام البنا رحمه الله: "نحن ندعو الناس إلى الإسلام، والحكومة جزء منه، والحرية فريضة من فرائضه".

سادسًا: أن ما يحدث هو حلقة في سلسلة من الظلم العالمي الواقع على الإسلام عامة والإخوان المسلمين خاصة، وأن منهجنا هو الثبات على فكرتنا ومنهجنا ووسائلنا مهما أُحيك لنا من مؤامرات فسنستمر- بإذن الله تعالى- في طريقنا من أجل تحقيق غايتنا وأهدافنا.

سابعًا: أن استراتيجيتنا الأساسية في المرحلة المقبلة هي استمرار عمل الجماعة وجهودها الفعالة والمؤثرة؛ لضمان تحقيق الغاية والرسالة والأهداف التي تسعى إليها بكل وسائل وصور النضال الدستوري السلمي، واستمرار مد الجسور والحوار مع جميع الأطراف الداخلية بما يحقق المصلحة العليا للوطن.

ثامنًا: أن الشورى أصل نعبد الله عز وجل به، في جو من المحبة والإخلاص والأخوة وهذا بفضل الله نمارسه دائمًا ونحرص عليه.

تاسعًا: أن اتباع النظم واللوائح والالتزام بالمؤسسية هو منهجنا في جميع أمورنا، كما أننا نسعى إلى معالجة أوجه القصور فيها، والعمل على تطويرها بآلياتها المؤسسية المعتمدة.

عاشرًا: أن الإخوان المسلمين- مرشدًا ومكتب إرشاد وقيادات وصفًّا- متماسكون أخوة وأخوات بفضل الله تعالى؛ إذ نتوجه بكل أعمالنا إلى الله عز وجل، نسير خلف خاتم الأنبياء والمرسلين، ونحمل أشرف منهج للبشرية وهو الإسلام العظيم، ونضحي في سبيل تحقيق ذلك بأموالنا وأنفسنا وأهلينا حسبة لله عز وجل، ونعلم أن الله هو القادر القاهر فوق عباده وهو الخبير العليم.

مدونتنا


المرايا المستوية..

هى عنوان مدونتنا التى أخذنا لها هذا الأسم لتكون كذلك..

مدونة تتسم بالشفافية..

الشفافية فى النظرة لأنفسنا ..

الشفافية فى النظرة لمجتمعنا..

الشفافية فى النظرة للآخر..

فالمرايا المستوية تعكس الحقيقة .. والحقيقة وحدها من غير تضخيم كما تفعل المرايا المقعرة .. ومن غير تهوين كما تفعل المرايا المحدبة.

فعن أبي هريرة _رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة أخيه" هذا الحديث حسنه بعض أهل العلم.

والمراد أن المسلم يعمل عمل المرآة لصاحبها،

فماذا تعمل المرآة وكيف تعمل؟

المرآة تكشف الأدران البدنية التي تلحق بنا وكذا المسلم يكشف لأخيه ما به من عيوب وأدران معنوية وذلك من خلال المناصحه.

والمرآة تكشف الأدران الحسية بلطف، فليس لها عصا غليظة تشير بها إلي موضع الدرن في الجسد، وكذا المسلم يبين لأخيه العيوب بأسلوب حسن وكلام لطيف لأنه يرى أن عليه إصلاحه.

والمرآة لا تكشف العيوب لغير حاملها فلا تكشف الأدران لغير حاملهاكذا المسلم لا يفضح أخاه، بل يناصحه في السر؛ فإن ذلك أدعى إلى الانتفاع بالنصيحة وقبولها .. وقبل ذلك خلوصها لله تعالى.

والمرآة لا تذهب بعد أن تكشف الأدران بل تبقي معينة علي إزالتها، وكذا المسلم يبقي معين لك علي إزالة ما أنت فيه من الأخطاء والعيوب، ولا ينتقد نقداً سلبياً هداماً لأجل النقد فحسب.
ثم إن المرآة لا تحدث بصورتك غيرك، ولا تعرضها لسواك في غيبتك، فلا تفشي سرك عند الآخرين، وكذلك ينبغي أن يكون الأخ المسلم.

بل إن المرآة لا تحفظ الصورة التي نكون عليها سابقا، فإذا أتى أحد بعدُ لا يرى من وقف أمامها حال كونه متسخاً، أو حال إزالته الأوساخ عن جسده، وكذا المسلم فإنه ينسي ما بأخيه من العيوب بمجرد أن تزول عنه، وتبقى صورة أخيه خالية من العيوب في ذهنه، فضلاً عن أن يبث ما رأى من عيب.

وبقدر ما تكون المرآة نقية يكون كشفها للعيوب أوضح وشفافيتها في ذلك أكثر، وكذا المسلم بقدر ما تكون نفسه أنقى وقلبه لله أتقي يكون شعوره بالعيب والخطاء أكثر، ولذا فإن على المسلم أن يصحب تقيا عارفا يعرفه عيوب نفسه، وقد قال عمر _رضي الله عنه_: "رحم الله عبداً أهدى إلي عيوبي".

وأخيراً كثير من الناس يعرضون أنفسهم علي المرآة كلما مر عليه وقت أو تغير لهم حال كالنوم مثلاً، فكذا ينبغي للعاقل أن يطلب النصيحة من أهل الصلاح والتقي كل ما مر عليه زمان، أو طرأ عليه طارئ، وليجعل أهل الخير والعقل مرآته.
والله المسؤول أن يصلح أحوالنا، وأحوال المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحقوق محفوظة لـ - مدونة المرايا المستوية | الإخوان المسلمون